q
مع استمرار تفشي جائحة كورونا التي وصلت إلى مستويات حرجة في العديد من الدول، ودفعتها الى اعلان حالة إغلاق جديدة لمنع التجمعات، وعلى الرغم من استخدام العديد من اللقاحات المستكشفة المضاد لهذا الفيروس القاتل، يواصل العلماء والباحثون في جميع أنحاء العالم جهودهم الحثيثة وابحاثهم العلمية في مجال صناعة الأدوية...

مع استمرار تفشي جائحة كورونا التي وصلت إلى مستويات حرجة في العديد من الدول، ودفعتها الى اعلان حالة إغلاق جديدة لمنع التجمعات، وعلى الرغم من استخدام العديد من اللقاحات المستكشفة المضاد لهذا الفيروس القاتل، يواصل العلماء والباحثون في جميع أنحاء العالم جهودهم الحثيثة وابحاثهم العلمية في مجال صناعة الأدوية والعقاقير الطبية، من اجل التوصل إلى علاج فعال لمساعدة المرضى المصابين بهذا الفيروس وانقاذ حياتهم، ففي هذا الشأن اكد مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية وكما نقلت بعض المصادر، إن الوزارة بدأت العمل في مجال تصميم دواء جديد مضاد للفيروسات على شكل علكة، لاستخدامه ضد مرض كوفيد-19.

وبدأ معهد الأبحاث العلمية المركزي رقم 48 التابع لوزارة الدفاع الروسية، في تطوير دواء مضاد للفيروسات على شكل علكة، لاستخدامه ضد عدوى فيروس كورونا المستجد. ولا شك في أن الجمع بين شكل الاستخدام البسيط هذا، والخصائص المفيدة للدواء سيضمن تأثيرا إيجابيا في مكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد".

ويقوم المعهد بتصميم وإنشاء لقاح ضد فيروس كورونا على شكل هريسة فواكه، يعمل في الغشاء المخاطي للجسم. وعند الانتهاء من التجارب سيتم إدراج هذا اللقاح في النظم العلاجية المختلفة واستخدامه كعامل مساعد لآليات العلاج القائمة". ويذكر أن المعهد رقم 48، شارك في العام الماضي مع معهد "غاماليا" العلمي، في تصميم واختبار لقاح "سبوتنيك V"، أول لقاح في العالم ضد فيروس كورونا المستجد.

علاج جديد

بعد عام من اكتشاف فعالية عقار الستيرويد رخيص الثمن وتوفيره حماية من خطر الوفاة الناتجة عن الإصابة بكوفيد، قال باحثون إنهم توصلوا إلى علاج آخر ينقذ حياة المرضى. ويقوم هذا العلاج الجديد، وهو باهظ الثمن، على طريقة حقن أجسام مضادة في الوريد لتحييد الفيروس، بدلا من تثبيط استجابة الجسم له. وتشير نتائج التجربة التي تعرف باسم "ريكفري" إلى أن العلاج الجديد قد يساعد واحدا من كل ثلاثة أشخاص يعانون من إصابة حادة بكوفيد ويتلقون الرعاية في المستشفى.

ويتعين على المرضى، الذين لا تستطيع أجسامهم بالفعل تكوين أي أجسام مضادة لمكافحة الفيروس، الحصول على العلاج، الذي تصل تكلفته إلى ما بين 1000 إلى 2000 جنيه إسترليني. وقالت كيمبرلي فيذرستون، 37 عاما، إحدى أولئك الذين حصلوا على العلاج أثناء التجربة: "أشعر بأنني محظوظة جدا نظرا لتنفيذ التجربة في الوقت الذي نُقلت فيه إلى المستشفى بسبب إصابتي بكوفيد-19، ولأنني تمكنت من الحصول على هذا العلاج الرائد".

والعلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة، الذي تنتجه شركة "ريغينورون"، يكبّل الفيروس ويمنعه من إصابة الخلايا والتكاثر. وخلصت التجربة، التي شملت نحو 10 آلاف مريض في مستشفى بريطاني، إلى أن العلاج قلل بشكل كبير من: خطر الوفاة، وطول فترة البقاء في المستشفى، (أربعة أيام في المتوسط)، واحتمال اللجوء إلى التنفس الاصطناعي. وقال مارتن لاندراي، باحث بارز مشارك في التجربة: "إعطاء المرضى هذا المزيج من اثنين من الأجسام المضادة عن طريق الحقن في الوريد يؤدي في الحقيقة إلى تقليل احتمال الوفاة بواقع الخمس".

وأضاف: "ما توصلنا إليه حتى الآن هو أنه بإمكاننا استخدام علاج مضاد للفيروسات، في هذه الحالة هي تلك الأجسام المضادة، مع مرضى يواجهون احتمال الوفاة دون علاج، بواقع حالة من كل ثلاث حالات، ويمكننا تقليل هذا الخطر لديهم". وأعطى الباحثون العلاج لمرضى كوفيد المصابين إصابة شديدة، بالإضافة إلى عقار "ديكساميثازون" المضاد للالتهابات، الذي ينتمي إلى عائلة الستيرويدات، والذي يقلل خطر الوفاة بنسبة تصل إلى الثُلث. بحسب بي بي سي.

وقال السير بيتر هوربي، كبير الباحثين وأحد الذين علقوا على هذه التجربة، إن هناك قدرا كبيرا من الشك في ما إذا كانت علاجات الأجسام المضادة تمثل النهج الصحيح، في ظل وجود بعض الدراسات الأخرى التي تتحدث عن عدم الفائدة منها. فعلى سبيل المثال، لم يُثبت استخدام بلازما الدم من المرضى المتعافين - والتي تحتوي على أجسام مضادة يجب أن تتعرف على الفيروس وتكافحه - فعاليته كعلاج لكوفيد.

بيد أن العلاج بالأجسام المضادة المستخدم في تجربة "ريكفري"، يحتوي على جرعات كبيرة من اثنين من الأجسام المضادة المحددة، المصنوعة في المختبر، والتي تعتبر جيدة في الالتصاق بالفيروس الوبائي. وقال السير بيتر: "إنه لأمر رائع أن نعلم أنه حتى في حالة الإصابة بمرض كوفيد-19 في المراحل المتقدمة، فإن استهداف الفيروس يمكن أن يقلل وفاة المرضى الذين فشلوا في تكوين استجابة بالأجسام المضادة بصورة ذاتية".

عقار توفاسيتينيب

في السياق ذاته كشفت تجربة سريرية، أن دواء "توفاسيتينيب" الذي يستخدم في علاج التهاب المفاصل، سجل نتائج واعدة في معالجة مصابين بأعراض حادة لمرض كوفيد-19. وشملت التجربة السريرية التي نشرت نتائجها مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين"، مشاركة 289 شخصا، كانوا يتعالجون في مستشفيات في 15 موقعا مختلفا بالبرازيل، بسبب إصابتهم بأعراض حادة لكوفيد-19.

وأُعطي نصف هؤلاء المرضى عقار "توفاسيتينيب" (حبتان من عيار 10 ملغ يوميا)، إلى جانب الرعاية الصحية التقليدية، بينما أعطي النصف الآخر دواء وهميا مع نفس الرعاية الصحية. وبعد 28 يوما تبيّن أن 18 في المئة من أفراد المجموعة التي تلقت الدواء أصيبوا بفشل تنفسي (يتطلب على سبيل المثال تنبيبهم أو وصلهم إلى جهاز تنفس صناعي) أو ماتوا، مقارنة بـ 29 في المئة من أفراد مجموعة العلاج الوهمي.

وفي المجموع، بلغت نسبة الذين فارقوا الحياة في مجموعة المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي 5.5 في المئة مقارنة بـ2.8 في مجموعة المرضى الذين تناولوا "توفاسيتينيب"، حسبما نقلت "فرانس برس". وتعليقا على نتائج الدراسة، قال الطبيب في مستشفى ألبرت أينشتاين الإسرائيلي أوتافيو بيرفانغر الذي أجرى التجربة السريرية بالشراكة مع "فايزر": "لقد شجعتنا النتائج الأولية للتجربة العشوائية التي أجريناها على عقار توفاسيتينيب على مرضى أُدخلوا إلى المستشفى بسبب التهاب رئوي ناجم عن كوفيد-19".

ويسوّق دواء "توفاسيتينيب" تحت علامات تجارية مختلفة من بينها "زيلجانز" المملوكة من مجموعة "فايزر" الدوائية الأميركية. وعقار "توفاسيتينيب" مسموح باستخدامه في الولايات المتحدة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب المفاصل الصدفي، والتهاب القولون التقرحي.

علاج ريجينيرون

من جانب اخر خلصت دراسة بريطانية كبيرة إلى أن خليط الأجسام المضادة لكوفيد-19 الذي تنتجه شركة "ريجينيرون" للأدوية قلل عدد وفيات المرضى في المستشفيات الذين لم تنتج أجسادهم أجساما مضادة. وقال عالم بارز إن تجربة أكسفورد التي تثبت أن العلاج بالأجسام المضادة من ريجينيرون الذي تم إعطاؤه للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يعمل على الحد من مخاطر الوفاة بسبب فيروس كورونا المستجد.

والعلاج الذي يعرف باسم "ريجين-كوف" نال الموافقة على الاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة للمصابين بأعراض خفيفة إلى متوسطة لكن نتائج خلصت إليها تجربة "التعافي" تقدم أوضح الأدلة على فاعليته بالنسبة للمرضى الذين يتلقون العلاج في المستشفيات. فقد وجدت تجربة أكسفورد أن علاج الأجسام المضادة خفض حالات الوفاة التي تحدث خلال 28 يوما من ثبوت الإصابة بفيروس كورونا بمقدار الخمس وذلك بين المرضى الذين يعالجون في المستشفيات ولم تحدث استجابة من جهازهم المناعي بإنتاج أجسام مضادة.

ووجد العلماء أن العقار يقلل من خطر الموت والحاجة إلى جهاز التنفس الصناعي، كما قلل من مدة بقاء المرضى في المستشفى بمعدل 4 أيام. وقال الباحثون أن هذه النتيجة تعني 6 وفيات أقل بين كل 100 مريض لديه تلك الحالة وتلقوا هذا العلاج. وقال كبير الباحثين الذي شارك في التجربة، مارتن لاندراي، للصحفيين "كان الناس متشائمين جدا جدا إزاء فاعلية أي علاج مضاد لهذا الفيروس تحديدا بعد دخول المرضى إلى المستشفى". وأضاف "إن لم تنتج أجساما مضادة بنفسك، فسوف يفيدك حقا الحصول على بعض منها"، وفقا لرويترز. وتابع أن العلاج قلص أيضا مدة الإقامة في المستشفى وقلل احتمال احتياجهم إلى أجهزة التنفس الصناعي.

غير أن الخبراء حذروا من أن التكلفة قد تصل إلى 2000 جنيه إسترليني لكل مريض. ويأتي هذا الاكتشاف في الوقت الذي تستعد فيه هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية للبدء في استخدام "فئة جديدة من العلاجات"، والتي من المرجح أن تكون ريجينيرون هي الأولى منها، لاستهداف الفيروس في المرضى الأكثر مرضا الذين لا تستطيع أجهزتهم المناعية محاربة المرض.

وكان المسعفون في الولايات المتحدة أعطوا العلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة من "ريجينيرون" لترامب آنذاك، لكنه لا يزال غير مرخص في بريطانيا. ويتكون "ريجين-كوف" من نوعين من الأجسام المضادة المأخوذة من مرضى كوفيد المتعافين، والتي تسمى "كازيريفيماب" و"إمديفيماب"، اللذين يتم إكثارهما في المختبر لصنع سائل يمكن حقنه في الأشخاص الذين لم يطوروا الأجسام المضادة الخاصة بهم بعد الإصابة بالمرض، المعروفين باسم المرضى السلبيين.

ومن دون العلاج، كان احتمال وفاة المرضى الذين يعانون من عدم وجود الأجسام المضادة بنسبة 30 في المئة، مقارنة بنسبة 15 في المئة للأشخاص الذين كانت أجهزتهم المناعية تقاوم الفيروس بأنفسهم. ونجح علاج ريجينيرون في خفض نسبة الثلاثين في المئة إلى 24 في المئة.

وكان العلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة من ريجينيرون احتل عناوين الصحف العام الماضي عندما تم إعطاؤه لدونالد ترامب ووصفه بأنه "علاج" بعد خروجه من المستشفى. وقال ترامب، في مقطع فيديو على تويتر في ذلك الوقت، إن الأطباء أعطوه "ريجينيرون وأشياء أخرى" أيضا، وشعر بعدها أنه بحالة جيدة. يشار إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية وافقت على الدواء للاستخدام الطارئ لمرضى كوفيد في 21 نوفمبر.

وقال مارتن لاندراي، أستاذ الطب وعلم الأوبئة في جامعة أكسفورد "هذه هي المرة الأولى التي يكون لدينا فيها علاج يستهدف الفيروس نفسه بالفعل". وأضاف: "في الأشخاص المصابين بكوفيد، الذين تم إدخالهم إلى المستشفى ولكنهم لم يتمكنوا من رفع استجابة الأجسام المضادة الطبيعية الخاصة بهم، فإن منحهم هذا المزيج من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة بالتنقيط يقلل من فرص وفاتهم، ويقصر إقامتهم في المستشفى، ويقلل من فرص إصابتهم بالمرض. كما يقلل من الحاجة إلى جهاز التنفس الصناعي"، بحسب الديلي ميل. وختم قائلا "يجب أن يكون هذا مفيدا للمرضى ويجب أن يكون مفيدا للصحة العامة".

اضف تعليق