q
وكما نلاحظ في القصص المختارة في المجموعة اختلاف الأحداث والشخصيات في نسيج سردي لعب دورا فاعلا في عنصر الإثارة والتشويق للقارئ، انتقت الكاتبة ألفاظًا ومفردات سهلة ومتداولة، نظمتها بتراكيب تراوحت بين القصيرة والمتوسطة، دون أن تقع في أخطاء لغوية أو نحوية، والهدف من هذه القصص المختارة هو...

عندما يكتمل القمر ويتحول إلى بدر في منتصف الشهر الهجري، يخرج الإبداع والتميز من سطح الأرض متواصلاً إلى فضاء القمر فيضع على رأسه تاجا، هذا ما تجده في هذه المجموعة القصصية: عندما يكتمل القمر للقاصة رقية تاج، حيث صدرت أخيرا عن دار الجوادين في لبنان وشملت المجموعة ستة عشر قصة قصيرة.

يسترعي انتباهنا في هذه المجموعة أناقة السرد وظلال مفردة الثقة في الحدث والحبكة التي تخيّم على بعض أعمالها القصصية، وتلعب دورا بارزا في العمل السردي لديها، وليس بجديد على هذه الكاتبة التي تميزت في انفرادية لغتها ورشاقة حرفها، وقد نالت المرتبة الأولى في مهرجان ربيع الشهادة 2019 عن قصتها رصاصة ناعمة.

وكما نلاحظ في القصص المختارة في المجموعة اختلاف الأحداث والشخصيات في نسيج سردي لعب دورا فاعلا في عنصر الإثارة والتشويق للقارئ، انتقت الكاتبة ألفاظًا ومفردات سهلة ومتداولة، نظمتها بتراكيب تراوحت بين القصيرة والمتوسطة، دون أن تقع في أخطاء لغوية أو نحوية، والهدف من هذه القصص المختارة هو التركيز على المحور الإنساني، بين ما يعيشه الفرد من الفقر وفقدان الوطن، والتشرد والصراع، وهذا يثبّت رؤية الكاتبة في إبراز الإنسانية وتسليط الضوء على صوت المظلوم في مفردات وحكايات.

وكانت مقدمة الكتاب من كلمات الأستاذ والأديب علي حسين عبيد حيث اظهر فيها قدرة الكاتبة على السرد وإدارة الأحداث وقال: في اعتقادي تشكل بداية صحيحة للكاتبة، ومع ذلك عليها أن تقلق بشأن نسبة النجاح، كما أود أن أشير إلى أن البدايات قد تبقى متذبذبة بين النجاح والإخفاق، ولكن من الأفضل أن تنتمي البداية أو الخطوة الأولى إلى النجاح، وهذا ما سوف يحصل مع قصص (عندما يكتمل القمر)، كما أن هناك مزايا أسلوبية وفنية للكاتبة في نصوصها السردية، ونحن أمام وليد قصصي يستحق الظهور وانه يمثل خطوة أولى ويوما مميزا لميلاد كاتبة سرد جديدة.

يذكر أن الكاتبة عضو في جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية، ومديرة تحرير موقع بشرى حياة؛ وهي خريجة كلية الإعلام/ قسم الصحافة من جامعة بغداد، تعمل اليوم كـ كاتبة في موقع بشرى حياة وشبكة النبأ المعلوماتية، كما تحتفل بإصدار مجموعتها القصصية الأولى التي صدرت بعنوان: "عندما يكتمل القمر".

وقد شاركت مع أقلام أخرى ضمن إصدارات نشرت من قبل جمعية المودة والازدهار.

لم يكن هناك إهداءً لأشخاص محددين في المجموعة واكتفت بإهداء عام ببعض السطور التي كانت لافتة جدًّا، لم تكن العناوين كاشفة لمضمون القصص وفي الوقت ذاته لم تنفصل عنها، فكانت جزءاً من الكل وكلّاً من الأجزاء، بل كانت أول عنصر من عناصر التشويق والإثارة نذكر منها: (رتاج الفردوس، سكر محروق، العباءة الزرقاء، حبة الحنطة وشقائق النعمان، عنقاء أفريقا، كسرة خبز من سفرة السلطان، مخاض الربيع، ثقوب الوطن، مرآة الروح، قنديل واحد لا يكفي، وشهربانو وغيرها).

تنوّعت الأماكن والشخصيات التي اختارتها الكاتبة في قصصها فهناك الرجل كبير، والطفل، والمرأة، استطاعت الكاتبة أن تسلسل أحداث قصصها تسلسلًا متوافقًا منطقيًّا ومنسجماً مع النتائج، وذلك عبر الصراع بين الشخصيات كما في (مرآة الروح، وقنديل واحد لا يكفي).

هذا بعض مما قدّمته لنا القاصة رقية تاج ضمن مجموعتها، وفي حديث خاص عن تجربتها الأدبية في مجال الطباعة والنشر، أجابت تاج عن بعض الأسئلة ومنها:

_ عرفينا عن نفسك؟

اسمي رقية تاج/ من العراق، كربلاء. ولدت في سوريا، ودرست الإعلام/ قسم الصحافة في جامعة دمشق وجامعة بغداد.. من أهم هواياتي القراءة والكتابة.

_ ماذا بعد اكتمال القمر؟

كثيرة هي الفنون الأدبية التي أحبها وأتمنى أن يكون لي نصيب من كل واحد منها، قد تكون سلسلة قصصية أخرى، وقد تكون رواية أو مسرحية.

_ من كان معك في رحلة القمر؟

مدينة للكثير في هذه الرحلة الممتعة، لكل من شجعني ودعمني ولو بكلمة، أخص منهم عائلتي، أمي وأبي وأخواتي وبقية الأحباب، وأيضا أساتذتي في مجال الكتابة بدءا من الجامعة مرورا بالدورات التي أقامتها جمعية المودة والازدهار وكانت تحت إشراف الأستاذة زينب صاحب، والأستاذ القدير علي عبيد الذي له كان له فضل كبير في تنمية الحس القصصي في كتاباتي، وانتهاء بصديقاتي وقرّاء مقالاتي وقصصي المتواضعة، أخص منهم من ينتقد مواضيعي نقدا بنّاءً، فقد ساهم بشكل كبير في تطوير مشواري الكتابي.

_ لماذا حملت مجموعتك هذا العنوان؟

هو اسم إحدى قصصي المنشورة في هذه المجموعة، وهي قريبة على قلبي.

اضف تعليق