q
مع تطور العالم تغيرت أمور كثيرة في بناء العلاقات الأسرية، وفي أداء المهمات البيتية، حيث نرى أن المرأة كانت في الماضي تعمل في البيت فقط وتقوم بواجب تربية الأطفال، والواجبات الزوجية، وقد تعمل خارج هذا الإطار لظروف خاصة وفي حالات استثنائية في حال غياب المعيل...

مع تطور العالم تغيرت أمور كثيرة في بناء العلاقات الأسرية، وفي أداء المهمات البيتية، حيث نرى أن المرأة كانت في الماضي تعمل في البيت فقط وتقوم بواجب تربية الأطفال، والواجبات الزوجية، وقد تعمل خارج هذا الإطار لظروف خاصة وفي حالات استثنائية في حال غياب المعيل او مرضه أو لتلبية حاجات الأسرة.

أما اليوم فقد تغيرت المرأة كثيراً، وأصبح العمل من الأمور الأساسية والأهداف العليا لها، حيث تدرس كي تحصل على وظيفة، وليس العمل مجرد مسألة إعالة أو مساعدة الأسرة، بل هناك غايات أخرى منه. فقد أصبح العمل في زمننا الراهن وسيلة لتحقيق الذات ومصدر الثقة بالنفس ويؤدي إلى اتساع العلاقات الاجتماعية وكسب المال.

تُرى هل هذا العمل يؤدي إلى فشل المرأة في أداء مهامها حول الزوج وتربية الأطفال وواجبات البيت؟ كانت لـ (شبكة النبأ المعلوماتية) جولة استطلاعية لمعرفة الآراء المختلفة حول هذا الموضوع.

المدرّسة مرضيه جلوخان قالت: بالتأكيد لا يمكن للعمل أن يمنع المرأة من أداء واجباتها في البيت، بل على العكس من ذلك سوف تكون اكثر نشاطا، وهذا الأمر يرفع عندها الاحساس بالمسؤوليه تجاه البيت، فيومنا هو عبارة عن 24 ساعه لو نظمت كل امرأة وقتها بشكل جيد، تستطيع ان توفق بين عملها وبيتها وهو شعور جيد يخلق منا أناسا قادرين على تحمّل المسؤوليه، فنحن محاسبون على كل دقيقه من دقائق الحياة ولا يحق لنا ان نهدرها في أعمال غير مفيده، وانا شخصيا اؤمن بعمل المرأة حتى لو كبرت في السن، لأن الله سبحانه وتعالى يقول (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ) فالعمل عباده وتوفيق من الله.

تنظيم الوقت في إدارة الأسرة الناجحة

وقالت المديرة ست جنان الرويشدي:

قال أمير المؤمنين: إن عمرك وقتك الذي أنت فيه.

أنا أتحدث عن المرأة العاملة اقول إنها تعرف كيف تدير الاسره، ومن اشتغل بغير المهم ضيع الأهم، فكل امر من العمر والوقت والزمان يعكس استثمار العمر، وتقييمه في الطاعه والعمل الصالح وتحقيق المزيد من النجاحات، وهنا أحب أن أوضح أن كل شيء يحتاج إلى تنظيم العمر واستثمار الوقت في البعدين الديني والدنيوي، والعائلة التي توزع المهام بينها تشعر بالراحة والرضا، فالمشاركة تساعد على إنجاز الأعمال في أوقاتها المحددة، وتعاون الأسرة والاحترام في الشدة والرخاء، والدليل على ذلك هو نجاحي في انشاء أسره كبيره من الاولاد، لهم دور في بناء المجتمع، إذ لدي 4 أولاد و2 بنات وكلهم استطاعوا أن يتميزوا لديهم شهادات جامعيه وأكاديمية من خريجي الجامعات، وهم يتواصلون في خدمة المجتمع ولدي 6 من الأحفاد وأدير أسره، ومازلت أدرس وأقرأ واعيل اسرتي واقدم خدماتي للمجتمع، فاهم شيء هو تقسيم الوقت في إدارة الاسره الناجحه وقيادتها.

إن من يعيش حياة العمل وينغمس في المهنة في بداية حياته، يكون قرار خروجه من دوامة العمل ليس بالهين، هذا ما قالته هدى محمد (معلمة)، وأضافت:

من خلال تجربتي الشخصية امور البيت من الاشياء التي يمكن السيطرة عليها، خصوصاً مع قدوم التكنولوجيا الحديثة، فالمرأة العاملة قد تقصر تجاه نفسها وراحتها ونادراً ما تقصر تجاه بيتها، بل على العكس ارى اغلب النساء العاملات لا يرضين على انفسهن إلا اذا قمن بأعمالهن على اكمل وأتم وجه، ولكن تبقى المرأة العاملة تحس بنوع من تأنيب الضمير لأن الله خلقها لشئ وهي تقوم اضافة للتربية والبيت بعمل اخر يثقل كاهلها ويعرضها للضغوط النفسية والجسدية، وعلى الرغم من كوني امرأة عاملة إلا أنني لست مقتنعة بعمل المرأة ولا أشجع عليه.

وقال مصطفى محمد (موظف): هذه الأمور ترجع إلى شخصية المرأة ولكن غالباً لا أفضل عمل المرأة خارج البيت، لا بأس بالتعلم والوصول الى مجالات عليا، ولكن العمل قد يؤدي إلى تقصير في وظائفها التربوية لأن من يعمل خارج البيت سوف يخوض في معارك نفسيه، والمرأة اذا خاضت في هذه المعارك قد تتعب ويؤثر ذلك على نفسيتها وهدوئها!.

أم احمد الطويل دبلم (ربة بيت):

اذا كان دوام المرأة كل يوم (غير جزئي)، فغالبا ما تكون غير قادرة على الإيفاء بحق العمل والبيت معا، ويكون احدهما على حساب الاخر، وكذلك على حساب راحتها.

وقال الاستشاري في العلاقات (حسن عبد الكريم):

الانسان كائن غريب خلقه الله جل وعلا وهو يملك قدرات عجيبة، والمرأة بشكل خاص تملك قدرات في ادارة حياتها، حيث باستطاعتها ان تفعل ما تريد بسهولة، لذلك نرى هناك نساء ناجحات استطعن أن ينجزن مشاريع كبيرة، رغم الفقد والحرمان ويقمن بتربية الأطفال على أتم وجه ويعتنين باحتياجات الزوج والبيت بأجمل صورة، لذلك لا نستطيع ان نظلم المرأة ونقول إنها ضعيفه ولا تستطيع ان تقوم بجميع الأدوار، بل هي قادرة وربما تكون المرأة العاملة أفضل بكثير من المرأة التي لا تعمل وتقضي معظم وقتها في البيت، اذ انها احياناً لا تعرف ماذا يجري خارج البيت وكيف عليها ان تحمي اولادها من المخاطر والعكس صحيح، اذن حسن الاهتمام بالبيت والزوج يرجع الى حسن تدبير المرأة، إن كانت حكيمة وذكيه سوف تعرف كيف تدير الأمور دون ان تضر نفسها وبيتها وتحافظ على حياتها، ربما العمل يقيدها ويأسرها، لذلك عليها أن تعرف غايتها من العمل، هل هناك غايات ماديه؟ او نفسيه؟ كي تختار الأهم وتقوم بالدور الأفضل دون ان تقصر في أداء واجباتها، وكذلك لابد أن يعرف الرجل بأن عليه أن يساعدها في بعض الأمور ان اضطرت الزوجة للعمل خارج البيت ومساعدة الرجل في كسب مخارج العيش، هنا لابد وان يوجد ترابط وتكافل في القيام بواجبات البيت وتربية الأطفال لأجل حياة أجمل، ومن الجميل ان تعمل المرأة، لتفيد نفسها والآخرين ولكن الأجمل ان تعرف قيمها وتهتم بالمبادئ اينما كانت وتتذكر قول امير الكلام كما ورد في نهج البلاغة ج4ص34: الصلاة قربان كل تقي والحج جهاد كل ضعيف، ولكل شيء زكاة وزكاة البدن الصيام، وجهاد المرأة حُسن التبعل*.

*حُسن التبعل: هو طاعة المرأة لزوجها، وحُسن العشرة معه.. كما ذكره المجلسي في البحار ج18 ص107

اضف تعليق