q
يبدو أن الكون مازال يخفي المزيد من الأسرار التي تكشف عن نفسها بمرور الوقت، اذا يدأب العلماء في اكتشاف اسرار الكواكب في قلب المجرات والكون الفسيح، عبر الابحاث والدراسات والرحلات العلمية الى اعماق الفضاء، فضلا عن إرسال العديد من التلسكوبات إلى الفضاء الخارجي بواسطة وكالات الفضاء حول العالم...

يبدو أن الكون مازال يخفي المزيد من الأسرار التي تكشف عن نفسها بمرور الوقت، اذا يدأب العلماء في اكتشاف اسرار الكواكب في قلب المجرات والكون الفسيح، عبر الابحاث والدراسات والرحلات العلمية الى اعماق الفضاء، فضلا عن إرسال العديد من التلسكوبات إلى الفضاء الخارجي بواسطة وكالات الفضاء حول العالم وبخاصة ناسا وبفضل هذه التلسكوبات تمكن العلماء من رؤية مالم يكن بالإمكان رؤيته من على الارض لتصل الينا معلومات مدهشة، وقد ذكر الله رب العز والجلالة في كتابه الكريم عن اسرار الكون بقوله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

ولعل الاكتشاف الأبرز في الآونة الأخيرة هو ما خلص له باحثون بوجود ظاهري داخل طبقات من السحب في كوكب الزهرة لغاز الفوسفين الذي ينبعث على كوكب الأرض من كائنات حيّة، في اكتشاف اعتبره مدير وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) "أهم حدث" في مسيرة البحث عن حياة خارج الأرض.

وتبقى ابحاث العلماء عن كواكب اخرى قابلة للحياة ابحاثا نظرية، اذ انه لا يمكن للبشر حتى الآن السفر في الفضاء سوى للاجرام القريبة جدا من الارض، اما تلك التي تبعد سنوات ضوئية، ومنها ما يبعد ملايين السنوات الضوئية، فلا يمكن الذهاب اليها الا ان تمكن الانسان يوما ما من السفر عبر الزمن.

وعليه في هذا الكون الذي نعيش فيه يكتشف العلماء كل يوم معلومة جديدة تضيف الدهشة إلينا من غرائب الكون، فنتعرف عليها بشكل مفصل كما في التقرير والدراسات ادناه.

وجود حياة في كوكب الزهرة

تدرس إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) الموافقة بحلول أبريل نيسان على مقترحين من أربعة مقترحات بإرسال مهمات إلى كواكب أخرى، إحداها مهمة إلى كوكب الزهرة يقول علماء إنها قد تساعد في معرفة ما إذا كانت به مقومات حياة.

وكان فريق بحثي دولي قد تحدث يوم الاثنين عن دلائل على احتمال وجود ميكروبات في سُحب كوكب الزهرة شديدة الحمضية تتمثل في آثار لغاز الفوسفين الذي تنتجه على الأرض بكتيريا تنتشر في البيئة الخالية من الأكسجين. وقدم هذا الاكتشاف دليلا قويا على احتمال وجود شكل للحياة خارج الأرض. بحسب رويترز.

وفي فبراير شباط، وضعت ناسا قائمة قصيرة بها أربع مهمات مقترحة تدرسها إحدى لجانها حاليا. وستطلق مهمتان منها مسبارين آليين إلى كوكب الزهرة. والمهمة دافينشي+ واحدة من هاتين المهمتين وسترسل مسبارا إلى الغلاف الجوي للكوكب، وقال ديفيد جرينسبون، عالم الأحياء الفلكية الذي يشارك في مقترح مهمة دافينشي+، لرويترز يوم الثلاثاء ”دافينشي هي الخيار المنطقي إذا كنت تريد متابعة هذا الأمر.. لأن الطريقة الوحيدة لمتابعة الأمر هي الذهاب إلى هناك ومعرفة ما يدور في الغلاف الجوي“.

ولم يكن البحث عن أي شكل للحياة في مكان آخر بالمجموعة الشمسية يركز على كوكب الزهرة من قبل. وفي يوليو تموز، أطلقت ناسا مركبة من الجيل المقبل للبحث عن آثار حياة ربما كانت في الماضي على كوكب المريخ.

دلائل الحياة خارج الأرض

أمكن رصد ما يصل إلى ثلاثة كواكب -ربما كانت صخرية مثل الأرض- حول نجم قريب نسبيا من نظامنا الشمسي، وهو ما يفتح أمام علماء الفلك آفاقا مثيرة في مجال البحث عن دلائل للحياة خارج كوكب الأرض.

وقال الباحثون يوم الجمعة إن هذه الكواكب تدور حول النجم (جليزا 887)، وهو نجم من تلك التي يطلق عليها النجوم الأقزام الحمراء وتبلغ كتلته نصف كتلة الشمس ويقع على بعد 11 سنة ضوئية عن الأرض. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في السنة وتبلغ 9.5 تريليون كيلومتر، وهناك 12 نجما آخر فقط أقرب منه إلى نظامنا الشمسي.

وتم تحديد كوكبين بشكل قاطع، أحدهما يدور حول النجم (جليزا 887) كل تسعة أيام والآخر كل 21 يوما. ويقع أحدهما داخل ما يسمى بالمنطقة الصالحة للسكنى، والتي تعرف باسم منطقة جولديلوكس، حول النجم، وهي منطقة ليست شديدة الحرارة ولا بالغة البرودة وربما قادرة على الاحتفاظ بمياه سائلة على السطح وإيواء حياة.

وهناك كوكب ثالث محتمل يدور كل 50 يوما ويقع في المنطقة الصالحة للسكنى، لكن الأمر يستدعي مزيدا من التأكد، وقالت عالمة الفلك ساندرا جيفرز من جامعة جوتنجن في ألمانيا والتي تضطلع بدور رئيسي في هذا البحث الذي نُشر في مجلة ساينس ”إنها كواكب أشبه ’بأرض عملاقة‘، وهو ما يعني أن كتلتها أكبر بضع مرات من كتلة الأرض ويتوقع أن يكون لها قلب صلب مثل الأرض خلافا لعمالقة الغاز كالمشتري وزحل“.

وأضافت ”الكواكب المكتشفة حديثا لديها أفضل الاحتمالات بين جميع الكواكب المعروف أنها على مسافة قريبة من الشمس لبحث ما إذا كان لها غلاف جوي ودراسة هذه الأجواء بالتفصيل“، لمعرفة ما إذا كانت ظروفها ”تسمح بالحياة“، وقالت جيفرز إن هذا النظام الكوكبي سيكون هدفا رئيسيا للبحث والدراسة باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي لوكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) والمقرر تدشينه في عام 2021.

تصادم بين مجرتين ربما سرّع تكوّن نظامنا الشمسي

قد يكون حدث جلل هو اصطدام مجرتين قد مهد الطريق لنشأة نظامنا الشمسي، فقد قال علماء يوم الثلاثاء إن تسارعا قد حدث على ما يبدو في عملية تكوّن النجوم في مجرة درب التبانة بالتزامن مع نشأة نظامنا الشمسي قبل أكثر من 4.5 مليار سنة نتيجة لاصطدام بين مجرتنا ومجرة أصغر يطلق عليها اسم ساجيتاريوس.

وقال العلماء إن اصطداما مثل هذا لا يشمل عادة تصادما مباشرا بين النجوم لكنه قد يؤدي لتهيئة الوضع لتشكل النجوم وذلك على سبيل المثال عن طريق زيادة كمية الغاز في المجرة أو بالمزج بين سحب من الغازات.

وأضاف العلماء أن المجرتين اصطدمتا لأول مرة قبل أكثر من ستة مليارات سنة. ومنذ ذلك الحين عبرت مجرة ساجيتاريوس، وهي مجرة قزمة أقل حجما من درب التبانة بعشرة آلاف مرة، مرتين قرص مجرتنا الهائل الذي يضم معظم نجومها البالغ عددها نحو مئة مليار نجم. ورافق التصادمات الثلاثة بين المجرتين فورة من تشكل النجوم في درب التبانة.

وكشف مرصد جايا التابع لوكالة الفضاء الأوروبية عن عملية تكوّن طويلة للنجوم قبل ما بين 6.2 مليار سنة و4.2 مليار سنة ارتبطت بالاصطدام الأول. وترتبط فورتان أخريان من تكون النجوم بالاصطدام بين المجرتين بلغتا ذروتهما قبل 1.9 مليار سنة ومليار سنة واستمرت كل منهما بضع مئات الملايين من السنين.

وقال توماس رويث-لارا عالم الفلك لدى معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري بإسبانيا ورئيس فريق البحث الذي نُشر في دورية (نيتشر أسترونومي) ”تتقاطع بعض أجزاء ساجيتاريوس ودرب التبانة لكن النجوم لا تتصادم. اصطدام نجمين شيء نادر حقا“.

وتابع قائلا ”أولا حدثت إضافة مواد وغازات من ساجيتاريوس مما أدى لزيادة كمية الغازات في مجرتنا ما مهد لتكوّن نجوم جديدة. ثانيا حدث التصادم بين سحب من الغازات من ساجيتاريوس ودرب التبانة مما أشعل فتيل تشكل النجوم من جديد“، وأضاف ”ثالثا يمكن لعدم الاستقرار في الجاذبية الناجم عن التقاطع أن يشكل النجوم“ عن طريق التسبب في ”تموجات“ في كثافة الوسط الغازي الواقع بين النجوم.

الشمس أقل نشاطا من النجوم المشابهة

قال باحثون إن الشمس نجم أقل نشاطا بكثير على ما يبدو من نجوم مشابهة، وذلك من حيث تغيرات السطوع الناتجة عن البقع الشمسية وظواهر أخرى، واصفين إياها بأنها ذات طابع ”ممل“ لكن ربما تكون الخيار الأفضل بالنسبة لأهل الأرض.

وقال الباحثون يوم الخميس إن فحصا شمل 369 نجما مشابها للشمس من حيث درجة حرارة السطح والحجم ومدة الدوران حول المحور -يستغرق دوران الشمس مرة حول محورها 24 يوما ونصف اليوم تقريبا- أظهر أن التغير في السطوع بالنجوم الأخرى يزيد على نظيره بالشمس خمس مرات في المتوسط.

وقال تيمو راينهولد الباحث في معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي في ألمانيا وقائد البحث المنشور في دورية ساينس ”هذا التغير يحدث بسبب البقع الداكنة على سطح النجم أثناء الدوران“. وأضاف ”عدد البقع الشمسية على السطح مقياس مباشر للنشاط الشمسي“، والشمس بشكل أساسي عبارة عن كرة ساخنة من الهيدروجين والهيليوم وهي نجم متوسط الحجم تكوًن قبل أكثر من 4.5 مليار سنة وهو حاليا في منتصف عمره الافتراضي تقريبا. ويبلغ قطرها حوالي 1.4 مليون كيلومتر بينما تبلغ درجة حرارة سطحها حوالي 5500 درجة مئوية.

وقال راينهولد ”يُعتقد أن درجة الحرارة ومدة الدوران حول المحور هما المكونان الرئيسيان للمولّد (الدينامو) داخل النجم، والذي يولّد مجاله المغناطيسي، وفي نهاية المطاف عدد وحجم البقع التي تسبب تغير السطوع. وجود مثل تلك النجوم ذات القياسات المتشابهة للغاية مع شمسنا لكنها أكثر تغيرا منها بخمس مرات أمر مدهش“.

ويمكن أن يؤدي زيادة النشاط المغناطيسي المرتبط بالبقع الشمسية إلى موجات توهج شمسي وانبعاثات ضخمة للبلازما والمجال المغناطيسي من الطرف الخارجي للغلاف الجوي للشمس وظواهر كهرومغناطيسية أخرى يمكن أن تؤثر على الأرض. فعلى سبيل المثال يمكن أن تعطل الأقمار الصناعية والاتصالات وتعرض رواد الفضاء للخطر، وربما تكون رتابة النشاط الشمسي شيئا جيدا، قال راينهولد ”وجود نجم ’أنشط من اللازم‘من شأنه أن يغير بالتأكيد ظروف الحياة على الكوكب، لذلك فإن العيش مع نجم ممل للغاية ليس الخيار الأسوأ“.

علماء يلتقطون صورا لأول مرة لعملية تشكل كويكب

يعتقد علماء الفلك أنهم ربما عثروا على كويكب جديد "في مرحلة الولادة"، ويعد الأمر مثيرا لأن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التقاط صور لكويكب، وكان العلماء يرصدون نجما صغيرا يسمى "أي بي أوريغاي" أو AB Aurigae ، الذي يبعد عن كوكب الأرض بمسافة كبيرة وهي 520 سنة ضوئية، عندما لاحظوا وجود قرص كثيف من الغبار والغاز يدور حول النجم الصغير، واكتشف العلماء، بنية حلزونية متجذرة في هذا القرص المتكون من الغبار والغاز وذات "تطورات" قرب المركز، وهي علامة على تشكل كوكب جديد.

استخدم العلماء المرصد الجنوبي الأوروبي الذي يتضمن تلسكوبا عملاقا يسمى VLT لالتقاط الصور. وهذا تلسكوب متطور جدا في تشيلي يستخدمه علماء الفلك لدراسة الكون، وقال الدكتور أنتوني بوكاليتي الذي يقود الدراسة من مرصد باريس بفرنسا "تم التعرف على آلاف من الكواكب خارج المجموعة الشمسية إلى حد الآن، لكن لا يُعرف سوى القليل عن طريقة تشكلها. نحتاج إلى رصد المنظومات الصغيرة جدا لتحديد اللحظة التي تتشكل فيها الكواكب"، وفي الماضي، كان من الصعب جدا التقاط صور لهذه الأقراص التي تتميز بالحدة والعمق من أجل العثور على "التطورات" التي تصاحب ولادة كوكب جديد.

ويبني المرصد الجنوبي الأوروبي حاليا تلسكوبا ضخما للغاية يسمى (ELT) على جبل في تشيلي. ويأمل القائمون على المرصد أن يسمح بدراسة الكواكب بتفاصيل أكبر.

الفرصة مهيأة لسقوط أمطار من الحديد السائل

رصد العلماء كوكبا غريبا في مجموعة شمسية بعيدة أحواله الجوية رهيبة على الدوام إذ أن الفرصة مهيأة بنسبة مئة في المئة لسقوط أغرب الأمطار التي تخطر على البال متمثلة في قطرات من الحديد السائل الساخن لدرجة حارقة.

قال الباحثون يوم الأربعاء إنهم استعانوا بأداة اسبرسو المستخدمة في البحث عن الكواكب بالتلسكوب الكبير جدا بالمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي لمراقبة كوكب أطلق عليه اسم واسب-76ب يقع على بعد 640 سنة ضوئية تقريبا من كوكب الأرض.

ويبلغ حجم هذا الكوكب مثلي حجم كوكب المشترى أكبر كواكب مجموعتنا الشمسية ويعد من أكثر الكواكب التي اكتشفت خارج المجموعة الشمسية تطرفا من حيث المناخ والتركيب الكيميائي. وهو ينتمي لنوع من الكواكب يطلق عليه الكواكب الغازية العملاقة شديدة الحرارة، ويقع الكوكب على مسافة شديدة القرب من نجمه الذي يعادل حجمه تقريبا مثلي حجم الشمس. ويدور الكوكب واسب-76ب في فلك يبلغ ثلاثة أمثال قطر النجم أي أنه على مسافة أقرب كثيرا من مسافة كوكب عطارد من الشمس، ويواجه الكوكب واسب-76ب نجمه بجانب واحد مثل القمر الذي يواجه الأرض بجانب واحد.

ويزيد ما يستقبله الكوكب من الإشعاع 4000 مرة على ما تستقبله الأرض من الأشعة الشمسية وتبلغ درجة الحرارة على سطحه نهارا 2400 درجة مئوية. وتتسبب تلك الحرارة الهائلة في تبخر المعادن الموجودة على الكوكب وتحمل رياح قوية بخار الحديد إلى الجانب المظلم الأقل حرارة من الكوكب حيث يتكثف ويتحول إلى قطرات من الحديد السائل.

ويقول ديفيد ارينرايتش أستاذ الفلك بجامعة جنيف ورئيس فريق الباحثين المشاركين في الدراسة التي نشرتها مجلة نيتشر إن أمطار الحديد السائل ربما تكون ملمحا فريدا من ملامح هذه الكواكب شديدة الحرارة.

ويضيف ”الأحوال الجوية المتطرفة التي قابلناها في واسب-76ب وأشباهه من الكواكب الغازية العملاقة شديدة الحرارة لا توجد في أي مكان من مجموعتنا الشمسية... ومن ثم فإن هذه الأجسام الغريبة معامل فريدة لاختبار نماذجنا المناخية وفهم أكثر أشكال التحول الجوي تطرفا“.

خطوة جديدة تجاه العيش في الفضاء

عثرت مهمة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" تُدعى "TESS"، على أول كوكب خارجي لها بحجم الكرة الأرضية من المحتمل أن يكون صالحاً للسكن. وهو يدور حول نجم يبعد حوالي 100 عام ضوئي من الأرض، وفقاً لـ"ناسا".

وتم الإعلان عن هذا الخبر خلال الإجتماع الـ235 للجمعية الفلكية الأمريكية يوم الإثنين في هونولولو، بهاواي، ويُعد الكوكب الذي تم اكتشافه جزءاً من نظام متعدد الكواكب حول "TOI 700"، وهو نجم صغير وبارد من فئة "M-dwarf" في كوكبة "دورادو " أو "أبو سيف"، وتشكل كتلته حوالي 40% فقط من كتلة وحجم الشمس، مع وصول درجة حرارته إلى نصف درجة حرارة السطح فقط، ويُعد الكوكب، الذي يُعرف بـ"TOI 700 d"، واحداً من 3 كواكب تدور حول النجم، وهو يقع على بعد مسافة مناسبة لدعم الماء السائل على سطح المنطقة القابلة للسكن التابعة للنجم، وأكّد العلماء اكتشافهم بواسطة قدرات الأشعة تحت الحمراء لتلسكوب "سبيتزر" الفضائي، ويُعتبر هذا الاكتشاف مشوقاً لعلماء الفلك لأنه واحد من الكواكب القليلة المختارة بحجم الكرة الأرضية خارج نظامنا الشمسي الذي قد يكون صالحاً للسكن.

ويكمل كوكب "TOI 700 d" دورة واحدة حول النجم كل 37 يوماً أرضياً، ويستقبل الكوكب من نجمه الأصغر حوالي 86% من الطاقة التي توفرها الشمس للأرض، ويُعتقد أن الكوكب منغلق مدارياً، ما يعني أن جانباً واحداً له سيكون في حالة النهار دائماً.

وفي حديثه عن مهمة "TESS"، قال مدير قسم الفيزياء الفلكية في مقر "ناسا" بواشنطن في الولايات المتحدة، بول هيرتز: "تم تصميم وإطلاق TESS خصيصاً للعثور على كواكب بحجم الأرض تدور حول نجوم قريبة".

وأضاف هيرتز أن اكتشاف كوكب "TOI 700 d" من أهم النتائج العلمية لمهمة "TESS". ويُعد تأكيد حجم الكوكب ووضعه في المنطقة الصالحة للسكن إنجازاً آخر لتلسكوب "سبيتزر"، إذ تنتهي عملياته العلمية في يناير/كانون الثاني.

وفي المستقبل، يمكن لمهمات مثل "تلسكوب جيمس ويب الفضائي"، الذي سيتم إطلاقه في عام 2021، أن يحدد ما إذا كانت للكواكب أغلفة جوية، إضافةً إلى التعرّف إلى مكوناتها، وكشفت عمليات محاكاة البيئة التي أنشأها الباحثون باستخدام بيانات من مهمة "TESS" أن الكوكب قد يتصرف بشكل مختلف تماماً عن كوكبنا، ونظراً لكونه منغلق مدارياً، فقد تكون الطريقة التي تتشكل بها السحب، والطريقة التي تهب بها الرياح غير مألوفة جداً بالنسبة إلينا.

احتواء القمر على كميات من المياه أكبر بكثير من المتوقع

يوجد على سطح القمر ماء على شكل جليد، هذا ما كشفت عنه دراستان حدسثتان نشرت نتائجهما الاثنين وجاء فيهما أن سطح القمر يحتوي كميات من المياه أكبر بكثير من المتوقع، على شكل جليد موزع على فوهات صغرى كثيرة، ما قد يشكل موردا محتملا يمكن للمهمات الفضائية المستقبلية الاستفادة منه.

ولطالما ساد اعتقاد بأن القمر جرم سماوي جاف، إلى أن اكتشف باحثون سنة 2008 جزيئات مياه داخل صهارة (ماغما) جلبها رواد فضاء خلال مهمات "أبولو"، هذا الماء موجود على شكل جليد مائي في قاع فوهات كبيرة تبقى على الدوام في الظل، بالقرب من المناطق القطبية في القمر حيث تكون درجات الحرارة منخفضة للغاية.

وكشفت دراسة نشرت نتائجها مجلة "نيتشر أسترونومي" وجود فوهات دقيقة كثيرة تكتنز جليد الماء في قاعها، وتسمى "المصائد الباردة"، وقال بول هاين من قسم الفيزياء الفلكية في جامعة كولورادو الأمريكية "تخيل نفسك على القمر، بالقرب من إحدى مناطقه القطبية. سترى عددا لا يحصى من الظلال الصغيرة على السطح، معظمها أصغر من قطعة نقد معدنية. كل منها سيكون شديد البرودة بما يكفي لإيواء الجليد".

واستخدم فريقه بيانات من أداتين من مركبة "إل آر أو" المدارية الاستطلاعية القمرية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا). ومن خلال دمج هذه القياسات مع نماذج ثلاثية الأبعاد، تمكنوا من إعادة إنتاج حجم الظلال وتوزيعها، بمقاييس صغرى.

ودرجات الحرارة هي نفسها الموجودة في الفوهات الكبيرة: أي حوالى 160 درجة مئوية دون الصفر. لكن عددها أكبر بكثير، "إذ ثمة عشرات المليارات منها، مقابل بضع مئات للكبيرة منها"، وفق بول هاين، وعند إضافتها إلى المناطق التي رُصدت سابقا، تصل المساحة الإجمالية للمياه على القمر إلى 40 ألف كيلومتر مربع، 60 % منها في القطب الجنوبي، "ما يشير إلى أن المياه منتشرة على القمر أكثر مما كان يُعتقد سابقا"، على ما أوضح هذا الباحث وهو المؤلف الرئيسي للدراسة، لوكالة الأنباء الفرنسية.

دليل كيميائي على وجود مياه جزيئية بالفعل، وقدّمت دراسة أخرى نُشرت أيضا في مجلة "نيتشر أسترونومي"، دليلا كيميائيا على وجود مياه جزيئية بالفعل، فقد زوّد تلسكوب مرصد الستراتوسفير لعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء (صوفيا) المحمول جوا، الباحثين بيانات جديدة بفضل مراقبة القمر بطول موجة أكثر دقة من ذي قبل، عند 6 ميكرون بدلا من 3، وللمرة الأولى، نجح الباحثون في التمييز بوضوح بين جزيء الماء (ذرتا هيدروجين وذرة واحدة أكسجين) ومركب كيميائي آخر يختلط به هو الهيدروكسيل (ذرة هيدروجين وذرة أكسجين)، وأشارت المؤلفة الرئيسية للدراسة كيسي هونيبال الباحثة في معهد هاواي للجيوفيزياء والكواكب، إلى أن الدراسة الجديدة كانت قادرة على تبيان تفاصيل البصمة الطيفية للمياه الجزيئية "بشكل لا لبس فيه" في منطقة مضاءة بنور الشمس.

وقالت هونيبال التي تتابع أيضا دراسات ما بعد الدكتوراه في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، "إذا وجدنا كميات وفيرة من المياه في مواقع معينة، قد نستخدمها كمصدر للاستكشاف البشري"، كذلك أوضحت هونيبال في مؤتمر صحافي نظمته "ناسا" أن تركيز المياه الذي عثر عليه الباحثون "يعادل تقريبا زجاجة ماء سعة 350 مليلترا في نطاق متر مكعب من حجم التربة القمرية"، وشددت على أن هذه ليست "بركا من الماء" ، لكنها جزيئات مبعثرة لا تشكل جليدا أو ماءً سائلا.

لكن من أين تأتي هذه المياه؟ قد يكون ذلك ناجما عن سقوط الكويكبات التي ارتطمت بالقمر قبل مليارات السنين، والتي يُعتقد بأنها المصدر نفسه للمياه على الأرض، وأوضح فرانسيس روكار اختصاصي المجموعة الشمسية في المركز الوطني لدراسات الفضاء في فرنسا، أن جزيئات الماء التي قُذفت أثناء سقوط هذه الأجسام سقطت على الأرجح في قاع هذه الفوهات، حيث ظلت "محاصرة إلى الأبد" بسبب البرد.

وفي حال تطوير تقنيات الاستخراج، من شأن ذلك توفير مورد محتمل لبعثات الفضاء المستقبلية، ولا سيما "لونار غايتواي" (بوابة القمر)، وهي المحطة المصغرة المستقبلية التي ستقام في مدار القمر، ويرتدي هذا الأمر أهمية خاصة لوكالة ناسا التي تعمل على إطلاق مهمة مأهولة إلى القمر في 2024.

اضف تعليق