q
ملفات - عاشوراء

مَنهَجٌ ومَنهَجٌ

عْاشُورْاءُ السَّنَةُ التَّاسِعةُ (٣)

هذهِ ممارساتٌ هي أَعمدةٌ حاضِرةٌ في النَّهجِ الأَموي. إِنَّهُ يصِلُ بتضليلِ الرَّأي العام إِلى مرحلةٍ يتحوَّلُ فيها إِلى حَطبٍ لنيرانِ حرُوبٍ ظالِمةٍ أَو عبثيَّةٍ نعرِفُ كُلَّ ذلكَ من خلالِ تتبُّعِ سيرةِ أَوَّلهِم إِلى سيرةِ آخرهِم. فأَهلُ البيتِ (ع) لم يتغيَّر عندهُم شيءٌ منذُ أَوَّل السِّلسلةِ الذهبيَّة...

[العلَويَّة] منهجٌ بخطوطهِ العريضة وبكُلِّ تفاصيلهِ، كما أَنَّ [الأَمويَّة] منهجٌ بكُلِّ تفاصيلهِ، ولذلكَ قالَ الحُسين السِّبط (ع) عندما رفضَ إِعطاء البَيعة للطَّاغيةِ يزيد إِبن الطُّلقاء {مِثلي لا يُبايعُ مثلهُ}.

طبعاً نحنُ نعرِفُ أَنَّهُ لا يوجدُ أَحدٌ بمثلِ سيِّدِ شبابِ أَهل الجنَّة (ع) إِنَّما قصدَ بقَولهِ البليغ [أَنَّ مَن يعتقِد بإِمامتي ورمزيَّتي ونهجي وأَنَّني أُسوتهُ وقُدوتهُ] ينبغي أَن لا يُبايع يزيدَ وأَمثالهُ فلا يُسلِّم ناصيتهُ لهُ.

من جانبٍ آخر، نحنُ نعرِف أَنَّ مِثلَ يزيد كثيرُون فكلُّ مَن يتستَّر بالمُقدَّسات للإِغارةِ على حقوقِ النَّاس وعلى رأسِها فرضُ إِرادتهِ للتصدِّي لمَوقعٍ هوَ ليسَ من حقِّهِ، فهو أَمويٌّ! كما يُخاطِبُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) مُعاويةَ الطَّليقِ بقَولهِ {وَمَتَى كُنْتُمْ يَا مُعَاوِيَةُ سَاسَةَ الرَّعِيَّةِ وَوُلَاةَ أَمْرِ الْأُمَّةِ بِغَيْرِ قَدَمٍ سَابِقٍ وَلَا شَرَفٍ بَاسِقٍ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ لُزُومِ سَوَابِقِ الشَّقَاءِ} وأَنَّ مَن يُعلنُ عقيدةً ويُبطِنُ أُخرى على النَّقيضِ منها، فهوَ أَمويُّ! كما يصِفُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) الطَّاغيةَ الطَّليقَ مُعاوِية {وَأُحَذِّرُكَ أَنْ تَكُونَ مُتَمَادِياً فِي غِرَّةِ الْأُمْنِيِّةِ مُخْتَلِفَ الْعَلَانِيَةِ وَالسَّرِيرَةِ}، وأَنَّ مَن يوظِّف الدِّين لتضليلِ النَّاس مِن أَجلِ تحقيقِ غاياتٍ مُنحرفةٍ فهوَ أَمويٌّ! كما يصِفُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) طاغِيةَ الشَّام مُعاوِية بقولهِ {وَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ إِذَا تَكَشَّفَتْ عَنْكَ جَلَابِيبُ مَا أَنْتَ فِيهِ مِنْ دُنْيَا قَدْ تَبَهَّجَتْ بِزِينَتِهَا وَخَدَعَتْ بِلَذَّتِهَا دَعَتْكَ فَأَجَبْتَهَا وَقَادَتْكَ فَاتَّبَعْتَهَا وَأَمَرَتْكَ فَأَطَعْتَهَا وَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَقِفَكَ وَاقِفٌ عَلَى مَا لَا يُنْجِيكَ مِنْهُ مِجَنٌّ فَاقْعَسْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ وَخُذْ أُهْبَةَ الْحِسَابِ وَشَمِّرْ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ وَلَا تُمَكِّنِ الْغُوَاةَ مِنْ سَمْعِكَ وَإِلَّا تَفْعَلْ أُعْلِمْكَ مَا أَغْفَلْتَ مِنْ نَفْسِكَ فَإِنَّكَ مُتْرَفٌ قَدْ أَخَذَ الشَّيْطَانُ مِنْكَ مَأْخَذَهُ وَبَلَغَ فِيكَ أَمَلَهُ وَجَرَى مِنْكَ مَجْرَى الرُّوحِ وَالدَّمِ}.

أَو كما يقُولُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) يصِفُ واحدةً من أَدوات [الأَمويَّة] وأَقصُد بها [التَّضليل] بقَولهِ {أَلَا وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً مِنَ الْغُوَاةِ وَعَمَّسَ عَلَيْهِمُ الْخَبَرَ حَتَّى جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْرَاضَ الْمَنِيَّةِ}.

فكلُّ هذهِ ممارساتٌ هي أَعمدةٌ حاضِرةٌ في النَّهجِ الأَموي.

إِنَّهُ يصِلُ بتضليلِ الرَّأي العام إِلى مرحلةٍ يتحوَّلُ فيها إِلى حَطبٍ لنيرانِ حرُوبٍ ظالِمةٍ أَو عبثيَّةٍ!.

نعرِفُ كُلَّ ذلكَ من خلالِ تتبُّعِ سيرةِ أَوَّلهِم إِلى سيرةِ آخرهِم.

فأَهلُ البيتِ (ع) لم يتغيَّر عندهُم شيءٌ منذُ أَوَّل السِّلسلةِ الذهبيَّة وأَقصدُ بهِ نفسُ رسولِ الله (ص) {وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ} وأَخوهُ أَميرَ المُؤمنينَ (ع) وإِلى الإِمام المُنتظَر (عجَّ) الذي سيخرجُ بإِذنِ الله تعالى {فيملأَ الأَرضَ قِسطاً وعدلاً بعدَ أَن مُلِئت ظُلماً وجَوراً}.

أَمَّا الأَمويُّونَ فهُم كذلكَ لم يتغيَّر عندهُم شيءٌ منذُ أَوَّل الشَّجرة الخبيثة [أَبو سُفيان] وإِلى آخرهِم، ولذلكَ فهُم منهجيَّةٌ وسياسةٌ وعقليَّةٌ، من بينِ ما اعتمدت عليهِ من أُسُسٍ ومعاييرَ؛

أ/ الإِتِّكاء على الدِّين لشرعنةِ سياساتهِم الظَّالمة وسلطتهِم الغاشِمة، ولذلكَ يُمكنُ القَول بأَنَّهم أَوَّل من أَسَّسَ لـ [الإِسلام السِّياسي] الذي يُقدِّم نفسهُ كحامٍ للشَّريعة من خلالِ الإِتِّجار بالدِّين للتَّضليلِ والدَّجل والخِداع لقتلِ الإِنسانِ وتدميرهِ وتصفِيةِ إِنسانيَّتهِ.

السُّؤَال الذي يرِدُ في الأَذهانِ دائماً هو؛ كيفَ نُميِّز بينَ الدجَّال الذي يُتاجر بالدِّين وبينَ الصَّادق عندما يرفع شِعار الدِّين والأَخلاق والقِيَم والمَبادئ والثَّوابت؟!.

إِنَّ أَبسط طريقةٍ وأَدقَّها للتَّمييزِ بينَ الإِثنَينِ هوَ مُراقبة السُّلوك فقط والتَّعامل اليَومي سواءً مع الذَّات أَو الأُسرة أَو الآخر أَو السُّلطة أَو الرعيَّة أَو معَ الدُّستور والقانُون أَو معَ المال العام أَو ما إِلى ذلكَ.

خاصَّةً عندَ البلاء ففي فترةُ الرَّخاء يكثر الدجَّالون! ولقد أَشار إِلى هذهِ الحقيقةِ المُطلقةِ الحُسين السِّبط (ع) بقولهِ {إِنَّ النَّاسَ عَبيدُ الدُّنيا والدِّينُ لعِقٌ على أَلسنتهِم يحُوطُونهُ ما درَّت معائِشهُم، فإِذا مُحِّصُوا بالبلاءِ قلَّ الدَّيَّانُونَ}.

لا يخدعنَّكَ خطابهُ ولا يستهوينَّكَ حديثهُ ولا تطرب على وعُودهِ المعسُولة ولا تغفُو على عهودهِ ولا تطمئِن إِلى أَيمانهِ وزيِّهِ وشَكلهِ وطولِ لِحيتهِ أَو قِصَرِ ثَوبهِ أَو إِلى مِسواكهِ الذي لا يُفارِقُ فمهُ، أَبداً، فكلُّ ذلكَ مظاهِر، إِنَّما راقبهُ فإِذا تطابقَ قَولهُ مع فعلهِ وكلامهُ مع عملهِ وإِذا تطابقَ غدهُ مع أَمسهِ ومُقدَّماتهِ معَ أَهدافهِ فذلكَ هو الصَّادقُ الأَمين الذي يمكِنكَ الإِعتماد عليهِ في نَيلِ الحقُوقِ وحمايتِها من العَبث، وإِلَّا فهوَ كذَّابٌ دجَّالٌ يُتاجِرُ بحقُوقكَ ويُتاجِرُ بالمُقدَّس ليضحكَ عليكَ ولتضليلِكَ وبالتَّالي للسَّيطرةِ على عقلِكَ وعلى شخصيَّتِكَ ليسُوقُكَ سَوقَ النِّعاج.

لقد نادى عُمَرُ بن سعدٍ بجيشهِ [يا خيلَ الله اركبِي وبالجنَّةِ أَبشري] كيفَ؟! ولماذا؟! لقتلِ الحُسين السِّبط (ع)!.

تُرى؛ هل بعدَ هذا الدَّجلِ والتَّضليلِ دجلٌ وتضليلٌ؟!.

وعندما يتستَّر جيشٌ بالآياتِ القُرآنيَّةِ الكريمةِ [الخوارج في التَّاريخ والدَّواعِش في عصرِنا الحاضِر] لتكفيرِ أَوَّل القَوم إِسلاماً وأَقدمهُم إِيماناً ومُوالُوهُ وشيعتهِ ولبقرِ بطُون الحوامِل وقطعِ الطَّريق والإِفسادِ في الأَرضِ فهوَ جيشٌ يقودَهُ دجَّالٌ ومُحتالٌ يُضلِّلهُ ليُسيطرَ على سلوكهِ بعدَ عقلهِ ليُنفِّذ أَوامِرهُ العسكريَّة مهما كانت خطِيرة!.

اضف تعليق