q
المؤثر الأكبر سيكون امن إسرائيل وتلك الضمانات المطلوب من إيران ان تقدمها لواشنطن لكي توافق إسرائيل على بداية مفاوضات مباشرة وطي صفحة المفاوضات غير المباشرة، كل التسريبات الإعلامية وردود الافعال الدبلوماسية والاقتصادية، ان واشنطن ترامب قد انتهت الى مواقف متجددة، فجميع انواع المفاوضات الثلاثية او الرباعية التي لعبت فيها عواصم خليجية وأوروبية...

احتفلت منصات التواصل الاجتماعي العراقية كل حسب طريقته للأنباء المقبلة عن مفاوضات تعيد واشنطن الى حظيرة الاتفاق النووي، لست بصدد تحليل تناقضات المواقف العراقية فهي معروفة ولكل منها ذات الأسباب التي لم يتم تجاوزها منذ 2003 وحتى اليوم، ولكن فقه العلوم السياسية يتغلب على الميول العاطفية وما يجري مناقشته على طاولة المفاوضات بين بلدين مثل إيران والولايات المتحدة الأمريكية لن تؤثر فيه مواقف (الذيول والجوكرية) سواء في العراق او لبنان او اليمن وحتى في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي.

المؤثر الأكبر سيكون امن إسرائيل وتلك الضمانات المطلوب من ايران ان تقدمها لواشنطن لكي توافق إسرائيل على بداية مفاوضات مباشرة وطي صفحة المفاوضات غير المباشرة، كل التسريبات الإعلامية وردود الافعال الدبلوماسية والاقتصادية، ان واشنطن ترامب قد انتهت الى مواقف متجددة.

فجميع انواع المفاوضات الثلاثية او الرباعية التي لعبت فيها عواصم خليجية واوروبية فضلا عن اليابان لكي تفضي الى تلك النتيجة التي تقنع إسرائيل بان التهديد النووي الإيراني او الصاروخي بعيدا عنها في استعادة لقصفها بـ39 صاروخا عراقيا في حرب الخليج الثانية، السؤال ما الذي يقنع إسرائيل في هذه المرحلة وهي تنشر نماذج متقدمة كن المظلات الحديدية للدفاع الجوي على سواحل الخليج العربي؟ من خلال مقاربة واقعية مع النموذج العراقي في عقد التسعينات هناك مساران لهذه المفاوضات.

ردع عسكري

يتمثل الاول في الردع العسكري والاستيعاب السياسي والتشجيع الاقتصادي، ومثل هذا النموذج ما ترغب به ادارة بايدن تطبيقه على موافقة إيرانية غير مشروطه على مشاركة إسرائيل في لجان تفتيش مقرات مفاعلاتها النووية وان لا يتجاوز تصنيع الصواريخ على مسافة لا تصل الى الأراضي المحتلة وسط اتهامات تبدو اقرب الى الصحة ان الصواريخ الإيرانية على حدود إسرائيل (حزب الله) او داخلها (حماس) واي توازن للردع اليوم يتطلب من مخططي الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية البحث عن ضمانات دولية لاتفاق غير مباشر او مباشر وهو الافضل عند إسرائيل.

في المقابل توظف إيران هذا الانتشار لأسلحتها في مناطق مختلفة حول إسرائيل وحول منظومة مجلس التعاون الخليجي الحليف التقليدي لواشنطن، كورقة ضغط رابحة عندما تتفاوض في ثلاثية الردع العسكري والاستيعاب السياسي والترغيب الاقتصادي.

ربما واقع إيران اليوم اكثر قدرة من واقع العراق في فترة العقوبات الدولية حينما عرض على صدام حسين الاعتراف باسرائيل مقابل رفع العقوبات مع حزمة مشاريع اقتصادية وكانت الرسالة قد وجهت لاكثر من مرة عبر الفاتيكان وعبر مؤسسة روكفلر وعبر قنوات دبلوماسية ابرزها فلسطينية!

فيما استخدمت إيران مع رسائل الطرف الثالث او الرابع في مفاوضات غير مباشرة إجابات (لعم) بدمج نعم الموافقة مع كلا الرافضة، وليس هناك افضل من الإيرانيين في مثل هذه المساجلة ما بين المطاولة والاتيان بمتغيرات غير متوقعة على جميع اطراف المفاوضات.

النموذج الثاني في المفاوضات المقبلة تكمن في اطلاق قدرات إيران في موازنة الردع النووي الإسرائيلي من خلال توقيع معاهدة امن إقليمية تتعامل معاملة الانداد بين الامم النووية الصغيرة في الشرق الأوسط الكبير، كمفتاح لقيادة الصفحة الجديدة من ادارة اكبر اقتصاد دولي ينتظر نتائج برامج كبرى مثل مشروع السعودية 2030، ربما يكون ذلك احد ابرز ملامح الطموح الإيراني حتى وان انتهى بالجلوس على طاولة تفاوض نووي يضمها مع إسرائيل والباكستان والهند وربما كوريا الشمالية.

لكن نقاط الصد سواء الإسرائيلية او الخليجية ستطالب بما سبق وان نفذته السعودية في الابتعاد عن منهج الخطاب الوهابي السلفي وفتح مراكز الترفيه مثل السينما والمسرح .. فهل تتنازل إيران الثورة عن خطابها الى إيران الدولة؟

وكيف يمكن حساب مواقف جمهور إيران الثورة الذي ما زالت تصدره منذ عقود مضت وحتى اليوم؟ وهذا يعني عودة طهران الى الحظيرة الأمريكية حتى وان كانت باجنحة نووية! في سياق كلما تقدم اعود الى عنوان هذا المقال ..هل يمكن ضمان مواقف ايران وإسرائيل حتى وان كان بضمانة امريكية او حتى بضمانات من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي؟

مواعيد عرقوب

اعتقد ام وعود عرقوب سيتواصل ظهورها حتى وان نجحت إيران في الجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة بحضور إسرائيل ضمنا من اجل تخفيف العقوبات الاقتصادية، لكن جميع الأطراف لن يلتزموا بجدول زمني لإنجاز الاهداف المطلوبة ..وكما سبق وان ظهرت مثل هذه الوعود في مفاوضات كامب ديفيد حتى انتهى الحل في مفاوضات أوسلو لتكون نتائجها حتى اليوم اقل مما كانت تلك الوعود بنظام الدولتين على أوراق كامب ديفيد الاولى.

الامر الأكثر تعرضا لما يمكن ان يكون عليه في ما يوصف بمناطق النفوذ الإيراني إقليميا، اعتقد يتطلب تسكين كرة القدم في ملعب ايران الثورة، وهذا ما يتطلب اعادة حسابات شاملة في دول مثل العراق ..فالمفاوض الإيراني لن يتحدث بلهجة تصدير الثورة اكثر من ترسيخ اعتراف دولي بايران نووية يبقى من القول ولله في خلقه شؤون!

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق