q
انتخب او لا تنتخب بعقلك انت. لا بعقل أي سلطة من سلطات المجتمع، النائب سيمثلك انت وسيفيدك او يضرك انت، لأن عضو مجلس النواب مسؤولياته جسيمة مثل اعلان الحرب وحالة الطوارئ وانتخاب رئيس الجمهورية والمصادقة على رئيس الحكومة والوزراء والوكلاء وقادة الجيش والقضاة ومراقبتهم وعزلهم وتشريع القوانين...

انتخب او لا تنتخب بعقلك انت. لا بعقل أي سلطة من سلطات المجتمع، النائب سيمثلك انت وسيفيدك او يضرك انت، لأن عضو مجلس النواب مسؤولياته جسيمة مثل اعلان الحرب وحالة الطوارئ وانتخاب رئيس الجمهورية والمصادقة على رئيس الحكومة والوزراء والوكلاء وقادة الجيش والقضاة ومراقبتهم وعزلهم وتشريع القوانين واقرار الموازنة. لهذا عضو مجلس النواب الناجح قد يكون قانونيا (محاميا او قاضي...الخ) او اداريا (والخبرة الطويلة في مؤسسات الدولة من ابواب الادارة) او محاسبا او محاسبا قانونيا. ولهذا ايضا فالقاب مثل السيد والحجي والشيخ والدكتور (مع احترامي الكامل لهم جميعا) ليس لها علاقة مباشرة بعمل مجلس النواب.

ان انتخابات مجلس النواب ليست مسابقة جمال. جمال المرشح او المرشحة ليس له علاقة بعمله او عملها، وعضو مجلس النواب ليس صحفيا او اعلاميا وحقيقة ان بعض المرشحين نجوم في وسائل الاعلام او يجيدون الحديث في وسائل الاعلام ليس له علاقة مباشرة بعمل عضو مجلس النواب.

كما ان عضو مجلس النواب يخدم دائرة جغرافية معينة. ولهذا فانتخابات مجلس النواب لها طبيعة محلية ولهذا فانه ليس غريبا ان ينتخب مرشح له سمعة جيدة رغم ان الكثير من سكان دائرته لا تؤيد قائمته الانتخابية. مثال: قد تكون من غير مؤيدي التيار الصدري. ولكن وبسبب سمعة محافظ ميسان الجيدة فلو رشح لرئاسة الوزراء فستنتخبه وتؤيده.

مجلس النواب ليس مؤتمرا شبابيا. فالخبرة مطلوبة وعليه كون المرشح او المرشحة صغير السن او شابا ليس في صالح اداء مهمته كعضو مجلس النواب.

لذا فكروا في من تسبب في ويلاتكم وتهجيركم وقتل احبائكم وتدمير منازلكم وخسارة العراق ثرواته وهزيمه قواته المسلحة واستباحة البلد امام الارهابيين ومن خطب واجج الصراعات الطائفية والاثنية ثم ترككم لمصيركم وهو يتنعم امنا في المنطقة الخضراء او كردستان او خارج العراق ومن راهن على شق الوطن وهو ينهب موارده ومن قتل شبابنا في تشرين ومنتاجر بدمائهم. فكروا في كل هؤلاء وتدبروا في ما حملته لكم السنوات الماضية قبل انتخاب وجوه الخراب من جديد.

وان الانتصار على داعش وتحرير المدن تم بقوتين اساسيتين: جهاز مكافحة الارهاب وهم نخبة القوات المسلحة العراقية بالاضافة الى دعم الحشد الشعبي وباقي قطعات قواتنا المسلحة من جيش وشرطة. من انتصر هم جنودنا وحشدنا. لا حق لاحد بقطف ثمار النصر الذي تحقق بدماء عشرات الالاف من شهدائنا. كما القيادة (الناجحة) للعمليات العسكرية ضد تنظيم ارهابي ليس لها اي علاقة بالنجاح كعضو مجلس نواب.

العراق فيه 40 مليون انسان. مقولة ان من (نجح) في السنوات الماضية ليس له بديل واضح هي تكرار لكارثة الولاية الثانية وما جلبتها من ويلات للعراق والعراقيين.

وعليه عليك بالنزاهة ثم النزاهة ثم النزاهة. بالاضافة الى كل ما ذكرته في النقاط السابقة، نزاهة المرشح وهو- امر ممكن التحري عنه - من اهم ما يجب توفره فيمن تنتخبه. أسأل عن المرشح وعن ماضيه وعن سمعته وامواله وعائلته وعمله. أسأل وفكر ثم قرر.

والتفكير في المصلحة الذاتية عند الانتخاب ليس عيبا مطلقا. العيب هو التفكير في المصلحة الانية. بمعنى ان تبيع مصالحك للاربع سنوات المقبلة برشوة تافهة.

لا توجد فقرة في دستور العراق تقضي بعدم شرعية الانتخابات اذا كانت نسبة التصويت ضعيفة، العراق ليس تحت وصاية الامم المتحدة او الولايات المتحدة او اي قوة اجنبية. وعليه فلن تتدخل هذه الجهات و(تنهي) العملية السياسية في حال كانت نسبة التصويت ضعيفة.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق