q

المليشيا أو الجماعة المسلحة أو التنظيم المسلح: جيش تشكلهُ عادةً قوات غير حكومية، من مواطنين، يعملون عادة بأسلوب حرب العصابات، أو قد يكون جيش تشكلهُ الحكومة لكنهُ خارج القوات النظامية، فتاريخياً نجد من المليشيا، مقاتلي الساموراي أو الفرسان وغيرهم.

في مطلع القرن العشرين، ظهرت مليشيات يمكن إعتبار أعضائها مقاتلين محترفين، مع بقاء حالتهم كـ"مقاتلين لوقت جزئي" أو "عند الطلب"، ويمكن أن تكون في عدة إطارات:

• قوات تابعة للجيش النظامي كما الحال في الصين وسويسرا

• منظمات مسلحة تابعة لأحزاب أو حركات سياسية

• قوات دفاعية يقع تشكيلها من طرف سلطات أو مواطني منطقة سكنية أو جغرافية محددة في إطار جهوي أو ديني وقد تكون مدعومة من السلطات أو معاقبة منها.

وفق ما بينا مختصراً، لا داعي للقلق عند البعض من تسمية الحشد الشعبي بالمليشيات، لأن الحشد الشعبي إنما تشكل لظرف طارئ وسوف ينحل بإنتهاء هذا الظرف، وهو تشكيل يقع تحت سلطة الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة.

أما إعتبار الحشد الشعبي (طائفياً)، فإن ما دعى البعض إلى قول ذلك هو بداية إنطلاق هذا التشكيل، حيث ظهر إلى الوجود، بعد إفتاء المرجع الديني الشيعي الأعلى في النجف الأشرف (السيد السيستاني)، بوجوب الجهاد ضد داعش، وأن من أهم أسباب إنطلاق هذه الفتوى، هو سقوط ثلاث محافظات عراقية بيدهم، وضعف الجيش والشرطة الإتحادية أمام هجمات هذه العصابات الإجرامية، فكان لا بُدَّ من تشكيل مليشيا من المواطنين، لدعم الجيش في حربهِ هذه، وإنما لبى جميع العراقيين الفتوى، وليس الشيعة فقط، بالرغم من أن السيستاني هو مرجع لهذه الطائفة، ولو كانت الفتوى تخص الشيعة فقط، لتوقف الشيعة في مناطقهم، ولم يذهبوا لتحرير مناطق الطوائف الأخرى.

وأما عن كون الحشد الشعبي، مليشيا عقائدية، فمعلومٌ أن حب الوطن من الدين، ومن مات دفاعاً عن وطنهِ مات شهيداً.

واما عن كون أكثر أبنائه من الشيعة، فلأنهم يمثلون غالبية الشعب العراقي، وكذلك فإن المناطق المحتلة من قبل داعش غالبية ابنائها من السنة، والذين لم يستطيعوا تلبية نداء المرجعية، وأما الآخرون مثل ابناء مدينة حديثة، فقد كان له الشرف بتواجدهم في سوح القتال، وتلبية نداء الفتوى الشريفة.

بقي شيء...

لم يَعُد ثمة شكٍ بقدرة الحشد الشعبي وإخلاصهِ وجدهِ في تحرير كافة مناطق العراق وطرد داعش، وأما ما بعد ذلك فيتركُ لحينه، والسلام على من اتبع الهدى.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق