q
يشير علماء الاقتصاد إلى عدم المشكلة من الاطمئنان تجاه الذهب في العام المقبل، فالمعدن الأصفر الثمين لا يزال في مقدمة أي معادن أو عملات عندما يتعلق الأمر بالخوف من المستقبل ورغبة الاحتفاظ بقيمة الثروة على المدى الطويل، وبالطبع هذا الوصف لن يفيد المستثمر التجاري المندفع...

تتوقف حركة التقدم لأي مستثمر على مكتبة المعلومات التي يمتلكها لمساعدته على معرفة الخطوة التالية الصحيحة والأنسب في حياته المهنية، وللحصول على مكتبة كهذه من المعلومات الاقتصادية الهامة يجب علينا عدم القيام بالكثير من الجهد مع الانفتاح التكنولوجي الواسع بل من السهل بنقرة زرٍ واحدة الوصول لمعظم ما نبحث عنه بتكلفة زهيدة.

المعضلة التي تبقى بين أيدينا هي صحة هذه المعلومات وإن كانت بالفعل قادرة على الإجابة لبعض من أكبر استفسارات هذه السنة برغم سهولة تجميعها أو الوصول إليها، إن كانت العملة الرقمية الوجهة المربحة فعلاً بدلاً من الذهب وما هو الاختيار الأفضل لبدء عام جديد معه بين كل هذه الفوضى التي تثور في العالم وتقرع أبواب جميع المنازل؟

من السهل لقدرٍ كبيرٍ من المعلومات أن يشتت انتباهنا عن الإجابة الصحيحة ولكن عندما نستخلص الزبدة ونضع المعلومات في ترتيبها الصحيح، نأمل بأن الإجابة سوف تأتي من تلقاء نفسها.

القيمة الثابتة للذهب

حديثنا يبدأ مع الثمين الأصفر ذي القيمة المتعارف عليها منذ عقود من التاريخ حتى اليوم، حيث يعود بنا تاريخ الذهب إلى بداية الحضارة الاقتصادية والاعتماد الأول على المعادل كشيء ذات قيمة تبادلية وسيطة بدلاً من نظام التقايض القديم، وقليلة هي المرات التي تعرض فيها الذهب لأزمة اقتصادية فهو لا يزال حتى يومنا هذه من الخامات الرئيسة لأي عملة حول العالم، ويتفق الجميع على اعتباره مرجعا احتياطيا لمواجهة الأزمات وموازنة مشكلات محتملة مثل التضخم وغيرها.

نستنتج من هذا بكل وضوح أن قيمة الذهب ثابتة على مر التاريخ ولا تزال على حالها حتى الآن دون وجود علامات مقلقة لتغير ذلك حسب اتفاق الكثير من خبراء الاقتصاد ومديري المصارف الاستثمارية البارزة عالميًا، وذلك يعني أنه الملاذ الآمن لحفظ ثروة الشخص والأقل تضررًا حين بروز عاصفة اقتصادية قد تودي ببعض العملات المستقرة سابقًا وتعيش بوهم التطور بقناع التضخم.

هذا بالنسبة إلى طبيعة الذهب وقيمته من حيث الاستقرار، أما بما يخص تجميع الثروة والربحية فإن الأمر مختلف ولا يعتبر الذهب عملية تجارية مربحة سريعة المكاسب بل لكونها عكس ذلك تمامًا نراها حتى اليوم كمرجع مالي وجدار متين لتلقي الصدمات المالية، بمعنى أنك عندما تشتري أونصة من الذهب مقابل 1800 دولار مثلاً فليس من الشائع أو المتوقع ارتفاع قيمة الأونصة الواحدة بشكل كبير ليصل إلى 6000 دولار مثلاً أو شيء من هذا القبيل وإنما من المرجح والغالب أن تعود بعد فترة طويلة لترى قيمة الأونصة نفسها مع الأخذ بعين الاعتبار حالات ارتفاع وانخفاض بما يعادل بضعة دولارات.

لا نستطيع الجزم بذلك طبعًا فمن المستحيل نوعًا ما إدراك الحالة الاقتصادية العالمية في الأعوام التالية وإنما يمكن للخبراء استنتاج ذلك عبر دراسة تاريخ الذهب منذ عقود الزمن وخطواته المستقرة كل يوم.

حالة العملة الرقمية

العملات الرقمية قضية اقتصادية كبيرة لم يتمكن أحد من ربطها بمعنى تفسيري واحد بل في الحقيقة طبيعتها الرقمية جعلتها مخيفة وسهلة المنال بنفس الوقت وذلك بحد ذاته تسبب في تذبذبات خطيرة بقيمة العملات الرقمية وأبعدها عن اهتمام المستثمرين لفترة طويلة إلى أن سمعوا مؤخرًا كسرها رقمًا قياسيًا عند وصول قيمة الوحدة الواحدة إلى أكثر من 23 ألف دولار.

هذا الإنجاز كان يخص عملة بيتكوين بالتحديد دون غيرها، فبرغم وجود عشرات العملات الرقمية في الوقت الحالي لم تتمكن سوى هذه العملة من ابتلاع السوق وتحقيق سجلات غير مسبوقة بالنهوض حتى على صعيد عملة تداول وليس فقط بين العملات الرقمية، ولهذا نصيحة الخبير سوف تكون التركيز فقط على البيتكوين لتجنب المخاطر الشديدة المتعلقة بباقي العملات إن أردت التفكير بالعملات الرقمية بشكل حصري.

نجاح عملة البيتكوين يعود لكونها أقدم عملة رقمية بدأت في سنة 2009 بقيمة تساوي الصفر، ونعم بالفعل لم تتجاوز قيمتها قيمة الهواء الذي تتنفسه في الأسواق التجارية إلى أن حازت على قيمة حقيقية في سنة 2010 لا تتجاوز وقتها بضعة دولارات وثم استمرت بالقفز نحو الأعلى.

لا تستبعد حالات النجاح هذه المخاطرة الكبيرة وراء الاستثمار بعملة البيتكوين وخصوصًا في الوقت الحالي مع وصول قيمتها لأرقام هائلة تحتاج أصلاً إلى اهتمام مستثمر كبير أو من لا يضع ثروة حياته على المحك في هذه العملات وبالأحرى مستعد لتقبل فكرة الخسارة، وقد يكون هنا المكان المثالي لتطبيق المقولة الغربية الشائعة "خطورة كبيرة، مَربح كبير".

وبنفس ما قيل عن الذهب، يتفق خبراء الاقتصاد بعدم وجود دليل قاطع على حالة العملات الرقمية في المستقبل بل من الصعب جدًا وضع تنبؤات وتوقعات حتى وإن كانت صغيرة على عكس الذهب، فهنالك من يعتبرها عملة جيل الألفية المعاصر والانعكاس المادي للتطورات التكنولوجية المستمرة وآخرون من ينظرون إليها نظرة الموجة الخطيرة والتي من الممكن يومًا ما انهيارها للأسفل وهدوء عاصفتها مثل باقي أمواج الموضة.

ربما يمكننا تلخيص ما تحدثنا عنه ببعض الكلمات البسيطة قدر الإمكان.. حيث تستطيع بالفعل الاستثمار في عملة بيتكوين تحديدًا من بين العملات الرقمية وقد يكون الربح في النهاية كبيرا للغاية ولكن بالمقابل الخسارة الكبيرة محتملة أيضًا وهذا يحتاج لقلب صلب لا يمانع بالخسارة، وعدم المخاطرة بكامل الثروة المالية.

ما تبحث عنه أنت..

المعلومات التي تناقشنا بها أعلاه قد تكون مجرد سطور عابرة بالنسبة لك دون معنى حقيقي يستطيع أن يساعدك بشيء وإنما يمكنك فقط إيجاد الفائدة الحقيقية منها عندما ترسم هدفك المالي التالي وتضعه نصب عينيك أثناء تصفح هذه المعلومات. أغلبنا ينظر إلى العام القادم بهدف مالي معين ليس بالضرورة أن يكون تحقيق الربحية بقدر إطفاء نيران القلق والخوف من الأزمات العاصفة بكوكبنا ومعرفة ما سوف يحدث لثروته في المستقبل.

يشير علماء الاقتصاد إلى عدم المشكلة من الاطمئنان تجاه الذهب في العام المقبل، فالمعدن الأصفر الثمين لا يزال في مقدمة أي معادن أو عملات عندما يتعلق الأمر بالخوف من المستقبل ورغبة الاحتفاظ بقيمة الثروة على المدى الطويل، وبالطبع هذا الوصف لن يفيد المستثمر التجاري المندفع نحو المخاطرة والمتطلع إلى الفوز بمكسب كبير سهل قد يكون سريعا أيضًا خلال بضعة أشهر أو حتى أسابيع وإنما بهذه الحالة ليس من المفيد تجميع كافة الثروة بالذهب لوحده.

أما العملات الرقمية فهي الإجابة المشتتة لأفضلية الاقتناء في 2021 إذا كانت معالم أهدافك تتمحور جميعها حول ما تم ذكره أعلاه عن تحقيق الربح والمكاسب العالية إن كنت بالطبع على استعداد للخوض في مخاطرة كبيرة، وينصحنا الخبراء عدم تحويل كامل الثروة إلى عملة البيتكوين بل فقط الجزء الذي يتحمل الخسارة.

ربما إن أردت نصيحة الخاتمة من مرجع خبير حول الاختيار الأكثر ضمانًا مع احتمالية تحقيق مقدار جيد من الربح فالإجابة سوف تتجه مباشرة نحو الذهب لكونه الحارس القديم والواقف بثبات حتى اليوم ولا يبدو أنه سوف يتزعزع أمام عاصفة كورونا أو غيرها على عكس المخاوف الكبيرة وراء الاستثمار بالعملات الرقمية أمثال بيتكوين وغيره.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق