q
تؤثر تركيزات ثاني أكسيد الكربون على الاحتباس الحراري وارتفاع مستوى سطح البحر من خلال مسارات بديلة قد تؤثر على استجابة غابات المانجروف بطرق سلبية، رغم دورها الكبير كأحد مكونات النظم البيئية للكربون الأزرق ودورها المهم في التخفيف من بعض تأثيرات تغيُّر المناخ العالمي، إلا أن الكثير غير معروف عن دورة كربون المانجروف...
بقلم: محمد السعيد

تؤثر تركيزات ثاني أكسيد الكربون على الاحتباس الحراري وارتفاع مستوى سطح البحر من خلال مسارات بديلة قد تؤثر على استجابة غابات المانجروف بطرق سلبية.

رغم دورها الكبير كأحد مكونات النظم البيئية للكربون الأزرق ودورها المهم في التخفيف من بعض تأثيرات تغيُّر المناخ العالمي، إلا أن الكثير غير معروف عن دورة كربون المانجروف تحت تركيزات مرتفعة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

وفي دراسة جديدة نشرتها دورية "Ecosystem Health and Sustainability"، أوضح فريق بحثي صيني أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تغيِّر إنتاجية النبات، وتؤثر في تكوين مجتمع الأنواع النباتية، وتدفُّق الكربون، وترسُّب الكربون بطرق تعزِّز تخزين كربون المانجروف.

تضم النظم البيئية المعروفة بـ"الكربون الأزرق" النباتات الساحلية كأشجار المانجروف والنباتات البحرية والمستنقعات الملحية، التي يُعتقد أنها قد تكون أكثر الموائل فاعليةً للتخفيف من انبعاثات الكربون المسببة لتغيُّر المناخ.

وينصح الباحثون الدول ذات الواجهات الساحلية الكبيرة بالتوسُّع في النظم البيئية الصديقة للبيئة لمواجهة تغيُّر المناخ، خاصةً أن أشجار المانجروف قادرةٌ على تخزين الكربون بطريقة أكثر كفاءةً مقارنةً بأنظمة بيئية أخرى مثل الغابات الاستوائية المطيرة.

وتشير دراسة سابقة نشرتها دورية "نيتشر كلايمت تشينج" إلى أن غابات المانجروف لها القدرة على الإسهام بشكل كبير في التخفيف من آثار انبعاثات الكربون، ما يجعلها مرشحةً بقوة للدخول ضمن إستراتيجية الأمم المتحدة للتكيُّف مع تغيُّر المناخ.

وتحدد الدراسة كمية مخزونات الكربون المانجروفية السنوية في الفترة من 2000 إلى 2012 على المستويات العالمية والوطنية ودون الوطنية، وانبعاثات الكربون العالمية الناتجة عن إزالة الغابات خلال الفترة الزمنية نفسها.

وتشير نتائج الدراسة إلى أنه على الصعيد العالمي تختزن غابات المانجروف 4.19 جرامات من الكربون في عام 2012، وتمثل غابات إندونيسيا والبرازيل وماليزيا وبابوا غينيا الجديدة أكثر من 50٪ من المخزون العالمي من الكربون الأزرق.

ويرى مؤلفو الدراسة الجديدة أنه من المرجح أن تؤدي تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي دورًا رئيسيًّا في دورة الكربون الأزرق، ومع ذلك، فإن الظروف المناخية المعقدة والمتغيرة التي تتعرض لها أشجار المانجروف تؤدي إلى عدم اليقين في مسارات عزل الكربون في المستقبل.

وعلى الرغم من أوجه عدم اليقين المرتبطة بتأثيرات تركيزات ثاني أكسيد الكربون على أشجار المانجروف، خاصةً بسبب الاختلافات المرتبطة بالأنواع النباتية والآثار طويلة المدى لأشجار المانجروف فوق الكتلة الحيوية، فوق الأرض وتحت الأرض، تشير النتائج إلى أن العديد من استجابات غابات المانجروف تجاه تركيزات ثاني أكسيد الكربون يمكن أن تكون سلبيةً على تغيُّر المناخ؛ إذ تضيف تركيزات ثاني أكسيد الكربون إلى قدرة المانجروف على عزل الكربون الإضافي، والذي بدوره يقلل من معدل تراكُم ثاني أكسيد الكربون.

علاوةً على ذلك، تؤثر تركيزات ثاني أكسيد الكربون على الاحتباس الحراري وارتفاع مستوى سطح البحر من خلال مسارات بديلة قد تؤثر على استجابة غابات المانجروف بطرق سلبية، من جهتها، تؤكد "لوزهين شين" -أستاذ علوم البيئة في جامعة "شيامن" الصينية، والمشاركة في الدراسة- ضرورة إجراء مزيد من التجارب لفهم تأثير تركيزات ثاني أكسيد الكربون على العمليات البيولوجية التي قد تؤدي إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والاستثمار في تجارب محاكاة على نطاق متوسط الحجم، إذ يمكن أن توفر مجموعات بيانات للتنبؤ بالسيناريوهات المستقبلية.

اضف تعليق