q
ان التعامل الناجح يحمل مجموعة صفات تطبق في القول والتصرفات، منها التغاضي عن بعض الامور وعدم انتقاد كل صغيرة وكبيرة، والاحترام المتبادل ووضع حدود للتعامل، وأن جميع هذه الصفات تتجسد في مفهوم الذكاء الاجتماعي، وبناء علاقات ناجحة من خلال فهم الانسان لنفسه اولا وللأخرين ثانيا...

خلق الله البشر سواسية، وأمدهم بالعقل وجعل لهم شرفًا وفضلا، والقوة التي اودعها الله فيهم لأعمار الارض وارتقاء البشرية عاملها المهم التفكر والتدبر، ويسبقها في المقام الاول التكامل والانسجام بين الافراد داخل اطار العلاقات الانسانية.

ان طرق التعامل المثمر والحفاظ عليها في كافة مجالات الحياة تخفف الضغوط عن كاهل الانسان وتقلل مشاكله المصاحبة للتوتر والقلق، واختلاف الانسان في دوافعه ورغباته واحتياجاته، لا تنسجم في معاملة واحدة، ولكي نكسب حسن التعامل مع الجميع يتطلب تطبيق الاسس والضوابط والشروط التي وضعها ديننا الحنيف والتي ذكرت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم، واضحة ودقيقة، ولكن هذا لا يمنع من الاستزادة ومعرفة مستجدات الدراسات الانسانية والاطلاع على دراسات علم النفس الذي يتوافق مع تطور الحياة برمتها.

فما هي الصفة التي يحتاجها الإنسان اليوم لكي يحافظ على علاقته مع الآخرين ؟،يطرح هذا السؤال الكثير وفي العالم الافتراضي كانت الاجابة من مختلف اقطار الوطن العربي وعلى اختلاف مستوياتهم الثقافية والعمرية فمنهم من يرَ ان، مراعاة حجم عقلية كل شخص، وتطبيق المثل القائل (خاطبوا الناس على قدر عقولهم )، والمعاملة بحسب نمط شخصيته هي الصفة الاكثر اهمية خلال تعاملنا مع الاخرين،

وأخر يقول: معرفة فن التجاهل وكيف ومتى تطبقه ومع من سيجعلنا اكثر ليونة وتسامح، وليس هذا فقط فالهدوء وانتقاء المفردات غير الجارحة اثناء التأنيب والانتقاد والعتاب ايضا له دورٌ في ادامة الصلات القوية مع المحيطين سواء في العمل او الحياة الشخصية.

وهناك من يرى ان معرفة حدودك ووضع حدود مع من تتعامل معهم وعدم تجاوزها من قبل الطرفين، لها اهمية للاستمرار في العلاقات الناجحة، وفي الوقت نفسه ننظم العلاقة بيننا وبينهم، فلا نسمح بفرض سيطرة الاخرين علينا دون حق او نفرض سيطرتنا عليهم، ويكون التوافق المبني على التقدير والمساعدة في تحقيق اهداف الطرفين هي من تحدد ملامح العلاقات الناجحة سواء بين الازواج او الاصدقاء او الزملاء.

ويذكر اخر قول الرسول عليه الصلاة وسلام : "الدين المعاملة"، ففي المعاملة تكشف الاخلاق الحميدة والنية الصادقة، فمن يكون انسان بفطرته وانسانيته سيكسب كل من حوله.

وهناك من يقول: من اجل ان تبتعد عن صفعة الخذلان بغض النظرعن من يوجهها لك هل هو قريب على روحك وقلبك او بعيد في علاقتك معه انت بحاجة لوجود التوازن في جميع علاقاتك، حتى لا تخسر ولا تنتظر كثيرا لأن الاشخاص الانانيين لا يمكن أن يتعاملوا معك بضمير و مسؤولية فحب الذات المرتفعة تنعكس على تصرفاتهم، وحتى تكون العلاقات طويلة الامد اجمل وانقى، كما تأخذ يجب ان تعطي في الاحترام والاهتمام والثقة والأمانة ، ومن يقدر العطاء ولا يعتبره حق من حقوقه او يستغل هذه الصفة ان ابتعد راحة وان بقى راحتين.

وتبدي احداهن الرأي بالقول: مثلما نورث الشكل والاموال نحن نورث طرق التعامل الصحيح مع الاخرين من الابوين، فالتسامح والصبر ومراعاة مشاعر وظروف الاخرين والأمانة في القول والفعل تمنحنا صداقات جيدة، ويقال: (فلان يشبه اباه او خاله او عمه في الخلق والتعامل) وهي صفات غير مكتسبة ونستطيع ان نجعلها مكتسبة من خلال الانتباه لطريقة تعامل البعض مع محيطهم ومحاولة تقليدهم.

ومن جميع الآراء التي ذكرها عامة الناس نستنتج ان التعامل الناجح يحمل مجموعة صفات تطبق في القول والتصرفات، منها التغاضي عن بعض الامور وعدم انتقاد كل صغيرة و كبيرة، و الاحترام المتبادل و وضع حدود للتعامل، وبحسب خبراء الاجتماع والنفسيين فأن جميع هذه الصفات تتجسد في مفهوم الذكاء الاجتماعي وهو القدرة على التواصل مع الآخرين، وبناء علاقات ناجحة من خلال فهم الانسان لنفسه اولا وللأخرين ثانيا، وقدرته على تطوير مهارات الذكاء الاجتماعي كالحوار والانصات والتعبير.

اضف تعليق