q
مع قدوم موسم الإنفلونزا ومحاولات الخبراء تحديد ما إذا كان العالم سيشهد تصاعدًا جديدًا في معدلات الإصابة بفيروس كوفيد، تكتظ مستشفيات الأطفال بمرضى يعانون من تهديد فيروسي آخر، وهو الفيروس المخلوي التنفسي، يقول اطباء الأطفال إن كثيرًا من الناس لم يسمعوا به، رغم أننا جميعًا نكاد نكون قد أُصبنا به من قبل...

مع قدوم موسم الإنفلونزا ومحاولات الخبراء تحديد ما إذا كان العالم سيشهد تصاعدًا جديدًا في معدلات الإصابة بفيروس كوفيد، تكتظ مستشفيات الأطفال بمرضى يعانون من تهديد فيروسي آخر، وهو الفيروس المخلوي التنفسي respiratory syncytial virus (RSV)، يقول اطباء الأطفال إن كثيرًا من الناس لم يسمعوا بالفيروس المخلوي التنفسي، رغم أننا جميعًا نكاد نكون قد أُصبنا به من قبل، بل ربما أصابنا عدة مرات، يُعَدّ الفيروس المخلوي التنفسي السبب الرئيسي لالتهاب القصيبات بين الرُّضَّع، وهو الالتهاب الذي يصيب المجاري التنفسية الصغيرة في الرئة، كما أن هذا الفيروس شائعٌ للغاية، لدرجة أنه يكاد يصيب الأطفال كافة، قبل بلوغهم الثانية من العمر، والفيروس المخلوي التنفسي هو فيروس مُعدٍ وشائع للغاية، حتى إنه يصيب معظم الأطفال والرضع قبل بلوغهم العامين تقريباً، وبعض الحالات قد يشتد عليها المرض وتصاب بأمراض خطيرة.

يقول الخبراء إن تخفيف القيود، التي كانت مفروضة لمكافحة فيروس كورونا، أعقبه عودة الفيروس المخلوي التنفسي إلى الانتشار بين أعداد كبيرة من الرضع والأطفال، لا سيما الأطفال ذوي المناعة الضعيفة غير المهيأة لمواجهة الفيروس.

وفي غضون ذلك، زادت أيضاً حالات الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي وغيره من أمراض الجهاز التنفسي في بريطانيا والولايات المتحدة، لا سيما أن الأخيرة تعاني نقصاً في الأدوية المضادة للفيروسات والمضادات الحيوية.

من الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي؟ تقول مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أنّ معظم الأطفال سيصابون بالفيروس المخلوي التنفسي في مرحلة ما قبل بلوغهم الثانية من عمرهم.

إنه فيروس شديد العدوى لا يسبب غالبًا مرضًا خطيرًا، باستثناء البالغين المسنين، أو الذين يعانون من أمراض مزمنة في القلب، أو الرئة، أو ضعف جهاز المناعة، وعند بعض الرضّع والأطفالـ ولا يوجد علاج محدد لفيروس الجهاز التنفسي المخلوي ولا لقاح. وتستمر الأعراض عادة لمدة أسبوع أو أسبوعين، وتزول من خلال تناول الكثير من السوائل والراحةـ وبالنسبة لبعض الأطفال، يمكن أن يكون مرضًا أكثر خطورة.

وبحسب الوكالة، إن الفيروس المخلوي التنفسي يمكن أن يكون خطيرًا بشكل خاص على الأطفال حديثي الولادة، والأطفال الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أو اضطرابات عصبية عضلية، وأولئك الذين تقل أعمارهم عن سنتين، والذين يعانون من أمراض مزمنة في الرئة والقلبـ ويمكن أن تتحول الإصابة به إلى التهاب القصيبات أو التهاب رئويـ وقد يحتاج الطفل إلى البقاء في المستشفى حتى يتمكن من الحصول على أكسجين إضافي.

يمكن للشخص المصاب أن ينقل الفيروس المخلوي التنفسي من خلال السعال أو العطسـ وبشكل عام، إنه مرض خفيف لدرجة أنّ البالغين في كثير من الأحيان لا يدركون أنهم مصابون به، أو يعتقدون أنّه ليس أكثر من نزلة برد، أو حساسيّة، ويستمرون بالتفاعل مع الآخرين.

وإذا كان يعاني طفلك من السعال أو الخمول، أو إذا بدا وكأنه لا يشبه نفسه، فمن الجيد اصطحابه إلى طبيب الأطفال حتى يقوم بالفحوص اللازمةـ ويقول أطباء الأطفال إنّ التوجّه غلى قسم الطوارئ قد يكون ضروريًا إذا كان الطفل يعاني من الجفاف، أو صعوبة بالتنفس، أو ارتفاع في درجة الحرارة، أو يميل جلدهم إلى اللون الأزرقـ وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، إنّ معظم المرضى يتحسنون بقسم الرعاية الداعمة، ويمكنهم غالبًا العودة إلى المنزل بعد أيام قليلة.

كيف تمنع الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي؟ يقول الأطباء إن أفضل الطرق للوقاية من عدوى الفيروس المخلوي التنفسي، تعليم الأطفال السعال والعطس في منديل ورقي أو في مرفقيهم بدلاً من أيديهم. وحاول أيضًا الحفاظ على نظافة الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر، وبالطبع، من المهم البقاء في المنزل عند المرض حتى لا تنشر أي فيروس.

فيروس ينتشر بين الاطفال ومطالبات بتعطيل الدراسة

كشفت وزارة الصحة المصرية عن انتشار فيروس بين الأطفال مؤخرًا يُطلق عليه "المخلوي التنفسي" تتشابه أعراضه مع أعراض كورونا، المتمثّلة في ارتفاع درجات الحرارة واحتقان بالحلق، فضلًا عن الشعور بالإعياء وآلام المعدة، بعض الأسر المصرية عادت لارتداء الكمامات واتخاذ إجراءات احترازية، خوفًا من أن يكون متحورًا جديدًا لفيروس كورونا، لكن المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار طمأن المواطنين، مؤكدًا أنه "فيروس مخلوي تنفسي".

وعن الفئات المتأثرة بالفيروس، أشار متحدث الصحة إلى أن الأعمار من سن الولادة حتى عامين عرضة للإصابة، إلا أن الأكثر تأثرًا بالفيروس هم كبار السن، والذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، والأطفال ذوو العيوب القلبية الخَلْقية، وأوضح عبد الغفار أن قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة رصد "ارتفاع معدل انتشار الفيروس المخلوي عن فيروس كورونا والإنفلونزا" خلال الموسم الحالي.

وتابع "كل 100 شخص من الذين يشعرون بأعراض البرد؛ كارتفاع درجات الحرارة والكحة، منهم 73 مصابًا بالفيروس التنفسي المنتشر"، مشيرًا إلى أن الفيروس لا يوجد له تطعيم.

الأعراض وسبل الوقاية والعلاج، أكّد استشاري الصدر ومدير مستشفى صدر العباسية سابقًا الدكتور محمود عبد المجيد في تصريحات لصحيفة (المصري اليوم)، أن فيروس المخلوي التنفسي قديم، ويصيب الأطفال والآن يمكن أن يصيب الكبار.

وأضاف أن العلاج يتطلّب الراحة في المنزل، وشرب الكثير من السوائل الدافئة، والحصول على خافضات الحرارة، موضحًا أن سبل انتقال الفيروس المخلوي كأي مرض تنفسي، وهي الانتشار عن طريق الرذاذ من الشخص المصاب إلى الشخص السليم، فلا بد عند الكحة استخدام منديل لتغطية الأنف، ونصح بالتزام المنزل في حالة ظهور أي أعراض.

والفرق الوحيد بين الفيروس المخلوي والبرد والإنفلونزا –وفق الصحيفة– هو أن الفيروس المخلوي يصيب الأشخاص بين الفصول؛ وبالتحديد في آخر فصل الخريف، وبداية فصل الشتاء، وعبر صفحته على فيسبوك شرح الصيدلي أشرف شوقي للمواطنين طبيعة الفيروس المنتشر وأعراضه وسبل الوقاية والعلاج، وقال أخصائي أمراض الباطنية والحميات أحمد شكر في تدوينة إن "الفيروس يصيب القناة التنفسية العليا، وعادة ما يؤدي إلى نزلات برد خفيفة إلى متوسطة الشدة، ولكنه قد يؤدي إلى نزلات شُعبية حادة، وأحيانًا التهابات رئوية شديدة".

مطالبات بوقف الدراسة، وقد أكّد المتحدث باسم وزارة الصحة أن الفيروس التنفسي "مُعدي"، وينتقل عن طريق الهواء والرذاذ ولمس الأسطح، مطالبًا أولياء الأمور باتخاذ إجراءات احترازية مشدّدة بالمدارس والحضانات، أو تعطيل الدراسة مؤقتًا نظرًا لتفشي الفيروس بين الأطفال، وتفاعل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مع الأمر، حيث قالت المدوّنة رودينا سامح في منشور لها عبر فيسبوك: "من لديه طفل مريض يمنعه من الحضور للمدرسة، أو ليرتدي الكمامة حفاظًا على الطلاب"، مؤكّدة أن "ظروف بعض الأسر لم تعد تحتمل الذهاب للأطباء".

ونصح استشاري طب الأطفال محمد جميل في تدوينة عبر صفحته بفيسبوك، بتعطيل المدارس والحضانات لمدة أسبوع، لمواجهة الفيروسات المنتشرة خلال الفترة الحالية، واستنكرت المدوّنة إيمان شتا تهديد بعض المدارس للطلاب بالفصل نتيجة الغياب، مطالبة بمنح الطلاب إجازة رسمية، أو العودة للتعليم عن بعد على غرار العام الماضي، حفاظًا على صحة الأطفال، فيما نصح المدوّن أحمد شوقي أولياء الأمور قائلًا: "الطالب الذي يشعر بأي أعراض لا داعي أن يذهب إلى المدرسة".

سؤال عاجل، ونظرًا لحالة الهلع التي أصابت الكثير من الأسر المصرية مع تزايد انتشار الفيروس لدى الأطفال، تقدّم عضو مجلس النواب فريدي البياضي بسؤال عاجل لوزير الصحة يتعلّق بالإجراءات التي اتخذتها الوزارة تجاه انتشار الفيروسات التنفسية لدى الأطفال خاصة، وتابع البياضي في سؤاله: "ما مدى جاهزية المستشفيات التابعة لوزارة الصحة في حالة الاحتياج لدخول مستشفيات؟ وما التعليمات والإرشادات التي سترسلها وزارة الصحة للمدارس لكيفية الوقاية، والتعامل مع الإصابات؟".

وفي أول رد رسمي على المطالبة بوقف الدراسة قال الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، في تصريحات صحفية، إنه لا صحة لما يتم تداوله عن تعليق الدراسة بسبب انتشار الفيروس المخلوي التنفسي، مؤكدا استمرار سير العملية التعليمية بانتظام، مع التشديد على كل الإجراءات الاحترازية لفيروس المخلوي التنفسي.

تزايد حالات التهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال

يصاب كثير من الناس حاليا بالزكام، وعادة ما يصاب الأطفال والرضع بفيروس يمكن أن يهدد حياتهم. فما السبب وراء ارتفاع حالات الإصابة هذا العام؟ تمتلئ العيادات الطببية بالمرضى الذين يعانون من السعال والشهيق في هذا الوقت بشكل كبير. ووفقا لمعهد روبرت كوخ الألماني، أصيب أكثر من سبعة ملايين شخص بأمراض الجهاز التنفسي المختلفة في غضون شهر واحد فقط هذا العام، ولا تستطيع العيادات الطببية بالكاد استيعاب هذا الكم من المرضى. ومن غير المألوف أن يرتفع عدد الأمراض المعدية خلال أشهر الشتاء، وارتفع عدد المرضى في غضون فترة زمنية قصيرة للغاية، مما زاد من الضغط على الطاقم الطبي والتمريضي.

فهناك ما مجموعه حوالي 200 من مسببات أمراض الإصابة بالبرد المعروفة. وحسب معهد روبرت كوخ الألماني، أربعة منها تنتشر حاليا بشكل كبير في ألمانيا وأوروبا، هي فيروسات الإنفلونزا وفيروسات الأنف وفيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية والفيروس المخلوي التنفسي. والتي تشكل تهديدا خطيرا بشكل خاص على الرضع والأطفال الصغار.

تدهورت حالة العديد من الرضع والأطفال الصغار الذين أصيبوا بالفيروس المخلوي التنفسي بشدة لدرجة أنهم احتاجوا إلى دخول المستشفى ودعم جهاز التنفس الصناعي. في بعض مناطق ألمانيا، لم تتوفر هناك أسرة للأطفال في المستشفيات المخصصة للأطفال والرضع.

الفيروس المخلوي التنفسي يسبب التهاب القصيبات ويصيب في الغالب الأطفال دون سن 24 شهرا. فالممرات الهوائية تصبح ملتهبة ومتورمة، هذا التضييق يقلل من تدفق الهواء داخل وخارج الرئتين. ويمكن أن يؤدي إلى التهاب رئوي وضيق في التنفس.

وتعتبر الحمى والسعال أيضا من عوارض عدوى الفيروس المخلوي التنفسي، ويصاب بعض الأطفال بأعراض مشابهة للسعال الديكي، والتي يمكن أيضا أن تكون مهددة للحياة. من ناحية أخرى، عادة ما يتعامل البالغون مع مثل هذه العدوى دون مشاكل كبيرة، إلا إذا كانوا يعانون من أمراض خطيرة سابقة مثل الربو أو أن جهاز المناعة لديهم لا يعمل على النحو الأمثل.

كورونا تترك بصماتها، في ذروة وباء كورونا كانت الإصابات بفيروسات البرد نادرة، بما في ذلك الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي. خلال فترة جائحة كورونا، أولى معظم الناس اهتماما كبيرا بالنظافة والإكثار من غسل اليدين وارتداء أقنعة الوجه الواقية والحفاظ على التباعد. فكان من الأصعب بكثير انتشار الفيروسات وبسرعة.

أما هذا العام فالتدابير الوقائية ضد كورونا لم تعد صارمة كما كان الوضع عليه من قبل، الأمر الذي فتح الباب بمصراعيه لفيروسات البرد التي انهالت على الأطفال. خلال فترة الوباء، انخفضت هذه الحالات بشكل حاد، والآن تكتض العيادات الطبية بالمصابين بنزلات البرد ما يعني أن حالات المرض أعلى بكثير من المعتاد.

جانب آخر زاد من حدة الإصابة. لم يكن لدى هؤلاء الأطفال فرصة لبناء أجسام مضادة ضد الفيروس المخلوي التنفسي أو العديد من فيروسات البرد الأخرى. بناء هذه الأجسام المضادة يساعد الجسم في العادة على محاربة الفيروسات وحماية الجسم من مسببات الأمراض ما جعل الآن العدوى تزداد سوءا.

أعراضه أعادت أجواء ذعر كورونا

أعاد الفيروس "المخلوي التنفسي" الذي انتشر بقوة مؤخرا في مدارس مصر أجواء الذعر التي صاحبت انتشار كورونا العامين الماضيين في مصر، في ظل تزايد الإصابة بالفيروس بين الأطفال، الذي يتشابه مع الإنفلونزا وكورونا.

وتسببت أعراضه المشابهة لفيروس كورونا كونه من الأمراض التنفسية، حالة من الذعر بين الأهالي ومطالبات على مواقع التواصل الاجتماعي للحكومة بإغلاق المدارس أو تأجيل الامتحانات والتغاضي عن غياب الطلاب عن الفصول.

ووفقاً لمسح أجراه قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة المصرية على عدد كبير من الأطفال المصابين بالأعراض التنفسية، فإن 73 في المئة منهم ثبتت إصابتهم بالفيروس التنفسي المخلوي. وأوضح رئيس القطاع عمرو قنديل، في تصريحات إعلامية، أن 95 في المئة من الأطفال المصابين عمرهم أقل من ثلاث سنوات، بخاصة ذوي المناعة الضعيفة، مشيراً إلى أن الفيروس "ليس جديداً وينشط كل عام في فترة الخريف، ويظل في جسم المريض خمسة أيام"، وكانت وزارة الصحة قد حذرت من انتشار الفيروسات التنفسية في الفترة ما بين الفصول، التي تصيب عدداً كبيراً من الأطفال.

ويسبب الفيروس المخلوي التهابات في الجهاز التنفسي، إذ تصل العدوى عادة إلى ذروتها في أواخر الخريف أو الشتاء، وتتشابه أعراضه مع أعراض نزلات البرد والإنفلونزا وكورونا، باعتبارها جميعاً من الأمراض التنفسية، وغالباً ما تظهر بعد عدة أيام من الإصابة، فقد تبدأ الأعراض في الظهور بعد فترة من أربعة إلى ستة أيام من التعرض للفيروس، ورغم كون الأطفال الأصغر سناً أكثر عرضة للإصابة به، فإنه يصيب البالغين أيضاً، ويؤدي إلى ظهور عديد من العلامات التي تشبه الزكام ونزلات البرد.

وتشمل أعراض الفيروس، في الحالات الشديدة الحمى، والسعال الشديد والأزيز (صوت حاد يسمع عادة خلال الزفير)، وكذلك التنفس السريع أو صعوبة التنفس، إضافة إلى ظهور لون أزرق على الجلد بسبب نقص الأوكسجين (الزراق). وقد تنتقل عدوى الفيروس إلى المجرى التنفسي السفلي، مسببة التهاب الرئة أو القصبات، وهي الممرات الهوائية الصغيرة المؤدية إلى الرئة.

ورغم تأكيد متحدث وزارة الصحة المصرية حسام عبدالغفار بأنه "فيروس معد"، فإنه اعتبر أنه "ليس وباءً يستوجب الغلق مثل كورونا"، مضيفاً في تصريحات تلفزيونية أنه "بين كل 100 مصاب بالفيروس المخلوي يوجد نحو 98 ليس لديهم أعراض أو لديهم أعراض في الجهاز التنفسي العلوي تخف حدتها بالعلاج".

وأشار عبدالغفار إلى أن اثنين في المئة فقط من المصابين بنزلات البرد قد يؤدي خلالها الفيروس إلى التهاب رئوي، وارتفاع مستمر في درجة الحرارة لمدة ثلاثة أيام لا تستجيب للمخفضات وصعوبة في التنفس، مؤكداً أنه ليس له علاج محدد، ويتم علاجه بأدوية الإنفلونزا لا بالمضادات الحيوية، وأن طريقة التعافي تكون مثل العلاج من الإنفلونزا بالتزام المنزل ورفع المناعة بالأكل الصحي وشرب السوائل والتطهير المستمر للأيدي والأسطح، بينما لا يوجد لقاح للفيروس المخلوي التنفسي.

بين كل 50 حالة وفاة لأطفال.. طفل يموت بسبب الفيروس المخلوي التنفسي

تمكنت دراسة جديدة من تقدير معدل الوفيات بين الأطفال الناجم عن الفيروس المخلوي التنفسي المتفشي في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو وفاة بين كل 50 حالة وفاة بين الأطفال الأصحاء دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم.

وفي البلدان ذات الدخل المرتفع، طفل بين كل 56 طفلًا يولدون في أوانهم ويتمتعون بصحة جيدة يدخولون المستشفى جراء الفيروس المخلوي التنفسي في السنة الأولى من عمرهم، وفقًا لتقديرات الباحثين.

ومعلوم أنّ الفيروس خطير تحديدًا على الأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم ويعانون من أمراض صحية، لكنه يسبّب "خطؤ جدَا على الرضّع في جميع أنحاء العالم"، حسبما كتب مؤلفو الدراسة المنشورة في مجلة "لانسيت" للطب التنفسي.

وفحص بحث آخر عدد الأطفال الذين يعانون من حالات موجودة مسبقًا وأدخلوا المستشفى بسبب مرض الفيروس المخلوي التنفسي، لكن الدراسة الجديدة تعد إحدى أولى الدراسات التي نظرت في الأرقام لدى الأطفال الأصحاء.

وتستند التقديرات إلى دراسة نظرت بعدد حالات الفيروس المخلوي التنفسي لدى 9،154 رضيعًا ولدوا بين يوليو/ تموز 2017 وأبريل/ نيسان 2020 والذين تمت متابعتهم في السنة الأولى من حياتهم، وتلقى الأطفال الرعاية في المراكز الصحية بجميع أنحاء أوروبا.

ووضع طفل من كل ألف طفل شملته الدراسة بوحدة العناية المركزة لإمداده بالمساعدة على التنفس بواسطة جهاز التنفس الصناعي، وقال الدكتور لويس بونت، المؤلف المشارك في الدراسة، وأستاذ الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى فيلهيلمينا للأطفال بالمركز الطبي الجامعي أوتريخت في هولندا: "تسجّل غالبية الوفيات جرّاء الفيروس المخلوي التنفسي في الدول النامية"، وتابع: "في الدول المتقدمة، تعد الوفيات نادرة، وإذا حدثت، فبين من يعانون فقط من أمراض مصاحبة شديدة"، لافتًا إلى أنه في معظم دول العالم، لا تتوفر وحدات العناية المركزة، وعلى الصعيد العالمي، يعد الفيروس المخلوي التنفسي السبب الرئيسي الثاني للوفاة خلال السنة الأولى من حياة الطفل بعد الملاريا. وقال بونت إن الوفيات بسبب الفيروس تصل إلى ما بين 100 ألف و200 ألف طفل كل عام.

ويوجد عدد أقل من وفيات الفيروس المخلوي التنفسي في البلدان ذات الدخل المرتفع، لكن الفيروس لا يزال يسبب مرض شديدًا، قد يؤدي إلى الاستشفاء، وقد يكون له آثار خطيرة، وفقًا للدكتورة كريستينا ديتر، رئيسة قسم طب الأطفال في جامعة نيفادا.

ويدرك مقدمو الرعاية الصحية أن الفترة الممتدة بين نوفمبر/تشرين الثاني ومارس/آذار تعد "الموسم الفيروسي" التقليدي، ويجب أن يخططوا وفقًا للفيروس المخلوي التنفسي ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى، ورغم عدم وجود علاج محدد للفيروس المخلوي التنفسي عند الأطفال الأصحاء، فإن التطورات الأخيرة حول اللقاحات والعلاجات تعني أن المساعدة قد تكون في الطريق إلى المستشفيات المزدحمة.

والعلاج الوحيد المتوافر من خلال حقن الأجسام المضادة أحادية النسيلة للمرضى الذين يعانون من أمراض موجودة مسبقًا أو الذين ولدوا قبل الأوان، وأشارت ديتر إلى أن العلاج كان متاحًا منذ عام 1998 وقد أحدث فرقًا كبيرًا.

وتابعت: "من النادر للغاية في هذه المرحلة أن نضع طفلًا على جهاز التنفس الصناعي بسبب الفيروس المخلوي التنفسي. هذه الفئة العمرية الصغيرة جدًا والضعيفة محمية جيدًا بواسطة هذه الحقن؛ ومع ذلك، لا يزال لدينا آلاف الأطفال الذين لم يتلقوا تلك الحقن والذين ما زالوا بحاجة إلى رعاية داعمة".

من جهتها، قالت الدكتورة بريا سوني، أستاذة مساعدة في الأمراض المعدية للأطفال بمركز "سيدارز سيناي" الطبي،غير المشاركة في البحث، إن هناك خطوات يمكن لوالدي الأطفال القيام بها للوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي.

وتتمثل الخطوات عبر سلوكيات بسيطة يعرفها الجميع من أيام جائحة فيروس كورونا وهي:

غسل اليدين جيدًا، البقاء في المنزل إذا كنت مريضًا، والحفاظ على نظافة الأسطح.

وأشارت سوني إلى أن نتائج الدراسة حول عدد الأطفال الذين أصيبوا بالفيروس المخلوي التنفسي خلال الأشهر الأولى من الحياة، تظهر مدى أهمية وجود استراتيجية تحصين للنساء الحوامل، وأضافت: "كل ما يمكننا القيام به لسد هذه الفجوة بين الأطفال الصغار، في الأشهر الستة الأولى من العمر، والذين قد يكونون بالفعل عرضة للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي، سيساعد".

6 طرق يمكن من خلالها التعامل معه

يدفع أصحاب العمل من أجل عودة المزيد من العمال إلى المكتب. لكن ذلك يثبت أنها معركة شاقة، خاصة مع بدء موسم البرد والإنفلونزا، بدأت ضربة ثلاثية للإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي (RSV) ومتغيرات كوفيد الجديدة بالفعل في السيطرة وتجبر بعض العمال على الغياب بداعي المرض.

تظهر أحدث الأرقام من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن نشاط أمراض الجهاز التنفسي مرتفع للغاية في 22 ولاية أمريكية، مع كون الأنفلونزا هي السبب الأكبر في الوقت الحالي.

أصحاب العمل قلقون بالفعل بشأن الغياب المتزايد، فقد وجد استطلاع حديث أجرته شركة استشارات الموارد البشرية Mercer أن ما يقرب من نصف أصحاب العمل الكبار الذين شملهم الاستطلاع قالوا إن الغياب المرتبط بكوفيد وحده يشكل مصدر قلق. من بينهم، قال ما يقرب من الثلث إن أعمالهم قد تتأثر بالغياب بسبب المرض الحاد والعزل والحجر الصحي، لتقليل مخاطر نقل الفيروسات في العمل وتقليل حالات تغيب الموظفين، إليك 6 خطوات يمكن لأصحاب العمل اتخاذها:

1. التشجيع على تلقي اللقاحات

في حين أن لقاحات كوفيد والإنفلونزا لن تقضي على فرصة إصابة الشخص بالعدوى، فقد ثبت أنها تقلل من شدة المرض.

قالت ديفجاني ميشرا، محامية التوظيف لدى Littler Mendelson، إذا لم يفرض أصحاب العمل اللقاحات والمعززات، فيجب عليهم تشجيع موظفيهم على الحصول عليها. وإذا أمكن، جعل الأمر أسهل بالنسبة لهم للقيام بذلك - على سبيل المثال، من خلال توفير لقاحات الإنفلونزا ومعززات كوفيد في الموقع أو قائمة بالأماكن القريبة التي توفرها.

2. نصح الموظفين بالبقاء في المنزل إذا كانوا مرضى

كان الكثير من الموظفين يذهبون للعمل رغم إصابتهم بنزلات البرد أو الأنفلونزا قبل الوباء، فقط لإثبات تفانيهم، يُعد إخبار الموظفين بالبقاء في المنزل عندما يمرضون أمرًا أساسيًا لضمان عدم نشرهم ما أصيبوا به، إذا جاء شخص ما مصابًا بسعال حاد وناشف أو أي علامة أخرى واضحة على أنه ليس على ما يرام، فيجب على صاحب العمل تشجيعه على العودة إلى المنزل. إذا اختار البقاء، يجب أن يُطلب منه الجلوس بعيدًا عن الآخرين والطلب منه وضع قناع.

3. كن صادقًا بشأن ما تحفزه سياسات الشركة

يعد تقديم إجازة مرضية مدفوعة الأجر طريقة جيدة لضمان شعور الموظفين بالراحة عندما يمرضون، ومع ذلك، لا يقدم الكثير من أصحاب العمل إجازة مرضية مدفوعة الأجر وقد يعرضوا فقط بضعة أيام شخصية مدفوعة الأجر.

عندما يمرض العامل، يجب على الرؤساء أن يسألوا عن السبب. ربما لا يرغب الموظف في استنفاذ الأيام القليلة الشخصية أو أيام الإجازة مدفوعة الأجر التي يحصل عليها أو يخسرها مقابل يوم مرضي.

4. كن مرنًا

حتى إذا طلب صاحب العمل من الجميع الوجود في المكتب لعدد محدد من الأيام كل أسبوع، فإن السماح للعمال الذين يصابون بالمرض بالعمل من المنزل يساعد في منع انتشار الأمراض.

5. توفير رعاية الطفل

وجد مكتب إحصاءات العمل أن التغيب عن العمل بسبب مشاكل رعاية الأطفال قد بلغ مستوى قياسيًا في أكتوبر. قد يرجع ذلك جزئيًا إلى إصابة فيروسات الجهاز التنفسي بقوة هذا العام، حتى إذا لم يكن الآباء العاملون وأطفالهم مرضى بأنفسهم، فعند تفشي حالات كوفيد أو RSV في دور رعاية الأطفال النهارية أو المدارس، قد يلزم الأهل بالبقاء في المنزل لرعاية الأطفال.

6. تشجيع ارتداء القناع

كانت رسالة الصحة العامة الأساسية فيما يتعلق بكوفيد هي "ارتداء قناع لحماية الآخرين"، إذا لم يفرض صاحب العمل على الموظفين ارتداء الأقنعة هذا الشتاء، فيجب أن يكونوا في متناول اليد وأن يدعموا علنًا أولئك الذين يختارون ارتداءها، قالت ماري كاي أونيل، من Mercer، إنه من المهم أيضًا تذكير الموظفين بأن ارتداء القناع له فائدة أخرى: "ارتداء القناع يحميك أنت".

اضف تعليق