q
يبحث العالم الآن عن أفضل طريقة لتجنب الكارثة الصحية المقبلة. لكن المجموعة الدولية لم تتمكن بعد من تحديد كيف تحور هذا الفيروس الى شكل يمكن أن ينتقل بين البشر. واذا كانت أولى الحالات رصدت في نهاية 2019 في ووهان بالصين، فهناك نظريتان متعارضتان حصول تسرب من مختبر في المدينة...

أعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة أنّ كوفيد-19 بات تحت سيطرة كافية لكي يتم رفع حالة الإنذار القصوى المرتبطة به بعد أكثر من ثلاث سنوات على انتشار هذا الوباء الذي تسبب بملايين الوفيات لكنها حذرت من انه يجب عدم التراخي.

وقال المدير العام لمنظّمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "بكثير من الأمل أعلن ان كوفيد-19 لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عالمية"، مقدّراً أنّ الجائحة قتلت "ما لا يقلّ عن 20 مليون شخص"، وهي حصيلة أعلى ثلاث مرات من التقديرات الرسمية.

في 3 أيار/مايو أحصت منظمة الصحة العالمية رسميا حوالى سبعة ملايين وفاة بسبب الوباء.

اعتبر الخبراء الذين تشاور معهم المدير العام أنه "آن الأوان للانتقال الى إدارة طويلة الأمد لوباء كوفيد-19" رغم عدم اليقين الذي لا يزال مرتبطا بتطور هذا الفيروس.

لكن "أسوأ شيء يمكن أن يفعله أيّ بلد الآن هو استخدام هذا الإعلان سبباً للتخلّي عن حذره أو تفكيك الأنظمة التي أنشأها أو توجيه رسالة إلى شعبه مفادها أنّ كوفيد-19 لا يثير القلق" كما أضاف تيدروس.

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أعلى مستوى إنذار في 30 كانون الثاني/يناير 2020 بعد أسابيع فقط على رصد أولى الحالات من هذا المرض التنفسي الجديد في الصين فيما لم يكن هناك بعد أي علاج محدد له.

لكن مع حديث مدير منظمة الصحة العالمية عن وباء في آذار/مارس 2020، أدركت الدول والسكان خطورة الوضع وتم اتخاذ اجراءات صحية مقيّدة جدا في بعض الأحيان وصولا الى أشهر طويلة من الإغلاق.

كان SARS-CoV-2 في ذلك الحين قد بدأ انتشاره المميت الذي أدى الى ظهوره بسرعة شديدة في العالم بأسره.

تم ابتداع اجراءات مكافحة الوباء مع مر الوقت، وفي معظم الأحيان وسط فوضى، كما أظهرت الإدارة الفوضوية لأزمة الوباء من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي كان يستخف بالتوصيات العلمية.

وأضاف تيدروس أن "واحدة من أكبر المآسي" بشأن كوفيد "أنه كان يمكن أن يمر هذا الأمر بشكل مغاير" معربا عن أسفه "لقلة التنسيق والإنصاف والتضامن" ولـ"فقدان أرواح كان يجب ألا تزهق".

وتابع "علينا أن نعد أنفسنا وأطفالنا وأحفادنا بأننا لن نرتكب هذه الأخطاء مرة أخرى".

الوباء اليوم

رغم ان منحنى الوفيات الناجمة عن كوفيد انخفض كثيرا من 95% منذ كانون الثاني/يناير- فان الفيروس لا يزال يتسبب بوفيات بوتيرة شخص كل ثلاث دقائق الأسبوع الماضي.

بدورها، قالت ماريا فان كيركوف التي كانت مسؤولة عن مكافحة الجائحة في منظمة الصحة العالمية منذ بداياتها للصحافيين "لا يمكننا أن نتخلّى عن حذرنا"، موضحة "انتهت مرحلة الأزمة، مرحلة الطوارئ، لكنّ كوفيد لم ينته".

لكن في العديد من الدول، تلاشى الوباء وتم تقليل الفحوصات وعمليات المراقبة الصحية الى الحد الأدنى، وهو ما تعتبره منظمة الصحة سابقا لأوانه.

اللقاحات التي ظهرت في وقت قياسي في نهاية 2020 تبقى فعالة ضد أشد أشكال المرض على الرغم من الطفرات العديدة للفيروس الأصلي.

واللقاحات التي شكلت بالطبع نجاحا علميا كبيرا لا سيما تلك التي تعمل بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال الذي استخدم للمرة الأولى، احتكرتها في بادىء الأمر الدول التي كانت قادرة على دفع ثمنها الباهظ تاركة دولا أخرى لأشهر طويلة بدون إمكانية الحصول عليها.

حتى 30 نيسان/ابريل، كان تم حقن أكثر من 13,3 مليار جرعة من اللقاح.

جرت تعبئة كبرى أيضا من قبل معارضي اللقاح ما ألقى بشكوك حول عمليات التلقيح عموما وساندتهم حملات تضليل إعلامي واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

كشف الوباء التفاوت الاقتصادي الكبير والتفاوت في الحصول على الرعاية. وطبعت في الأذهان صور صفوف الانتظار الطويلة لبرازيليين حاملين عبوات الاكسجين الضخمة لإنقاذ قريب من الاختناق وكذلك صور المحارق الكثيرة في الهند للتخلص من الجثث.

في العديد من الدول، بات الوباء ثانوي الأهمية فيما يستمر ظهور متحورات جديدة ما يهدد بتجدد انتشاره.

وأكد مدير منظمة الصحة العالمية في الآونة الأخيرة أن "الفيروس يستمر في التحور ولا يزال قادرا على التسبب بموجات جديدة من الإصابات والوفيات".

ولفت أيضا الى تداعيات كوفيد الطويل الذي يؤدي الى مجموعة واسعة من العوارض التي تعوق بشكل او بآخر حياة المصابين.

وأضاف أن إصابة واحدة من كل عشر تعتبر من الكوفيد الطويل، ما يعني أن مئات ملايين الأشخاص قد يكونون بحاجة لرعاية طويلة الأمد لم يتم أخذ حجمها او كلفتها الاقتصادية والنفسية بالاعتبار بشكل جيد.

تعديل الاستراتيجية

وكانت منظمة الصحة العالمية قد نشرت استراتيجيتها الجديدة لمكافحة كوفيد-19 لمساعدة البلدان على الانتقال من الإدارة الطارئة للوباء إلى الوقاية منه والسيطرة عليه، للفترة 2023-2025، وهي الرابعة منذ الإبلاغ عن الحالات الأولى في نهاية 2019 في منطقة ووهان الصينية.

وفقا لمنظمة الصحة العالمية ستستخدم هذه الوثيقة "كتوجيه للبلدان حول كيفية التعامل مع كوفيد-19 للعامين المقبلين، أثناء الانتقال من مرحلة الطوارئ إلى الاستجابة المستدامة طويلة الأجل".

وقال تيدروس لدى عرض استراتجيتيه الجديدة إن "الخطة السابقة التي نشرت في عام 2022 حددت هدفين استراتيجيين: الحد من انتشار فيروس SARS-CoV-2 (الفيروس) وتشخيصه وكشف الاصابة بفيروس كوفيد-19 والمعالجة للحد من الوفيات وانتقال العدوى وآثارها على الاجل الطويل".

واضاف أن الاستراتيجية الجديدة "تحافظ على هذين الهدفين وتضيف هدفا ثالثا: دعم البلدان التي تنتقل من الاستجابة لوضع طارئ إلى إدارة المرض والسيطرة عليه والوقاية منه على المدى الأبعد".

تركز الوثيقة الجديدة بشكل خاص على رعاية الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض بما يعرف بالمعاناة من آثار كوفيد لفترة طويلة والتي "يبدو أنها تحدث في 6% من الحالات المصحوبة بأعراض" كما قال تيدروس.

وكتب "الابحاث ضرورية: نحن بحاجة إلى فهم أفضل لحالة ما بعد الاصابة بكوفيد، بما في ذلك عوامل الخطر ودور المناعة وتطوير أساليب لتحديد عبء المرض بشكل أفضل. في الاثناء، على البلدان تعزيز وتمويل مسارات العلاج لهذا المرض الخطير في كثير من الأحيان".

لا يزال يمثل خطرا

لكن أحد كبار مسؤولي الصحة بالصين قال إن فيروس كوفيد-19 لا يزال يمثل خطرا على الرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية إنهاء حالة الطوارئ العالمية مشيرا إلى أن الصين ستواصل مراقبة الفيروس وستزيد من التطعيمات بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

وقال ليانغ وانيان رئيس لجنة خبراء التعامل مع كوفيد التابعة للجنة الصحة الوطنية إن إنهاء حالة الطوارئ لا يعني أن كوفيد سيختفي لكن يمكن الآن السيطرة علي تأثيره بشكل فعال.

وأضاف أن الصين ستواصل مراقبة تحورات الفيروس وتعزيز اللقاحات بين المجموعات الأكثر عرضة للخطر والتطلع إلى تحسين قدرات العلاج من المرض.

وتمسكت الصين بسياسة "صفر كوفيد" لفترة طويلة بعد أن بدأت معظم الدول في التعايش مع الفيروس ولم تبدأ في التخلي عن سياساتها التقييدية سوى في أواخر عام 2022.

وفي فبراير شباط أعلن كبار القادة في الصين تحقيق "انتصار حاسم" ضد كوفيد وسجلوا أدنى معدل وفيات في العالم لكن خبراء شككوا في بيانات الصين.

مستوى المناعة العالي في العالم

وقد أصدر فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتلقيح في منظمة الصحة العالمية بعد اجتماعه في جنيف توصيات محدثة بشأن التلقيح ضد كوفيد-19 تعكس تأثير المتحورة أوميكرون ومستوى المناعة العالي الذي بلغه سكان العالم حاليا جراء الإصابات والتطعيم.

ورأت المنظمة أن البالغين الذين هم بصحة جيدة لا يحتاجون إلى جرعة إضافية من اللقاحات بعد تلقي اللقاح الأساسي وجرعة أولى معززة، لأن فوائدها للصحة محدودة.

وقال الخبراء في اللقاحات بالمنظمة إنه بالنسبة للأشخاص دون الـ60 عاما الذين يُعتبرون معرضين لخطر متوسط، بالإضافة إلى الأطفال والمراهقين المصابين بأمراض وتتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى 17 عاما، لا يرتب تلقي حقن إضافية أي مخاطر، ولكن "مردوده الصحي منخفض".

طرح الفريق ثلاث فئات جديدة لتحديد أولوية تلقي اللقاحات المضادة لكوفيد بناء على تقييم خطر التعرض لإصابة حادة أو الوفاة: مرتفع أو متوسط أو منخفض.

ويُنصح كبار السن والبالغون الآخرون المصابون بأمراض وجميع الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، والحوامل والعاملون في الخطوط الأمامية في المجال الصحي بتلقي المزيد من اللقاحات عبر جرعة معززة إضافية، بعد تلقي التطعيم الأساسي وأول جرعة معززة.

كما أوصى فريق الخبراء بفترة زمنية تمتد من ستة أشهر إلى 12 شهرا بين الجرعات المعززة، بحسب الأمراض التي يعاني منها الأشخاص.

من ناحية أخرى، تبدو الأدلة "غير دامغة" فيما يتعلق بتأثير اللقاحات على كوفيد-19 الطويل الذي تتطور الإصابة فيه في أحيان كثيرة إلى أعراض مُرهقة جدا مثل التعب الشديد أو عدم القدرة على التركيز.

وفي حين تم حقن حوالى 13,3 مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، تبحث منظمة الصحة العالمية عن لقاحات جديدة مضادة لكوفيد تكافح مجموعة واسعة من المتحورات، ويستمر تأثيرها لفترة أطول، وتكون أكثر فعالية في مواجهة الإصابات والعدوى. وتدرس أيضا طرقا جديدة لتلقي اللقاحات عبر الأنف أو الفم أو الجلد.

انهاء حالة الطوارئ الصحية في الولايات المتحدة

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أنهى سابقا وبشكل رسمي حالة الطوارئ الصحية الوطنية التي أُعلنت بسبب كوفيد-19، والتي جرى بموجبها على مدى أكثر من 3 سنوات توفير دعم استثنائي للنظام الصحي في بلد سجّل أكثر من مليون وفاة بسبب فيروس كورونا.

وقال البيت الأبيض إن بايدن وقع على قانون أقره الكونغرس في وقت سابق "ينهي حالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بوباء كوفيد-19".

ويضع هذا القرار حدا للتمويلات السخية لاختبارات كوفيد-19، واللقاحات وإجراءات طارئة أخرى، في محاولة لتحرير أكبر اقتصاد في العالم من قبضة الوباء العالمي.

لكن الغموض لا يزال يلف الوضع على الحدود مع المكسيك، حيث يتم العمل بإجراء مرتبط بحالة الطوارئ، ويحمل اسم "البند 42" للتشدد في قبول الوافدين غير المسجلين عبر الحدود الجنوبية.

ومع انتهاء مفاعيل حالة الطوارئ، تجد الإدارة الأمريكية نفسها مجبرة على تبني آلية قانونية جديدة في حال أرادت تجنب ضرر سياسي محتمل قد ينتج عن التدفقات الجديدة للمهاجرين وطالبي اللجوء.

وصرح مسؤول كبير في البيت الأبيض لوكالة الأنباء الفرنسية بأن استخدام "البند 42 من المتوقع أن ينتهي في 11 أيار/مايو".

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تدير ظهرها رسميا الآن للوباء العالمي، إلا أن إدارة بايدن أعلنت أنها تعمل على تطوير لقاح من الجيل التالي، وإجراءات أخرى لمكافحة أي متحور مستقبلي من كوفيد-19.

وأضاف المسؤول أن "مشروع +نكست جين+ سيسرّع ويبسط التطور السريع للجيل القادم من اللقاحات والعلاجات من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص".

وأشار إلى أنه يتوفر تمويل بنحو 5 مليارات دولار "للمساعدة في تعزيز التقدم العلمي"، و"تجاوز التطور السريع للفيروس الذي يسبب كوفيد-19".

ماذا عن منشأ الفيروس؟

يبحث العالم الآن عن أفضل طريقة لتجنب الكارثة الصحية المقبلة.

لكن المجموعة الدولية لم تتمكن بعد من تحديد كيف تحور هذا الفيروس الى شكل يمكن أن ينتقل بين البشر.

واذا كانت أولى الحالات رصدت في نهاية 2019 في ووهان بالصين، فهناك نظريتان متعارضتان: حصول تسرب من مختبر في المدينة حيث كانت تجري دراسة هذا الفيروس، او انتقاله عبر حيوان وسيط أصاب الاشخاص الذين كانوا يرتادون سوقا محلية.

هذه النظرية الأخيرة تبدو في الوقت الراهن مرجحة أكثر من قبل غالبية المجتمع العلمي، لكن عرقلة السلطات الصينية تمنع إحراز تقدم في التحقيق حول منشأ الفيروس.

في منظمة الصحة العالمية، بدأت الدول الأعضاء أيضا مناقشة اتفاق مستقبلي ملزم يتيح القضاء على أوبئة فور ظهورها وتجنب تكرار الأخطاء نفسها.

والسؤال ليس ما إذا كان سيحدث ذلك، ولكن متى.

رفع السرية حول منشأ فيروس كورونا

بدوره أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن قانونا يرفع السرية عن معلومات استخبارية حول وجود روابط محتملة بين كوفيد-19 ومختبر في مدينة ووهان الصينية.

وشدد بايدن في بيان على ضرورة التوصل إلى منشأ كوفيد-19، "بما في ذلك روابط محتملة مع معهد ووهان لعلم الفيروسات".

وأضاف: "سترفع إدارتي السرية، وستنشر أكبر قدر ممكن من المعلومات".

وكان مجلس النواب الأمريكي حيث الغالبية جمهورية، أقر بالإجماع مشروع القانون بعد توافق واسع النطاق مع الديمقراطيين.

وكانت الجائحة أحدثت شرخا كبيرا بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، سواء حول التلقيح أو تدابير الوقاية.

وفي آذار/ مارس الحالي، قال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" كريستوفر راي إنه "من المحتمل جدا" أن يكون سبب الجائحة تسربا من مختبر في ووهان، وذلك بعد يومين من فرضية مماثلة قدمتها وزارة الطاقة الأمريكية.

ودفع هذا التصريح منظمة الصحة العالمية للطلب من كل الدول مشاركة المعلومات التي تملكها حول منشأ كوفيد-19.

وقدرت وزارة الطاقة الأمريكية أن تسربا عرضيا من مختبر في الصين قد يكون السبب في انتشار كوفيد-19، وفق استنتاجات جديدة أوردتها وسائل إعلام.

ونقلت صحيفتا "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" وشبكة "سي إن إن" عن مصادر لم تسمها أن معلومات استخباراتية جديدة حصلت عليها الوزارة ترجح فرضية تسرب الفيروس من مختبر.

وشددت وسائل الإعلام على أن هذه المعلومات الجديدة نُشرت "مع مستوى منخفض من الثقة" من الوزارة التي تشرف على مختبرات بيولوجية.

وتوافق الوزارة، وفقا لـ"وول ستريت جورنال"، مكتب التحقيقات الفدرالي في تقدير أن الجائحة التي ظهرت مطلع العام 2020 وأودت منذ ذلك الحين بحياة 7 ملايين شخص وإلى قلب الحياة رأسا على عقب لأشهر، هي نتيجة تسرب عرضي من مختبر في الصين.

من جهة أخرى، أعربت 4 وكالات استخبارات أمريكية أخرى عن اعتقادها أن كوفيد-19 نجم عن انتقال طبيعي، فيما لم تحسم وكالتان أخريان بعد قرارهما في هذا الشأن.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان لشبكة "سي إن إن": "حتى الآن، لم تظهر إجابة محددة من وكالات الاستخبارات بشأن هذه المسألة".

وفي منتصف شباط/فبراير، تعهد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ببذل قصارى جهده للحصول على "إجابة" حول منشأ كوفيد-19، نافيا التقارير التي تفيد بأن المنظمة تخلت عن تحقيقها.

الصين ترفض بشدة الاتهامات

من جهتها اعترضت بكين بشدة على فرضية طرحتها وزارة الطاقة الأميركية وتفيد بأن كوفيد-19 تسرب إثر حادث عرضي في مختبر صيني، واعتبرت أن هذه الاتهامات الجديدة "تشوه" صورتها.

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ خلال تصريحها اليومي "لا بد من الكف عن التلويح بهذه النظرية المتعلقة بحدوث تسرب من مختبر، والكف عن تشويه سمعة الصين، والتوقف عن تسييس الأبحاث المتعلقة بمنشأ الفيروس".

وقالت نينغ إن "خبراء من الصين ومنظمة الصحة العالمية، وبناءً على زيارات ميدانية لمختبرات في ووهان ومحادثات متعمقة مع الباحثين، توصلوا إلى استنتاج موثوق مفاده أن خيار التسرب من المختبر غير مرجح إلى حد كبير".

وفي تعقيب، قالت منظمة الصحة العالمية إنها "اطلعت على المقالات الصحافية ولكنها لم تتلق أي معلومات" حول الموضوع.

قال طارق جاساريفيتش المتحدث باسم المنظمة إن "منظمة الصحة العالمية والمجموعة الاستشارية العلمية حول منشأ مسببات المرض الجديدة SAGO ستواصل مراجعة جميع الأدلة العلمية المتاحة التي يمكن أن تساعد في تقدم المعرفة بالنسبة لمنشأ فيروس سارس-كوف2، وندعو الصين والمجتمع العلمي لإجراء الدراسات اللازمة لذلك".

وأضاف "في انتظار مزيد من العناصر، تظل جميع الفرضيات على الطاولة".

بعد ثلاث سنوات من ظهور الجائحة، ما زال منشأ الفيروس غير معروف بعدما أودى بنحو سبعة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم وأوهن الاقتصاد العالمي.

في شباط/فبراير 2021، خلص خبراء من منظمة الصحة العالمية وعلماء صينيون إلى أنه "غير محتمل إلى حد كبير" أن يكون الفيروس تسرب إثر حادث في معهد علم الفيروسات الصيني في ووهان وفضلوا فرضية المنشأ الطبيعي للفيروس وانتقاله إلى البشر من طريق حيوان "وسيط".

لكن فرضية حدوث تلاعب في مختبر والتسرب العرضي عادت إلى الظهور خصوصا في الولايات المتحدة حيث قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مكتب التحقيقات الفدرالي يميل لها.

في إشارة إلى أن النقاش لم ينته في الولايات المتحدة، تؤيد أربع وكالات استخبارات أميركية فرضية المنشأ الطبيعي لكوفيد، في حين ما زالت اثنتان مترددتين، وفقًا لوول ستريت جورنال.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جايك ساليفان الأحد لمحطة سي إن إن "في الوقت الحالي، لا إجابة محددة من وكالات الاستخبارات بشأن هذه المسألة".

اضف تعليق