q
باتت منصة تويتر موضع جدل كبير في الآونة الأخيرة، خاصة في عصر الرئيس إيلون ماسك، منصة تويتر هي قطعاً واحدة من الشبكات الاجتماعية الناجحة في العالم، لكن أمورا كثيرة داخله لم تكن تسرّ ماسك، وأكبرها نموذجه الاقتصادي الذي يمنح مجانية كبيرة للمستخدمين، وثانياً القيود التي يضعها على حرية التعبير...

باتت منصة تويتر موضع جدل كبير في الآونة الأخيرة، خاصة بعد تولي الملياردير الأمريكي إبلون ماسك رئاستها، اذ يمثل إيلون ماسك قدوة كبيرة لمن يكرهون كل ما هو تقليدي، خصوصاً لنجاحاته في مجال السيارات الكهربائية والنقل الفضائي، لذلك ليس غريبا أن تظهر له الطريقة التي عمل بها تويتر على مدار السنوات الأخيرة، طريقة تقليدية ولا تجني الأرباح التي يرغب بها الملياردير الشهير، كما لا تعبر عن روح الجيل الجديد من المنصات الرقمية.

منصة تويتر هي قطعاً واحدة من شبكات التواصل الاجتماعي الناجحة في العالم، لكن أمورا كثيرة داخله لم تكن تسرّ ماسك، وأكبرها نموذجه الاقتصادي الذي يمنح مجانية كبيرة للمستخدمين بمن فيهم المشاهير، وثانياً القيود التي يضعها على حرية التعبير مقابل تسامح المنصة مع أسراب الذباب الإلكتروني واللجان الإلكترونية التي جعلت من الشبكة مساحة واسعة لنشر الأخبار الكاذبة والمضللة.

يسعى الرئيس التنفيذي الجديد لشركة تويتر إيلون ماسك لإجراءات تغييرات على منصة التواصل الاجتماعي لتصبح المصدر الأكثر دقة للمعلومات حول العالم، متخذا خطوات عدة شملت إقالة نصف الموظّفين وفرض رسوم على المستخدمين.

قال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي الجديد لشركة تويتر، إن مهمة منصة التواصل الاجتماعي هي أن تصبح المصدر الأكثر دقة للمعلومات حول العالم، مثيراً الجدل حول كيفية تحقيق ذلك ومن الذي سيحدد ما هو دقيق.

واتّخذ ماسك إجراءات صارمة منذ أن استحوذ على "تويتر" في صفقة بقيمة 44 مليار دولار قبل أسبوع تقريباً، شملت إقالة نصف الموظّفين وفرض رسوم على المستخدمين، مما قدّم بعض المؤشّرات المبكّرة على طريقة إعادة أغنى شخص في العالم هيكلة المنصة، وقال ماسك "تحتاج "تويتر" إلى أن تصبح إلى حدّ بعيد المصدر الأكثر دقّة للمعلومات حول العالم. هذه هي مهمتنا".

وعلى الفور، أثارت تغريدته عشرات الآلاف من الرّدود والمناقشات حول كيفيّة تحقيق هذه المهمة. وتساءل مؤسس "تويتر" والرّئيس التنفيذي السّابق جاك دورسي "دقيق لمن؟"، وكان ماسك، الذي يدير أيضاً شركة "تسلا" للسيّارات الكهربائية وشركة الصّواريخ "سبيس إكس"، قال الشّهر الماضي إنّ "تويتر" ستعمل على تشكيل مجلس للإشراف على الاعتدال في المحتوى له "وجهات نظر متنوعة على نطاق واسع".

كما قال ماسك إنّ "مستخدمي "تويتر" الذين يشاركون في انتحال للهوية دون الإشارة بوضوح إلى أنهم يستخدمون أحد حسابات "الساخرين" سيواجهون التعليق بشكل دائم دون سابق إنذار"، وأضاف أنّ "المنصّة كانت تصدر في السّابق تحذيراً قبل التعليق، لكن مع إتاحة "تويتر" خاصيّة التحقّق على نطاق واسع، فلن يكون هناك تحذير وكذلك "لا استثناءات".

قال ماسك إنّ "هذا سيكون شرطاً واضحاً عند التّسجيل في خدمة (تويتر بلو)، مضيفاً أنّ أيّ تغيير في الإسم سيؤدّي إلى فقدان موقّت لعلامة التحقّق من المستخدم"، وحدّث "تويتر" قبل أيام تطبيقه في متجر تطبيقات "أبل" للبدء في فرض رسوم بقيمة ثمانية دولارات على علامات التحقّق الزرقاء التي تتمتّع بإقبال كبير في الوقت الذي تسعى المنصة فيه إلى زيادة الإيرادات، وقال "تويتر" إنّ مزايا خدمة التحقّق ستشمل "نصف الإعلانات" والقدرة على نشر مقاطع فيديو أطول على تويتر وترتيب الأولويّة للمحتوى عالي الجودة.

لكن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت أمس أنّ "المنصّة ستؤجّل طرح علامات التحقّق للمشتركين في خدمتها الجديدة إلى ما بعد انتخابات التجديد النّصفي في الولايات المتحدة، وفي مؤشّر على وجود مزيد من الارتباك بعد تولّي ماسك الإدارة، يتواصل موقع "تويتر" الآن مع عشرات الموظّفين الذين فقدوا وظائفهم ويطلب منهم العودة، حسبما أفادت بلومبرغ نيوز، وأفاد التقرير بأنّ بعض الذين طُلب منهم العودة تمّ تسريحهم عن طريق الخطأ. وذكر التقرير نقلاً عن أشخاص مطّلعين على هذه التحرّكات، أنه تم التخلّي عن آخرين قبل أن تدرك الإدارة أنّ خبراتهم قد تكون ضرورية لتحقيق الميزات الجديدة التي يسعى إليها ماسك.

ماسك يحذف خاصية في تويتر تتعلق بحرية التعبير ومنع الانتحار

أزالت شركة تويتر في الأيام القليلة الماضية ميزة كانت تروج لخطوط ساخنة للتواصل مع منظمات وهيئات توفر الدعم لمنع الانتحار وحرية التعبير ومصادر أمان أخرى للمستخدمين الباحثين عن محتوى معين، ووفقا لشخصين مطلعين على الموضوع فإن الإزالة تمت بأمر من مالك الشركة الجديد إيلون ماسك.

ولم يتم الإبلاغ من قبل عن إزالة تلك الميزة، التي تعرف باسم "هناك مساعدة" (ThereIsHelp#)، وكانت تظهر في أعلى البحث عن جهات اتصال محددة لمنظمات دعم في العديد من البلدان ذات صلة بالصحة الذهنية، ومرض نقص المناعة (الإيدز)، واللقاحات، والاستغلال الجنسي للأطفال، وكوفيد-19، والعنف الجنسي، والكوارث الطبيعية، وحرية التعبير.

وإزالة تلك الميزة قد تضاف إلى المخاوف بشأن سلامة المستخدمين الضعفاء على تويتر. وقال ماسك إن الانطباعات أو المشاهدات للمحتوى الضار آخذة في الانخفاض منذ توليه المنصب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وغرد برسوم بيانية توضح اتجاها تنازليا، رغم أن باحثين وجماعات حقوق مدنية تتبعوا زيادة في التغريدات التي تحتوي إهانات عنصرية وعبارات أخرى تحض على الكراهية، ولم يستجب ماسك أو شركة تويتر لطلب لوكالة رويترز للتعليق على إزالة الميزة.

وبهذا الصدد قالت أمس الجمعة منظمة "أيدز يونايتد" (AIDS United)، ومقرها واشنطن، ومنظمة "آي لو" (iLaw)، وهي مجموعة تايلندية تدعم حرية التعبير، وكلتاهما كانتا تستفيدان من الترويج لخدماتها بفضل تلك الميزة، إن اختفاء الميزة كان مفاجئا لهما.

وقالت "أيدز يونايتد" إن صفحة الويب التي ارتبطت بميزة تويتر كانت تجتذب نحو 70 مشاهدة يوميا حتى 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، لكن بعد هذا التاريخ انخفض عدد المشاهدات إلى 14 مشاهدة يوميا في الإجمال.

كما غرد دامار جونيتار، المدير التنفيذي لـ"شبكة حرية التعبير في جنوب شرق آسيا" (Southeast Asia Freedom of Expression Network)، أمس الجمعة، حول اختفاء الميزة قائلا إنه "تصرف غبي" من جهة شركة التواصل الاجتماعي قد يدفع منظمته إلى التخلي عنها، ولم تتمكن رويترز على الفور من تحديد سبب طلب ماسك إزالة الميزة. ورفض المصدران المطلعان على قراره الكشف عن أسمائهما لحماية أنفسهما. وقال أحدهما إن ملايين الأشخاص صادفوا رسائل "هناك مساعدة".

على خطى يوتيوب.. عدّاد لقراءة التغريدات في تويتر

تعمل منصة "تويتر" على إضافة ميزة جديدة، هي عداد مشاهدات التغريدات ‏المنشورة، والذي يشبه إلى حد بعيد عداد المشاهدات في موقع "يوتيوب".، وستسمح هذه الميزة لجميع المستخدمين بالتحقق من عدد المشاهدات لجميع تغريداتهم.

في السابق، كان المستخدمون الذين قاموا بالتغريد فقط يحسبون عدد المشاهدات باستخدام موقع "Tweet Analytics" (تحليلات التغريدات)، وأفاد بعض مستخدمي "تويتر" بأن عداد قراءة التغريدات بدأ في الظهور في تغريداتهم الخاصة.

وكتب المدير التنفيذي للشركة، الملياردير إيلون ماسك، الخميس، أن "تويتر" سيطرح عداد مشاهدات التغريدات، وذلك "لكي يتمكن المستخدمون من معرفة عدد مرات مشاهدة التغريدة"، مضيفا أن "هذا أمر طبيعي بالنسبة للفيديوهات".

وأوضح إيلون ماسك أن عدد قراءة التغريدات "يظهر مدى حيوية "تويتر" أكثر، حيث إن أكثر من 90% من المستخدمين يقرأون التغريدات دون أن يغردوا أو يردوا أو يعبروا عن إعجابهم بالتغريدات، لأن هذه إجراءات عامة".

من قد يختاره ماسك لمهمة قيادة تويتر؟

قد يبحث الملياردير ومالك شركة تويتر، إيلون ماسك، قريبًا عن رئيس تنفيذي جديد لإدارة موقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تصاعد الانتقادات على أسلوب قيادته الفوضوية للشركة، بما في ذلك القرارات الأخيرة بتعليق حسابات صحفيين وتقديم (ثم حذف) سياسة مثيرة للجدل تحظر الارتباط بالمنصات المنافسة.

وكان ماسك قد نشر استطلاعًا يسأل عما إذا كان يجب أن يتنحى عن منصب الرئيس التنفيذي، وانتهى الاستطلاع صباح الاثنين بتأييد 57٪ من المشاركين.

ومن الأسماء التي قد يختارها ماسك لهذا المنصب:

- جايسون كالاكانيس، الذي ظهر في عالم التكنولوجيا كمراسل خلال طفرة الإنترنت، وهو مستثمر في مرحلة مبكرة دعم شركات معروفة مثل Uber و Robinhood. كما أطلق العديد من الخصائص الإعلامية ويستضيف برنامجي بودكاست.

- ديفيد ساكس، الذي كان مع ماسك من بين الفريق الأصلي المؤسس لـPayPal، لديه على الأقل بعض الخبرة في إدارة شبكة اجتماعية، وكان قد أسس وأدار منصة اتصالات المؤسسات Yammer، قبل بيعها لشركة ميكروسوفت في عام 2012 مقابل 1.2 مليار دولار.

- سريرام كريشنان، الذي قد يكون الخيار الأكثر وضوحًا، لديه خبرة مباشرة في العمل على منتج تويتر، بعد أن ساعد سابقًا في إدارة الفرق المسؤولة عن ميزات النظام الأساسي مثل البحث والجدول الزمني للصفحة الرئيسية، كما عمل سابقًا على منتجات إعلانية للهواتف المتنقلة في سناب وفيسبوك.

- آخرون، تكهن بعض مستخدمي تويتر بشأن قادة آخرين محتملين لشركة التواصل الاجتماعي، بما في ذلك صهر دونالد ترامب، جاريد كوشنر، الذي شوهد بمدرجات كأس العالم مع ماسك قبل أيام.

موجة تسريح جديدة

باتت منصة تويتر موضع جدل كبير في الأونة الأخيرة، خاصة بعد تولي الملياردير الأمريكي إبلون ماسك رئاستها، فاجأت إدارة تويتر موظفيها بموجة تسريحات جديدة في إطار خفض التكاليف، لكن الإقالات هذه المرة تركزت في قسم السياسة العامة.

وقال مصدران مطلعان لوكالة رويترز إن رئيسة السياسة العامة في شركة تويتر غادرت الشركة يوم الخميس مع موظفين آخرين في هذا القسم، وفريق السياسة العامة في تويتر مسؤول عن التفاعل مع المشرعين والمجتمع المدني بشأن قضايا تشمل حرية التعبير، والخصوصية، والأمان على الإنترنت، ويتعامل هذه القسم أيضا مع الطلبات الواردة من الحكومات وجماعات الحقوق المدنية لإزالة المحتوى الإشكالي، ويضع قواعد لحماية المستخدمين المعرضين للخطر.

يأتي ذلك بينما قال سفين جيجولد، وزير الدولة المسؤول عن سياسة المنافسة في وزارة الاقتصاد الألمانية، إنه يتعين أن تكون تويتر ضمن شركات التكنولوجيا التي تخضع لمراقبة المفوضية الأوروبية المباشرة، مضيفا أن سلوك الشركة الغريب في ظل إدارة مالكها الجديد إيلون ماسك يشكل تهديدا لحرية التعبير، وأشار إلى تعليق تويتر المفاجئ لحسابات صحفيين والقيود المفروضة على الوصول إلى بعض الروابط.

وفي رسالة بعث بها إلى اثنين من مسؤولي المفوضية الأوروبية، دعا جيجولد الاتحاد الأوروبي إلى فتح تحقيق في الأمر. وقال إن المفوضية يجب أن تعمل على منع ما سماه “سلوك تويتر المناهض للمنافسة”، وكتب جيجولد على تويتر مع نشره الرسالة “الشروط والأحكام العامة التي تتغير كل ساعة تقريبا، والمبررات الغريبة للقيود الواسعة على الروابط وحجب الصحفيين، كل هذا يهدد حرية المنافسة ويشكل خطرا على حرية التعبير وتداول المعلومات والصحافة”، ونقلت رويترز عن مصدرين أن سينيد مكسويني، نائبة الرئيس العالمي للسياسة العامة، غادرت تويتر، ليحل محلها كبير مديري استراتيجية السياسة العامة العالمية، نيك بيكلز، ويأتي تسريح مزيد من الموظفين ومغادرة مسؤولة رفيعة المستوى لدى تويتر في حين يشكك المنظمون في جميع أنحاء العالم في قدرة تويتر على اعتدال المحتوى، وحماية بيانات المستخدمين بعد أن خفّض ماسك عدد الموظفين من أكثر من 7,000 إلى أقل من 2,000، وقال أحد مصدري رويترز إن انخفاض عدد موظفي قسم السياسة العامة قد يؤدي إلى تراكم الطلبات المقدمة إليه، وقد يُقصر في تنفيذ بعض السياسات التي هي قيد التطوير.

وفي الشهر الماضي، أخبر مفوض الاتحاد الأوروبي، تيري بريتون، ماسك أن المنصة ستواجه في المستقبل ضغط عمل للامتثال للوائح الأوروبية بشأن اعتدال المحتوى، وإزالة المعلومات المضللة، والحد من الإعلانات المستهدفة. وسيُجري الاتحاد الأوروبي اختبارًا صعبًا مطلع العام المقبل لتقييم الامتثال.

عام عاصف لإيلون ماسك.. كم خسر "رئيس تويتر" في 2022؟

سيظل عام 2022 محفورا في ذاكرة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك حتى وإن حاول نسيان بعض تفاصيله وأحداثه. فعلى قدر ما كان هذا العام حافلا بنجاحات عديدة حققها ماسك، فقد كان كذلك عاصفا بالنسبة له لما مني به من خسائر مالية وما خاضه من معارك قضائية.

ومن الصعب كذلك نسيان أن الملياردير المغامر ومطلق الصواريخ إلى الفضاء الذي استمد إلهامه من أفلام البطل الخارق (آيرون مان) "الرجل الحديدي" شغل أكثر من وظيفة هذا العام، من بينها وظيفة منحها لنفسه وهي "رئيس التغريد".. رئيس شركة تويتر.

وحتى في الوقت الذي اختتم فيه الرئيس التنفيذي لتسلا وسبيس إكس عام 2022 بإنجازات رئيسية، من القيام بتوسع عالمي قوي لشركة تسلا إلى لعب دور داعم للمقاومة الأوكرانية ضد الحرب الروسية، ركز الجميع على تغريدات إيلون ماسك وما سيفعله لتغيير منصة تويتر.

وقد تابع العالم كل رسالة له مهما كانت مثيرة للغضب أو استفزازية أو بذيئة، لكنها لم تكن مملة قط. والتمس رأي الجمهور قبل إعادة الحسابات المحظورة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وغيره من الرافضين البارزين لنتيجة الانتخابات الأميركية. وتزين الآن بعض أعظم نجاحات ماسك جدران مقر تويتر في سان فرانسيسكو إلى جانب قوله "بعد ذلك، سأشتري كوكاكولا لإعادة الكوكايين فيها".

وبلغت الإثارة مداها بعد إتمام صفقة شراء تويتر بمبلغ 44 مليار دولار في أكتوبر والتي لم يكملها إلا بعد فشله في التراجع عن العرض الأولي الذي قدمه قبل انهيار سوق الإعلانات والذي أدخله ساحات القضاء من تويتر.

وقلص أكثر من نصف موظفي تويتر البالغ عددهم 7400 بما في ذلك إقالة قيادات الشركة، قبل أن يتراجع سريعا لإعادة بعض الموظفين لحاجته إليهم. ورفض معظمهم العودة والعمل في ظل ظروف "الكدح" التي اقتضت النوم في المكتب كما أظهر أحد الموظفين ذلك على تويتر.

والخطوة التالية لتويتر محل تخمين الجميع لأن الاستراتيجية تتغير مع التغريدات. وطرح ماسك أفكارا مثل إطلاق نسخة من (وي تشات) الصينية، وهو تطبيق هائل يتضمن كل شيء من التسوق والخدمات المصرفية إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وألمح إلى خوضه غمار عالم الدفع وتحويل الأموال مثلما فعل في وقت سابق في مشواره المهني عندما أسس موقع باي بال لتحويل الأموال عبر الإنترنت.

والمؤكد هو أن السعي وراء تويتر أدى إلى تقليص صافي ثروته أكثر من 100 مليار دولار ليصبح ثاني أكبر أثرياء العالم، وفقا لفوربس.

ومع نهاية العام، أصبحت قيادته لتويتر موضع تساؤل، صنعه بنفسه، الآن بعد أن صوت مستخدمو تويتر لصالح تنحيه عن قيادة الشركة. وهذه هي النتيجة التي وعد بالالتزام بها في الاستطلاع الذي وضعه.

ما الأهمية؟ ما يفتقر إليه تويتر في الحجم أو الإيرادات أو الطموح يعوضه في النفوذ والتأثير. ولطالما تجاوزت منصة التواصل حجمها وما زالت تمثل المنبر المفضل بين وسائل التواصل الاجتماعي لقادة العالم والصناعة والثوريين ووسائل الإعلام.

وغرد ماسك في أكتوبر قائلا "حرية التعبير هي حجر الأساس لديمقراطية فاعلة، وتويتر هو الساحة الرقمية التي يجري فيها مناقشة الأمور الحيوية لمستقبل البشرية". وتعرضت هذه القناعة لضغط شديد. ففي الأيام القليلة الماضية، أوقف مؤقتا حسابات صحفيين من نيويورك تايمز وواشنطن بوست و شبكة (سي.إن.إن) وغيرهم ممن تناولوا حظره لحساب تتبع معلومات متاحة للجمهور في الوقت الفعلي حول مكان وجود طائرته.

وما بدأ كحديث عن معركة بقاء شركة رقمية تحول إلى استفتاء عالمي على حرية التعبير والتحكم في المحتوى بعد إدانة جماعات الدفاع عن الصحافة ومسؤولون من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي لعمليات التعليق.

وكتب فولكر تورك، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان قائلا "يتحمل تويتر مسؤولية احترام حقوق الإنسان. يجب على إيلون ماسك الالتزام باتخاذ قرارات بناء على السياسات المعلنة التي تعلي من شأن احترام الحقوق، بما في ذلك حرية التعبير. وليس أقل من هذا".

ماذا يعني هذا لعام 2023؟ تتمثل مهمة ماسك الأولى في العثور على طريقة يمنع بها تويتر من خسارة أربعة ملايين دولار يوميا لخدمة نحو 13 مليار دولار من الديون استخدمها لتمويل الصفقة.

ويمكنه بعد ذلك استكمال مهامه لتحويل موقع تويتر مما يزعم المحافظون أنه ملاذ للتحيز الليبرالي إلى سوق لحرية التعبير لا تكتم صوت رافضي نتائج الانتخابات أو المؤمنين بنظريات مؤامرة كوفيد.

ونشر ماسك هذا العام آلافا من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بموقع تويتر ورسائل تطبيق سلاك، فيما عرف معا باسم "ملفات تويتر". ونشر "ملفات تويتر" هذه، التي رصدت قرارات تحكم في المحتوى مما أذكت شكاوى المحافظين، مهد الطريق للتحول في سياسة عملاق التواصل الاجتماعي.

وتكشف هذه الملفات مداولات داخلية بشأن قيام مديرين تنفيذيين في تويتر بحظر نشر ما يتعلق باتهام هانتر بايدن، نجل الرئيس الحالي جو بايدن، بالفساد، وحظرهم حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أعقاب هجوم السادس من يناير على مبنى الكونغرس.

ونشر ترامب يوم الاثنين على منصة (تروث سوشيال) المنافسة التي أسسها الرئيس الأميركي السابق قائلا "كان من الممكن أن يغير هذا نتيجة الانتخابات الرئيسية دون حتى مناقشة كل الأشياء غير القانونية التي اقترفوها" في إشارة إلى رسائل بريد إلكتروني تتحدث عن مخطط لمكتب التحقيقات الفيدرالي للتشكيك في تعاملات هانتر بايدن التجارية الخارجية.

واستشرفا للمستقبل، فمن المتوقع أن يذكي ماسك جدلا سياسيا في عام 2023 لأنه يدعم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس في مسعى خوض الانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024 في الوقت الذي يحض فيه ترامب على العودة إلى التغريد.

مطالبات بإشراف مباشر من الاتحاد الأوروبي على "تويتر"

قال مسؤول ألماني كبير، إنه يتعين أن تكون شركة "تويتر" ضمن شركات التكنولوجيا التي تخضع لمراقبة المفوضية الأوروبية المباشرة، مضيفا أن سلوك الشركة الغريب في ظل إدارة مالكها الجديد إيلون ماسك يشكل تهديدا لحرية التعبير.

وأشار سفين جيجولد، وزير الدولة المسؤول عن سياسة المنافسة في وزارة الاقتصاد الألمانية، إلى تعليق "تويتر" المفاجئ لحسابات صحفيين والقيود المفروضة على الوصول إلى بعض الروابط، وفي رسالة بعث بها إلى اثنين من مسؤولي المفوضية الأوروبية، دعا جيجولد الاتحاد الأوروبي إلى فتح تحقيق في الأمر، وقال إن المفوضية يجب أن تعمل على منع ما أسماه "سلوك تويتر المناهض للمنافسة".

وأكدت المفوضية الأوروبية تلقي الرسالة وقالت إنها سترد في الوقت المناسب، مضيفة أنها تتابع التطورات المتعلقة بتويتر عن كثب، وكتب جيجولد على "تويتر" مع نشره الرسالة: "إن الشروط والأحكام العامة التي تتغير كل ساعة تقريبا، والمبررات الغريبة للقيود الواسعة على الروابط وحجب الصحفيين، كل هذا يهدد حرية المنافسة ويشكل خطرا على حرية التعبير وتداول المعلومات والصحافة"، وقال ماسك، إنه سيتنحى عن منصب الرئيس التنفيذي لتويتر، وذكر جيجولد أن المفوضية ستتولى الإشراف على المنصات الكبيرة مثل "فيسبوك" و"غوغل" وفقا للوائح الجديدة التي وضعتها فيما يتعلق بالأسواق الرقمية.

وقال: "لم تُصنف تويتر بعد منصة رقمية مهيمنة نظرا لأن مبيعات الشركة لا تزال منخفضة للغاية، ومع ذلك، فإن تويتر لها تأثير كبير على تشكيل الرأي العام في جميع أنحاء العالم وكذلك في أوروبا".

جاك دورسي بعد فضيحة ملفات تويتر.. "أنا أتحمل أخطاء المنصة وهذه طريقة حلها"

ناقش جاك دورسي الرئيس التنفيذي السابق لشركة تويتر (Twitter)، المبادئ التي يعتقد أنها يجب أن تحكم وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف لم يتم تنفيذها على تويتر، حيث اعترف بالخطأ الذي ارتكبه في إدارة تويتر بعد ظهور ملفات تويتر في منشور على منصة غيت ريفيو (Getrevue) التابعة لتويتر.

ويأتي بيان دورسي بعد إصدار 5 دفعات من ملفات تويتر، حيث سرب إيلون ماسك تفاصيل محددة حول حالات مختلفة من الرقابة على المنصة. وتتحدث الملفات أيضًا عن الأحداث التي أدت إلى "إلغاء حساب" الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وقال دورسي إنه يعتقد أنه "لم تكن هناك نوايا سيئة أو أجندات خفية، وكل شخص تصرف وفقًا لأفضل المعلومات التي كانت لدينا في ذلك الوقت".

وكشفت ملفات تويتر عن نقطة ضعف شركات التواصل الاجتماعي، حيث سربت الملفات معلومات داخلية حول كيفية تعامل تويتر مع الرقابة على المنصة، وتقدم جاك دورسي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة تويتر، والذي كان في وضع المسؤولية خلال معظم الفترة التي تتحدث عنها الملفات، ليتحمل اللوم عن هذه الأخطاء، وناقش جاك دورسي المبادئ التي يعتقد أنها يجب أن تحكم وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف لم يتم تنفيذها على تويتر.

ويجادل دورسي بأن وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تكون مرنة في مجال محاولات الشركات والحكومة السيطرة عليها، وأن المؤلف الأصلي فقط هو الذي يجب أن يكون قادرًا على إزالة المحتوى الذي ينتجه، وتعليقًا على موضوع الاعتدال، يعتقد دورسي أنه يجب التعامل معه عن طريق الاختيار الحسابي، بدلاً من التحكم المركزي.

وقال دورسي إن "تويتر الذي أدرته وتويتر اليوم لا يفي بأي من هذه المبادئ. وهذا خطأي وحدي، حيث تخليت تمامًا عن الضغط من أجل الأفكار التي أردت تنفيذها لكي تصبح الشركة أفضل عندما حصل أحد المساهمين على أسهمنا في عام 2020، إذ لم يعد لدي أمل في تحقيق أي منها كشركة عامة دون وجود آليات دفاع. لقد خططت لخروجي في تلك اللحظة وأنا أعلم أنني لم أعد مناسبًا للشركة".

واعترف دورسي بأنه فشل في التمسك بهذه المبادئ على تويتر وأن تعليق الشركة لحساب دونالد ترامب كان خطأ. ويعزو هذا الفشل إلى قراره إعطاء الأولوية لأدوات إدارة المحادثة العامة، بدلاً من تمكين المستخدمين من إدارتها بأنفسهم. ويعتقد دورسي أن هذا النهج قد منح تويتر الكثير من القوة وجعله عرضة للضغط الخارجي.

كيف تصلح تويتر؟ يقترح دورسي أنه يجب أن يكون هناك بروتوكول وسائط اجتماعية مجاني ومفتوح لا تملكه أي شركة أو مجموعة شركات. وهو يدعي أن هذا البروتوكول سيسمح للمستخدمين ببناء واختيار الخوارزميات الخاصة بهم بحسب عاملين هما الاعتدال والأهمية، ولن يخضع لسيطرة الشركة أو الحكومة.

وقال دورسي إنه "تم ارتكاب أخطاء" وإن تويتر سيكون في وضع أفضل اليوم إذا "ركزت الشركة بشكل أكبر على الأدوات للأشخاص الذين يستخدمون الخدمة بدلاً من الأدوات الخاصة بنا"، وكتب دورسي: "المشكلة اليوم هي أن لدينا شركات تمتلك البروتوكول واكتشاف المحتوى"، "وهو ما يضع شخصًا واحدًا في نهاية المطاف مسؤولاً عن قرار النشر أو الحذف"، واستشهد دورسي بمشروع بلوسكاي (Bluesky)، وهي منظمة غير ربحية نظمتها تويتر، بالإضافة إلى ماستدون (Mastodon) وماتريكس (Matrix) كمشاريع ناشئة يمكن أن ترقى إلى مستوى رؤيته لما يشكل بروتوكولًا مجانيًّا ومفتوحًا لوسائل التواصل الاجتماعي. وقال إنه سيقدم منحًا لمشاريع واعدة، بدءًا من مليون دولار لتطبيق سيغنال (Signal)، وهو تطبيق مراسلة مشفر.

تويتر يحظر منصات فيسبوك وإنستغرام وماستودون بخاصية جديدة

من الآن فصاعدا، لن يكون بإمكان المغردين استخدام حساباتهم على موقع تويتر للإشارة إلى حساباتهم الأخرى على باقي منصات التواصل الاجتماعي، إلا في حالة الدفع كإعلان ترويجي، ويشمل الحظر الذي طبقه تويتر، منصات فيسبوك وإنستغرام وماستودون وتروث سوشل، وأخرى أقل شهرة.

ويعني هذا، أنه لم يعد بإمكان المستخدمين نشر تغريدات توجه المتابعين إلى حساباتهم على تلك الشبكات، كما لا يمكنهم تضمين روابط لملفاتهم الشخصية على تلك الشبكات في سيرتهم الذاتية على تويتر، وفقا لموقع "ذا فيرج" التقني الأميركي.

وعندما يحاول المستخدم التغريد برابط لإحدى المنصات المحظورة على تويتر، تظهر له رسالة تفيد بأنه "لا يمكننا إكمال هذا الطلب، لأن هذا الرابط قد تم تحديده بواسطة تويتر على أنه ضار محتمل"، ولا يتضمن الحظر روابط من أنظمة أساسية فقط، بل أنه يمتد إلى نشر أسماء المستخدمين أو المقابض من الأنظمة الأساسية المتنافسة بدون عناوين URL.

على الرغم من ذلك، لا يزال تويتر يدعم الترويج المدفوع لهذه المنصات المحظورة، يقول استشاري أمن المعلومات، عمرو فتحي، إن "تلك الخطوة، لا تنفصل عن سعي موقع تويتر، تحت إدارة مالكه الجديد إيلون ماسك، لزيادة الإيرادات بأي وسيلة كانت، في ظل انخفاض النمو التي تعيش في ظله بالشهور الأخيرة".

ويضيف فتحي، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "إدارة تويتر وجدت بحساب رجل الأعمال، أنه من غير المنطقي أن يتم الترويج لمواقع منافسة على أرضيته، من دون أن يحقق مقابل مادي من وراء ذلك، في ظل سعي الموقع لزيادة إيراداته، نتيجة انخفاض عائد الإعلانات، مصدر أرباح وسائل التواصل الاجتماعي، منذ جائحة كورونا، وصولا للحرب الروسية الأوكرانية، وتحقيق الشركة لخسائر متتالية، بلغت حد تسريحها عدد ضخم من موظفيها".

ويتابع فتحي، أنه "لتحقيق مكاسب مادية، اتخذ تويتر قرارات غير متوقعة تماما، كأن غير من طبيعة توثيق الحسابات، من خلال تبديل التحقق بمقابل مادي، وهو ما حقق فشلا كبيرا، وفتح الباب أمام الانتحال الإلكتروني لأسماء شخصيات شهيرة، بشكل اضطر ماسك لتعليق الأمر، حتى البت فيه".

وقال تويتر، في منشور له، إنه سيتخذ إجراءات ضد المستخدمين الذين ينتهكون هذه السياسة "على مستوى التغريدة ومستوى الحساب"، وسيقوم تويتر بإزالة أي تغريدات تحتوي على انتهاكات للسياسة، إضافة إلى تعليق الحسابات "المستخدمة لغرض الترويج للمحتوى على نظام اجتماعي آخر"، كما سيتخذ إجراءات ضد المستخدمين الذين يحاولون الالتفاف على هذه السياسة بإخفاء عناوين "URL" للأنظمة المنافسة أو مشاركة لقطات شاشة لتلك المنصات المحظورة، وكتب الملياردير الإميركي، إيلون ماسك، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي، أنه "يجب أن يكون تويتر سهل الاستخدام، ولكن ليس هناك المزيد من الإعلانات المجانية التي لا هوادة فيها للمنافسين.. لا يوجد ناشر تقليدي يسمح بذلك وكذلك تويتر"، فيما تظل منصات أخرى، مثل تلغرام وتيك توك ويوتيوب، في مأمن من حظر تويتر في الوقت الحالي.

وفي ذلك يرى فتحي، أن "في الأمر منطقية، حيث أن تطبيقات مثل فيسبوك وإنستغرام وماستودون، تدخل في منافسة شرسة مع تويتر على جذب المستخدمين"، "ومن ثم اعتبر تويتر أن خطوة كهذه، كمن يضرب عصفورين بحجر واحد، فمنها يحد من قدرة منافسيه على الوصول إلى جمهوره وسط أرضه، ومنها يحقق أرباح من وراء ذلك إذا صمم مستخدم على استغلال حسابه على تويتر لصالح الترويج لحسابه على منصة أخرى"، كما يعتقد فتحي، ويتوقع فتحي، أن تزيد تلك الخطوة من فتور المستخدمين تجاه تويتر، الذي اعتبره مؤثرون أداة للتعبير عن الرأي والتحقق الشخصي، مما يزيد من تسرب المستخدمين إلى المنصات المنافسة، ويعمق أزمة تويتر وخسائرها.

اضف تعليق