q
الاكل العاطفي هو شكل من أشكال اضطراب الأكل ويعرف بأنه يأتي على شكل زيادة في تناول الطعام استجابة للمشاعر السلبية يستخدم للتأقلم للتعامل مع المشاعر الصعبة، كما يعد الأكل العاطفي من أشكال المواجهة التي تركز على العاطفة، والتي تسعى لتقليل وتنظيم ومنع الضائقة الانفعالية...

في معرض حديثي مع زوجتي حول ردود الفعل التي تنتج من الغضب وكيفية احتواءه او السيطرة عليه اخبرتني ان احد اقاربها كان يلجئ الى الاكل بشراهة حين تنتابه موجة غضب، تخيلت ان الامر مجرد مزحة لكنها اكدت لي ذلك، وبعد التحري عن الاسباب النفسية للموضوع وهل له حقاً جذور نفسية تبين لي ان الامر نفسي بحت وهذه الحالة تعرف بـ (الاكل العاطفي).

يعرف علم النفس الاكل العاطفي على انه "وهو شكل من أشكال اضطراب الأكل ويعرف بأنه يأتي على شكل زيادة في تناول الطعام استجابة للمشاعر السلبية يستخدم للتأقلم للتعامل مع المشاعر الصعبة، كما يعد الأكل العاطفي من أشكال المواجهة التي تركز على العاطفة، والتي تسعى لتقليل وتنظيم ومنع الضائقة الانفعالية التي يتعرض لها الانسان نتيجة لموقف حياتي مزعج".

هناك دراسة نفسية تقول ما معناه أن الأفراد لا ينخرطون في الأكل العاطفي إلا عندما يواجهون مشاعر سلبية، وبشكل أكثر تحديدا عند عدم القدرة على التعبير وتحديد مشاعر الشخص تجعلهم يشعرون بعدم الكفاية في تنظيم التأثير السلبي وبالتالي يزداد انخراطهم في الأكل العاطفي.

التفسير الصحي

تساهم استجابة الإجهاد البيولوجي أيضا في تطوير اتجاهات الأكل العاطفي عند الأزمات، تفرز منطقة ما تحت المهاد هرمون كورتيكوتروبين بينما هرمون القشرية السكرية الذي يقمع الشهية يفرز من الغدة الكظرية وهذه الهرمونات الستيرويدية تزيد الشهية بخلاف هرمون كورتيكوتروبين، والتي تبقى في مجرى الدم لفترة طويلة وتؤدي إلى فرط الأكل في أغلب الأحيان، فأولئك الذين يعانون من التحريض البيولوجي تزداد شهيتهم خلال أوقات التوتر وعليه فان اعتمد على الأكل العاطفي كآلية للتأقلم.

وفي احيان اخرى يندفع الانسان الى الاكل ليس بسبب المشاعر السلبية وحالات العصبية بل نتيجة للتعب في العمل وتلقي الاخبار السيئة او حتى الجدل مع الاخرين إلى الشعور بالفُتور والفراغ، وهو ما يجعله يندفع لتناول طعامه المفضّل في محاولة للتغلّب على هذه على ما يعانيه وخفض مستوى التوتر من اجل الشعور بالراحة.

ما هو الفرق بين الجوع العاطفي والحقيقي؟

الجوع الحقيقي يحدث للانسان بشكل تدريجي ويمكن للانسان ان يتحكم كـتأخير اشباعه، اما الجوع العاطفي فيحدث بصورة آنية وبرغبة جامحة لتناول الاكل وغير قابلة للتأجيل، الفرق الثاني فهو ان الذي يشعر بالجوع الحقيقي يكتفي بأي نوع طعام لإشباع جوعه بينما الشخص الذي لديه جوع عاطفي فهو يطلب انواع محددة من الطعام تشعره بالراحة عندما يتناولها.

ثم ان الجوع العاطفي فيدفع الشخص لتناول الطعام بكميات كبيرة ولفترات طويلة دون تفكير اما الجوع الحقيقي ينتهي بمجرد امتلاء المعدة، واخيراً الفرد لدسه جوع عاطفي يشعر بالندم والشعور بالندم بعد الخروج من الازمة بينما ذو الجوع الحقيقي لا يشعر بهذا الندم لكونه اشبع حاجة حقيقية.

هذه الافراط بالأكل لهؤلاء الافراد الذين مصابين يجعلهم عرضة للكثير من الامراض الفسيولوجية التي تنتج من الاكثار في تناول السكريات والنشويات وغيرها من الاكلات التي تضر بصحة الانسان، غير انهم لا يأبهون للنتائج او ربما انهم منقادين الى هذه السلوكية لا ارادياً، لذا يمكننا اعتبارهم ضحايا هذا المرض وهو ما يتطلب تدخلاً نفسياً لإيقاف تدهور صحتهم النفسية الذي لو استمر سيؤدي بالإنسان اهم اهداف الصحة النفسية وهو التوافق الذاتي والتوافق المجتمعي.

وينتج ايضاً من الاكل العاطفي تكون انزيم يدعى انزيم (جلايكورتيكود) يتجمع في مجرى الدم على هيئة دهون حشوية تظهر البطن على انها كبيرة ويصعب حرقها وازالتها مما يجعل اولئك الذين يأكلون اكلاً عاطفياَ أكثر عرضة لخطر البدانة في منطقة البطن، والذي بدوره يرتبط إلى خطر أكبر للإصابة بالأمراض الأيضية والقلب والأوعية الدموية ولعل اخطرها الجلطات وانسداد الاوعية الدموية، هذه المخاطر التي تنتج من الاكل العاطفي الغير صحي لذا يجب ان نلتفت اليه ونراعيه.

اضف تعليق