q
من سلبيات هذه الالعاب انها جعلت الاطفال يقلدون ما يشاهدونه في افلام الاكشن وحتى افلام الكارتون فيقومون مثلاً باختطاف أحد اقرانهم ويعتبرونه اسيراً ويطلبون الفدية مقابل إطلاق سراحه وهم بذلك يشابهون الى حد بعيد العصابات الاجرامية، وهم بذلك تدربوا على الاجرام ويمكن ان يؤدوا الدور في الحقيقة ان سنحت لهم الفرصة...

في صبيحة كل عيد او مناسبة اجتماعية اخرى تتصدر ظاهرة حمل الاطفال للألعاب النارية، فما ان تسير في الازقة وحتى الاماكن العامة حتى تجد ان العشرات من هؤلاء الاطفال يحملون اسلحة نارية واخرى مؤذية مختلفة الاحجام والاشكال، حينها يتبادر الى ذهنك استفسارات عدة اهمها: ثقافة العسكرة قديمة متجذرة من انظمة وعهود سابقة ام انها وليدة غياب القانون؟، وهل للتكوين الاجتماعي اثر في انماء هذه الظاهرة؟، وما هو دور السلطات الحكومية في منع انتشار الالعاب النارية بين ايدي الاطفال التي تحولت اليوم الى ثقافة سلبية؟، وكيف يمكن ان نحد من هذه الظاهرة في مجتمعنا؟

ان المتسبب الاول في انتشار هذه المشكلة واتساع دائرتها هي المؤسسات الحكومية المسؤولة عن الاستيراد اذ ان من المعيب عدم وجود سيطرة تحكم سير المواد الداخلة الى البلد ومنها الالعاب التي باتت تجارة رائجة على حساب صحة الاطفال المساكين الذين لاي يعون حجم الخطر المحيط بهم، وثاني المتسببين هم ارباب العوائل الذين يضعون الشر بأيدي اطفالهم وكأن الدنيا خلت من اية متعة او لهو الا من خلال الالعاب وهم بذلك يرتكبون اخطاء لا تغتفر بحق ابناءهم وبحق المجتمع، وكل ذلك يحصل بمداد الجهل وقلة الوعي وترسب بقايا الماضي في طبيعتهم وتكوينهم.

حول الاثار الخطيرة التي تتركها هذا اللعاب يقول الكاتب (جليل خزعل) "ان الظاهرة خطيرة ويجب أن تأخذها الجهات الرسمية على محمل الجد؛ لأنها تكرّس النزعة العدوانية لدى الأطفال في مجتمع غرس فيه المحتل الطائفية والاحتراب، بل وتحوّل هذا النهج إلى شعارات ومناهج عمل لكتل وأحزاب سياسية لها حضور، والطفل عبارة عن ورقة بيضاء بإمكانك الكتابة عليها سلاماً أو حرباً، وستجد انعكاس كتابتك على سلوكه في المستقبل، وقديماً قالت العرب: التعلم في الصغر كالنقش على الحجر".

اين يكمن الخطر؟

مما يؤسف ان هذه الظاهرة المحرضة على العنف والتي تقتل البراءة في نفوس الاطفال اخذت بالتوسع وبصورة سريعة يوماً بعد آخر، سيما وان هذه الالعاب تحمل انواع متطورة ومحفزة وذات ألوان براقة وجاذبة قد غزت الأسواق مؤخراً، ومنها الآلات الجارحة، والمفرقعات، والقنابل الصوتية، والمسدسات، والرشاشات الي تستخدم الكرات المطاطية والمعدنية والتي غالباً ما تسبب أضراراً جسيمة في العينين وفي الوجه وبقية أعضاء الجسد الطفولي الهش.

وهذه الالعاب رغم الاذى الجسدي والنفسي الذي تلحقه بالناس فهي ايضاً ترهق اولياء الامور مادياً سيما تلك التي تحتوي على الليزر، والرصاص المعدني (الصجم) وغيرها من الالعاب التي تتطور يوم بعد آخر، اذ انها غالية الاثمان ومعظم الاهل لا يقدرون على شراءها ما يجعلهم في حرج وحيرة والم نفسي سيما ان جميع الاهل يودون توفير جميع احتياجات ابناءهم.

من سلبيات هذه الالعاب انها جعلت الاطفال يقلدون ما يشاهدونه في افلام الاكشن وحتى افلام الكارتون فيقومون مثلاً باختطاف احد اقرانهم ويعتبرونه اسيراً ويطلبون الفدية مقابل اطلاق سراحه وهم بذلك يشابهون الى حد بعيد العصابات الاجرامية، وهم بذلك تدربوا على الاجرام ويمكن ان يؤدوا الدور في الحقيقة ان سنحت لهم الفرصة.

ما الحلول:

لتفادي الآثار السلبية التي تتركها الالعاب النارية والمعدنية على الاطفال ننصح بما يلي:

1- يجب على الاهل ان يختارون الالعاب التي تناسب اعمار الاطفال العقلية وتساهم في تحسين ذكاءهم وتنمية الابداع والابتكار، والابتعاد عن الالعاب التي تؤدي بهم الى الانعزال عن المجتمع وبالتالي قد يصابون بالتوحد وغيرها من الامراض.

2- على الجهات الرسمية ان تمنع استيراد مثل هذه الالعاب لكونها تمثل خطراً حقيقياً على الاطفال يتمثل في صناعة ثقافة العدوان سيما ونحن نحتاج الى السلام والتعايش أكثر من اية فترة سابقة.

3- على الاعلام ومنظمات المجتمع المدني وقبلها المؤسسات التربوية ان تنمي ثقافة السلمية ونبذ مظاهر العنف وابعاد الاطفال عن هذه الثقافة السيئة، وبمثل هذه الخطوات يمكن ان نحد الى حد بعيد من الظاهرة غير المريحة.

اضف تعليق