ان سألت احد هل تتكلم مع نفسك؟، ستكون الاجابة حتماً بنعم في الغالب لكون الطبيعي ان يكلم الانسان نفسه من اجل ترتيب افكاره والتخطيط لما يروم القيام به او تصحيح الذي قام به لكن لم يعجبه، وهذا الامر ربما لا يستغرق سوى دقائق معدودة فقط، لكن ثمة من يسهب في الحديث مع النفس...
ان سألت احد هل تتكلم مع نفسك؟، ستكون الاجابة حتماً بنعم في الغالب لكون الطبيعي ان يكلم الانسان نفسه من اجل ترتيب افكاره والتخطيط لما يروم القيام به او تصحيح الذي قام به لكن لم يعجبه، وهذا الامر ربما لا يستغرق سوى دقائق معدودة فقط، لكن ثمة من يسهب في الحديث مع النفس فقد يصل الحديث لساعات عند البعض وهو ما يؤشر مشكلة نفسية معقدة يجبر عليها الانسان لتفوت عليه فرصة تدخل الاخرين لحل ازمته او ما يفكر به وهذا المشكلة تعرف علمياً بـ( متلازمة جوسكا) فما هي متلازمة جوسكا؟ وما هي طرق تشخيصها واسبابها وعلاجها؟.
تعرف متلازمة جوسكا بأنها إحدى الاضطرابات النَفسية الشَائعة بصورة كبيرة جداً، والتي تؤثر على نفسية الإنسان، بحيث يتحدث الشخص المصاب مع نفسه في حِوار طويل، ويكون هذا الحوار مع العقل إما بصورة إيجابية او سلبية، ولكن أغلب الأفراد المصابين بهذه المتلازمة لا يفكرون إلا بسلبية مما يجعل الحديث خليط من التفكير في التخطي واللوم للنفس وتأنبيها.
المصابون بمتلازمة جوسكا يتحدثون مع ذواتهم لفترات طويلة في الغالب بطريقة صامتة متخذين من الانعزال عن الناس طريقاً لهم لكون الاختلاط سيقطع سلسلة تفكريهم او انهم لا يودون ان يسمع احد ما يفكرون به لاعتقادهم بأن الامور التي يناقشها هي امور خاصة ينبغي ان لا تخرج للعلن لذا هم يحجمون عن التحدث للزملاء او الاصدقاء المقربين وحتى الاهل لئلا يصابون بالحرج منهم.
أعراض متلازمة جوسكا:
تظهر عدة سلوكيات على بعض الافراد عبرها نستطيع الحكم عليهم بكونهم مصابين بهذه المتلازمة من دون بحث مركز ولا دراسة وعناء وابرز هذه السلوكيات:
هي الانغلاق على الذات والاكتفاء بها بعيداً عن ضوضاء الاخرين وضجيجهم الذي لا ينتهي، والانغلاق لا يعني بالضرورة البقاء منفردا بل يعني العيش بوحده وان وجد من حوله اناس، والعلامة الثانية هي تفضيل تجنب التجمعات وحتى القاءات العائلية لأنها تثير لديه حساسية وقد يصطدم بأحد من الحاضرين وهذا هو سبب تفضيل الابتعاد عنها.
والعرض الثالث هو التفكير السلبي السوداوي بشكل دائم او شبه دائم والنظرة السوداوية للحياة وتفصيلاتها، ورغم وجود هذه العلامات والاعراض الا ان المصاب يحاول اثبات كونه سليم ولا يعاني من اي مشكلة بل يحاول ايجاد مبررات انعزاله وحديثه مع نفسه وهذه هي احدى الاعراض للمتلازمة، علاوة على ذلك يصاب المريض بالاضطراب النفسي والعقلي والإدراكي، وقد يتطور الحديث مع النفس إلى أشكال وصور عنيفة تصل حد الأذى، فأن وجدت هذه الاعراض مجتمعة او بعضها فلك ان تحكم ان الفرد الذي تظهر عليه مصاب.
ما هي أسباب الإصابة؟
الاصابة بالمتلازمة تعود لعدة اسباب منطقية جداً من ابرزها العجز الاجتماعي عن التكيف مع المحيط البشري، فحين فعندما يشعر الفرد بالوحدة وعدم وجود أصدقاء حقيقيين بجانبه يهتمون لأمره ويستمعون له يتخذ من نفسه صديقاً ويُمارس أفكاره وحواراته في عقله ، السبب الثاني هو القسوة التي يتعرض لها الانسان في مرحلة الطفولة من الوالدين وعدم الانصات له تدفعه الى التوقع حول ذاته والانعزال، كما أن تعرض الفرد لخذلان أو خيانة أو فقدان شخص قريب منه كان يشاركه تفاصيل حياته، قد يكون سبباً في الإصابة.
كيف نواجه متلازمة جوسكا؟
اولى خطوات المواجهة هي لهذه المتلازمة المتعبة هي الاعتراف بوجود خلل نفسي يؤدي الى خلل سلوكي ولابد من معالجته من اجل العدوة الى حالة السواء المفقودة، الخطوة الثانية هي ابداء الاهتمام العال من الاهل والمحيطين بالشخص المصاب والتقرب منه خشية انتزاع ما في صدره من افكار تقلقه فحين يشعر انه محاط بكل هذا الاهتمام سيخرج من عزلته ويعود الى الجو العام الطبيعي، والخطوة الثالثة للعلاج هو اشغال المصاب بعمل او هواية معينة للقضاء على الفراغ الذي قد يدفعه الى الافراط في التفكير، وبهذه الخطوات يمكن ان نخرج الانسان المصاب من ظلمة الاصابة بمتلازمة جوسكا الى نور الحياة الطبيعية.
اضف تعليق