q
الدعاء وسيلة إتصال وتواصل وارتباط بين العبد وربه، في كل الأوقات وفي كل الحالات: السعادة والفرح والنجاح أو في حالة البلاء والصعوبات والحرمان..، والدعاء كأداة قرع لباب الرحمة الإلهية، والسؤال والطلب والرجاء..، والدعاء من أحب العبادات لله تعالى، فهو يحب سماع صوت عباده المخلصين العاشقين، عبر الدعاء...

شهر رمضان مميز وفريد بين كل شهور السنة، والأكثر تميزا فيه هو الجانب الروحي والعبادي، ومن بركاته الكثيرة والعظيمة، ان الدعاء فيه مستجاب، قال رسول الله (صلى الله عليه واله): ".. ودعاؤكم فيه مستجاب"، وذلك حسب ما جاء في خطبته (ص) لاستقبال شهر رمضان، التي كانت دعوة تعريفية وترغيب للناس كافة؛ للاهتمام واستغلال أوقات الشهر الكريم، بالعبادة ومن ضمنها الدعاء.

فالدعاء عبادة بل هو مخ العبادة كما روي عن النبي (ص) انه قال: "الدعاء مخ العبادة، ولا يهلك مع الدعاء أحد". وقال الإمام الباقر (عليه السلام): "أفضل العبادة الدعاء".

كما ان الدعاء سلاح للمؤمن، في مواجهة الاعداء والتحديات والصعوبات، وهو سلاح للرزق، قال النبي (صلى الله عليه واله): "ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم؟. قالوا: بلى، قال (ص): تدعون ربكم بالليل والنهار، فان سلاح المؤمن الدعاء.

وقال الإمام الرضا (عليه السلام): "عليكم بسلاح الأنبياء فقيل له: وما سلاح الأنبياء؟. فقال: الدعاء".

والدعاء واللجوء لله، هو مفتاح لأبواب الرحمة الربانية، ومصباح كاشف للظلمة كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "الدعاء مفتاح الرحمة ومصباح الظلمة".

ما هو الدعاء؟

الدعاء وسيلة إتصال وتواصل وارتباط بين العبد وربه، في كل الأوقات وفي كل الحالات: السعادة والفرح والنجاح أو في حالة البلاء والصعوبات والحرمان..، والدعاء كأداة قرع لباب الرحمة الإلهية، والسؤال والطلب والرجاء..، والدعاء من أحب العبادات لله تعالى، فهو يحب سماع صوت عباده المخلصين العاشقين، عبر الدعاء: المناجاة والاستغفار والتوبة والبركة والشكر، والطلب بإلحاح، وحول ذلك قال الإمام الصادق (عليه السلام): "إن الله -عز وجل-، كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة، وأحب ذلك لنفسه، إن الله عز وجل يحب أن يسأل، ويطلب ما عنده.. ".

وقد أكد الشارع المقدس على أهمية الدعاء والتضرع لله سبحانه والسؤال؛ قال تعالى: ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)). وقال تعالى: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ)).

وقال الإمام الصادق(ع): "الدعاء يرد القضاء، بعدما أبرم إبراما، فاكثروا من الدعاء، فانه مفتاح كل رحمة، ونجاح كل حاجة، ولا ينال ما عند الله -عز وجل- إلا بالدعاء، وإنه ليس باب يكثر قرعه ألا يوشك أن يفتح لصاحبه.. ".

آداب الدعاء

الدعاء من المخلوق للخالق -عز وجل- له آداب كثيرة والتفاصيل موجودة في الكتب الخاصة..، ولكن من أهم الأمور لاستجابة الدعاء، الاخلاص في الدعاء، وحضور القلب بإن يكون قلب السائل متعلقا بالله تعالى أثناء الدعاء، لا مشغولا بالدنيا، اي دعاء بالقلب وليس فقط باللسان، قال الإمام الصادق (ع): "إذا دعوت فاقبل بقلبك، وظن حاجتك بالباب..". عن أمير المؤمنين(ع) انه قال: "فإذا دعوت الله عزوجل فمجده، قلت: كيف أمجده؟ قال: تقول: "يَاَ مَنْ هُوَ أَقرَبُ إليَّ مِن حَبْلِ الوَرِيدِ، يا فَعَّالاً لِمَا يُرِيدُ، يا مَنْ يَحُولُ بَين المَرْءِ وَقَلْبِهِ، ويا مَنْ هُوَ بالمَنْظَرِ الاَعْلى، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيْءٌ..".

وان يعرف الداعي من هو المدعو -عز وجل- عظمته وقدرته وكبريائه فهو رب الكون يقول للشيء كن فيكون، الذي يعلم ما يخفي السائل في نفسه وقلبه وفكره، فينبغي للسائل قبل طلب الحاجة الأكثر من الثناء والحمد وذكر نعم الله -عز وجل-، والطلب بإلحاح، والإيمان بانه الأعرف بمصلحة العباد والرضا بما يكتبه ويقدره لان في ذلك مصلحة للإنسان، يقول الإمام الصادق(ع): "إحفظ أدب الدعاء، وانظر من تدعو، وكيف تدعو، وحقق عظمة الله وكبرياءه، وعاين بقلبك علمه، بما في ضميرك، وإطلاعه على سرك، وما تكون فيه من الحق والباطل، واعرف طرق نجاتك وهلاكك، كي تدعو الله بشيء فيه هلاكك، وأنت تظن أن فيه نجاتك، قال الله تعالى: ﴿ وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴾ وتفكر: ماذا تسأل؟ وكم تسأل؟ ولماذا تسأل؟!".

الدعاء اختبار

تأخير استجابة الدعاء أو عدم الاستجابة ربما فيه مصلحة ربانية للعبد؛ لان الله تعالى أعلم بالمصلحة ولقد جاء في دعاء الافتتاح: "..، فَاِنْ اَبْطأَ عَنّي عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذي اَبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الاُمُورِ".

الصلاة على محمد وآله

من أبواب استجابة الدعاء، والتي تجعل السائل قريبا من الخالق -عز وجل- وتعجل الاستجابة ونجاحه؛ الصلاة على النبي وآله الطيبين..فهي ترفع الدعاء، قال الإمام علي (ع): "إذا إردت أن تدعو فمجد الله -عز وجل-، وأحمده، وسبحه، وهلله، وأثن عليه، وصلى على محمد صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله، ثم سل تعط.. ".

وقال الإمام الصادق (ع): "لا يزال الدعاء محجوبا، حتى يصلي على محمد وآل محمد".

وقت الدعاء

هناك أوقات ومواقع تعجل من استجابة الدعاء والتفاصيل موجودة في الكتب الخاصة بالعبادة والدعاء، ومن ضمن تلك الأوقات العظيمة في إستجابة الدعاء شهر رمضان وليالي القدر والاواخر.. قال رسول الله (صلى الله عليه واله): ".. ودعاؤكم فيه مستجاب". وقد أشار النبي(ص) إلى تلك الكلمة بمثابة دعوة للعباد باستغلال الشهر الفضيل بالدعاء للحصول على الاستجابة، وكل مؤمن ومؤمنة لديه حاجات ورغبات وشهر رمضان أفضل الأوقات لاستجابة الدعاء، ولقد اهتمت مدرسة أهل البيت(ع)، بالشهر الفضيل عبر وضع برنامج عبادي متكامل، فهناك أدعية خاصة: تسبيح واستغفار وزيارات..، لكل يوم ولكل ليلة دعاء خاص وهناك أدعية تقراء في كل يوم وليلة من الشهر الكريم.. منها: دعاء البهاء، ودعاء ابي حمزة الثمالي، بإلاضافة إلى دعاء الافتتاح حيث يقرأ بشكل يومي طوال الشهر الكريم، فهو دعاء منقول عن الإمام المهدي (عج)، فهو يبدأ بالحمد والتسبيح والشكر لله، وبعد ذلك الدعاء بالرغبة بالعيش في دولة كريمة دول الكريم الإمام المهدي (عج) الذي سيملأ الارض عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلما وجورا. وهناك دعاء الجوشن الكبير الذي يقرأ في ليالي القدر بشكل خاص وفي أوقات أخرى، ودعاء كميل الذي يقرأ في ليلة الجمعة والأيام المباركة في شهر رمضان وغيره، ودعاء الندبة الذي يقرأ في أيام الجمعة والأعياد. وهناك أدعية يومية وتعقيبات الصلوات اليومية.. وغيرها.

المؤمن الصائم في الأيام والليالي الاواخر من شهر رمضان تكون روحه في قمة التألق الروحي قريبة من الله؛ فيجب استغلال هذه الأجواء الروحانية وبركات الشهر الفضيل بالدعاء وطلب الحوائج بالطريقة الأمثل حسب مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في آداب الدعاء، بتعجيل ظهور الإمام المهدي (عج) وطلب العتق من النار والفوز بالجنة.

والدعاء للوالدين والاخوان والاخوات وأفراد العائلة والاقرباء والاصدقاء والمؤمنين والمؤمنات وكل مظلوم في السجون، والحرص بالدعاء لموتاكم واحبتكم من كانوا يعيشون قبل سنوات الاجواء الإيمانية من شهر رمضان.

دعاء اليوم الثامن والعشرين:

اَللّـهُمَّ وَفِّرْ حَظّي فيهِ مِنَ النَّوافِلِ، وَاَكْرِمْني فيهِ بِاِحْضارِ الْمَسائِلِ، وَقَرِّبْ فيهِ وَسيلَتى اِلَيْكَ مِنْ بَيْنِ الْوَسائِلِ، يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ اِلْحـاحُ الْمُلِحّينَ.

اضف تعليق