q
منوعات - صحة

لماذا نلجأ إلى الطب التلطيفي؟

الطب التلطيفي بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية هو رعاية طبية متخصصة، لمن يعانون من أمراض خطيرة، يهدف إلى تخفيف المعاناة عن أصحاب الأمراض المزمنة، والأمراض التي تحد من حياة أصحابها، وأسرهم وعائلاتهم، ويركز على تخفيف آلامهم، وأعراض المرض ذاته، وتحسين جودة حياتهم، وحياة أسرهم أيضًا...

لا شك أننا نصادفُ في حياتنا العديد من المرضى المصابين بالأمراض المزمنة، أو أولئك الذين يعانون من الأمراض المستعصية مثل السرطانات وأمراض الدم وفشل الأعضاء وغيرها الكثير، اللافت في الأمر أن أعداد هؤلاء المرضى في ازدياد لأسباب عدة منها التقدم الطبي وتطور أساليب ووسائل التشخيص، الأمر الذي وفر إمكانية التعايش لفترة أطول مع مثل هذه الأمراض وتأخير مضاعفاتها قدر الإمكان بالتالي ازدياد نسبتهم في المجتمع. من هنا ظهرت الحاجة إلى إيجاد منهجية طبية شاملة (الرعاية التلطيفية) للتعامل مع هذه الفئة الخاصة من المرضى، بشكل يضمن تحسين جودة حياتهم والتخفيف من آلامهم العضوية والمشكلات النفسية التي قد تواجههم.

الطب التلطيفي بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية هو رعاية طبية متخصصة، لمن يعانون من أمراض خطيرة، يهدف إلى تخفيف المعاناة عن أصحاب الأمراض المزمنة، والأمراض التي تحد من حياة أصحابها، وأسرهم وعائلاتهم، ويركز على تخفيف آلامهم، وأعراض المرض ذاته، وتحسين جودة حياتهم، وحياة أسرهم أيضًا، وكذلك علاج المشاكل الجسدية، والنفسية، والروحية، عن طريق التحديد المبكر والتقييم الدقيق، وعلاج الألم، وفي الوقت الذي يتوفر فيه هذا التخصص في معظم مستشفيات أمريكا وكندا ومعتمدًا منذ أكثر من 30 عامًا هناك، وأصبح منذ عام 1989، تخصصًا طبيًّا في بريطانيا وبعض الدول العربية.

لماذا يتم إجراء ذلك؟

ربما يتم توفير الرعاية التلطيفية للأفراد من كافة الأعمار المصابين بمرض خطير أو يهدد الحياة. قد يوفر هذا الأمر المساعدة للبالغين والأطفال المصابين بأمراض مثل: السرطان واضطرابات نخاع العظم والدم التي تحتاج إلى زراعة الخلايا الجذعية ومرض القلب والتليف الكيسي والخرف والمرحلة النهائية من مرض الكبد، والفشل الكلوي وأمراض الرئة ومرض باركنسون والسكتة الدماغية.

تتضمن الأعراض التي ربما تتحسن من خلال الرعاية التلطيفية: الألم، والغثيان أو القيء والقلق أو التوتر العصبي والاكتئاب أو الحزن والإمساك وصعوبة في التنفس والقهم والإرهاق وصعوبة في النوم.

الرعاية التلطيفية هي نهج للرعاية قد تحتاج الحصول عليه في أي مرحلة من مراحل الإصابة بمرض خطير تساعدك هذه الرعاية على إدارة الأعراض والتعامل مع المخاوف التي تهمك أكثر. قد تفكر في الرعاية التلطيفية إذا كانت لديك أسئلة حول، الأمور المتوقعة من خطة الرعاية وكيفية تخصيصها لتناسب أهم احتياجاتك، والبرامج والموارد المتوفرة لدعمك في أثناء مرضك.

أثناء الاستشارة

يتحدث فريق الرعاية التلطيفية إلى المريض بشأن الأعراض والعلاجات الحالية وكيفية تأثير المرض على المريض والأسرة ويضع المريض وفريق الرعاية التلطيفية خطة لمنع المعاناة وتخفيفها ولتحسين الحياة اليومية ويجري تنفيذ هذه الخطة بالتنسيق مع فريق الرعاية الأولية بطريقة تجدي نفعًا بالغًا مع أيّ علاج آخر يحصل عليه المريض، بحسب Mayo Clinic.

من يؤدي المهمة؟

هناك فريق خاص مسؤول عن الرعاية التلطيفية، عبارة عن طبيب، وممرضة، واختصاصي نفسي، وصيدلي، واختصاصي اجتماعي، واختصاصي تغذية، واختصاصي علاج طبيعي يعملون معًا وتعتمد مهمتهم على تلبية احتياجات المريض، وليس وقف تطور المرض، يمكن أن يتدخل الطب التلطيفي في أي سن، وأي درجة من درجات المرض، ويجري جنبًا إلى جنب مع الرعاية الطبية العادية ويهدف إلى التخلص من المعاناة المصاحبة للأمراض المزمنة، والتي تشمل الألم، والاكتئاب، وضيق التنفس، والتعب، والإمساك، والغثيان، وفقدان الشهية، وصعوبة النوم والقلق.

كيف يساعد الطب التلطيفي المرضى؟

- يوفر الراحة من الألم، والأعراض المؤلمة الأخرى.

- يركز على الجوانب النفسية، والروحية.

- يقدم نظامًا لدعم المرضى للعيش.

- يشمل رعاية اجتماعية بمساعدة المرضى في تناول المأكل، والمشرب، وفي الملبس.

- يساعد أيضًا أسرة المريض على التعايش معه ومع مرضه.

الأطفال والطب التلطيفي؟

يحتاج الأطفال أيضًا إلى رعاية تلطيفية، وتعرِّف منظمة الصحة العالمية (WHO) الرعاية التلطيفية للأطفال بأنها الرعاية الكاملة الفعالة لجسم الطفل، وعقله، وروحه، وتعنى الرعاية التلطيفية أيضًا بتقديم الدعم لأسرة الطفل، وتبدأ الرعاية للطفل بدءًا من تشخيص مرضه، وتستمر، سواءً كان يتلقى علاجًا لمرضه أم لا ويقيِّم مقدمو الرعاية الطبية حالة الطفل النفسية، والجسدية والرعاية التلطيفية تحتاج لتداخل كثير من التخصصات وتشمل الأسرة، وتستفيد من الموارد المجتمعية.

يمكن عند الإصابة بمرض خطير، مهدد للحياة، طلب اللجوء للرعاية التلطيفية وكذلك يمكن طلبها في أي وقت لأن الرعاية التلطيفية لا ترتبط باقتراب نهاية الحياة والرعاية التلطيفية أصبحت متاحة في عدة دول في الآونة الأخيرة، ومتاح تقديمها أيضًا في المنزل، هناك أيضًا جزء مهم من الرعاية التلطيفية هو رعاية نهاية الحياة. وهي العلاج والدعم لمن تقترب نهاية حياتهم، وتهدف هذه الرعاية إلى المساعدة على العيش بشكل مريح قدر الإمكان، في الوقت المتبقي للمريض، وتقديم الدعم العاطفي له ولأسرته ولأصدقائه. في هذه الحالة يجري التحدث إلى المريض، وعائلته، عما يتصور في هذه المرحلة، وما يريده، بحسب ساسة بوست.

ما الفرق بين الرعاية التلطيفية ورعاية ما قبل الوفاة

تختلف الرعاية التلطيفية عن رعاية ما قبل الوفاة حيث أن الأولى تعمل جنب إلى جنب مع الأدوية التي تعالج المرض، فيتكامل تأثيرها مع تأثير الأدوية في علاج المسبب وتخفيف الأعراض، أما رعاية ما قبل الوفاة فتقتصر فقط على التخفيف من الأعراض والتعامل معها دون إعطاء أدوية علاجية لأسباب المرض، حيث يكون المرضى في هذه الحالة في مراحل متقدمة جداً من المرض ولا يناسبهم الخضوع للعلاج والتعرض لآثاره الجانبية، بحسب طب فاكت.

اضف تعليق