q
كيف يستطيع بعض الأفراد الاستعداد للمخاطرة حتى في هذه الأوقات العصيبة؟ كيف يمكنهم أن يتجاهلوا آراء وسائل الإعلام والأسرة والأصدقاء وحتى شكوكهم الذاتية ليعودوا لمواجهة الشدائد مرارًا وتكرارًا؟ على المرء أن يدرك أن التطوير من الذات خلال الفترات العصيبة جوهر النجاح. أبسط حالات النجاح يسبقها الكثير من الإخفاق...
بقلم: بيتر شاتزبيرغ

لا بد من وجود هدف في حياتك حتى تتمكن من النهوض بعد التعثر

في طفولتنا، لم نكف عن الإخفاق في سعينا لتعلم الأفعال الإنسانية الأساسية، المشي والتحدث وأفعال أخرى لا تحصى، ولكن ذلك لم يزعجنا إطلاقًا؛ كنا أصغر من أن نفهم عثراتنا وتعثراتنا. ثابرنا غريزيًا حتى أصبحت أهدافنا هي وظائفنا الطبيعية. مع تقدمنا في السن، أصبحنا مدركين أن الآخرين يراقبوننا أو ما هو أسوأ من ذلك، يحكمون علينا وفقًا لإخفاقاتنا، لدرجة عظمت كثيرًا من فكرة الإخفاق، وأصبح كثيرون يخشون المخاطرة وتجربة ما يتمنون.

لقد أوقعت جائحة كوفيد-19 الملايين في براثن الإخفاق على المستويين المهني والاجتماعي. يعاني الملايين في جميع أنحاء العالم حاليًا من الاكتئاب. بالنسبة إلى الكثيرين، أصبح هذا الأمر أكثر مما يستطيعون تحمله؛ لقد طغى عليهم الإحباط، وهم بحاجة ماسة إلى النهوض مرة أخرى.

كيف يستطيع بعض الأفراد الاستعداد للمخاطرة (حتى في هذه الأوقات العصيبة)؟ كيف يمكنهم أن يتجاهلوا آراء وسائل الإعلام والأسرة والأصدقاء وحتى شكوكهم الذاتية ليعودوا لمواجهة الشدائد مرارًا وتكرارًا؟ حسنًا، على المرء أن يستعد ويدرك أن التطوير من الذات خلال الفترات العصيبة جوهر النجاح.

الاستعداد

في معظم البلدان، تُعاقب الشركات والصناعات في أوقات الإخفاق. ومع ذلك، في بعض الحالات، تكافأ الشركات بل وينظر إلى ذلك الإخفاق على أنه وسام شرف. إذا كنت ترغب في تطوير الرغبة في تحمل المخاطر، فابدأ بوضع نفسك في ثقافة أو مسار وظيفي حيث يُنظر إلى عدم النجاح على أنه طريق النجاح. والأهم من ذلك هو تطوير نفسك لتصبح فردًا يمتلك الثقة بالنفس والانضباط، بصرف النظر عن البيئة أو الظروف.

تطوير الثقة بالنفس

يبدأ الطريق إلى مزيد من الثقة بالنفس بمحاولة تحقيق أهداف صغيرة في الأنشطة التي لم تقم بها من قبل، والمثابرة حتى ترى نفسك تؤديها بأفضل ما لديك. واجه التحديات الجسدية والعاطفية والعقلية في المهمات الجديدة حتى تلاحظ تحسنًا في نفسك. يمكنك إتقان أي مهارة بالتكرار، ولكن قبل خوض أي تحدٍ، لا بد من أن تدرك أنك ستعاني كثيرًا قبل أن تكافأ بالنجاح. بمجرد أن تدرك أن النضال هو شرط مسبق لاكتساب مهارات جديدة، فسوف تقوم بشكل طبيعي بتطبيق هذه العقلية على جميع جوانب حياتك وتؤمن بثمار التحديات.

دهاء

لقد ولدنا جميعًا في ظروف فريدة. لا يمكنك تغيير هذا، فلمَ الإسهاب في الحديث عنه؟ قيّم مواردك وعظمها. إذا كنت قد ولدت في أسرة فقيرة، فمن المحتمل أن تكتسب مهارات البقاء التي لن يتعلمها من ولدوا في الثروة. ستصبح هذه المهارات في النهاية هي الأدوات الأساسية التي ستجلب لك النجاح، وليس التعليم الجيد أو شبكة العلاقات الجيدة. قبل كل شيء، يجب أن يكون هناك هدف حقيقي في حياتك يجذبك مثل المغناطيس. إذا كانت لديك رؤية مقنعة لمستقبلك، فستجد دائمًا طريقة للمضي قدمًا باستخدام جميع الوسائل المتاحة لك لتحقيق هذا الغرض.

الاستبطان والانضباط الذاتي

تطوير الانضباط ليس بالأمر السهل. بشكل عام، إذا كنت تفعل عكس ما يفعله معظم الآخرين، فأنت على الطريق الصحيح. تناول طعامًا صحيًا واستيقظ مبكرًا واذهب إلى الفراش مبكرًا واعمل لساعات طويلة ومارس الرياضة يوميًا، وعِش أسلوب حياة بسيطة (كلمات بسيطة يصعب تنفيذها).

من الصعب التعامل مع التعثر والعودة إلى المسار الصحيح، يجب أن يكون لديك جسم وعقل سليمان. إذا كان تأثير محيطك يشتت انتباهك عن العودة إلى المسار الصحيح، فتجنبهم. إذا أخفقت مؤخرًا، فمن الأفضل أن تكون بمفردك وتفكر في الخطأ الذي حدث وما كان يُفترض أن يحدث. اذهب إلى مساحتك الخاصة وقيّم نفسك من كثب. الإجابات في داخلك إذا بحثت بعمق؛ العالم الخارجي سيعوقك.

من السهل القول إن أبسط حالات النجاح يسبقها الكثير من الإخفاق. النهوض بعد التعثر يتطلب أكثر من مجرد تحفيز. لدى المبادرين دائمًا الجرأة لتحمل الإخفاقات. لذا، ابدأ في تطوير نفسك عن طريق خوض مخاطر صغيرة، حيث تكون فرص الإخفاق وتكراراته قليلة. قم بالبناء ببطء على أساس (مزيج من النجاحات والفشل) لتنمية ثقتك في الانتعاش بعد التعثر.

https://www.forbesmiddleeast.com

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق