q
مع التقدم في الجهود المبذولة من أجل لقاحات \"كوفيد-19\" يبدو أن هناك ضوء في نهاية النفق الوبائي الطويل والمروع. ومع إدارة المخاطر الجسدية بشكل أفضل باستخدام اللقاحات، فإن ما سيظل على الأرجح هو تأثير الوباء الذي لا يختفي على الجانب النفسي...

منذ بداية ظهور فيروس كورونا المستجد نهاية عام 2019، يعيش العالم حالة من عدم الاستقرار بسبب هذا الوباء القاتل الذي اثر سلباً على الحياة بشكل عام، خصوصاً وان هذه الجائحة أثرت على صحة الناس النفسية والعقلية فجعلتهم أكثرا قلقا واضطرابا، كما نقلت بعض الدراسات والتقارير الحديثة، ووجدت دراسة أجراها باحثون في جامعة أكسفورد البريطانية على عدد كبير من مرضى سابقين بكوفيد-19 أن نحو 20 في المئة منهم انتابتهم أيضا اضطرابات نفسية خلال 90 يوما من التقاط العدوى.

وكانت الأعراض النفسية الأكثر شيوعا التي رصدتها الدراسة القلق والاكتئاب والأرق، ورصد الباحثون أيضا زيادة ملحوظة في الإصابة بالخرف. ووجد العلماء المشاركون أنه في الأشهر الثلاثة من الإصابة بالمرض، تعرض واحد من بين كل خمسة مرضى، للقلق أو الاكتئاب أو الأرق للمرة الأولى، وهي نسبة تعادل ضعف الحالات في مجموعات المرضى الأخرى في الفترة ذاتها. ووجدت الدراسة أيضا أن الأشخاص الذين كانوا يعانون من أمراض نفسية موجودة مسبقا كانوا أكثر عرضة بنسبة 65 في المئة للإصابة بكوفيد-19 عن غيرهم.

وقال أخصائيو صحة نفسية إن نتائج الدراسة تؤكد الأدلة على تأثير المرض على الدماغ، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض نفسية، وقال بول هاريسون، أستاذ الطب النفسي في أكسفورد، إن الأطباء والعلماء في جميع أنحاء العالم بحاجة ماسة إلى تشخيص الأمراض النفسية المرتبطة بكوفيد-19 وإيجاد علاجات لها. وجائحة كورونا كما يرى بعض الخبراء، هي من الأمراض الفيروسية، ولكن تبعاتها على الصحة النفسية ظاهرة، ومن المتوقع أن تستمر موجة كبيرة من اضطرابات الصحة النفسية مدة ما بعد انتهاء الجائحة.

أكبر مشاكل الوباء

مع التقدم في الجهود المبذولة من أجل لقاحات "كوفيد-19" يبدو أن هناك ضوء في نهاية النفق الوبائي الطويل والمروع. ومع إدارة المخاطر الجسدية بشكل أفضل باستخدام اللقاحات، فإن ما سيظل على الأرجح هو تأثير الوباء الذي لا يختفي على الجانب النفسي. وقالت ليزا كارلسون، الرئيسة السابقة المباشرة لجمعية الصحة العامة الأمريكية والمسؤولة التنفيذية في كلية الطب بجامعة إيموري في أتلانتا: "الجوانب الجسدية للوباء مرئية حقًا. لدينا نقص في الإمدادات وضغوط اقتصادية، وخوف من المرض، وكل أعمالنا الروتينية معطلة، ولكن هناك حزن حقيقي في كل ذلك". وأضافت كارلسون: "ليس لدينا لقاح لصحتنا النفسية مثلما نفعل لصحتنا الجسدية. لذا، سيستغرق الخروج من هذه التحديات وقتاً أطول".

واستناداً إلى الصراعات النفسية التي عانى منها الكثير هذه هي القضايا التي يتوقع أخصائيو الصحة النفسية أن تظهر في المقدمة في العام 2021. وكانت الحياة مرهقة قبل انتشار الوباء، لكن التحديات الجديدة ساهمت في خسائر إضافية. ويسبب التعليم المنزلي الافتراضي، والمصاعب المالية، والعمل عن بعد، ومواكبة المعلومات الجديدة والتعامل مع المرض والموت، بجعل الحياة أصعب.

كما أن العزلة التي يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالوحدة الذي أصاب الناس من جميع الأعمار. وفقد العديد من الأطفال والمراهقين فرصاً مهمة للتنمية الاجتماعية. وقالت كارلسون إن كيفية إدارة التوتر هو أمر بالغ الأهمية للحصول على راحة من الوباء، ويعود الأمر إلى الأساسيات. ويمكن أن يؤدي البقاء بأمان في الخارج وحول الأشجار، إلى تحسين صحتك العامة. وعندما تستطيع، خذ وقتك في الاسترخاء وقم بقطع الاتصال بالأخبار. وأضافت أن التركيز على "أساسيات النوم، وتناول وجبات صحية، والتحرك طوال اليوم، وقضاء الوقت مع الحيوانات الأليفة والأحباء" سيكون أمراً بالغ الأهمية"، موضحة: "يجب أن يكون الاهتمام بأنفسنا وببعضنا البعض هو محور اهتمام الجميع في عام 2021".

وقال الدكتور راج داسجوبتا، طبيب أمراض الرئة والنوم والأستاذ المساعد في الطب السريري في كلية "Keck" للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا، إن قضاء المزيد من الوقت في المنزل يعني المزيد من الغفوة بالنسبة للبعض، فـ "الأحلام الوبائية" الغريبة التي تحدث الناس عنها هذا العام لديها فرص أكبر للظهور. أما الإجهاد والصدمات والتحديات الجديدة فهي عوامل أخرى أدت إلى اضطرابات النوم. إذ قد يعاني الأشخاص في الخطوط الأمامية للرعاية الصحية، والذين شهدوا الموت والأفراد الذين علقوا على متن السفن السياحية، من إجهاد ما بعد الصدمة الذي يمكن أن يؤدي إلى الأرق والكوابيس. وقال داسجوبتا: "هناك أشياء محفورة في ذهنك". وأضاف داسجوبتا أن "الكثير من الناس قد اكتسبوا الوزن. وكان الوزن دائماً عامل خطر عندما نتحدث عن أشياء مثل توقف التنفس أثناء النوم".

ونظراً لأن جودة النوم مرتبطة بالصحة العقلية، فإن الحصول على ما يكفي من ضوء الشمس لإيقاع يومي طبيعي، وتطوير روتين نوم، وممارسة تقنيات الاسترخاء تُعتبر أمراً بالغ الأهمية في العام 2021. وبدون الدعم والمساءلة، فإن تعافي بعض الأشخاص من اضطرابات الأكل واضطرابات تعاطي بعض المواد قد وصل إلى طريق مسدود. وقال تشيلسي كرونينجولد، مدير الاتصالات في الجمعية الوطنية لاضطرابات الأكل، عبر البريد الإلكتروني، إن "الصدمة الجماعية" التي يعاني منها الناس "تساهم في زيادة القلق، والاكتئاب، وعوامل الصحة النفسية الأخرى المرتبطة عادة باضطرابات الأكل".

وتضمنت التحديات القلق بشأن قضاء الوقت في بيئة محفزة، وصعوبة العثور على الخصوصية لجلسات الرعاية الصحية عن بُعد وغيرها من أشكال الدعم الافتراضية. ويواجه بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل من أعراض متزايدة أيضاً. وقال كرونينجولد: "لا تزيد اضطرابات الأكل بمعزل عن غيرها فحسب، بل هناك أيضًا قلق إضافي وشعور بالذنب بشأن احتمالية نفاد الطعام و/ أو توفر الكثير من الطعام في جميع الأوقات". وارتفع معدل الأدوية التي تعتمد على المواد الأفيونية خلال الجائحة، ويمكن أن ترتفع معدلات اضطرابات تعاطي المخدرات مع استمرار الوباء.

وبالنسبة للكثيرين، يعد العمل مصدراً آخر للتحدي النفسي. والأشخاص الذين لا يمكنهم العمل من المنزل، ولا يمكنهم تجنب وسائل النقل العام أو ليس لديهم القدرة على تخزين الطعام، قد يتعرضون لضربة إضافية لاستقرارهم النفسي. وقالت كارلسون إن بعض الأساسيات اللازمة لدعم الصحة النفسية مقترنة بالتوظيف، لذا فقد يعني فقدان الوظيفة أيضاً فقدان التأمين الصحي أو رعاية الطفل أو الإجازة المرضية المدفوعة. وأوضحت الدكتورة تينا تشينج، رئيسة قسم طب الأطفال بجامعة سينسيناتي ومديرة مؤسسة أبحاث الأطفال في سينسيناتي، أن بعض الدراسات "وجدت زيادة كبيرة في الاكتئاب خاصة بين الآسيويين".

وأفاد الأمريكيون الآسيويون والأمريكيون الصينيون بأنهم يعانون من أعراض صحية نفسية سلبية بسبب العنصرية المرتبطة بالوباء. والعاملون في الخطوط الأمامية هم مجموعة أخرى لا مفر منها من الوباء. وتسببت معدات الحماية الشخصية المحدودة، وأيام العمل الطويلة، ومرض ووفيات المرضى والزملاء، والتعرض لفيروس كورونا، والانقطاع عن المنزل، كل ذلك أضعف العديد من المتخصصين في الرعاية الصحية.

وبالنسبة للأشخاص الذين عانوا من القلق والاكتئاب قبل الوباء فقد اختبروا مستويات من عدم اليقين، والخوف، والألم. ويمكن أن يكون غسل اليدين المفرط والمخاوف من التلوث من السمات المميزة لاضطراب الوسواس القهري الآن وفي المستقبل. والناقلون لفترات طويلة هم الأشخاص الذين لم يتعافوا تماماً من "كوفيد-19" بعد أسابيع أو حتى أشهر من ظهور الأعراض عليهم. وبالإضافة إلى الآثار التنفسية والعصبية التي يعاني منها بعض الأشخاص بعد فترة طويلة من إصابتهم بفيروس كورونا، فقد استمرت الآثار النفسية أيضاً. بحسب CNN.

وبينما ركزت المخاوف المتعلقة بالضيق النفسي أثناء الوباء في الغالب على القلق وإجراءات الحجر الصحي، قالت إحدى الدراسات إنه "قد تكون موجة ثانية من الاعتلال النفسي بسبب المرض الفيروسي وشيكة". وسهل العبء النفسي للوباء المزيد من الصدق والتعاطف حول الصحة النفسية، وهو أمر أساسي لتفكيك الوصمة التي تمنع بعض الأفراد من طلب المساعدة. ومن الإيجابيات أن المزيد من الأشخاص يتواصلون للحصول على المساعدة أو يخدمون الآخرين. ووجد بعض الأشخاص العزاء في خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، وهو اتجاه متزايد في تلقي الرعاية التي يمكن أن تكون أكثر سهولة في الوصول إليها.

القلق لدى الشباب

تسببت المراحل المبكرة من جائحة فيروس كورونا وأول قرار إغلاق للحد من انتشار "كوفيد-19" في تضاعف عدد الشباب المصابين بالقلق، وفقاً لدراسة من جامعة بريستول البريطانية. ووجدت الدراسة، أن نسبة عدد الأشخاص المصابين بالقلق قفزت من 13% إلى 24% لدى فئة الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و29 عاماً، وكانت هذه النسبة أعلى من والديهم. ووجد الباحثون أنه حتى عندما بدأت مرحلة تخفيف قيود الإغلاق في يونيو/ حزيران الماضي، بقيت مستويات القلق مرتفعة لدى الشباب، وأشاروا إلى أنهم يتوقعون استمرار ذلك خلال هذا الشتاء.

واستعان الباحثون بمعلومات من دراسة جامعة بريستول عن "أطفال التسعينيات"، التي تضمنت مشاركة 14،500 امرأة حامل بين عامي 1991 و1992 من أجل تجميع نحو ثلاثة عقود من البيانات الصحية ونمط الحياة حول الأمهات وأطفالهن، الذين اقتربوا اليوم من بلوغ سن الثلاثين. وفي حين أن العديد من المشاركين الذين تمت ملاحظتهم في الدراسة كانوا من الجزء الجنوبي الغربي من إنجلترا، إلا أن نتائج تشمل أيضاً مجموعة إضافية من 4،000 شخص اسكتلندي، ويشير من خلالها الباحثون أن هذه التأثيرات ليست حصراً على المجموعة المشاركة في الدراسة. بحسب CNN.

وقال الباحث الرئيسي المشارك الدكتور أليكس كوونج من جامعة بريستول: "تكشف بيانات استبيان الأطفال المفصلة للغاية في التسعينيات عن ارتفاع مقلق في اضطراب قلق الشباب"، موضحاً أن هذا قد يكون بسبب الوباء نفسه وربما التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن إجراءات الإغلاق المستخدمة للسيطرة على انتشار الفيروس. وتشير الدلائل إلى أن هذه المسألة لن تكون قصيرة الأجل، وأن دعم الصحة العقلية والتدخلات مطلوبة بشكل عاجل للحد من بعض التفاوتات في الصحة العقلية التي ظهرت، بحسب ما قاله كوونج.

واستخدمت الدراسة بيانات من أعوام سابقة مع نتائج استبيانين لـ"كوفيد-19" من هذا العام لفهم تأثير الجائحة على الصحة العقلية. ووجد الباحثون أن النساء، وأولئك الذين يعانون من ظروف صحية موجودة مسبقاً، والذين يعيشون بمفردهم أثناء الجائحة، والذين خضعوا للعزلة الذاتية، والذين يعانون من مشاكل مالية مؤخراً، هم الفئات المعرضة لخطر تدهور الصحة العقلية.

وقالت الباحثة المشاركة الدكتورة ريبيكا بيرسون: "تشير النتائج إلى أن هناك حاجة لحماية الصحة العقلية في هذا الوقت (خاصة إدارة القلق) ودعم خدمات الصحة العقلية". وأشارت بيرسون إلى أنه "من المهم بشكل خاص الاستفادة من الدروس التي تعلمنها من الإغلاق الأول بعد أن أصبحنا في حالة إغلاق ثانية"، مضيفةً أن النتائج توفر دليلًا لدعم مجموعات معينة معرضة لخطر أكبر على الصحة العقلية، مثل أولئك الذين يعيشون بمفردهم."

وتردد الدراسات صدى ما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في أغسطس/ آب الماضي، إذ تضاعف عدد الأمريكيين الذين أبلغوا عن أعراض القلق ثلاث مرات مقارنةً بالوقت نفسه من العام الماضي. وجد تقرير أن الأمريكيين يعانون من مشاكل الصحة العقلية المتعلقة بـ "كوفيد-19" أكثر من الأشخاص في البلدان الأخرى، وتؤكد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الجائحة تسببت في أزمة الصحة العقلية في الولايات المتحدة.

كما أثر الحجر الصحي الأول الذي فرضته الحكومة من شهر آذار/مارس 2020 لغاية أيار/مايو من نفس السنة في فرنسا على الوضع النفسي للعديد من الفرنسيين. وتشير الدراسة التي قامت بها مديرية الأبحاث والدراسات وتقييم الإحصائيات، أن شخصا واحدا من أصل سبعة أشخاص عانى من مشاكل نفسية واكتئاب جراء الحجر الصحي الصارم الذي فرض في فصل الربيع من العام الماضي.

فأظهرت الدراسة أن "13,5 بالمئة من الفرنسيين الذين تبلغ أعمارهم 15 عاما وأكثر، قد عانوا في 2020 من أعراض الاكتئاب مقابل 10,9 بالمئة في 2019". وأضاف نفس التقرير أن 22 بالمئة من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15و24 سنة تعرضوا بشكل أكبر لحالات الاكتئاب في 2019 مقارنة بفئات العمر الأخرى. يأتي بعد ذلك تضرر فئة النساء بنسبة 15,8 بالمئة في 2020 مقابل 12,5 بالمئة في 2019.

ومن بين الأسباب التي جعلت الفرنسيين يعانون من حالات الاكتئاب، يمكن ذكر تدهور الوضع المالي وصعوبة ظروف السكن فأشارت الدراسة إلى أن "الأشخاص (واحد من من أصل خمسة) الذين يعيشون في شقق لا تحتوي على شرفات هم الأشد إحباطا نفسيا". وعلى المستوى العائلي، أظهرت الدراسة أيضا أن "21 بالمئة من الآباء أو الأمهات الذين عاشوا بمفردهم مع أولادهم أيام الحجر الصحي الأول عانوا هم أيضا من حالات الاكتئاب مقابل 14 بالمئة في 2019".

أما العنف الاسري فقد ارتفع بنسبة 9 بالمئة في 2020 مقارنة بالعام 2019. فأظهرت الدراسة أن "التصرفات العنيفة والمهينة لبعض الرجال إزاء زوجاتهم كانت ناتجة عن شعورهم بالكآبة والإحباط النفسي". بالمقابل، أظهر التقرير تراجع فكرة الانتحار لدى الشبان الذين تبلغ أعمارهم 15 عاما من 5 بالمئة في 2019 إلى 3,8 بالمئة في 2020.

طرق علمية

نحن نعيش في تسونامي من التوتر، وتعج المستشفيات بالمرضى مع ارتفاع حالات فيروس كورونا المستجد Covid-19 إلى مستويات غير مسبوقة. هناك طرق لتقليل الشعور بالذعر والعجز، حتى في حالة حدوث جائحة. فيما يلي 5 طرق تم فحصها من قبل الخبراء حول كيفية وضع حد للتوتر واستعادة السيطرة. وقالت الخبيرة في إدارة الإجهاد الدكتورة سينثيا أكريل ، محررة مجلة "Contentment" التي يصدرها المعهد الأمريكي للإجهاد: "يمكننا إيقاف فسيولوجيا الإجهاد عن طريق تكثيف نظامنا العصبي السمبثاوي".

هناك مجموعة متنوعة من تقنيات التنفس العميق التي يوصي بها الخبراء. خذ نفسًا عميقًا مع عد بطيء لستة، وتأكد من أنك تشعر بارتفاع معدتك بيدك عندما تمتلئ بالهواء. حرر أنفاسك من خلال نفس العد البطيء لستة. توقف وابدأ من جديد. كرر ذلك حتى تشعر باسترخاء جسمك. أفضل وقت لممارسة التنفس العميق أو أساليب الاسترخاء الأخرى هو قبل أن تكون في حالة ذعر كامل. وهذا يعني تعلم إشارات جسدك، العلامات المبكرة على أن التوتر يترسخ. ربما تيبس كتفيك، أو رقبتك، أو تحمض معدتك، أو تكون لديك بدايات صداع.

إحدى طرق مقاطعة دوائر الإجهاد في الدماغ هي إبطاء حركاتك حرفيًا، وفقًا لميشيل آن، وهي مدربة مهنية معتمدة في تدريب علم الأعصاب والقيادة. قالت آن: "عندما أقول أبطأ أعني، أنك تتحدث ببطء، تمشي ببطء، تبطئ تفكيرك أيضًا". قالت آن إن القيام بذلك يسمح لجسمك بالانتقال من القتال أو الهروب في الجهاز السمبثاوي إلى وضع الاسترخاء اللاودي. هناك طريقة أخرى لمقاطعة استجابة الضغط وهي تثبيت نفسك في الوقت الحالي. قالت أكريل: "اشعر بقدميك على الأرض. اشعر بمؤخرتك على الكرسي. انتبه للثقل".

أسلوب آخر توصي به أكريل يتطلب التركيز على الحواس الخمس أوضحت أكريل: "اعترف بخمس أشياء تراها من حولك، وأربع أشياء يمكنك لمسها، وثلاث أشياء يمكنك سماعها، وشيئين يمكنك شمهما وشيء واحد يمكنك تذوقه". وقالت: "ما تفعله يأتي إلى الحاضر تمامًا... من خلال تركيز عقلك على نوع من المهام المثيرة للاهتمام ولكنها لا تشكل تهديدًا".

وتوصي آن بالضغط على ذراعك الأيمن على صدرك حتى يضغط على كتفك الأيسر، كما لو كنت تقوم بتمرين إطالة. إنها مفيدة بشكل خاص في النزاعات الشخصية عندما تشعر أنك تفقد السيطرة. وتابعت آن: "إذا ضغطت بذراعك على كتفك اليسرى، فلن يتمكن عقلك الآن من التعامل بشكل كامل مع ما يقوله الشخص الآخر. إن عقلك أكثر قلقًا بشأن الإحساس في الجسم".

قم بعمل قائمة بجميع العناصر الموجودة في قائمة المهام الخاصة بك. افصل حسب العمل أو المنزل أو المدرسة أو أي شيء منطقي بالنسبة لك - واحتفظ به بجانبك لإضافة كل عمل روتيني جديد. إن عملية وضع هذه العناصر على الورق وإخراجها من رأسك هي عملية تحرير، وهناك متعة إضافية بالإنجاز عندما تشطب كل عمل روتيني من قائمتك. وقالت أكريل: "أسميها مكب التوتر". "أولاً، تهدأ، ثم يتضح لك ما كنت تفعله - فأنت تضع قائمتك. ثم يمكنك أن تبدأ في الشعور بالفضول حول كيفية القيام بذلك." وشددت على أن هذا قد يعني طلب المساعدة من الآخرين - وهذا ليس الفشل. بحسب CNN.

بالطبع ، أفضل طريقة لجعل هذه التقنيات جزءًا من مجموعة أدوات الحد من التوتر لديك هي ممارستها قدر المستطاع. بعبارة أخرى، اجعلها عادة. وقالت أكريل: "نشأ الكثير منا على التفكير في وجود حبة دواء لكل شيء وأبعدنا عن ممارسة بعض المهارات". وتابعت: "عندما تتعلم المهارات، فإنك تزيد من ثقتك في التأقلم، وتدفع نفسك إلى هذا المنحنى".

اضف تعليق