q
تشهد هذه الأيام كما هي العادة الفجة قبيل اي موسم انتخابي كثرة الحديث عن الاصلاح ومن أبرزه مكافحة الفساد، فتنشر الدراسات والبحوث المتخصصة بهذا الموضوع وتعقد اجتماعات منها الاجتماع الاخير بين الجهات الرقابية والاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والجميع يبحث ويتقصى ويحقق في أسباب الفساد...

تشهد هذه الأيام كما هي العادة الفجة قبيل اي موسم انتخابي كثرة الحديث عن الاصلاح ومن أبرزه مكافحة الفساد، فتنشر الدراسات والبحوث المتخصصة بهذا الموضوع وتعقد اجتماعات منها الاجتماع الاخير بين الجهات الرقابية والاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والجميع يبحث ويتقصى ويحقق في أسباب الفساد وأشكال المساعدة الدولية في مؤتمرات تعقد في اربيل في ظل ظروف كورونا، وهناك من يوظف المناسبة للظهور بمظهر الحريص على المال العام ...الخ.

السؤال: ما النتيجة التي حصل عليها العراق طيلة سنوات مضت من هذه الجهات الرقابية ومؤتمراتها سواء في اربيل او بيروت او القاهرة لبناء قدرات مكافحة الفساد ؟؟ كم النسبة التي تحققت في تقليص نسبة الفساد وكم قبض عليهم من حيتان الفساد؟؟ هل انخفضت معدلات البطالة والفقر مقابل ارتفاع نسبة مكافحة الفساد؟؟

وما بين هذا وذاك هل تلمس المواطن في مراجعته للدوائر الخدمية تقدما في تطبيقات الشفافية ونفاذ القانون كنموذج بسيط للحكم الرشيد الذي يعكس نشاطات الاجهزة الرقابية؟؟ اترك الاجابة على هذه التساؤلات لكل من يتصدى في اجتماعات ومؤتمرات مكافحة الفساد التي تنظم من قبل برنامج الأمم المتحدة الانمائي او الاتحاد الأوروبي او غيرها من المنظمات الدولية.

لا سيما من منظمات المجتمع المدني كطرف ثالث يفترض ان يمتلك وسائل التواصل المجتمعي لإنتاج برامج عمل تطبيقية تتعامل مع الواقع مباشرة وليس التنظير من بطون الكتب والمنشورات الصادرة عن مؤتمرات الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.

معضلة الدعم الدولي للاطراف العراقية في الامتثال لإحكام اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد تنتهي عند بناء القدرات في برامج تطوير الأداء، من دون مراجعة حقيقية للواقع لقياس الاثر عن ما تم تطبيقه مثال ذلك الافتراضي، ان هذه البرامج قد صرفت ما قيمته مليون دولار خلال عشرة سنوات هل تم قياس الاثر على اداء الاجهزة الرقابية ما بعد كل هذه البرامج في تطوير الأداء في الامتثال لاحكام اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد؟؟

السؤال الثاني الذي يبرز مع تداول اخبار متعددة الأطراف عن استرداد الأموال وخبر وخبر من هناك عن نشاطات القبض المرتقبة على حيتان الفساد؟؟ من يسرب مثل هذه الأخبار؟؟ وما الهدف من وراء ذلك؟؟ هل تعني إهدار بناء القدرات للأجهزة الرقابية في (طشة) سياسية كنموذج للدعاية الانتخابية المبكرة؟؟

نعم مطلوب جدا دعم كل فعل ضمن الامتثال لاحكام اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، ونعم والف نعم لدعم الاجهزة الرقابية الوطنية العراقية، بالأفعال وقياس الاثر من خلال مؤشر وطني لقياس الفساد، واستراتجية تطبيقية لادارة برامج عمل نوعية تردع الفساد الاداري والمالي، والف نعم لتطوير اداء هذه الاجهزة للكشف عن اموال الفساد في مقارنة موضوعية ما بين ما يمتلكه المكلف بكشف الذمة المالية قبل ٢٠٠٣ وما بعدها، عندها سيكون هناك الف تحالف مدني ومجتمعي لدعم هذه الاجهزة الرقابية وايضا بالأفعال وليس بالأقوال ولله في خلقه شؤون!

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق