q
بعد انتشار نبوءة عربية قديمة خلال الايام الماضية في مواقع التواصل الاجتماعي العربية تتحدث عن زوال اسرائيل عام 2023 ومقالات (اسرائيلية) عن قرب مغادرة اليهود لاسرائيل خوفا من صواريخ حماس، قررت يوم امس ان اقوم بجولة استكشافية للصحافة الاسرائيلية الناطقة بالعبرية...

بعد انتشار نبوءة عربية قديمة خلال الايام الماضية - في مواقع التواصل الاجتماعي العربية - تتحدث عن زوال اسرائيل عام 2023 ومقالات (اسرائيلية) عن قرب مغادرة اليهود لاسرائيل خوفا من صواريخ حماس، قررت يوم امس ان اقوم بجولة استكشافية للصحافة الاسرائيلية الناطقة بالعبرية (بالاستعانة بترجمة غوغل الممتازة) والناطقة بالانكليزية والعربية.

ولمن لا يعلم تقدم الصحافة الاسرائيلية صورة شفافة للحالة الاسرائيلية لان هذه الصحافة لا تملكها الدولة ولهذا فهي حرة فيما تقوله كما انها متنوعة فهي تضم اليمين واليسار والوسط وكذلك صحافة عرب اسرائيل.

ما لاحظته بشكل عام هو وجود اصوات ومقالات رأي متنوعة فمنها ما تعترف بأن جذر المشكلة يكمن في الظلم الاسرائيلي للعرب في الضفة والقطاع والقدس بالاضافة الى العرب داخل اسرائيل وان (انفجار) الاوضاع كان مجرد مسألة وقت.

من جهة اخرى هناك مقالات تعترف بان حماس فاجئت اسرائيل هذه المرة (يعتقد ان عدد صواريخ حماس والجهاد يبلغ 12 الف) وان ظن الحكومات الاسرائيلية ان جولات القتال السابقة قد نجحت في (احتواء) حماس كان خاطئا.

هناك مقالات تدعو لاستمرار العملية العسكرية حتى تحقيق اهدافها بالقضاء على جزء كبير من ترسانة حماس وهناك مقالات اخرى تدعو لنزع سلاح غزة بالكامل.

صحافة العرب في اسرائيل تساند القضية بشكل عام وتحدثت عن الاضراب وتهديد اصحاب العمل الاسرائيليين بفصل الموظفين العرب المشاركين فيه، كما انها تحدثت عن (اندماج) نضال عرب اسرائيل مع فلسطينيي الضفة والقطاع.

من جهة ثانية لم اجد اي ثناء عربي على صواريخ حماس وهذا امر متوقع لان هذه الصواريخ الطائشة لا تميز بين يهودي وعربي، امر اخر لاحظته هو ان موقف الراي العام الدولي (الشعبي) مال باتجاه الفلسطينيين او اصبح اكثر جرأة في التصريح عن ذلك.

وحتى في الولايات المتحدة فان الجناح التقدمي اليساري في الحزب الديموقراطي الحاكم بزعامة عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز - وهو بالمناسبة يهودي - يصعد ضغوطه على ادارة بايدن لتتحرك للجم اسرائيل. لكن هذه الضغوط لم تنجح حتى الان.

هناك تعبير عن التضامن مع الفلسطينيين بين المشاهير والنجوم ربما اكثر من قبل، مع هذا اظهر استطلاع اجرته مؤسسة غالوب ان 75% من الامريكيين لايزالون يؤيدون اسرائيل.

لاحظت ايضا ان هناك خبرا مهما ينقل عن وزير الخارجية الامريكي قوله انه لم ير اي دليل يثبت ان حماس كانت موجودة في البرج الذي دمرته اسرائيل في غزة والذي احتوى مقر وكالة الاسوشيتد برس. وهذه الاخيرة تطالب الان بتحقيق دولي بخصوص هذا الهجوم.

من جهة اخرى صنفت منظمة الدول الامريكية التي تضم دول القارتين الامريكيتين حماس كمنظمة ارهابية واستمر الدعم الغربي الرسمي لاسرائيل (الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا).

الاستنتاج الذي خرجت به هو ان اسرائيل في ورطة لكنه لا يوجد لدى يهودها اي رغبة او خطط بمغادرة اسرائيل وحلها ومنحها للعرب.

وباستثناء قصة خبرية واحدة عن محاولة السياح الامريكيين مغادرة اسرائيل (وهذا امر طبيعي فالسائح يأتي للتمتع باوقاته وليس للاختباء في الملاجيء)، فلم اجد اي شيء عن نبوءة الزوال المنتشرة بيننا نحن العرب هذه الايام.

باختصار اسرائيل تعيش ازمة بسبب التوترات بين عربها ويهودها وبسبب ضغط الرأي العام الرافض لقتل المدنيين في غزة ولان ترسانة حماس وقدراتها تجاوزت ما كان متوقعا ولصعوبة اعادة احتلال غزة برا، لكن كل ذلك لا يعني ان اسرائيل ستزول في شهر اذار من العام المقبل كما تقول النبوءة العربية.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق