q
اي محاولة تغذية العقل بالرسائل الإيجابية، لأن الرسائل الدماغية سواء الإيجابية أو السلبية تحدد نهج الحياة، فمن يقنع نفسه انه سيء الحظ سيجذب له العقل الباطن كل الأمور والاحداث والاشخاص الذين سيعرقلون او يبطؤن مسيره نحو التقدم، وبشرح مبسط هناك وضع يمر به الكثير من الناس...

(تفاءلوا بالخير تجدوه)، ما أجود هذه العبارة وما انفعها للإنسان، تمنح الأمل بالقادم، والصبر على الصعاب، والثقة بالعمل الحاضر، ومفتاح النور لبداية كل مشروع، وهو حديث ورد عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، ليتأمل الانسان الواثق برحمة الله الخير ويتوقعه.

علم الطاقة الحيوية اكثر العلوم التي فسرت واعتمدت على العقل الواعي في جذب الاشياء سواء الايجابية او السلبية، والمختصون بهذا العلم الحديث والحيوي من المسلمين اعتمدوا كثيرا على هذا الحديث، وان اختلفت التفسيرات في المذاهب فيما اذا كان هذا قول للرسول او حكمة ولكن ما اتفق عليه الجميع ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنه كان يعجبه الفأل وينهي عن التطير، والتفاؤل عكس التطير الذي هو بمعنى التشاؤم، أي: أن يتوقع الإنسان الشر.

وينصح المختصون الأخذ بهذا الحديث العلمي الدقيق التوجيهي في كل مسارات الحياة، اي محاولة تغذية العقل بالرسائل الإيجابية، لأن الرسائل الدماغية سواء الإيجابية أو السلبية تحدد نهج الحياة، فمن يقنع نفسه انه سيء الحظ سيجذب له العقل الباطن كل الأمور والاحداث والاشخاص الذين سيعرقلون او يبطؤن مسيره نحو التقدم.

وبشرح مبسط هناك وضع يمر به الكثير من الناس دون ان يشعروا وهو حين يقول احدهم: اليوم مزاجي سيء او مريض ويرددها بينه وبين نفسه او يقولها لشخص سيلازمه هذا الشعور لفترة طويلة حسب تعمق الفكرة وتأكيدها وكثرة شكواه، في حين هناك اناس يشعرون بالشعور نفسه، ثم تكون لديهم انشغال يطرأ عليهم فجاءة ينسيهم هذه التأكيدات، وفي اخر النهار سيكون تعبيرهم انهم في الصباح كانوا مرضى ولكن عملوا هذا العمل وربما يتحير الشخص ويطرح على نفسه كيف استطاع ان يقوم بالعمل رغم مرضه او مزاجه السيء والسبب هو انشغال النفس بموضوع اكثر حيوية ونشاط وعدم التركيز وترديد الفكرة السلبية.

كما يطرح الكثير من الناس اسئلة محيرة لهم ويبحثون عن اجابة لها ومنها: لماذا حين لا اريد ان أتأخر عن عملي في الغالب سوف أتأخر؟، لماذا عندما اقرر ان لا اغضب في الغالب سأغضب؟، لماذا عندما اذهب الى مكان لأستريح من هموم الحياة وضغوطها اجدها تطاردني؟

وهنا يأتي اهمية التفاؤل والكلام الايجابي، وهو من يقول: يجب ان اكمل بسرعة حتى لا اتأخر سيعمل العقل اللاوعي على تأخيره والصحيح يجب القول: يجب ان اكمل بسرعة حتى اصل بالوقت المناسب، رغم اختلاف بسيط بالمعنى ولكن له تأثير كبير بالواقع، لأن العقل اللاوعي ينفذ ما يسمعه.

هناك قاعدة عامة وهامة في علم الطاقة الحيوية للتفكير الإيجابي وهي "نحو" و"بعيدا عن" والمقصود بها هو الذهاب "نحو" وليس "الابتعاد عن ما لا تريده"، مثلا لو يريد الشخص ان لا يغضب وهو الابتعاد عن الغضب سيجد نفسه غاضب ويجد لديه مبررات كثيرة تجعله يغضب، ولكن الصواب هو ان يقرر ان يكون سعيد، ويقول اليوم اريد ان اكون سعيدا، يقال "تصنع السعادة وستسعد".

عدم السيطرة وجذب ما تريد كله سببه العقل الباطن وهو ما كرمه الله عن باقي المخلوقات لأنه يحمل قوة لا متناهية قوة جبارة وكبيرة اذا عرف الانسان ان يعمل به صح ويوجهه بالمسار المفيد ويسيطر عليه.

يقول الله جل جلاله "و لقد كرمنا بني ادم" وفي اية اخرى قوله تعالى "إنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً"، وهذه المكانة العظيمة التي كرم بها بني ادم منحه قدرات كبيرة الظاهر منها والباطن والظاهر وهو العقل الواعي في تدبره وتفكيره وتسخير كل شيء على وجه الارض، والعقل الباطن والذي لا يقل اهمية من العقل الواعي فهو يعمل ويجذب للإنسان كل ما يفكر به الايجابي والسلبي.

يقول الامام علي ابن ابي طالب (عليه السلام): ( كل متوقع آت) بمعنى أن الأفكار والمشاعر تحدد تردد جذب ما يكون واقعك الذي تعيشه، لذلك على الانسان ان يفكر بالنجاح وكل ما يقربه من اهدافه المعنوية والمادية وفيما تخص حياته الخاصة والعامة ويبتعد عن كل فكرة تبعده او تحبطه عن اهدافه، ويجعل طريقه واضح وغايته نهائية في ذهنه يتخيلها ويراها ويشعر بشعور الفرح وكأنها اكتملت ويؤمن انها ستصبح يوما ما حقيقة.

اضف تعليق