q
سألت ذات يوم احد الزملاء عن هدفه في الحياة؟ فقال لا توجد اهداف انها رحلة وضعنا بها، وعلينا ان نسير فيها الى النهاية كان جوابا يفشي عن خواء داخلي يعيشه هذا الزميل، والحالة منتشرة بين الالاف ممن يعيشون معنا، فالإنسان يجب ان يكون على يقين...

سألت ذات يوم احد الزملاء عن هدفه في الحياة؟ فقال: "لا توجد اهداف انها رحلة وضعنا بها، وعلينا ان نسير فيها الى النهاية”! كان جوابا يفشي عن خواء داخلي يعيشه هذا الزميل، والحالة منتشرة بين الالاف ممن يعيشون معنا، فالإنسان يجب ان يكون على يقين انه لم توجد الحياة فقط لمجرد ملء الفراغ، ولا ان يعيش حياة الخرفان، ان يسير خلف صنم يفكر عنه وعليه الطاعة فقط، بل يجب ان يدرك ان وجوده ليس عبثيا ولا لأدوار ثانوية، بل ان يحمل يقين ان دوره في الحياة ليس هامشي ثانوي، بل هو بطل الفيلم.

الكلام هنا بعيد عن العقيدة الدينية وادلة استحالة العبث، بل عن المستوى الشخصي للإنسان والطريقة الامثل للرقي.

الخطوة الاهم ان تضع اهداف بعضها قريبة المدى، واخرى بعيدة المدى، وتشرع بوضع الخطط في سبيل تحقيق تلك الاهداف، نعم قد لا تتحقق كل تلك الاهداف، لكن في خلال السير نحوها سيثمر خير كثير، والان سنتكلم عن الاهداف قصيرة المدى.

لنخطط معا في تحقيق ثورة تغيير للإنسان الجامد الخامل، الخطة تتكون من 30 يوم فقط للتنفيذ، والمقال سيكون فقط عن الاهداف قصيرة المدى، والتي نعيش لتحقيقها.

اولا: قراءة ثلاثة كتب

نحدد في بداية الشهر ثلاث كتب يجب ان يتم قراءتها خلال الثلاثين يوم، ولنفكر اي نوع من الكتب ممكن ان نحدد لأول شهر، وهنا اقترح هذه الكتب وباقي الاشهر انت فكر بالعناوين حسب حاجتك للتطور.

الكتاب الاول هو: “فن إدارة الوقت” وهو من أشهر كتب ديل كارنيجى رائد التنمية البشرية، والكتاب سيثير دهشتك بداية من العنوان إلى الفهرس، فمن يقرأه بوعي سيخرج بفائدة كبيرة تنعكس على حياته، وسيسهم في تنظيم وقتك بشكل تدريجي.

الكتاب الثاني هو: “قوة عقلك الباطن”، وقراءة كتاب يتحدث عن القوة الباطنة للإنسان مهم جدا، وهو من أشهر مؤلفات الكاتب جوزيف ميرفي، تتمحور فكرة الكتاب حول كيفية الاستفادة من أجزاء اللاوعي من العقل، فيطرح امور مهمة من قبيل: “الحرص على حب الخير للآخرين والابتعاد عن الحسد، لأن هذه الصفة سوف تجعل الفرد يركز مع المحيطين به فقط، مما يمنعه من تحقيق أحلامه والحصول على ما يريد”.

الكتاب الثالث هو: لتكن رواية، والافضل ان تحمل افكار عميقة مثل رواية الخيميائي، وهي رواية رمزية من تأليف باولو كويلو، وتحكي عن قصة الراعي الإسباني الشاب سنتياغو في رحلته لتحقيق حلمه الذي تكرر أكثر من مرة، والذي تدور أحداثه حول كنز مدفون في الأهرامات بمصر، ووراء هذا الحلم ذهب سانتياغو ليقابل في رحلته الإثارة، الفرص، الذل، الحظ والحب، ويفهم الحياة من منظور أخر وهو روح الكون.

ثانيا: تحديد عمل لإنجازه

يجب وضع هدف (عمل معين) لإنجازه خلال الشهر، مثل اصلاح شيء في البيت، او القيام برحلة معينة، او زيارة مكان سياحي او مقدس، او انجاز عمل متأخر، او تحديد خطة توفير المال بشكل يومي، حتى يأتي اليوم الثلاثين لشراء حاجة ما بما وفرته طيلة الشهر، فتحديد عمل ما ضمن الثلاثون يوم يجعل للأيام معنى وهدف، بدل الفراغ الذي كان سابقا.

ثالثا: زيارة مريض

الجنبة الانسانية في حركة الانسان امر مهم، لذلك لو يتم تحديد يوم في الشهر لزيارة مريض، وهكذا يصبح عمل مهم شهري يقوم به الانسان، فليضع قائمة بالمرضى الاقارب او الاصدقاء، وليكن ذلك اليوم لتفقدهم، فالمريض يفرح بزيارة من يتفقده، والزائر تسمو روحه وتكبر ذاته بالأفعال الخيرة ومنها تفقد المرضى، ومع النية الخالصة يصبح عملا صالحا.

رابعا: وليمة شهرية

ومن الامور الجيدة للنفس وتأثيرها الاجتماعي كبير، هو القيام بوليمة، ولنقل بين شهر وشهر، ولتكن وليمة بسيطة بعيدة عن الاسراف كي لا تبتعد عن اهدافها، ويدعو فيها الاخوة لتعزيز اواصر المحبة، ولتبادل الاخبار، واستشارة الاحباب بأمورنا الخاصة، ولإعادة الروح لتماسك العائلة، فتكون هدف قصير المدى يحقق الكثير على جانب البناء النفسي والانساني والاجتماعي، ومع النية الصادقة يكون ضمن الاعمال الصالحة.

خامسا: الالتزام بالرياضة

الرياضة مهمة للإنسان تجعل عقله متقد نشط بعيد عن الترهل والخمول والكسل، لتكن ساعة يومية للقيام حتى لو بمجرد العاب رياضية بسيطة، ان الالتزام اليومي يجعل فيها كل خير للإنسان، وبالمقابل يحصل على صحة بدنية ونفسية وعقلية طويلة الامد، حدد ساعة يومية لا تهملها ابدا تكون لممارسة الرياضة فقط.

عزيزي القارئ حاول ان تجرب هذا البرنامج، واكتشف مكاسبك على كل الاصعدة، النفسي، والبدني، والاجتماعي، والفكري، والثقافي، بل وحتى الديني.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق