q
جميعنا اليوم مطالب باستثمار ذكرى عاشوراء باعتبارها برنامجاً تربوياً يجب ان يوضع له الاهداف واضحة المعالم ضمن اهداف متنوعة منها على سبيل (التعقّل - الإيمان - العلم -العمل - الأخلاق)، ولكل محور من هذه المحاور تطبيق تربوي حيث ان التطبيق التربوي للتعقل والتفكر بكل حرية وحق في الاختيار...

عاشوراء قضية أكبر من تكون حرب لأيام وضعت اوزارها بأنتصار معنوي للحسين واهل بيته وخسارة للمناوئين في المنظور المعنوي لا العسكري، عاشوراء حملت في طياتها الكثير من القيم التربوية التي تكرس مفاهيم الاجدر ان تطبق في حياة الافراد ولو حدث ذلك فأنها ستسمو به نحو ما يليق به كإنسان اولا ومن ثم ما يليق به كتابع لآل بيت محمد (صلى الله عليهم وسلم) مستنشق لعبق الشهادة في كربلاء.

جميعنا اليوم مطالب باستثمار ذكرى عاشوراء باعتبارها برنامجاً تربوياً يجب ان يوضع له الاهداف واضحة المعالم ضمن اهداف متنوعة منها على سبيل (التعقّل - الإيمان - العلم -العمل - الأخلاق)، ولكل محور من هذه المحاور تطبيق تربوي حيث ان التطبيق التربوي للتعقل والتفكر بكل حرية وحق في الاختيار، ثم تأتي الحاجة الى الإيمان المطلوب كمعرفة مترافقة مع الحب والرضى والتسليم بعيداً عن التلقين والفرض والتعويد السطحي الذي يعمل عليه الكثير من المريدين لعاشوراء ان يبقى صورياً ليس اكثر، ومن بعدها يكون للعلم بالحقائق الأثر النافع في حياة الانسان فهي التي تدفعه نحو كل التوفيق الذي يصل اليه الانسان، ويأتي العمل الحر الذي يقوي الإرادة والهداية والتكامل الاختياري لدى الفرد وبالتالي البقاء حراً، وتتجلى الأخلاق كثمرة طيبة لهذه العملية التربوية المستمرة من يوم عاشوراء حتى يومنا هذا.

مجموعة القيم التربوية العاشورائية التي يجب ان يتعلمها الانسان منذ طفولته حتى مشيبه مع مراعاة كل مرحلة عمرية هي تلك التي تحدثنا عنها بأختصار اعلاه الان نود توضيحها أكثر ليتنسى للقارئ الكريم فهمها والتعاطي معها بمعرفة وهي:

التعقل الذي يجب ان يكون منهجاً حياتياً عبر التفكر في عاشوراء وعن قيمة هذه الواقعة في ترسيخ قيم الثبات والصبر والوقوف بوجه الظلم الاموي وسلوكيات النظام الحيوانية الغريبة، كما يجب التفكر في ماهية عاشوراء وخروج الإمام الحسين عليه السلام بأصحابه واهله وأطفاله مع علمه بمصير المعركة، ما هو الهدف من وراء هذا التحرك العجيب والذي لم يأتي ولن يأتي مثيله في تأريخ الشعوب وحركاتها الاحتجاجية، ثم من الضروري ان نكون على بينة من ودراية بسلوكياتنا العاشورائية مثيل البكاء على الحسين واصحابه وقد شاء الله أن يراهم هكذا، وهم عارفين بمصائرهم ومتقبلين بل ورفحين بذلك.

ثاني القيم التربوية في عاشوراء هي الايمان الذي يأتي كنتيجة للتعقل، ويجب هنا تحديد الغاية من الايمان وبماذا يجب ان يؤمن المتربون والأبناء فيما يتعلق بعاشوراء وحيثياتها الكبيرة ورفض السلوكيات المسيئة التي الصقت بها مع التأكيد على استمرارية عاشوراء في نفوسنا، كما ينبغي الايمان بأن الإمام عليه السلام قام بحركته وشهادته لكي نمنع تكرار هذه المأساة والظلم والخيانة على مر الزمان، وعلينا الايمان بأن حركة الاصلاح التي قام بها الامام الحسين (عليه السلام) متواصلة وأن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) سيخرج ليحقق القيم والمثل ذاتها التي قام سيد الشهداء في سبيلها، وما ينبغي ان نؤمن به ايضاً ان الارادة الالهية ستنتصر وعلينا ان نساهم في تحقيق العدالة ونجاة البشرية من ظلم قد ثقل واتسعت رقعته الى حد لا يطاق.

العلم بمعلومات كربلاء وشخصياتها واحداثها وابطالها هي القيمة الاخرى المهمة، فمن المهم نتعرف بدقة كأتباع ماذا حدث بالضبط وكيف توالت الأحداث منذ أن كان الحسين طفلاً والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآلة) يلاعبه وحتى يوم شهادته، والتفكر في المعلومات التي تطرح في مجالس العزاء لأنها تمنحنا المعرفةَ اللازمة والبصيرةَ لفهم حركة الإمام المعصوم وعلاقته بالناس والسياسة وتربية البشرية.

والعمل هو العامل الاخر الذي يجب نتعلمه من عاشوراء اذا يجب استحضار السلوكيات الجيدة التي يجب ان نقوم بها في عاشوراء والسلوكيات والافعال غير السليمة التي يجب ان نقوضها ونحد منها ومن اثرها السلبي على فاعلها وعلى محيطه، بمعنى العمل بما تريده عاشوراء من قيم ومثل وسلوكيات وليس العكس.

واخر القيم التي يجب ان نحققها او نعرف عنها في عاشوراء هي قيمة الاخلاق التي يجب ان عمل على ترسيخها في نفوسنا ونفوس ابناءنا لتصبح ملكات نفسانية راسخة، وحري بنا ان نستلهم من عاشوراء كيفية التعامل بأخلاق في علاقات الأبوة والأمومة والأخوة والصداقة ومن ثم جميع المحيطين من المجتمع.

هذه القيم التي نماذج لقيم عظيمة يمكن للجهات التعليمية والاعلامية والاجتماعية والاسرية ان ترسخها كمبادئ ثابتة ومسيرة لجميع السلوكيات العامة، فمن الممكن جداً ان ينفذ ذلك بتدرج وانسيابية كبيرة ان توفرت النية والعزم لذلك.

اضف تعليق


التعليقات

بتول
الحدث
هذاجيدا2023-07-21