q
فرض اكتشاف متحور جديد لفيروس كورونا في جنوب أفريقيا، معروف حاليا باسم "أوميكرون" (Omicron)، على العالم واقعا جديدا بعد أن ساد الاعتقاد بقطع خطوات مهمة في محاربة الوباء. وعادت الدول لإغلاق أجوائها، مع إعلان عدد من الحكومات تجديد إجراءات التباعد الاجتماعي والتلويح بالعودة للإغلاق...

متحور كورونا آخر يظهر من جديد على الساحة ويثير مخاوف جديدة من ارتفاع في الإصابات والوفيات. المتحور أسمته منظمة الصحة العالمية بـ"أوميكرون"، فماذا نعرف عنه؟

أوّل إصابة من هذه السلاسة تم اكتشافها يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني في جنوب إفريقيا حسب منظمة الصحة العالمية، لكن اكتشافها لأول مرة يعود إلى التاسع من الشهر ذاته عندما ظهرت في عينة للفحص في بوستوانا، وذلك في مختبر مرجعي اكتشف أن عينة تشترك في حوابي 50 طفرة لم يتم كشف اجتماعها بهذا الشكل من قبل.

يحتوي هذا المتحور، الذي عرف أولا برقم B.1.1.529 قبل تسميته بـ"أوميكرون" على الكثير من الطفرات، بعضها مثير للقلق وفق منظمة الصحة العالمية، إذ إن خطر الإصابة به أعلى بكثير من بقية السلاسات المعروفة حتى الآن.

وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها إن البيانات الأولية تظهر أن سلالة "أوميكرون" هي "السلالة الأكثر تحولا التي يتم اكتشافها بأعداد كبيرة خلال تفشي الوباء حتى الآن، الأمر الذي يثير مخاوف جادة من أنها قد تقلص فعالية اللقاحات وتزيد خطر الإصابة مجددا".

الإصابات بهذا المتحور آخذة في الارتفاع في جل مقاطعات جنوب إفريقيا، وتيين أن لديه نسبة نمو أسرع من بقية المتحورات، لكن المنظمة تؤكد أن الأبحاث حول هذا المتغير تحتاج لعدة أسابيع حتى تقيّم بشكل دقيق خطره وإمكانيات مواجهاته.

وفق عدة تقارير، أبلغت جنوب إفريقيا عن زيادة في عدد الإصابات الجديدة بمقدار أربعة أضعاف خلال الأسبوعين الماضيين، ما قد يسفر عن انتشار هذا المتحور الجديد، اكتشفت هذه السلالة كذلك في بلجيكا وفي إسرائيل، كما ظهرت في البلدان المحيطة بجنوب إفريقيا كبوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا وليسوتو، كما تم الإعلان عنها في هونج كونج، ما أدى بمجموعة من الدول إلى تعليق رحلاتها مع كل هذه البلدان والمناطق، كما يوجد اشتباه في وصولها إلى ألمانيا، ولم توضح منظمة الصحة العالمية سبب تسمية المتحور بـ"أومريكون"، لكنها أشارت إلى أن بعض طفرات هذا المتحور ظهرت مع سلالات أخرى كدلتا و ألفا وبيتا، كما أوضحت أن هذا المتحور الجديد يرتبط بواحد من تغييرين رئيسين عن الإصابة بالسلالة التقليدية للفيروس: ارتفاع شديد في العدوى، وارتفاع في صعوبة الكشف عنه وفي فعالية التطعيم والعلاجات.

وتظهر الصعوبة نوعا ما في الكشف عنه حتى مع اعتماد فحوصات الـPCR، بما أن هذا المتغير لديه عناصر ناقصة في جين S الذي يسمح بالتعرف السريع على الفيروس، لكن هذه الفحوصات تبقى قادرة عموما على التعرف على جينات أخرى من هذا المتحور.

وذكرت السلطات الصحية في جنوب إفريقيا أن الأعراض المصاحبة للإصابة بهذا المتحور لا تختلف عن أعراض الإصابات الأخرى، لكن هناك مخاوف أن لا توجد أعراض بالأساس لدى بعض المصابين كما جرى مع متغير دلتا.

وبخصوص التطعيم، لا توجد حالياً أيّ بيانات حول قدرة التطعيم على مواجهة هذا المتحور من عدم ذلك، ونقلت نيويورك تايمز عن خبراء أن التطعيم غالبا ما سيحمي من هذا المتغير، لكن الأمر يحتاج لمزيد من الدراسات حتى يتبين عدد الجرعات اللازمة لتقليل خطره. وقالت العديد من شركات الأدوية إنها تعمل على تكييف لقاحاتها في ضوء ظهور السلالة أوميكرون.

العالم البريطاني البروفيسور أندرو بولارد، الذي قاد الأبحاث حول لقاح أكسفورد/أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا، بدأ متفائلا بإمكانية تطوير مصل جديد "بسرعة كبيرة" ضد متغير أوميكرون، لأن "مسارات تطوير لقاح جديد تتحسن باطراد". واعتبر مدير "مجموعة أكسفورد للقاحات" في تصريح لشبكة "بي بي سي"أن انتشار هذه المتحورة الجديدة بشدة بين من تم تلقيحهم "كما رأينا العام الماضي" مع المتحورة دلتا "غير محتمل إلى حد كبير". لكن بولارد قدّر أن اللقاحات الحالية فعالة ضد المتحورة الجديدة، رغم أن ذلك لن يتأكد إلا في الأسابيع المقبلة.

وخلق اكتشاف المتحور وإجراءات الإغلاق جدلا سياسيا، وقالت حكومة جنوب إفريقيا في بيان نقلته فرانس برس: "هذه السلسلة الأخيرة من إجراءات حظر السفر تُعاقب جنوب افريقيا على تحديدها التسلسل الجينومي المتقدّم وقدرتها على اكتشاف متحورات جديدة بسرعة أكبر. يجب تكريم التفوق العلمي وليس معاقبته".

لماذا أصاب متحور "أوميكرون" العالم بالهلع؟.. خبراء يجيبون

يرجح خبير في صناعة الأدوية أن تتمكن شركات تصنيع اللقاحات من توفير لقاح يواجه المتحور الجديد في فترة بين 6 أسابيع و3 أشهر، لكنه يربط ذلك بقدرة الدول على تمويل تصنيع اللقاحات من جديد بعد أن استثمرت مبالغ طائلة للحصول على مخزون إستراتيجي من اللقاحات المتوفرة.

فرض اكتشاف متحور جديد لفيروس كورونا في جنوب أفريقيا، معروف حاليا باسم "أوميكرون" (Omicron)، على العالم واقعا جديدا بعد أن ساد الاعتقاد بقطع خطوات مهمة في محاربة الوباء. وعادت الدول لإغلاق أجوائها، مع إعلان عدد من الحكومات تجديد إجراءات التباعد الاجتماعي والتلويح بالعودة للإغلاق.

ومثل كرة متدحرجة، تتزايد المخاوف من المتحور الجديد لفيروس كورونا بسبب الغموض الذي يسود الصفوف العلمية، التي تسابق الزمن للتعرف على الجديد الذي يحمله هذا الفيروس، ومدى فعالية اللقاح في التعامل معه.

طرحت أكثر الأسئلة الرائجة حول متحور أوميكرون على خبيرين يشتغلان في مختبرات أوروبية تعمل حاليا على تتبع هذا المتحور، وهما الدكتورة ميس عبسي الاختصاصية في رصد الفيروسات في مختبر الجامعة الملكية البريطانية، والخبير في تكنولوجيا صناعة الأدوية في جامعة فيينا الدكتور ياسر صابر.

الدكتورة ميس عبسي وهي عالمة فيروسات ومسؤولة مختبر جامعة كينز كوليج king’s college في لندنالدكتورة ميس عبسي هي عالمة فيروسات ومسؤولة مختبر جامعة كينز كوليج في لندن (مواقع التواصل الاجتماعي)

ماذا نعرف عن هذا المتحور؟، حسب الدكتورة ميس عبسي، فإن هذا المتحور يضم متغيرات من متحور "دلتا" (Delta) الأكثر انتشارا، إضافة لمتحورات "بيتا" (Beta) و"ألفا" (Alpha) و"غاما" (Gamma)، مما أدى إلى تجمع 50 متغيرا، منها 30 متغيرا على البروتين الشوكي، مقارنة مع كل المتحورات السابقة. وهو ما يفتح الباب أمام احتمال أننا أمام فيروس جديد.

لماذا كل هذا القلق من هذا المتحور؟، تقول الدكتورة عبسي إن سبب القلق هو أن المختبرات وجدت نفسها أمام متحور جديد، ويجب دراسة سرعة انتشار الفيروس المتطور، ومدى مقاومته للقاحات، وأيضا الأعراض التي يتسبب فيها. وهو ما تعكف عليه المختبرات حاليا.

متى يمكن أن نعرف كل شيء عن هذا المتحور؟، حسب الخبير في تكنولوجيا صناعة الأدوية ياسر صابر، فالأمر يحتاج لبضعة أيام حتى تصل المختبرات إلى خلاصات نهائية حول سلوك هذا الفيروس، ولا سيما مقاومته للقاحات.

وحاليا، يقول صابر، تقوم المختبرات بسحب الأجسام المضادة من الأشخاص الملقحين، وتعرضها على الفيروس لترصد تأثيرها. "لكن هذا غير كافٍ لأننا نحتاج لأيام لنعرف ما هي أعراضه، لأن متحور دلتا كان سريع الانتشار، إلا أن أعراضه كانت شبيهة بالإنفلونزا، أما متحور بيتا فقد كانت أعراضه شديدة إلا أنه لم ينتشر بشكل كبير".

هل المؤشرات الأولية تدعو للتفاؤل؟، بتفاؤل حذر، تجيب ميس عبسي على هذا السؤال لتقول إن الأرقام القادمة من جنوب أفريقيا تقول إن 65% من المصابين هم أشخاص غير ملقحين، وكلهم لديهم أعراض متوسطة، وأكثر من 30% تلقوا جرعة واحدة من اللقاح، ولم تظهر عليهم أعراض خطيرة.

أما المؤشر الآخر فهو الحالات التي تم اكتشافها في هولندا، إذ إنها احتاجت لعشرة أيام قبل أن تظهر عليها الأعراض، وهذا مؤشر إيجابي مقارنة بمتحور دلتا، الذي كانت أعراضه تظهر بعد 3 أيام فقط.

لماذا سارعت دول العالم لإغلاق أجوائها؟، حسب الدكتور ياسر صابر، كل ما تقوم به الدول حاليا هو من أجل كسب بعض الوقت إلى حين التعرف على هذا المتحور، لكن الأكيد أنه انتشر وسينشر عبر العالم.

هل سيعود العالم للإغلاق من جديد؟، يتفق صابر وعبسي على أن الإغلاق وحده لن يكفي، فالدرس المستفاد من ظهور هذا المتحور هو ضرورة عدم احتكار الدول الغنية للقاحات، وأن الحل هو توزيع اللقاحات على الدول الفقيرة. ففي وقت تعرف فيه الدول الغنية تخمة في اللقاحات المتوفرة، ما زالت نسبة التلقيح في أفريقيا لم تتجاوز 10%، إضافة لتوفير أجهزة الفحص السريع التي تظهر نتائجها في غضون دقائق وليس ساعات للتمكن من محاصرة بؤر الوباء بسرعة.

لماذا ظهر في جنوب أفريقيا؟، يقول الدكتور ياسر صابر إنه يجب شكر علماء جنوب أفريقيا على اكتشافهم لهذا المتحور بشكل مبكر، لأنه منتشر في دول أخرى ولم تكتشفه، ولكن الذي حدث هو العكس، حيث يوجّه اللوم والاتهام لجنوب أفريقيا بأنها هي السبب في انتشاره، وهذا قد لا يشجع في المستقبل دولا على الإعلان عن اكتشاف متحورات جديدة للفيروس.

ماذا عن اللقاحات؟، كشفت الدكتورة ميس عبسي أن شركات "فايزر" (pfizer) و"بيونتك" (BioNTech) و"مودرنا" (Moderna) تشتغل حاليا على اختبار لقاحاتها في التعامل مع هذا المتحور الجديد، وسنعرف النتائج خلال الأيام القليلة المقبلة. لكن ما يثير القلق هو أن أغلب المتغيرات التي يحملها هذا المتحور طرأت في البروتين الشوكي الذي يستهدفه اللقاح، وبالتالي قد نحتاج لتعديل اللقاحات من جديد.

هل يمكن تصنيع لقاحات للمتحور الجديد؟ يرجح الدكتور ياسر صابر أن تكون شركات تصنيع اللقاحات قادرة على توفير لقاح يواجه المتحور الجديد في فترة بين 6 أسابيع و3 أشهر، إذا ظهر أن أوميكرون يقاوم اللقاحات المتوفرة حاليا.

ويفسّر خبير صناعة الأدوية ذلك بالتقنية المعتمدة في الكثير من اللقاحات، وخصوصا لقاح فايزر ومودرنا، والتي تعتمد على تقنية "الحمض النووي الريبي المرسال" أو ما يعرف بـ"إم آر إن إيه" (mRNA)، التي تساعد في تغيير تركيبة اللقاح بسهولة بسرعة.

لكنه شدد في الوقت ذاته على أن سرعة إنتاج لقاح جديد ستكون مرتبطة بمدى قدرة الدول على تمويل تصنيع اللقاحات من جديد، بعد أن استثمرت مبالغ طائلة للحصول على مخزون إستراتيجي من اللقاحات المتوفرة.

متحور كورونا الجديد.. ما سر اسم "أوميكرون"؟

أطلقت منظمة الصحة العالمية على متحور كورونا الجديد اسم "أوميكرون"، واصفة إياه بـ"المثير للقلق" بسبب ارتفاع عدد الطفرات فيه، وحمله درجة أعلى من العدوى مقارنة بالمتحورات السابقة، وأثارت منظمة الصحة العالمية الاستغراب، بعدما كشفت اسم المتحور الجديد لـ"كوفيد-19"، حسب ما ذكر موقع "ميديا آي تي إي".

وأوضح المصدر أن المنظمة اعتمدت، في مايو الماضي، استخدام الأحراف اليونانية لتجنب ربط المتغيرات بالدول التي ظهرت فيها لأول مرة، وكان المتحور السابق أطلق عليه اسم "MU"، مما يعني أن أوميكرون كان يتجوب تسميته بـ"Nu" أو "Xi"، أي الأحرف التي تتبع "MU" في الأبجدية اليونانية.

وعن السبب الذي جعل المنظمة تختار أوميكرون عوض "Nu"، قال طارق ياساريفيتش، المتحدث باسم المنظمة: "من السهل جدا الخلط بين "Nu" و"NEW" (أي جديد)"، وأضاف: "لم يتم استخدام "Xi "لأنه اسم عائلة شائع"، مبرزا أن منظمة الصحة العالمية تعمل على تجنب "الإساءة إلى أي مجموعة ثقافية أو اجتماعية أو وطنية أو إقليمية أو مهنية أو عرقية في تسمية الفيروسات"، ورجح العديد من المراقبين أنه تم تخطي Xi لأنها تشكل جزءا من اسم الرئيس الصيني نشي جين بينغ "Xi Jinping".

خطر مرتفع للغاية على مستوى العالم

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن ظهور متحور فيروس كورونا الجديد أوميكرون يمثّل خطرا "مرتفعا للغاية" على مستوى العالم، لكنها شددت على أن معدل انتقال العدوى به ومدى خطورته لم يتضحا بعد.

وقالت المنظمة، في مذكرة تقنية، إنه "إذا أدى أوميكرون إلى انتشار حاد آخر لكوفيد-19، فستكون العواقب وخيمة"، رغم تأكيدها أنه "حتى الآن، لم تسجّل أي وفيات مرتبطة بالمتحور أوميكرون".

وشددت المنظمة على أن أوميكرون الذي رصدت أول حالات الإصابة به في جنوب أفريقيا "مختلف بدرجة كبيرة حيث يحتوي على عدد مرتفع من النسخ... بعضها مقلق وقد يكون مرتبطا باحتمال الهروب المناعي وزيادة انتقال العدوى".

وقد دق تيدروس أدهانوم غبريسوس، مدير عام المنظمة، ناقوس الخطر في مستهل اجتماع لوزراء الصحة في مجموعة الدول السبع والذي من المتوقع أن يُطلق مفاوضات حول اتفاق دولي يتعلق بمنع حدوث أوبئة في المستقبل.

وقال تيدروس إن "ظهور سلالة أوميكرون المتحورة يؤكد كيف أصبح وضعنا هشاً ومحفوفاً بالمخاطر. ويوضح أوميكرون الأسباب التي تجعل العالم بحاجة إلى اتفاق جديد حول الأوبئة: فنظامنا الحالي يثبط الدول عن تحذير الدول الأخرى إزاء المخاطر التي ستصل إليها لا محالة."

وسيغطي الاتفاق الدولي الجديد، المتوقع بحلول مايو/ أيار 2024، قضايا من قبيل تبادل البيانات وتسلسل الجينوم للفيروسات الناشئة، وأي لقاحات محتملة تم التوصل إليها من خلال البحث.

حظر السفر، وقال البروفيسور سليم عبد الكريم، وهو خبير في الأمراض المعدية في جنوب أفريقيا، إن اللقاحات المتوفرة حالياً ضد كوفيد-19 ينبغي أن تكون فعالة للغاية في منع ظهور أعراض خطيرة للمرض وفي التخفيف من عدد المرضى الذين يدخلون المستشفيات جراء الإصابة بالمتحور الجديد أوميكرون.

وقال عبد الكريم، الذي عمل كبيراً لمستشاري الحكومة خلال الاستجابة الأولية للجائحة في تصريحات صحفية إنه لا يزال من المبكر جداً القول إن أوميكرون يقود إلى ظهور أعراض سريرية أشد خطورة من المتحورات السابقة.

ومنذ اكتشاف السلالة الجديدة في جنوب أفريقيا في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، انتقلت إلى أكثر من اثنتي عشرة دولة معظمها فرضت قيوداً على السفر في محاولة لعزل نفسها، وانضمت اليابان الاثنين إلى إسرائيل في الإعلان عن نيتها إغلاق حدودها أمام الأجانب، وأعلنت بولندا أنها ستفرض حظراً على الرحلات الجوية المتوجهة إلى سبع دول أفريقية وستمدد فترة الحجر الصحي على بعض المسافرين وستفرض قيوداً أخرى على عدد الأشخاص المسموح لهم بدخول بعض الأماكن مثل المطاعم، وسط مخاوف من المتحور الجديد أوميكرون، وقالت الحكومة الكندية إنها اكتشفت إصابة شخصين دخلا البلاد أخيرا من نيجيريا بمتحور أوميكرون. غير أن نيجيريا قالت إنها لم تسجل أي حالة إصابة بالسلالة الجديدة.

أما هولندا، فقالت إن عدد حالات الإصابة بالمتحور الجديد في صفوف المسافرين القادمين من جنوب أفريقيا ارتفع إلى 14 حالة، وأكدت منظمة الصحة العالمية على أنه يتعين على الدول في الوقت الراهن انتهاج "نهج قائم على تقييم المخاطر من أجل تعديل إجراءات السفر في الوقت المناسب"، مع إقرارها بأن الارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا قد يقود إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض ثم الوفاة، غير أن الأطباء الذين تعاملوا مع المرضى في جنوب أفريقيا يقولون إن المتحور أوميكرون يبدو حتى الآن وكأنه ينتج أعراضاً خفيفة من بينها السعال الجاف والحمى ونوبات التعرق خلال الليل.

وقال جو فاهلا، وزير الصحة في جنوب أفريقيا، إن حكومة بلاده تفعل كل ما في وسعها لتجهيز منشآتها الطبية للتعامل مع المتحور الجديد وتطلب من الدول التي فرضت قيودأً على السفر من وإلى جنوب أفريقيا أن تعدل عنها.

وقال مسؤولو الصحة العامة في جنوب أفريقيا إن ولاية غوتنغ، التي زادت فيها حالات الإصابة بالمرض منذ اكتشاف السلالة الجديدة، لم تشهد حتى الآن زيادة في أعداد الوفيات بكوفيد-19. وأضافوا أنه لا يزال من غير الممكن القول ما إذا كان المتحور أوميكرون قد تسبب بأي وفيات، وأدان رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوسا، حظر السفر الذي فُرض على بلاده وجيرانها عقب ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا، وقال رامافوسا إنه "يشعر بخيبة أمل عميقة" إزاء هذا التصرف، الذي وصفه بغير المبرر داعياً إلى رفع الحظر بشكل عاجل.

هل تجدي التدابير الحالية في مواجهة متحور أوميكرون؟

اكتُشفت سلالة جديدة شديدة التحور من فيروس كورونا، وسرعان ما صنّفت منظمة الصحة العالمية المتحور الجديد بالـ"مثير للقلق"، مطلقة عليه اسم "أوميكرون"، ورُصد أوميكرون في عدد من الدول حول العالم، ومن بينها المملكة المتحدة.

ويتطور الوضع بوتيرة متسارعة، وتثير السمات الوراثية لأوميكرون قلق الباحثين. وثمة نقص حقيقي في المعلومات عن هذا المتحور بحيث لا يمكن لأحد حتى الآن أن يرسم صورة كاملة لما يستطيع أن يفعله أوميكرون.

ولا يعرف أحد مقدار ما يشكّله المتحور الجديد من أخطار، نعم، في هذه المرحلة المبكرة - في غياب معلومات محددة، وفي ظل التخوف من مغبة التهاون أو التهويل - يتعين على الحكومة البريطانية أن تتخذ تدابير.

إن الأمر يشبه اتخاذ قرار بشأن الزواج من شخص بعد أول لقاء معه؛ حيث فرصة الخطأ في القرار عالية جدا، لكن ما نعلمه حتى الآن هو أن أوميكرون لديه من الصفات الجينية ما يمكّنه نظريًا من الانتشار بوتيرة أسرع، وثمة أدلة متزايدة على حدوث ذلك بالفعل في جنوب أفريقيا.

وربما أكسبت التحورات العديدة للفيروس حتى وصل إلى نسخته الجديدة "أوميكرون" مناعة ضد اللقاحات التي قد تصبح أقلّ فعالية من الناحية النظرية، وتقول منظمة الصحة العالمية إن خطر الإصابة بالفيروس مجددًا أعلى مع أوميكرون مقارنة بغيره من السلالات، لكن أحدًا لا يعرف حتى الآن الآلية التي يتفشى بها أوميكرون، ولا أحد يعرف إن كان أخفّ أو أشدّ وطأة من غيره من السلالات.

لا أحد يعرف ماذا سيحدث عندما يواجه أوميكرون حائط المناعة المبني باللقاحات، وبالجرعات المعززة، وبمعدلات الإصابة العالية بكوفيد خلال هذا الخريف، وتتصدى الحكومة البريطانية للخطر، بفحْص جميع الوافدين إلى أراضي المملكة المتحدة، وبعزل جميع المشتبه في إصابتهم بأوميكرون أو مخالطيهم، وبتسريع وتيرة إعطاء جرعات معززة من اللقاحات، وبإعادة فرْض ارتداء كمامات في بعض الأماكن العامة، ولنكن واضحين ونقول إن ذلك لن يمنع وقوع مزيد من الإصابات بأوميكرون كما لم يمنع انتشاره. وقد وصل بالفعل إلى المملكة المتحدة، وعندما يتمتع الفيروس بقدرة ذاتية على التفشي فإنه يجد طريقه إلى ذلك رغم أي شيء.

ويمكن لأوميكرون أن يتفشى في المملكة المتحدة، والتي شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعا في معدلات الإصابة بكوفيد، وقد تجاوزت معدلات الإصابة 40 ألفًا يوميا، دون أن تتجاوز معدلات إصابة المخالطين واحدًا فقط، مما يعني ارتفاع معدلات الإصابة الأصلية، وتركّز الحكومة البريطانية جهودها في تخفيف الضغط على المستشفيات. وفي ظل المخاوف من تفشّي المتحور الجديد، تثار تساؤلات عما إذا كان يتعين تشديد القيود أو الذهاب إلى خطة بديلة، لكن برغم الارتفاع في أعداد الإصابات، تناقصت في المقابل أعداد المحتاجين إلى دخول المستشفيات للعلاج من كوفيد، وذلك بفضل نجاح التحصينات.

لكن إذا كان متحور دلتا الراهن استطاع أن ينتشر في المملكة المتحدة، وإذا كان أوميكرون يجمع بين استطاعة الانتشار بسرعة أكبر واستطاعة خرْق الحصانة المبنيّة على اللقاحات والمعززات، فإنه بذلك يكون هو الآخَر قادرًا على الانتشار في المملكة المتحدة.

وعليه، فكل ما تستطيعه التدابير هو كسْب الوقت، لكن من أجل ماذا؟ العلم والمعززات، ثمة أسئلة علمية مهمة تحتاج إلى أجوبة، وعلى رأس تلك الأسئلة: "ماذا يحدث عندما يواجه أوميكرون مستويات عالية من الحصانة؟"، وتحدّد الإجابة على هذا السؤال، أيًا كانت، معرفة ماذا سيحدث لاحقًا، وتدرّب اللقاحات، المتداوَلة في المملكة المتحدة، الجسم على مهاجمة البروتين الشوكي المحيط بالفيروس، لا سيما النسخة الأولى منه والمكتشفة بمدينة ووهان في الصين، وقد تعلّم جهاز المناعة في أجسامنا مهاجمة أجزاء عديدة من هذه الشوكة الفيروسية. وتشبه الأجسام المضادة في دمائنا طاقم تصليح سيارة من طراز فورمولا 1 - حيث كل فرد من أفراد الطاقم يعرف الجزء المنوط به إصلاحه. غير أن التحورات في نسخة أوميكرون تشبه تغييرًا في أجزاء السيارة على نحوٍ ترك أفراد طاقم التصليح مشوَّشين وصعّب عليهم المهام المنوطة بهم، وتعني كلُّ ثغرة في جهاز المناعة، فرصةً سانحة للفيروس لكي يخترق الجسم. ومما رأينا في ظاهرة ضعف المناعة أن مقاومة الأمراض الشديدة والوفاة تستغرق وقتًا أطول، وكذا سيستغرق الأمر وقتًا حتى نتأكد.

وقد يبدو غريبا، لكن الجرعات الإضافية من اللقاح قد تحدّ من أثر المتحوّر الجديد. ومن الناحية النظرية، يمكن تعويض نقْص فعالية دفاعات المناعة عبر ضخّ المزيد من الأجسام المضادة والخلايا التائية في مواجهة الفيروس.

وتلقّى أكثر من 17 مليون شخص في بريطانيا جرعة ثالثة من اللقاحات المضادة لكوفيد، وترغب الحكومة في رفع وتيرة التطعيم بالجرعات الإضافية، وعمدت حكومات إلى تقصير المدة بين ثاني وثالث جرعة من ستة إلى خمسة أشهر.

وتقول شركات الأدوية إنها قد تطوّر اللقاحات حتى تناسب متحور أوميكرون في غضون 100 يوم إنْ احتاجت إلى ذلك، وتجدر الملاحظة إلى أن ترسانتنا تضم أسلحة جديدة في صورة عقاقير مضادة للفيروسات. ويستهدف عقارا باكسلوفيد ومولنوبيرافير الفيروس، ويستبعد خبراء أن تكون التحورات التي مرّ بها الفيروس قد أثرت على فعالية تلك العقاقير، وثمة رغبة كذلك في الوقوف على الأحوال الصحية للمصابين بأوميكرون. وهناك خطأ شائع بأن الفيروس يكون أخفّ وطأة عندما يتحور؛ لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا من ذلك، كما إن الأمر سيستغرق وقتًا للإجابة، لا سيما وأن الدولة التي تفشّى بها أوميكرون -جنوب أفريقيا- يمثل الشباب نسبة كبيرة من سُكانها، وكلما كان المصاب شابًا، قلّ أثر كوفيد عليه، وثمة مَن يتّهم الحكومة بالتهويل وعدم اتخاذ تدابير كافية على الأرض. لكن يبقى كل شيء مرتهنًا بمعرفة المزيد من المعلومات عن المتحور الجديد، وهو ما قد يستغرق وقتا.

آخر المستجدات العالمية عن المتحور الجديد "أوميكرون"

وسط المخاوف من تفشي المتحور الجديد "أوميكرون"ومدى خطورته تتسابق دول العالم باتخاذ الإجراءت الوقائية والقيود للحد منه وسط الارتفاع في عدد الحالات الجديدة المكتشفة بكثير من الدول.

-رئيس منظمة الصحة العالمية: "أوميكرون" يحتاج إلى اتفاق دولي لمكافحة الأوبئة

-الرئيس الصيني: بكين سترسل مليار جرعة من لقاحات كورونا إلى إفريقيا

-ميركل والاتحاد الأوروبي يدعمان بدء مفاوضات منظمة الصحة بشأن اتفاق لمكافحة الأوبئة

-أستراليا تتراجع عن إعادة فتح حدودها إثر المخاوف المرتبطة بأوميكرون

-6 إصابات جديدة بسلالة "أوميكرون" في إسكتلندا

-أستراليا تعلن تسجيل ثالث إصابة بمتحور "أوميكرون".

-وزير الصحة جنوب إفريقيا: لا داعي للهلع بشأن أوميكرون ولا يوجد ما يدفع لحظر الرحلات من بلادنا

- خبير الأمراض المعدية في جنوب إفريقيا: هنالك المزيد من الإصابات المتكررة لكن الأشخاص الذين تم تطعيمهم أقل عرضة للإصابة بـ كوفيد 19 الشديد، بحسب رويترز.

-منظمة الصحة العالمية تحذر من تفشي كبير لكورونا في العالم بسبب المتحور "أوميكرون".

-اكتشاف 13 حالة إصابة بسلاسة أوميكرون في ملاعب كرة القدم البرتغالية.

-أعلنت كندا وهولندا وسويسرا وفرنسا تسجيل أولى حالات الإصابة المحتملة بسلالة أوميكرون.

- أغلقت السلطات الإسرائيلية الحدود أمام الأجانب لمدة أسبوعين ووافقت على مراقبة المرضى بالمصابين بالمتحور الجديد.

-مولدوفا تحظر الأجانب الذين زاروا جنوب إفريقيا من دخول البلاد.

-اليابان تغلق حدودها أمام جميع الزوار الأجانب للحد من انتشار متحور كورونا الجديد "أوميكرون"، اعتبارا من يوم غد الثلاثاء.

- رئيس المفوضية الأوروبية: العلماء يحتاجون عدة أسابيع لدراسة "الأوميكرون".

- مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، تلقي جرعات معززة من اللقاحات ضد فيروس كورونا قد يضمن حماية عالية من "أوميكرون".

اضف تعليق