q
قال بايدن إن الاتفاق النووي يمثل أفضل فرصة لتعطيل محاولات إيران لتطوير قنبلة نووية. الشيء الوحيد الأسوأ من إيران الموجودة الآن هو وجود إيران تملك أسلحة نووية وإذا تمكنا من العودة إلى الاتفاق، فيمكننا تقييدها. ويعتقد بعض المسؤولين الإسرائيليين والخليجيين أن تخفيف العقوبات بموجب الاتفاق سيوفر لإيران المزيد من الأموال...

وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد يوم الخميس على اتفاق مشترك يتعهدان فيه بمنع إيران من حيازة سلاح نووي، في استعراض للوحدة بين الحليفين بعد خلافات طويلة بشأن الدبلوماسية العالمية تجاه طهران.

ويتوج "إعلان القدس" أول زيارة يقوم بها بايدن لإسرائيل منذ توليه الرئاسة بعد أن قال لمحطة تلفزيون محلية إنه لا يمانع في استخدام القوة "كملاذ أخير" ضد إيران، وذلك ردا على ما يبدو على دعوات لابيد للقوى العالمية لطرح "تهديد عسكري جاد" لإيران العدو اللدود لإسرائيل.

وقال بايدن في مؤتمر صحفي عقب توقيع الإعلان "لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي".

ووجهت الولايات المتحدة وإسرائيل، كل على حدة، تهديدات مستترة لإيران بشن حرب استباقية. وتنفي طهران على مدى سنوات السعي لامتلاك سلاح نووي. مع ذلك، تبقى مسألة ما إذا كانت لديهما القدرة أو الإرادة لفعل ذلك موضع نقاش.

وأكد إعلان يوم الخميس مجددا الدعم الأمريكي للتفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة وقدرتها "على الدفاع عن نفسها بنفسها". وتعتبر إسرائيل، التي يُعتقد على نطاق واسع أنها الدولة الوحيدة التي تملك السلاح النووي في الشرق الأوسط، إيران تهديدا وجوديا لها.

وقال الإعلان "تؤكد الولايات المتحدة أن جزءا لا يتجزأ من هذا التعهد هو الالتزام بعدم السماح أبدا لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأنها مستعدة لاستخدام كل عناصر القوة الوطنية في سبيل هذه الغاية".

ويؤكد لابيد على هذا الموقف كسبيل لتجنب صراع مفتوح.

وقال بعد مراسم التوقيع "السبيل الوحيد لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي هو أن تعلم أن العالم الحر سيستخدم القوة".

ووصف بايدن، وهو يقف بجواره، منع إيران من امتلاك سلاح نووي بأنه "مصلحة أمنية حيوية لإسرائيل وللولايات المتحدة، وأُضيف، وللعالم بأسره كذلك".

وفي طهران قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن الجمهورية الإسلامية سترد "ردا قاسيا" على أي خطأ من جانب واشنطن أو حلفائها.

وأضاف رئيسي في كلمة ألقاها بإقليم كرمانشاه "الأمة الإيرانية العظيمة لن تقبل أي أزمة أو انعدام للأمن في المنطقة، وعلى واشنطن وحلفائها أن يعلموا أن أي خطأ سيُقابل برد قاس ومؤسف من إيران".

وتسلم بايدن، الذي اجتمع أيضا مع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، وسام الشرف الرئاسي الإسرائيلي من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوج وكرر "التزام أمريكا الراسخ" بأمن إسرائيل.

ووقعت إيران في عام 2015 اتفاقا دوليا يحد من برامجها التي يحتمل أن تسفر عن إنتاج قنبلة نووية. وأعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق في 2018 ووصفه بأنه غير كاف. ورحبت إسرائيل بالانسحاب.

وزادت إيران منذ ذلك الحين بعض أنشطتها النووية مما زاد من أهمية عنصر الوقت في مساعي القوى العالمية للعودة لاتفاق في محادثات تجرى في فيينا. وتقول إسرائيل الآن إنها ستدعم أي اتفاق جديد يتضمن شروطا أكثر صرامة. وامتنعت إيران عن قبول مزيد من القيود.

سعى بايدن من أجل العودة للمحادثات لكنه قال إنه يتعين على إيران الرد.

وأضاف "لن ننتظر إلى الأبد".

وإلى جانب تعزيز الردع وتأكيد الحليفين على الالتزام المشترك، قد يعطي إبداء الاستعداد لاستخدام القوة في فرض السياسات دفعة لبايدن عندما يستكمل جولته بزيارة السعودية يوم الجمعة. ولدى الرياض مخاوفها الخاصة المتعلقة بإيران، ويأمل بايدن في الاستفادة من ذلك في تحقيق تقارب سعودي إسرائيلي برعاية أمريكية.

وقال بايدن إنه ناقش مع لابيد مدى أهمية "اندماج إسرائيل بالكامل في المنطقة". واعتبر لابيد بدوره أن رحلة بايدن إلى السعودية "مهمة للغاية لإسرائيل".

وشجبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية هذه الخطوات وأصدر زعيمها إسماعيل هنية بيانا دعا فيه إلى "فتح حوار استراتيجي بين مكونات الأمة ودولها؛ يفضي إلى بناء تحالف سياسي يحمي المنطقة من الهيمنة والتطبيع والسيطرة على الثروات".

ويعتقد بعض المسؤولين الإسرائيليين والخليجيين أن تخفيف العقوبات بموجب الاتفاق النووي سيوفر لإيران المزيد من الأموال لدعم جماعات تنشط بالوكالة في لبنان وسوريا واليمن والعراق، كما يشككون فيما إذا كانت إدارة بايدن ستفعل الكثير لمواجهة أنشطة إيران الإقليمية.

وردا على سؤال حول ما إذا كان إعلان الخميس يتعلق بكسب بعض الوقت مع إسرائيل بينما تواصل واشنطن المفاوضات مع إيران، قال مسؤول أمريكي "إذا أرادت إيران توقيع الاتفاق الذي تم التفاوض عليه في فيينا، فقد أوضحنا أننا مستعدون للقيام بذلك، وفي الوقت نفسه، إذا لم يفعلوا فسنستمر في زيادة ضغط عقوباتنا، وسنواصل زيادة عزلة إيران الدبلوماسية".

وتعهدت الولايات المتحدة وإسرائيل بموجب إعلان القدس بمزيد من التعاون في المشروعات الدفاعية وأنظمة الاعتراض باستخدام أشعة الليزر والتكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج مثل الذكاء الاصطناعي.

وقال دانييل جولد، رئيس مديرية البحث والتطوير الدفاعي في وزارة الدفاع الإسرائيلية "نعمل معا كفريق واحد، ليس فقط في مجال الدفاع الصاروخي، فلدينا سبل كثيرة مختلفة للتعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة".

وقال البيان إن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم منح دفاعية في المستقبل لإسرائيل.

شراء الوقت لإحياء الاتفاق

وفي مقابلة تلفزيونية إسرائيلية يوم الأربعاء، قال بايدن إن الاتفاق النووي يمثل أفضل فرصة لتعطيل محاولات إيران لتطوير قنبلة نووية.

وأضاف "الشيء الوحيد الأسوأ من إيران الموجودة الآن هو وجود إيران تملك أسلحة نووية وإذا تمكنا من العودة إلى الاتفاق، فيمكننا تقييدها".

ويعتقد بعض المسؤولين الإسرائيليين والخليجيين أن تخفيف العقوبات بموجب الاتفاق سيوفر لإيران المزيد من الأموال لدعم جماعات بالوكالة في لبنان وسوريا واليمن والعراق، كما يشككون بشأن ما إذا كانت إدارة بايدن ستفعل الكثير لمواجهة أنشطة إيران الإقليمية.

وردا على سؤال حول ما إذا كان الإعلان يتعلق بتوفير بعض الوقت مع إسرائيل بينما تواصل واشنطن المفاوضات مع إيران، قال المسؤول الأمريكي "إذا أرادت إيران توقيع الاتفاق الذي تم التفاوض عليه في فيينا، فقد أوضحنا أننا مستعدون للقيام بذلك، وفي الوقت نفسه، إذا لم يفعلوا فسنستمر في زيادة ضغط عقوباتنا، وسنواصل زيادة عزلة إيران الدبلوماسية".

وأشار المسؤول إلى أن الاتفاق المشترك سيتعهد بتقديم مساعدة عسكرية أمريكية مستمرة لإسرائيل وسيؤكد دعم اتفاقات أبراهام والاتفاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية التي توسطت فيها إدارة الرئيس السابق ترامب.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيستخدم القوة كملاذ أخير لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وأضاف بايدن، في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية جرى تسجيلها قبل مغادرته واشنطن يوم الثلاثاء وبثها يوم الأربعاء، أنه سيُبقي الحرس الثوري الإيراني مدرجا على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية حتى إذا كان ذلك سيؤدي إلى إنهاء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.

وردا على سؤال عما إذا كانت تصريحاته السابقة بأنه سيمنع طهران من امتلاك سلاح نووي تعني أنه سيستخدم القوة ضد إيران، قال بايدن "إذا كان هذا هو الملاذ الأخير، نعم".

وكان المفاوضون على وشك التوصل إلى اتفاق جديد في مارس آذار، لكن المحادثات انهارت إلى حد كبير بسبب رفض الولايات المتحدة لمطلب طهران بأن ترفع واشنطن الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، بدعوى أن هذا المطلب خارج نطاق إحياء الاتفاق.

من جهته نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قوله يوم الخميس إن إيران ترى أنه طالما أن الهدف الرئيسي لواشنطن هو الحفاظ على "أمن دولة إسرائيل المزعومة" فإن الشرق الأوسط لن يحقق الاستقرار والسلام.

وقال كنعاني "طالما أن دولة إسرائيل المزعومة هي المحطة الأولى لزيارات الرؤساء الأمريكيين إلى المنطقة وما دام هدفهم الأول هو الحفاظ على أمنها وتفوقها، فلن تحقق دول المنطقة السلام والاستقرار".

تعزيز دمج اسرائيل في الشرق الأوسط

تعهد الرئيس الأميركي بعد وصوله بـ "إعطاء دفع لعملية اندماج إسرائيل" في الشرق الأوسط بعد أن طبّعت خلال السنتين الأخيرتين علاقاتها مع أربع دول عربية هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. ومع زيارة بايدن الذي سيستقل أول رحلة جوية مباشرة من إسرائيل الى السعودية، ازدادت التكهنات بحصول تقارب بين إسرائيل والرياض.

كما تعهد بايدن بأن بلاده والدولة العبرية "ستعززان علاقتهما على نحو أكبر"، في إشارة إلى شراكة تتعلق "بأنظمة الدفاع الأكثر تطورا".

وقال "أنا فخور بالقول إنّ علاقتنا مع دولة إسرائيل أعمق وأقوى، من وجهة نظري، ممّا كانت عليه في أي وقت مضى ... بهذه الزيارة، نحن نعزّز علاقاتنا بشكل أكبر".

وكرر تأكيد التزام الأميركيين "الراسخ بأمن" إسرائيل، قبل أن يتوجّه إلى النصب التذكاري للمحرقة اليهودية في القدس. وضع الرئيس الأميركي، الذي اعتمر الكيباه السوداء إكليلاً من الزهور في المكان كما أعاد إشعال الشعلة الأبدية وتبادل حديثاً مع اثنين من الناجين. وكتب في سجل المكان "يجب ألا ننسى أبداً أبداً لأن الكراهية لا تهزم أبداً".

في بيت لحم التي سيزورها بايدن، علقت لوحة كبيرة كتب عليها بالأحمر وباللغة الانكليزية "السيد الرئيس، هذا هو الفصل العنصري"، وهي تهمة يوجهها الفلسطينيون لإسرائيل.

تحسّنت العلاقات بين واشنطن والفلسطينيين في عهد بايدن، بعد أن تراجعت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق في عهد ترامب الداعم القوي لإسرائيل.

ويتطلّع الفلسطينيون إلى أن تكون القدس عاصمة لدولتهم المستقبلية. وقبل الزيارة اتهموا بايدن بعدم الوفاء بتعهده استعادة الدور الأميركي كوسيط حيادي في النزاع.

وقال جبريل الرجوب، القيادي الفلسطيني في حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس، "نسمع فقط كلمات جوفاء ولا نتائج".

وتشهد إسرائيل أيضا أزمة سياسية قبيل الانتخابات المتوقعة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، وهي الخامسة في أقل من أربع سنوات.

ومن المتوقع أن يعقد بايدن لقاء وجيزا مع صديقه القديم رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة حاليا بنيامين نتانياهو الذي يسعى للفوز في الانتخابات.

يُنظر إلى زيارة بايدن للسعودية على أنها جزء من الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط التي هزتها الحرب في أوكرانيا، من خلال إعادة التواصل مع هذه الدولة، المورد الرئيسي للنفط والحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة على مدى عقود.

ويستبعد أن يحصل اعتراف سعودي بإسرائيل في المدى القريب. وقال مسؤول إسرائيلي لصحافيين طالبا عدم كشف هويته إن "زيارة بايدن إلى إسرائيل وسفره منها في رحلة مباشرة إلى السعودية يعكسان ديناميكية التطورات التي شهدتها الأشهر الأخيرة".

وتابع "نأمل في أن تكون الخطوات التي نتّخذها الآن البداية، ونحن نعمل على أن تكون بداية لعملية التطبيع".

وحذّرت حركة حماس في بيانها اليوم من "توسيع دائرة التطبيع".

يمكن أن تسفر الزيارة عن مزيد من الخطوات نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وهما خصمان تاريخيان لكنهما من أقوى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة ولديهما مخاوف مشتركة تجاه إيران.

وقال بايدن للقناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي إن إقامة علاقات إسرائيلية سعودية "سيستغرق وقتا طويلا... لكن زيادة التعامل من حيث قبول وجود بعضنا البعض، والعمل معا على أشياء معينة، كل هذا يبدو منطقيا بالنسبة لي".

وأضاف أن تعزيز اندماج الإسرائيليين في المنطقة يجعل "من المرجح أن تكون هناك وسيلة يمكنهم من خلالها التوصل في نهاية المطاف إلى تسوية مع الفلسطينيين".

وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مجددا رغبة واشنطن في إعادة فتح قنصليتها في القدس، التي أغلقتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وكانت القنصلية تعمل على خدمة الفلسطينيين. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وقال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إنه لا يرى شيئا جديدا من بايدن فيما يتعلق بالقضايا الفلسطينية.

وأضاف "زيارة بايدن تهدف إلى دمج دولة الاحتلال في المنطقة العربية وبناء تحالف ضد إيران. أما عندما يتعلق الأمر بالتعهدات التي أطلقها الرئيس بايدن خلال حملته الانتخابية وفي بداية تسلمه الحكم، لا يوجد أي صيغة عملية لتعكس هذه الأمور على الأرض".

نظام إسرائيلي مضاد للطائرات المسيرة

بمجرد وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل الأربعاء، كشف له الجيش الإسرائيلي عن سلاح جديد في ترسانته هو جهاز ليزر مضاد للطائرات المسيرة يعتبره أساسياً لمواجهة إيران.

يجمع الجهاز بين تقنيات الرصد الجوي واستهداف الأجسام الطائرة.

تسعى إسرائيل إلى الحد من النفوذ الإيراني، من خلال طرق عدة من ضمنها "هندستها الجديدة" للشرق الأوسط وإقامة تحالف رسمي إلى حد ما مع الدول المعادية لطهران ومن تقول إنهم "وكلاؤها" الإقليميون مثل حزب الله في لبنان.

تدور هذه المعركة على مستوى الاستخبارات والهجمات الإلكترونية وفي البحر، بالإضافة إلى المجال الجوي مع هجمات تنفذها طائرات مسيّرة بشكل خاص على منشآت نفطية في السعودية والإمارات، بينما سيّر حزب الله طائرات أخرى في مطلع تموز/يوليو في محيط حقل للغاز في البحر المتوسط يعتبره لبنان جزءاً من المياه المتنازع عليها مع اسرائيل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس مؤخرًا "إننا نبني شراكة كبيرة مع دول أخرى في المنطقة تشمل اتفاقيات بشأن الدفاع الجوي".

وأدلى بهذه التصريحات غداة نشر مقال في صحيفة "وول ستريت جورنال" تحدّث عن اجتماع عقد في مصر بين مسؤولين من الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والبحرين، الدولتين اللتين وقعتا اتفاقات سلام مع الدولة العبرية مؤخرا، بالإضافة إلى قطر والسعودية، للبحث في موضوع الطائرات المسيرة الإيرانية.

عرض الجيش الإسرائيلي أمام بايدن لقطات مصورة لطائرات مسيرة يمكن اعتراضها بواسطة منظومة القبة الحديدية الدفاعية والشعاع الحديدي الذي يستخدم تقنية الليزر.

وقال رئيس الأبحاث في وزارة الدفاع الإسرائيلية دانيال غولد لوكالة فرانس برس إن "الشعاع الحديدي سيبدأ العمل خلال سنوات قليلة قادمة وسيكون على الأرض إلى جانب القبة الحديدية".

وبحسب غولد فإن النظامين "يكملان بعضهما بعضًا ... وسيعملان معا، بعقل القبة الحديدية، أما الأوامر والتحكم فسيتم اتخاذ القرارات المتعلقة بها بالوقت المحدد، من سيقوم بمهمة الاعتراض الليزر أم المنظومة".

يقول عوزي روبين المتخصص في الأنظمة المضادة للصواريخ في معهد القدس للاستراتيجية والأمن "إذا كانت إيران تملك قوة جوية بالية، إلا أن طائراتها المسيرة حديثة".

ويعتبر روبين أن "تكنولوجيا الليزر ستكون لها قدرة أكبر من الصواريخ على اعتراض الطائرات المسيرة".

أشار المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية إلى أن "إيران تحاول فرض نفسها كقوة كبرى للطائرات المسيرة في المنطقة ... وقامت ببناء أسطول كبير من هذه المسيَّرات للتعويض عن طيران قديم يعاني من عقود من العقوبات".

ففي أيار/مايو، كشف الحرس الثوري الإيراني النقاب عن طائرة مقاتلة جديدة بدون طيار أطلق عليها اسم "غزة"، وهي "قادرة على حمل 13 قنبلة" والتحليق على ارتفاع يزيد عن 10 آلاف متر بسرعة 350 كلم في الساعة طوال 20 ساعة.

في الأشهر الأخيرة، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرتين مسيرتين إيرانيتين في آذار/مارس 2021، مشيرا الى أنهما كانتا تحملان أسلحة وفي طريقهما إلى قطاع غزة.

ويوضح روبين أن "ليس من السهل (اعتراض الطائرات المسيرة) لأنها أجسام صغيرة تحلق على ارتفاع منخفض وبسرعة منخفضة بينما تستخدم الرادارات لرصد الأهداف السريعة"، مثل الصواريخ.

حرب منخفضة التكلفة

تعكف إسرائيل على تطوير منظومتها المضادة للصواريخ والتي تعمل بالليزر، عبر الجمع بين تقنيات الجيش للرصد الجوي والليزر لاستهداف أي جسم طائر، وكل ذلك لقاء بضعة دولارات لكل استخدام مقابل حوالى 50 ألف دولار لنظام "القبة الحديدية" المستخدم حاليًا للتصدي لصواريخ حركة حماس التي تطلق من قطاع غزة.

ويشير روبين إلى أن "تقنية الليزر هذه مفيدة ضد الطائرات المسيرة أكثر منها ضد القذائف أو الصواريخ، وتُموّل حالياً من إسرائيل فقط، وليس من الولايات المتحدة"، الحليفة الرئيسية للدولة العبرية التي تمول "القبة الحديدية".

في مواجهة إسرائيل، أدركت إيران أن الطائرات المسيرة تمثل قوة مضاعفة بتكلفة أقل، بحسب إيال بينكو المتخصص في القضايا الدفاعية في جامعة بار إيلان بالقرب من تل أبيب.

ويلفت إلى أن "الاستراتيجية الإيرانية متعددة الأبعاد، أي أنها تهدف إلى إغراق المنطقة" بوسائل هجوم مختلفة بينها طائرات مسيرة وقذائف وصواريخ دقيقة.

أطلقت إسرائيل أولى طائراتها المسيرة في الستينات، بينما بدأت إيران في تطوير طائراتها المسيرة في الثمانينات خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).

لكن خلال السنوات الأخيرة، طورت تركيا، والسعودية التي يزورها جو بايدن بعد إسرائيل، والإمارات ترساناتها من هذه الطائرات.

ويرى معهد الشرق الأوسط للأبحاث ومقره واشنطن "أن الشرق الأوسط يواجه تغييرًا كارثيًا في الجغرافيا السياسية مع بدء عهد الطائرات المسيرة".

تخشى إسرائيل وحلفاؤها أن تزود إيران حلفاءها في المنطقة بمئات، إن لم يكن بآلاف، الطائرات المسيرة. وفي هذه الحالة، هل يمثل الهجوم أفضل وسيلة للدفاع؟

في آذار/مارس، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن هجوم شنته إسرائيل على موقع لتخزين عشرات الطائرات المسيرة المسلحة في إيران.

لكن في وقت لاحق من شهر أيار/مايو، عرض التلفزيون الرسمي الإيراني للمرة الأولى صورًا لقاعدة محصّنة تحت الأرض للطائرات المسيّرة تابعة للجيش.

قلب الطاولة في المنطقة

حذر زعيم جماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله يوم الأربعاء من أنه لن يتمكن "أحد" بالعمل في حقول النفط والغاز البحرية إذا مُنع لبنان من "حقوقه" في الاستخراج من مناطق قبالة سواحله.

وقال نصر الله في خطاب تلفزيوني "ونقول إن لم تعطونا حقوقنا والسماح للشركات بالعمل، فنحن ذاهبين لقلب الطاولة في المنطقة".

وأضاف نصر الله في إشارة على ما يبدو لإسرائيل "إذا بدكم توصلوا لمعادلة إن هذه البلد ممنوع أن يستنقذوا نفسه لن يستطيع أحد أن يستخرج غازا ونفطا ولن يستطيع أحد أن يبيع غازا ونفطا".

ويخوض لبنان مفاوضات بوساطة أمريكية مع إسرائيل لترسيم حدود بحرية مشتركة من شأنها أن تساعد في تحديد موارد النفط والغاز التي تنتمي إلى أي دولة.

وبدأت إسرائيل بالفعل العمل في حقل نفط كاريش من خلال سفينة تديرها شركة إنرجيان ومقرها لندن.

وكان حزب الله أطلق في الثاني من يوليو تموز ثلاث طائرات مسيرة غير مسلحة باتجاه السفينة قبل أن تعترضها إسرائيل.

وقال نصر الله إن هذه هي "المرة الأولى" التي يقع فيها مثل هذا الهجوم وأن الهدف منه تنبيه العاملين على متن السفينة بأنها "ليست منطقة آمنة".

ولمح إلى مزيد من الهجمات، قائلا إن جماعته لديها قدرات عسكرية برية وجوية وبحرية، ويمكنها نشر "عدد كبير" من الطائرات المسيرة "في آن واحد وزمان واحد وعلى هدف واحد".

وهدد نصر الله قائلا "كاريش وما بعد كاريش وما بعد بعد كاريش.. سجلوا هذه المعادلة الجديدة"، مكررا تهديدا أطلقه قبل أسابيع قليلة من صراع دام شهرا مع إسرائيل في عام 2006 عندما هدد بضرب "حيفا وما بعد حيفا".

وبعد ذلك شنت الجماعة الشيعية هجمات صاروخية على حيفا. وصادف يوم الأربعاء الذكرى السنوية السادسة عشرة لبدء الصراع في عام 2006.

كما أصر نصر الله على أن لبنان لديه "فرصة ذهبية" في الشهرين المقبلين لتأمين حقوقه البحرية قبل أن تكمل إسرائيل العمل في كاريش.

وحث المسؤولين اللبنانيين على استخدام جماعته كوسيلة ضغط، قائلا إن حزب الله هو "القوة الوحيدة" في لبنان.

وقال نصر الله "أريد أن أقول للمسؤولين اللبنانيين أن هذه (المقاومة) القوة الوحيدة بأيدكم استفيدوا منا، استغلونا".

اضف تعليق