q
روسيا لم تخسر شيئا في المواجهة العالمية مع الولايات المتحدة بسبب الصراع في أوكرانيا، وإنما استفادت من خلال وضع نهج سيادي جديد من شأنه أن يعيد لها نفوذها العالمي. وتشكل امدادات الطاقة الى هذه الدول المتحالفة مع روسيا وتعزيز عملاتها المحلية سلاح اقتصادي في مواجهة العقوبات الغربية والعقوبات المضادة...

يسعى الرئيس الروسي الى بناء نظام عالمي جديد يقوم على قيادة روسية عبر تعزيز صورتها على المسرح الدولي كدولة ديمقراطية تسعى جاهدة لخلق عالم متعدد الأقطاب، وخلق تحالف من قوى سياسية واقتصادية بعضها كبرى مثل الدول السلافية والصين والهند، بجانب تقوية علاقاتها مع الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا. كما يستفيد بوتين من الحركات الشعبوية الغاضبة على حكوماته الليبرالية لتفكيك التحالف الغربي المتوحد ضده.

ويعتقد بوتين إن روسيا لم تخسر شيئا في المواجهة العالمية مع الولايات المتحدة بسبب الصراع في أوكرانيا، وإنما استفادت في الواقع من خلال وضع نهج سيادي جديد من شأنه أن يعيد لها نفوذها العالمي.

وتشكل امدادات الطاقة الى هذه الدول المتحالفة مع روسيا وتعزيز عملاتها المحلية سلاح اقتصادي في مواجهة العقوبات الغربية بالإضافة الى العقوبات المضادة التي تتسبب في ارتفاع مستويات التضخم وتكاليف المعيشة في اوربا.. فبوتين يرى إن الغرب يفشل لأن المحاولة غير المجدية والعدوانية لعزل روسيا بالعقوبات تدمر الاقتصاد العالمي، في وقت تنهض فيه آسيا.

فهل تنجح روسيا في تعزيز قيادتها للنظام العالمي الجديد في موازاة الغرب الليبرالي؟

فقد وقع الرئيس فلاديمير بوتين مرسوما بالموافقة على عقيدة جديدة للسياسة الخارجية تقوم على مفهوم “العالم الروسي“، وهو تصور استخدمه المنظرون المحافظون لتبرير التدخل في الخارج دعما للمتحدثين بالروسية.

وتنص وثيقة “السياسة الإنسانية” المؤلفة من 31 صفحة والتي نُشرت بعد أكثر من ستة أشهر من بدء الحرب في أوكرانيا على أنه ينبغي لروسيا “حماية تقاليد ومُثل العالم الروسي وضمان سلامتها والنهوض بها”.

وفي حين جرى تقديم الوثيقة كإحدى استراتيجيات القوة الناعمة، فإنها تهدف في الوقت نفسه إلى تكريس أفكار سياسية ودينية استخدمها بعض المتشددين لتبرير احتلال موسكو لأجزاء من أوكرانيا ودعم الكيانات الانفصالية المؤيدة لروسيا في شرق البلاد في صلب السياسة الخارجية الرسمية للدولة.

وجاء في الوثيقة أن “روسيا الاتحادية تقدم الدعم لمواطنيها الذين يعيشون في الخارج لنيل حقوقهم وضمان حماية مصالحهم والحفاظ على هويتهم الثقافية الروسية”.

وقالت إن علاقات روسيا مع مواطنيها في الخارج تسمح لها “بتعزيز صورتها على المسرح الدولي كدولة ديمقراطية تسعى جاهدة لخلق عالم متعدد الأقطاب”.

ودأب بوتين منذ سنوات على تسليط الضوء على ما يصفه بمصير مأساوي لحوالي 25 مليون شخص من أصل روسي وجدوا أنفسهم يعيشون خارج روسيا في دول مستقلة حديثا عندما انهار الاتحاد السوفيتي في 1991، وهو الحدث الذي وصفه بأنه كارثة جيوسياسية.

وواصلت روسيا اعتبار دول الاتحاد السوفيتي السابق، من البلطيق إلى آسيا الوسطى، على أنه مجال نفوذها الشرعي، وهي فكرة قاومتها بشدة العديد من تلك الدول وكذلك الغرب.

وتنص السياسة الجديدة على أنه يتعين على روسيا زيادة التعاون مع الدول السلافية والصين والهند، بجانب تقوية علاقاتها مع الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.

وتشير كذلك إلى أنه على موسكو تعزيز علاقاتها مع أبخازيا وأوسيتيا، وهما منطقتان في جورجيا اعترفت موسكو باستقلالهما بعد حربها ضد جورجيا في عام 2008، بالإضافة إلى الإقليمين الانفصاليين في شرق أوكرانيا واللذين أعلنا استقلالهما من جانب واحد تحت اسم جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية.

روسيا ربحت ولم تخسر

وفي هذا الاطار قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا لم تخسر شيئا في المواجهة العالمية مع الولايات المتحدة بسبب الصراع في أوكرانيا، وإنما استفادت في الواقع من خلال وضع نهج سيادي جديد من شأنه أن يعيد لها نفوذها العالمي.

ويشير بوتين بشكل متزايد إلى الصراع في أوكرانيا باعتباره نقطة تحول في التاريخ، حيث تتخلص روسيا أخيرا من الإهانات التي صاحبت انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

وفي مسعى للتأكيد على ميل روسيا نحو آسيا، قال بوتين أمام المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك الروسية إن الغرب يفشل بينما آسيا هي المستقبل.

وفي خطابه الرئيسي، لم يذكر بوتين أوكرانيا إلا عند الإشارة إلى صادرات الحبوب. ولكن عندما سُئل عما إذا كان الصراع تسبب في خسارة، قال بوتين إن روسيا حققت مكاسب.

وأضاف “لم نخسر شيئا ولن نخسر شيئا … وسيتم التخلص من كل ما هو غير ضروري وضار، ومن كل ما يمنعنا من المضي قدما”.

واستطرد بالقول “وفيما يتعلق بما ربحناه، فأستطيع أن أقول إن المكسب الرئيسي كان تعزيز سيادتنا، وهذه هي النتيجة الأساسية لما يحدث الآن … إن هذا سيقوي بلادنا في نهاية المطاف من الداخل”.

وأرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا يوم 24 فبراير شباط فيما وصفته بعملية خاصة لتقويض القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية والقضاء على من وصفتهم بالقوميين الخطرين.

وتبدي القوات الأوكرانية مقاومة شديدة. ولم يكشف أي من الجانبين عن عدد الجنود الذين قتلوا.

حمى الغرب

قال بوتين إن الغرب يفشل لأن المحاولة غير المجدية والعدوانية لعزل روسيا بالعقوبات تدمر الاقتصاد العالمي، في وقت تنهض فيه آسيا.

وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها أشد العقوبات في التاريخ الحديث على روسيا بسبب عملياتها في أوكرانيا. ويقول بوتين إن العقوبات أشبه بإعلان الحرب.

وأوضح بوتين “إنني أتحدث عن حمى عقوبات الغرب، بمحاولته الوقحة والعدوانية لفرض أنماط من السلوك على دول أخرى، لحرمانها من سيادتها وإخضاعها لإرادته”.

وأضاف “أنه في محاولة لمقاومة مجرى التاريخ، تعمل الدول الغربية على تقويض الركائز الأساسية للنظام الاقتصادي العالمي الذي تم بناؤه على مدى قرون” مشيرا إلى أن الثقة في اليورو والدولار والإسترليني آخذة في التراجع.

ومن بين ضيوف المنتدى كبير المشرعين الصينيين لي تشان شو، ثالث أبرز شخصية حاليا في الحزب الشيوعي الصيني. ومن المقرر أن يلتقي بوتين بالرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل في أوزبكستان.

وقال بوتين إن الصين ستدفع ثمن الغاز لشركة جازبروم بالعملتين الوطنيتين، حيث سيتم الدفع مناصفة بالروبل الروسي واليوان الصيني.

ودفعت مساعي الغرب لفرض عزلة اقتصادية على روسيا- أحد أكبر منتجي الموارد الطبيعية في العالم- الاقتصاد العالمي إلى مصير مجهول مع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. كما يلحق الضرر أيضا.

وأوضح بوتين أن الاقتصاد الروسي يتأقلم مع ما أسماه بالعدوان المالي والتكنولوجي للغرب، لكنه أقر ببعض الصعوبات في بعض الصناعات والمجالات.

وحذر من أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق، وقال إنه سيبحث تعديل اتفاقية الحبوب مع أوكرانيا لوضع قيود على الدول التي يمكنها استقبال الشحنات.

عزل روسيا مستحيل

وأكد الرئيس فلاديمير بوتين خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي، أن عزل روسيا "مستحيل" رغم "حمى العقوبات" الغربية مشيدا "بالدور المتزايد" لآسيا التي تعول عليها موسكو أكثر فأكثر.

ففي حين تريد الدول الغربية تحديد سقف لسعر المحروقات الروسية لمعاقبة موسكو على غزوها أوكرانيا، هدد بوتين بوقف أمدادات الغاز والنفط الروسيين تماما في حال أقر هذا الإجراء.

إزاء عزلتها المتزايدة وتدهور علاقاتها مع الغرب، سرعت موسكو توجهها نحو الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، على أمل إيجاد أسواق وموردين جدد يحلّون محل ما خسرته بفعل العقوبات الأميركية والأوروبية.

وفي ظل هذه الأجواء شارك بوتين في هذا المنتدى الاقتصادي المهم استراتيجيا لروسيا في مدينة فلاديفوستوك الروسية المطلة على المحيط الهادئ بحضور مسؤولين آسيويين كبار عدة.

وأكد الرئيس الروسي "بغض النظر عن مدى رغبة البعض في عزل روسيا، من المستحيل تحقيق ذلك".

وأشاد في كلمته خصوصا ب"الدور المتزايد" لمطقة آسيا-المحيط الهادئ في شؤون العالم خلافا للغرب الذي قال أنه يتقهقر فيما ينخره "التضخم".

وأشار إلى أن "تغيرات لا رجعة فيها سجلت على صعيد العلاقات الدولية برمتها".

لا نفط ولا غاز

وفي خضم حرب حول مصادر الطاقة بين موسكو والدول الغربية، هدد بوتين بوقف الامدادات في حال تحديد سقف أسعار المحروقات الروسية.

وبعد مجموعة السبع التي دعت إلى تحديد سقف لسعر بيع النفط الروسي، اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فرض سقف لسعر الغاز الروسي.

وقالت فون دير لايين لصحافيين "الهدف هنا واضح جدًا. علينا قطع مداخيل روسيا التي يستخدمها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لتمويل حربه الوحشية على أوكرانيا".

ولكن بوتين كان حازمًا في هذا الخصوص بقوله "لن نرسل أي شيء على الإطلاق إذا تعارض مع مصالحنا، مصالحنا (الاقتصادية) في هذه الحالة. لا غاز، لا نفط، لا فحم، لا زيت وقود، لا شيء".

وفي ظل توتر علاقته بالقادة الأوربيين، اغتنم بوتين فرصة مجيء مسؤولين آسيويين إلى فلاديفوستوك ليحدث تقاربا أكبر معهم.

فأجرى محادثات مع زعيم المجلس العسكري الحاكم في بورما مين أونغ هلاينغ مشيدا بالعلاقات "الإيجابية" بين روسيا وبورما ومع رئيس وزراء منغوليا لوفسانامسراي ايون اردن.

ومن ضمن برنامج بوتين لقاء مع رئيس اللجنة الدائمة للجمعية الوطنية الشعبية الصيني لي تشانشو، ثالث أعلى مسؤول في الصين.

وتريد روسيا إحداث تقارب أكبر مع الصين إن على الصعيد الاقتصادي أو الأمني.

بموازاة منتدى فلاديفوستوك، أجرت موسكو تدريبات عسكرية واسعة النطاق في الشرق الأقصى الروسي في الأيام الأخيرة، بمشاركة عسكريين من دول حليفة عدة بينها الصين. وأشرف بوتين على هذه المناورات بنفسه.

تمّر بكين، من جهتها، بأزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة، خصوصًا منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان في آب/أغسطس.

وحرص بوتين على إدراج روسيا في جبهة مشتركة في مواجهة الغرب، معتبرا أن العقوبات التي تستهدف موسكو تشكل تهديدا للاقتصاد العالمي.

وأكد أن جائحة كوفيد-19 "استُبدلت بتحديات دولية أخرى، تهدد العالم بأسره".

وأوضح "أعني حمى العقوبات الغربية".

ودان الرئيس الروسي "الرفض العنيد للنخب الغربية لرؤية الحقائق" و"الهيمنة المراوغة للولايات المتحدة" في فرض عقوبات قاسية على موسكو.

وفي مواجهة "العدوان التكنولوجي والمالي والاقتصادي للغرب"، قال بوتين إنه سعيد "بابتعاد (الاقتصاد الروسي) شيئًا فشيئا" عن الدولار واليورو والجنيه الاسترليني معتبرا أنها "عملات لا يمكن الاعتماد عليها" واقترابه من اليوان الصيني خصوصا.

أعلنت مجموعة "غازبروم" الروسية العملاقة للطاقة أن الصين ستبدأ تسديد ثمن شحنات الغاز الروسي بالروبل واليوان بدلا من الدولار.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا تناقش مشروعا رئيسيا جديدا للبنية التحتية لنقل الغاز إلى الصين عبر منغوليا بينما تتطلع موسكو لأن تحل بكين محل أوروبا كأكبر مشتر للغاز الروسي.

وأضاف بوتين في اجتماع مع لوفسان نامسراي أويون-إردين رئيس وزراء منغوليا أُذيع تلفزيونيا "نحن في مناقشات حول التنفيذ المحتمل لمشروع رئيسي للبنية التحتية، أعني بذلك توريد الغاز الروسي إلى الصين عبر منغوليا".

وكان الزعيمان يتحدثان خلال منتدى اقتصادي في روسيا في نفس اليوم الذي هدد فيه بوتين بوقف إمدادات الطاقة إذا تبنى الغرب سقوفا لأسعار صادرات روسيا من النفط والغاز.

ويدرس عملاق الغاز الروسي جازبروم منذ سنوات إمكانية بناء خط أنابيب رئيسي جديد - باور أوف سيبيريا 2- لنقل الغاز إلى الصين عبر منغوليا.

وتقول جازبروم إن خط الأنابيب المقترح قد ينقل 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، أو ما يقل قليلا عن خط الأنابيب نورد ستريم 1 الذي يصل من روسيا إلى ألمانيا.

وخط أنابيب باور أوف سيبيريا القائم، الذي يصل من روسيا إلى الصين، جرى تدشينه في نهاية 2019 وتبلغ سعته السنوية 61 مليار متر مكعب سنويا.

وقبيل الغزو الروسي لأوكرانيا، وقع بوتين عقدا جديدا مدته 30 عاما لتوريد الغاز إلى الصين. وفي 2021، صدرت روسيا 16.5 مليار متر مكعب من الغاز إلى الصين.

وقال بوتين أيضا إن شركة روسنفت النفطية الروسية التي تسيطر عليها الدولة توصلت لاتفاق مع الحكومة المنغولية لتوسيع التعاون بشأن توريد منتجات نفطية.

مناورات عسكرية

كما حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مناورات عسكرية واسعة النطاق تشارك فيها الصين وعدة دول أخرى تعتبر صديقة لروسيا، فيما تسعى موسكو لتعزيز شراكاتها في آسيا بمواجهة العقوبات الغربية.

وجدت روسيا نفسها في حالة عزلة متزايدة في ظل تفاقم التوتر بين موسكو والعواصم الغربية منذ أرسلت قوات إلى أوكرانيا الموالية للغرب في 24 شباط/فبراير.

وفي وقت فرضت واشنطن وبروكسل عقوبات غير مسبوقة على موسكو، سعى بوتين للتقرّب من دول في إفريقيا وأميركا الجنوبية وآسيا، خصوصا الصين.

تجري المناورات "فوستوك-2022" التي حضرها بوتين في مواقع تدريبية في الشرق الأقصى الروسي وفي البحر قبالة ساحل روسيا الشرقي، بحسب ما أفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف وكالات إخبارية محلية.

ونُقل عن بيسكوف قوله إن بوتين يعقد اجتماعا مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف في ميدان سيرغيفسكي العسكري ويمكن أن يتابع المرحلة الأخيرة من التدريبات العسكرية لاحقا.

انطلقت المناورات "فوستوك-2022" في الأول من أيلول/سبتمبر. وتشمل الدول المشاركة عددا من البلدان المجاورة لروسيا بالإضافة إلى سوريا والهند والصين.

وسيشارك في التدريبات أكثر من 50 ألف جندي و5000 وحدة من المعدات العسكرية بما في ذلك 140 طائرة و60 سفينة، بحسب موسكو.

ونُظّمت مناورات مشابهة عام 2018.

وستستمر زيارة بوتين إلى الشرق الأقصى الروسي في مدينة فلاديفوستوك الساحلية حيث يتوقع بأن يلقي خطابا أمام "منتدى الاقتصاد الشرقي".

وسيشارك أكثر من 5000 شخص في المنتدى الذي يستمر أربعة أيام بحضور وفد صيني يعد أكبر وفد مشارك في المناسبة، بحسب الكرملين.

وفي جلسة المنتدى التحضيرية، سينضم إلى بوتين رئيس اللجنة الدائمة لمجس الشعب الصيني لي جانشو الذي يعد الشخصية الثالثة في هرم السلطة في الحكومة الصينية. ويتوقع عقد اجتماع ثنائي أيضا.

وسيكون لي أعلى سياسي في الحزب الشيوعي يتوجّه إلى روسيا منذ تدخل موسكو عسكريا في أوكرانيا.

وأفاد الكرملين في بيان قبيل الاجتماع بأن "علاقات الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي الروسية-الصينية تتطور تدريجيا".

وأشار إلى أن "نهج الصين المتوازن حيال الأزمة الأوكرانية" و"فهم" بكين للأسباب الكامنة وراء الهجوم الروسي.

تقاربت بكين وموسكو في السنوات الأخيرة وعززتا تعاونهما في إطار علاقة وصفها البلدان بأنها "بلا حدود"، لتقوما بدور يهدف لمواجهة الهيمنة العالمية للولايات المتحدة.

ورفضت بكين إدانة التدخل الروسي في أوكرانيا ووفرّت غطاء دبلوماسيا لها عبر التنديد بالعقوبات الغربية وتحرّك الغرب لمد كييف بالأسلحة. وأدى ذلك إلى ارتفاع منسوب التوتر بين الصين والغرب.

وتوتّرت العلاقات بشكل أكبر خلال زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي وديموقراطي وتعتبرها الصين جزءا من أراضيها.

بدورها، تضامنت موسكو بشكل كامل مع بكين خلال الزيارة واتّهم بوتين واشنطن بـ"زعزعة استقرار" العالم.

فكرة تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب

بدورها اعتبرت الإدارة الأميركية أنّه من غير المجدي في الوضع الراهن تصنيف روسيا "دولة راعية للإرهاب"، رافضة بذلك دعوات بهذا الصدد وجّهتها إليها كييف وبرلمانيون أميركيون.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن اكتفى بالإجابة بـ"كلا" على سؤال بهذا الصدد طرحه عليه صحافيون.

وأنهت إجابة بايدن المقتضبة هذه شهوراً من التسويف الأميركي في هذا الموضوع، أقلّه في العلن.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار في معرض شرحها للصحافيين جواب الرئيس بايدن، إنّ تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب "ليس الوسيلة الأكثر فعالية أو الأقوى لمحاسبتها" على غزوها أوكرانيا.

وأوضحت أنّ مثل هكذا خطوة قد تضرّ كذلك بجهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا.

وأضافت أنّ إدراج اسم روسيا على القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب يمكن أن يؤدّي أيضاً إلى "تقويض (التحالف) المتعدّد الأطراف وغير المسبوق والذي كان فعّالاً للغاية في محاسبة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، وكذلك أيضاً تقويض قدرتنا على دعم أوكرانيا" في المفاوضات.

وإذا أدرجت الولايات المتّحدة، أكبر اقتصاد في العالم، دولة ما على قائمتها للدول الراعية للإرهاب، فإنّ من شأن مثل هكذا خطوة أن تؤدّي إلى عواقب بعيدة المدى، بما في ذلك تعريض البنوك والشركات الأميركية لإجراءات قانونية.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طالب في نهاية حزيران/يونيو بتصنيف روسيا "دولة راعية للإرهاب"، وذلك غداة غارة روسية استهدفت مركز تسوّق وأسفرت عن مقتل 18 شخصاً على الأقل.

وفي واشنطن طالب برلمانيون أميركيون، تتقدّمهم رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي، إدارة بايدن بالإقدام على هذه الخطوة بهدف زيادة الضغط على موسكو بعد مرور أكثر من ستّة أشهر على بدء غزوها أوكرانيا.

وتضمّ القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب حالياً أربع دول فقط هي إيران وسوريا وكوريا الشمالية وكوبا.

اضف تعليق