q
نحن نعرف جيداً تلك النصيحة المهمة حول تجنب استخدام الهاتف الذكي لمدة ساعة على الأقل قبل النوم، وفي حين أنه قد يكون من المعقد تطبيق حظر التجوال الرقمي هذا حرفياً، حيث إن أنماط حياتنا المتصلة تجبرنا على القيام بذلك، إلا أنه من الضروري اتباع هذه النصيحة، وذلك بسبب الضوء الأزرق الشهير...

نحن نعرف جيداً تلك النصيحة المهمة حول تجنب استخدام الهاتف الذكي لمدة ساعة على الأقل قبل النوم، وفي حين أنه قد يكون من المعقد تطبيق حظر التجوال الرقمي هذا حرفياً، حيث إن أنماط حياتنا المتصلة تجبرنا على القيام بذلك، إلا أنه من الضروري اتباع هذه النصيحة، وذلك بسبب الضوء الأزرق الشهير.

ما الضوء الأزرق؟ بحكم التعريف، الضوء الأزرق هو ضوء مرئي عالي الطاقة ينبعث من الشمس وشاشات الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون عالية الدقة وحتى إضاءة LED، إنه أصل المشكلة المعاصرة (التلوث الرقمي).

ما المخاطر؟ يسبب الضوء الأزرق ظاهرة جديدة تسمى "الشيخوخة الرقمية"، ويرجع ذلك إلى الزيادة الهائلة في التلوث الضوئي على شكل ضوء أزرق، حيث إنه ضار للغاية، فهو يعيق عمليات الصيانة والإصلاح الطبيعية للبشرة.

كما تظهر على الجلد، الذي تعرض لهذا الإشعاع الاصطناعي، علامات الشيخوخة المتسارعة مع الظهور المبكر للتجاعيد والخطوط الدقيقة والبقع الصبغية الأخرى، كما أن هذا الضوء الأزرق يزيد بشكل كبير من إجهاد الجلد، ما يؤدي إلى إتلاف الهياكل الخلوية (البروتينات، والدهون، والحمض النووي)، والهياكل خارج الخلية (الكولاجين، والإيلاستين). ويمكن أن يسبب ضررًا محتملاً للجلد من خلال توليد الجذور الحرة، وتوليد الإجهاد التأكسدي في الجلد، حيث إن للضوء الأزرق القدرة على اختراق الجلد بشكل أعمق، مقارنةً بكل من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والمتوسطة.

كيف تحمين نفسك؟ احرصي على شراء منتجاتٍ تحتوي على مكوناتٍ، مثل: النياسيناميد والديكسبانتينول، حيث يمكن للنياسيناميد محاربة أضرار الأشعة فوق البنفسجية، من خلال حماية وإصلاح الأنسجة المجهدة من الأشعة فوق البنفسجية، بينما يساعد في الحفاظ على بشرة متماسكة وناعمة، ويقلل ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة.

في حين أن مادة ديكسبانتينول، التي تعزز عمل الجينات المشاركة في إصلاح الأنسجة، تشارك في إعادة تنظيم الدهون بين الخلايا، وتعزز إنتاج الكولاجين والإيلاستين.

لكن قبل أن تقومي بتعديل نظام العناية بالبشرة الخاص بكِ، تذكري أن تقومي بمعالجة التكنولوجيا الخاصة بك من خلال تغطية الهواتف وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بك بدرع أزرق فاتح، إذ إنه حل رخيص، ويلغي الحاجة إلى القلق بشأن العناية بالبشرة أو النظارات الشمسية عند استخدام هاتفك أو جهازك اللوحي.

كما تحتوي بعض الهواتف الذكية على إعداد يقوم بتعطيل الضوء الأزرق لصالح الضوء الأصفر، يُسمى غالبًا الوضع الليلي، ما يجعل الأمر أسهل على عينيك وعلى بشرتك، وإذا كان هاتفك يحتوي على هذه الميزة، فاستخدميها طوال الوقت كطريقة رائعة لمكافحة الشيخوخة، والحفاظ على العين.

ماذا تعرف عن الشيخوخة الرقمية؟

حذرت مجلة "إيلي" الألمانية من أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية يرفع خطر الإصابة بشيخوخة البشرة المبكرة، فيما يعرف بالشيخوخة الرقمية (Digital Aging).

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية " دب ا" عن المجلة المعنية بالصحة والجمال أن الضوء الأزرق هو ضوء اصطناعي يتوغل إلى أعماق طبقات البشرة أكثر من الأشعة فوق البنفسجية مسببا تلفيات لا يمكن إصلاحها، مما يمهد الطريق للشيخوخة المبكرة.

حيث يتسبب الضوء الأزرق عالي الطاقة في نشوء ما يعرف بالجذور الحرة (Free Radicals) في الخلايا، والتي تدمر الحمض النووي، مما يؤدي إلى ظهور تجاعيد وبقع صبغية بالبشرة، فضلا عن شحوبها.

كما يهاجم الضوء الأزرق حاجز الحماية الطبيعي بالبشرة، مما يؤدي إلى تدمير وإضعاف بعض ألياف النسيج الضام المهمة مثل الكولاجين والإيلاستين، ومن ثم تفقد البشرة مرونتها وتترهل وتفتقر إلى المظهر المشدود، كما أنها تقع فريسة للجفاف والإكزيما.

ولمواجهة الآثار السلبية للضوء الأزرق تنصح "إيلي" باستعمال مستحضرات العناية المحتوية على مضادات الأكسدة، والتي تحارب الجذور الحرة، وكذلك المستحضرات المحتوية على حمض الهيالورونيك، والذي يعمل على تقوية وتدعيم حاجز البشرة، بالإضافة إلى المستحضرات المحتوية على الكاروتينات، والتي تمتص الضوء الأزرق.

ويمكن تدعيم البشرة من الداخل أيضا، وذلك بتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، التي تعمل على تقوية جهاز المناعة، مثل التوت بكل أصنافه والمكسرات والبروكلي والطماطم والكرنب والموالح والأفوكادو. وبطبيعة الحال ينبغي إراحة البشرة ليلا وعدم استعمال الهواتف الذكية أو الحواسيب اللوحية في الفراش.

التجاعيد في البشرة نتيجة الأجهزة

أوردت بوابة "هاوت.دي" الألمانية أن ‫الشيخوخة الرقمية (Digital Aging) تعني ظهور التجاعيد في البشرة بسبب ‫استعمال الأجهزة الإلكترونية، ‫وأوضحت البوابة الألمانية أن الأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية ‫والحواسيب اللوحية ينبعث منها ضوء أزرق يمنع إفراز هرمون "الميلاتونين" ‫المعروف باسم هرمون النوم.

‫وعند نقص هذا الهرمون لا تحدث عمليات الاستشفاء والتجدد في الجسم، ‫كما تنشأ جزيئات أكسجين شديدة العدوانية، تدمر بنية الخلايا، وتتسبب في فقدان البشرة للمرونة وتؤدي إلى ظهور التجاعيد عليها، لا سيما في ‫الوجنات والذقن.

‫كما تصبح البشرة جافة وتعاني من الاحمرار والتهيج، وبالإضافة إلى ذلك ‫تنشأ الأكياس الدمعية، ‫ولتجنب هذه العواقب الوخيمة، ينبغي الابتعاد عن الأجهزة الرقمية قبل ‫النوم بمدة لا تقل عن 30 دقيقة، كما ينبغي استعمال مستحضرات العناية ‫المحتوية على فلتر الضوء الأزرق (blue light protection cream).

تهدّد شباب بشرتنا.. فما العمل؟

تنتج الشيخوخة الرقميّة عن الإفراط في التعرض للأشعة الزرقاء التي تنبعث من أجهزة الكومبيوتر، والألواح الرقميّة، والهواتف الذكيّة. فبعد أن تمّ التأكد من الأذى الذي يمكن أن يلحق بالبصر من جراء التعرّض لهذا النوع من الضوء، بدأت بعض الدراسات تتناول تأثير هذه #الأشعة على تسريع شيخوخة البشرة. إليكم التفاصيل:

ما هي الأشعة الزرقاء: تتميّز هذه الأشعة بكونها مرئيّة، ذات طاقة مرتفعة وموجات منخفضة أما المصدر الأساسي لها فهو أشعة الشمس. لكننا نحصل على كمية وافرة منها أيضاً من الإضاءة الداخليّة وشاشات الأجهزة الإلكترونيّة التي نستعملها في حياتنا اليوميّة.

يلجأ أطباء العيون عادةً إلى الاستعانة بهذه الأشعة لعلاج بعض مشاكل النظر ومنها الزرق أو Glaucoma وإعتام عدسة العين أو Cataracts. والأشعة الزرقاء ليست سيئة بالمطلق فهي تلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على صحتنا كونها تنظّم إيقاع ساعتنا البيولوجيّة الؤثّرة على ساعات النوم واليقظة التي نحتاج إليها. وتتمتع هذه الأشعة أيضاً بتأثير في مجال تعزيز مزاجنا كما تنشّط الذاكرة وعمل وظائفنا الإدراكيّة.

هل تؤثّر الأشعة الزرقاء على بشرتنا؟ أطلقت بعض المختبرات التجميليّة العالميّة مؤخراً مستحضرات تحارب التأثير السلبي للأشعة الزرقاء على البشرة، فما مدى الخطورة التي تسببها هذه الأشعة في هذا المجال؟

ينطلق تأثيرها السلبي من خلال تسريع آليّة شيخوخة البشرة المبكرة. فقد أثبتت بعض الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع، وتمّ نشرها في مجلاّت طبيّة موثوقة، أن تعريض البشرة لهذه الأشعة يسبب ظهور التجاعيد والبقع البنيّة عليها بنسبة أكبر من التعرّض للأشعة البنفسجيّة من فئة A. كما أظهرت دراسة أخرى أن التعرّض للأشعة الزرقاء ينشّط إنتاج الجذيرات الحرّة في البشرة مما يسرّع في آليّة شيخوختها. أما الخلاصة في هذا المجال فهي أن التأثير السلبي الحقيقي للأشعة الزرقاء على البشرة ما يزال يحتاج إلى دراسات إضافيّة ولكن ما نعرفه حتى الآن أنه موجود دون أن نتمكّن من تحديد مدى الأذى الذي يمكن أن يلحقه بالبشرة.

كيف تتأثّر بشرتنا بالأشعة الزرقاء؟ تشير أحدث الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن التعرّض للضوء الأزرق لفترات طويلة ينشّط آليّة إنتاج الميلانين في البشرة مما يؤدّي إلى ظهور البقع الداكنة عليها. كما أن دخول هذا الضوء إلى عمق البشرة ممكن أن يسبّب تكسراً لألياف الإلستين والكولاجين المكوّنة لنسيجها.

ويشير الخبراء إلى ضرورة أخذ بعض الاحتياطات التي يمكن أن تؤمّن لنا حماية في هذا المجال: أبرزها عدم الإفراط في التعرّض للأشعة الزرقاء المنبعثة من الأجهزة الرقميّة وتبنّي الاعتدال في هذا المجال للوقاية من التجاعيد والبقع البنيّة. وتشير الاختبارات أن الأشعة الزرقاء المنبعثة من الهواتف الذكيّة هي الأسوأ في هذا المجال كون الهاتف يكون قريباً جداً من بشرتنا عند استعماله مقارنةً بالكومبيوتر، والتلفاز، والألواح الرقميّة الأخرى.

ما فعالية مستحضرات العناية بالبشرة التي تحارب آثار الأشعة الزرقاء؟ تشير الأبحاث أنه يمكن لمستحضرات العناية المحاربة لمفعول الأشعة الزرقاء أن تكون مفيدة ولكن يجب أن يتزامن استعمالها مع الاعتدال في التعرّض المباشر لهذه الأشعة. وهي تكون عادةً غنيّة بمضادات الأكسدة، والمكوّنات المحاربة للشيخوخة بالإضافة إلى العناصر المتوفرة في كريمات الحماية من الشمس مما يحول دون صول تأثير الأشعة الزرقاء إلى البشرة.

كيف يؤثر الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية على صحتنا؟

تزايد الاهتمام بالضوء الأزرق المعروف أيضا باسم الضوء المرئي عالي الطاقة أو HEV، وتأثيراته على الصحة العامة، بشكل كبير، وبالنظر إلى استمرار الكثيرين في ممارسة الحياة المهنية والاجتماعية حصريا عبر الأجهزة الإلكترونية، فإن الوقت الذي نستغرقه أمام الشاشات أصبح أكثر من المعتاد، بما يثير التساؤل حول مدى الضرر الذي يمكن أن يلحقه الضوء الأزرق بالصحة العامة.

يعرف معظمنا أن ضوء الشمس يحتوي على أشعة ضوئية مرئية بالإضافة إلى الأشعة فوق البنفسجية غير المرئية. لكن الضوء المرئي يشمل مجموعة من الأشعة الملونة المختلفة، يحمل كل منها كميات مختلفة من الطاقة.

وتقول روميش أنغوناويلا، من مركز Ophthalmic Consultants في لندن واستشارية جراحة العيون في مستشفى مورفيلدز للعيون: "الضوء الأزرق هو أحد الأجزاء المرئية من الطيف الكهرومغناطيسي، لذا فهو أحد الألوان التي يمكننا رؤيتها، وله أطوال موجية أقصر من أي لون مرئي آخر. إنه قريب من الأشعة فوق البنفسجية، وهي أقصر، لكنها غير مرئية لنا".

وبالإضافة إلى التواجد في ضوء النهار، ينبعث الضوء الأزرق من مصابيح الفلورسنت وأجهزة LED مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون والأجهزة اللوحية، وتقول أنغوناويلا: "تميل الأجهزة الإلكترونية إلى إصدار ضوء في هذا الطيف أكثر من الضوء الطبيعي". وهذا، بالإضافة إلى الوقت الذي نقضيه على أجهزتنا وقربها من وجوهنا، ما يثير قلق المتخصصين الصحيين بشأن العواقب المحتملة.

ما هي تأثيرات الضوء الأزرق على الصحة؟

-العين:

نظرا لأن الضوء الأزرق له أقصر أطوال موجية وأعلى ترددات، فإنه يكون أكثر عرضة للتشتت، ما يتسبب في التشويش. ويضيف الضوء الأزرق ضبابية على الأشياء التي تراها. لذلك إذا كنت تقضي الكثير من الوقت على الشاشة، فإنك تميل إلى الحصول على "شيء يسمى إجهاد الشاشة"، كما تقول أنغوناويلا. وأضافت: "عيناك تكافحان من أجل التركيز، الأمر الذي يمكن أن يتعبهما"، وينخفض إجهاد الشاشة أيضا إلى معدل الوميض المنخفض عند استخدام الأجهزة، "عندما تنظر إلى الشاشة، تجف عيناك لأن معدل رمش عينيك ينخفض إلى النصف مقارنة مع التحدث وجها لوجه"، وبالإضافة إلى إجهاد العين، يمكن أن يسبب ذلك الصداع والإرهاق.

وفي حين أن أعيننا فعالة عندما يتعلق الأمر بحجب الأشعة فوق البنفسجية، أقل من 1% من الأشعة فوق البنفسجية تصل إلى شبكية العين، إلا أنها أقل مهارة عندما يتعلق الأمر بالضوء الأزرق، وتقول أنغوناويلا: "تحمل الأطوال الموجية الأقصر للضوء مزيدا من الطاقة، ويمكنها اختراق عينك بسهولة أكبر من الأطوال الموجية الأطول للضوء".

ويمكن للضوء الأزرق أن يتسلل إلى الشبكية، البطانة الداخلية للجزء الخلفي من العين، وقد أظهرت الدراسات أن التعرض المفرط للضوء الأزرق يمكن أن يتلف الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين، واوضحت أنغوناويلا: "لهذا السبب، هناك نظريات تقول إن زيادة التعرض للضوء الأزرق يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين أو التنكس البقعي"، وأضافت تقوم القرنية والعدسة بتصفية معظم أطوال موجات الضوء الأزرق، لكن المشكلة تكمن في الحالة الحديثة نسبيا لوجود الكثير من الضوء الأزرق بالقرب من أعيننا لفترات طويلة، وأشارت: "يكمن القلق في أننا نعرض أنفسنا للكثير من الضوء الأزرق. ونتيجة لذلك، تحتوي العديد من غرسات العدسات التي نستخدمها الآن على مرشحات الضوء الأزرق".

-البشرة:

مثلما يؤثر الضوء فوق البنفسجي على بشرتنا، كذلك يمكن للضوء الأزرق أن يؤثر على بشرتنا. وقارنت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2010 تأثيرات كلا النوعين من الضوء على الجلد، وبينما لم تظهر البشرة المعرضة للضوء الأزرق أي علامات على نمو السرطان، إلا أنها أظهرت المزيد من البقع الداكنة، والتي تسمى فرط التصبغ.

ووجدت دراسة معملية أخرى أن التعرض للشاشة لمدة ساعة واحدة فقط كان كافيا لزيادة إنتاج الجذور الحرة، والتي يمكن أن تسهم في فرط تصبغ الجلد وشيخوخته، وكما هو الحال مع صحة العين، هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتأكد من مدى التأثيرات.

-النوم:

تقول أنغوناويلا: "هناك دليل واضح على أن التعرض للضوء الأزرق يمكن أن يؤثر على أنماط النوم وإيقاعات الساعة البيولوجية"، وبينما يساعد الضوء الأزرق في النهار على تنظيم دورة النوم / الاستيقاظ لدينا، تشير الدراسات إلى أن التعرض ليلا يثبط إفراز الميلاتونين، الهرمون الذي نحتاجه للنوم، أكثر من أي نوع آخر من الضوء، وتم ربط قلة النوم بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، فضلا عن مشاكل القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني.

يتحكم في ساعتنا البيولوجية ويساعد على إبقائنا متيقظين، ما هو “الضوء الأزرق” في الشاشات؟

الأجهزة والشاشات الرقمية جزء من الحياة اليومية لا يمكن تجنبه، لكن ما هي آثار الأضواء التي تنبعث من كل هذه الشاشات على أعيننا؟ وخاصةً "الضوء الأزرق" الذي نسمع عنه ونرى خيار تقليله على شاشات الهواتف، ما هو هذا الضوء وما مدى خطورته على العين؟

عندما كنا صغاراً اعتدنا سماع هذه العبارة بشكل متكرر من آبائنا وأمهاتنا: "إذا كنت تشاهد التلفاز كثيراً فسوف تفقد بصرك أو سوف يضعف جداً"، لابد أنهم يشعرون بالصدمة وهم يرون مقدار الوقت الذي نقضيه أمام الشاشة اليوم!

سواء عند مشاهدة Netflix أو تصفح Linkedin أو إدخال بعض البيانات، فإن كل هذه الأنشطة تُدرج تحت اسم واحد: وقت الشاشة.

اليوم توصلنا جميعاً إلى قبول فكرة أن الأجهزة والشاشات الرقمية جزء من الحياة اليومية لا يمكن تجنبه، لكن هذا يدفعنا للتساؤل: ما هي آثار الأضواء التي تنبعث من الشاشة على أعيننا؟ وخاصةً "الضوء الأزرق" الذي نسمع عنه ونرى خيار تقليله على شاشات الهواتف. ما هو هذا الضوء، وكيف يختلف عن باقي أطياف الضوء، والأهم ما مدى خطورته على العين؟ لنتعرف أكثر على طبيعته وكيف نستطيع تجنب ضرره.

الضوء الأزرق ليس نوعاً خاصاً من الضوء الذي يأتي فقط من أجهزة الكمبيوتر وأضواء LED، إنه في الواقع موجود حولنا في كل مكان. في الحقيقة ضوء الشمس هو المصدر الرئيسي للضوء الأزرق، عند المشي في الخارج خلال النهار نتعرض جميعاً له، ولكنه ليس اللون الوحيد، هو أحد الألوان المتعددة في طيف الضوء المرئي المؤلف من الألوان التالية:

الأحمر

البرتقالي

الأصفر

الأخضر

الأزرق

النيلي

البنفسجي

الضوء الأزرق المنبعث من الشمس هو السبب في أننا نرى السماء زرقاء، هذه الموجات الضوئية المؤلفة من الضوء الأزرق تنعكس وترتد حول الغلاف الجوي أكثر من غيرها وتجعلنا نرى السماء بلونها.

يتكون طيف الضوء من ثلاثة أقسام: الأشعة فوق البنفسجية والضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء. يمثل الضوء المرئي 50% من طيف الضوء، وكما يوحي الاسم فهو الجزء الوحيد من الضوء الذي يمكن أن تكتشفه العين البشرية (الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء كلاهما غير مرئي). وتحتوي أشعة الضوء الملونة المختلفة على كميات مختلفة من الطاقة.

يُقاس الضوء بطول الموجة، ووحدته نانومتر ومليمتر. يتراوح طول الضوء المرئي بين 400 و760 نانومتراً، أما الضوء المرئي عالي الطاقة (HEV) فإن طوله يتراوح ما بين 400-500 نانومتر. ويطلق عليه الضوء المرئي عالي الطاقة لأن النطاق الأزرق إلى البنفسجي للطيف المرئي له تردد عالٍ بشكل خاص.

في يومنا هذا، هناك قدر متزايد من المصادر الاصطناعية للضوء الأزرق التي نتعرض للعديد منها يومياً، مثل شاشات العرض الرقمية على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.

حقيقة أننا نقضي معظم حياتنا اليقظة أمام الشاشات وعلى مقربة شديدة منها تثير قلق أطباء العيون بشأن تأثيرها.

تتمثل إحدى المشكلات في أن أعيننا ليست مصممة لتكون جيدة في حجب الضوء الأزرق. لهذا السبب تم ربط الضوء الأزرق بشيء يسمى متلازمة رؤية الكمبيوتر، وهي حالة تشمل مجموعة من الأعراض، بما في ذلك الصداع وعدم وضوح الرؤية وإجهاد العين، بحسب موقع WebMD.

ما لا يمكن إنكاره هو أن عاداتنا فيما يتعلق باستخدام الأجهزة الالكترونية قد تغيرت بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية. تعتبر مشاهدة أجهزة التلفزيون ذات الشاشة العريضة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة واستخدام الهواتف الذكية كلها ظواهر جديدة نسبياً، وأصبح من الطبيعي الآن استخدام شاشة معظم اليوم.

اليوم، يستخدم مصنِّعو الشاشات الإلكترونية مصابيح LED أكثر سطوعاً لأنها أعلى كفاءة، كما أن الشاشات ذات مصابيح LED أرق وأخف وزناً وأطول أمداً وتمنح دقة ألوان أفضل، ولكن هذه المصابيح الأكثر سطوعاً هي التي تعرضنا للضوء الأزرق أكثر من أي وقت مضى.

الضوء الأزرق ليس سيئاً تماماً، في الحقيقة إنه مفيد لنا من بعض النواحي، لذلك يحاول المصنعون تعزيزه عند تصميم الشاشات.

تظهر الأبحاث أن التعرض للضوء الأزرق عالي الطاقة -بكميات مناسبة- يعزز اليقظة والذاكرة ويحسن الوظيفة الإدراكية والمزاج.

هذه التأثيرات الإيجابية هي السبب وراء استخدام الناس الضوء العالي الطاقة لعلاج الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، وهو نوع من الاكتئاب الناتج عن قلة ضوء النهار خلال أشهر الشتاء.

يمكن أن تكون تغيرات الحالة المزاجية شائعة خلال أشهر الشتاء عندما يقلُّ ضوء الشمس ويطول الليل، ولكن بالنسبة للأشخاص المصابين بالاضطراب العاطفي الموسمي يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيرات مزاجية أكثر حدة، وقد أظهرت الدراسات أن الضوء الأزرق يمكن أن يساعد في تخفيف بعض هذه الأعراض، كما جاء في موقع Health Harvard Edu.

يؤثر الضوء الأزرق على الميلاتونين، وهو هرمون يفرزه الدماغ بشكل أساسي (الغدة الصنوبرية)، والذي ينظم بنشاط دورة النوم والاستيقاظ في الدماغ. وُجد أن الضوء الأزرق يضعف التدفق الطبيعي للميلاتونين في الجسم، إنه يؤثر سلباً على كل من قدرتنا على النوم، وكذلك على جودة النوم، وهذا هو السبب في أنك قد ينتهي بك الأمر إلى الاستيقاظ في الصباح متعباً ومنهكاً بعد مشاهدتك لمقاطع فيديو قبل النوم.

أما بالنسبة للنهار، فعندما نعرض أنفسنا للضوء الأزرق خلال ساعات النهار المظلمة فإننا نخبر أدمغتنا أساساً أن الشمس لا تزال ساطعة، وهذا هو سبب قدرتنا على التحكم في إيقاع الساعة البيولوجية. تعتبر الإيقاعات اليومية مهمة لأنها تحدد أنماط النوم والتغذية لجميع الحيوانات والبشر.

في الدماغ تعمل مجموعة صغيرة من الخلايا العصبية كجهاز تنظيم لهذه الإيقاعات بشكل اليومي يتحكم في توقيت دورة النوم والاستيقاظ وينسق هذه الدورة مع أنظمة الدماغ ووظائف الجسم الأخرى لتوجيه السلوك بشكل مناسب، لذلك، عندما يتم استخدام الهاتف الذكي قبل النوم، فإن هذا يخبر العقل أن يظل مستيقظاً أيضاً.

لا يزال البحث في تأثير الضوء الأزرق في مراحله الأولى، لذا لا يزال الدليل العلمي مقتصراً على النتائج قصيرة المدى.

يتفق جميع الخبراء على شيء واحد، وهو الدور الذي يلعبه التعرض للضوء الأزرق في تنظيم أنماط نومنا.

دعت رئيسة الأطباء في إنجلترا، سالي ديفيز ، إلى إجراء المزيد من الأبحاث، وقالت نقلاً عن موقع Telegraph: "ألاحظ أن هناك مخاوف عامة متزايدة بشأن تأثير استخدام شاشة الكمبيوتر/ الهاتف الذكي و"الضوء الأزرق" على صحة الإنسان. البحث مستمر، وهذا مجال مهم للبحث والدراسة، لاسيما بالنظر إلى استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي عبر الهواتف الذكية، ما يزيد من تعرضهم للمخاطر المحتملة".

والأخطر من ذلك، أن معهد برشلونة للصحة العالمية قد ربط التعرض للضوء الأزرق بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي والبروستاتا.

لحسن الحظ، هناك بعض الطرق السهلة التي يمكن من خلالها تعديل كمية ضوء HEV الاصطناعي الذي نتعرض له:

استخدام تطبيق يقوم بذلك: يمكن لبرنامج مثل f.lux تقليل مقدار الضوء الأزرق المنبعث من شاشتك. إنه يعمل عن طريق ضبط درجة حرارة اللون على الشاشة الرقمية. وأفضل ما في الأمر أنه مجاني. على الرغم من ذلك فإن هناك بعض الأشياء التي يجب مراعاتها، نظراً لأن f.lux يعمل عن طريق تغيير درجة حرارة لون الشاشة -الأمر الذي يمكن أن يكون مريحاً للعينين- فإن عرض الشاشة لتدرج اللون الأصفر يمكن أن يكون غير جيد في بعض المواقف. لكن إذا كان استخدام الشاشة لأي عمل أو نشاط يتضمن رؤية الألوان على الشاشة كما هي بالفعل (تصميم الرسوم، على سبيل المثال)، فقد لا تكون فكرة استخدام التطبيق جيدة.

نظارات الكمبيوتر: تعتبر النظارات التي تحجب الضوء الأزرق طريقة رائعة أخرى لتقليل التعرض للضوء الأزرق.

الابتعاد عن الشاشة: من المهم أخذ استراحة من الشاشة بين الحين والآخر. سيؤدي ذلك إلى تقليل مقدار الضوء الأزرق الذي نتعرض له خلال اليوم. هناك طريقة جيدة لتذكر أخذ فترات راحة هي قاعدة 20-20-20: فهي توصي بأن ننظر كل 20 دقيقة إلى شيء يبعد 20 قدماً (6 أمتار) لمدة 20 ثانية على الأقل.

إيقاف التعرض للضوء العالي في الليل: المساء هو وقت رائع لتقليل التعرض للضوء الأزرق. إذا كان عمل الشخص النهاري يتضمن استخدام الشاشة، فقد يكون من الصعب الحد من التعرض لضوء HEV أثناء النهار. ومع ذلك، عند الاسترخاء في المنزل، فمن الأفضل قضاء الساعات التي تسبق النوم بعيداً عن الضوء الأزرق.

اضف تعليق