q
ان القصص جيدة والكتابة عنها مفيد، وعندما كنت في المنزل في أحد الأيام، غير قادرة على التحرك بسبب قدمي، بدأت أكتب، كانت وسيلة للترويح عن النفس، كيف حالك الآن؟ بدأت أتقيأ مرة أخرى، أنا حزينة من جديد، في الواقع ذهبت في شهر أيار الماضي إلى نفس العيادة، لكن الكتاب والكتابة يعطياني الأمل...

البوليميا هو اضطراب خطير في الأكل يمكنه أن يهدد الحياة، وربما يفرط الأشخاص الذين يعانون البوليميا في الأكل سراً، أو تناول كميات كبيرة من الطعام مع فقدان التحكم في إمكانية وقفهم الأكل، ثم يتقيؤون كمحاولة للتخلُّص من السعرات الحرارية الزائدة بطريقة غير صحية، وللتخلُّص من السعرات الحرارية والوقاية من زيادة الوزن، قد يَستخدِم الأشخاص الذين يعانون البوليميا طرقاً مختلفة.

على سبيل المثال، تعمد التقيؤ بانتظام أو إساءة استخدام الملينات، أو مكملات فقدان الوزن، أو مدرات البول أو الحقن الشرجية بعد الإفراط في الطعام، أو استخدام طرق أخرى للتخلص من السُّعرات الحرارية والوقاية من زيادة الوزن، مثل الصيام، أو النظام الغذائي الصارم، أو الإفراط في ممارسة الرياضة.

إذا كنتَ تعاني من البوليميا، فإنك في الغالب منشغل بوزنك وشكل جسمك. وقد تنتقد نفسكَ بصورة حادَّة وقاسية بشأن عيوبكَ المتخيلة. لأن البوليميا تتعلَّق بالصورة الذاتية، وليس الطعام فقط، وقد يكون من الصعب التغلب عليها، ولكن العلاج الفعَّال قد يساعدك في الشعور بتقبل نفسك، واتباع أنماط غذائية صحية، والتخلص من المضاعفات الخطيرة.

تشمل علامات وأعراض الشَّرَه المرضي، الانشغال بوزن الجسم وشكله، العيش خائفاً من زيادة الوزن، نوبات متكررة من تناول كميات كبيرة من الطعام على نحو غير مألوف، الشعور بفقدان السيطرة أثناء نوبات النهم، والعجز عن التوقف، إجبار نفسك على القيء أو المبالغة في ممارسة التمارين لمنع زيادة وزنك.

استخدام الملينات، أو مدرات البول أو الحقن الشرَجية دون وجود حاجة لاستخدامها، الصيام، أو الحد من السعرات الحرارية، أو الامتناع عن أطعمة بعينها، الإفراط في استخدام المكمِّلات الغذائية أو المنتجات العشبية لفقد الوزن، تحدد درجة شدة الشره المرضي وفقاً لعدد مرات إفراغ الأمعاء خلال الأسبوع، عادةً مرة واحدة على الأقل في الأسبوع لمدة 3 أشهر على الأقل.

السبب الدقيق لبوليميا نرفوزا (النهم) مجهول حتى الآن. يمكن للعديد من العوامل أن تلعب دوراً في تطور اضطرابات الأكل، بما في ذلك: الوراثة، والبيولوجيا، والصحة العاطفية، والتوقعات المجتمعية، وغيرها من القضايا.

يزيد تعرض الفتيات والنساء لخطر الإصابة بمرض الشره على الفتيان والرجال. وعادة ما تبدأ الإصابة بمرض الشره من أواخر سن المراهقة أو في سن البلوغ المبكر، تتضمن العوامل التي من شأنها أن تزيد من خطر إصابتك بالشره ما يلي: الخصائص الحيوية الوراثية المشكلات العاطفية والنفسية، اتباع نظام غذائي صارم.

المضاعفات، فقدان الشهية قد يتسبب في العديد من المضاعفات الخطيرة والقاتلة أحياناً. تتضمن ما يلي: قلة الثقة بالنفس ومشاكل في العلاقات والوظائف الاجتماعية، الجفاف، الذي قد يمكن أن يؤدي إلى مشاكل طبية كبرى مثل فشل الكلى، مشاكل القلب، مثل نبض القلب غير المنتظم أو فشل القلب، تسوس الأسنان الحاد ومرض اللثة، غياب أو عدم انتظام الدورة الشهرية لدى السيدات، مشكلات الهضم، القلق، والاكتئاب، واضطرابات الشخصية أو الاضطراب ثنائي القطب، إساءة استخدام الكحوليات أو المخدرات، الأفكار الانتحارية.

المعالجة، إذا كان لديك بوليميا نرفوزا (النهم)، فإنك تحتاج إلى أنواع علاجية متعددة، والجمع بين العلاج النفسي ومضادات الاكتئاب قد يعد أكثر فاعلية للتغلب على هذا الاضطراب.

ما هو؟

إن العلامة المُميِّزة للإصابة بالنَهَم العصبي (المُصطَلح الطِبي هو بوليميا نرفوزا أو بوليميا) هي إصابة المرء بِنوبات متكررة من الأكل الشرِه. يقوم الأشخاص الذين يُعانون من البوليميا بتناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية (الكالوريات) خلال مُدّة زمنية قصيرة، ويكونون غير قادرين على التحكم في نوبات الشراهة في الأكل وعلى تحديد نوعية وكمية الطعام الذي يَتَناولونَه؛ حيث غالباً ما يحاول المصابون بالبوليميا إخفاء إَصابَتِهم بِنوبات تناول الطعام بصورة قهرية.

يقوم المصابون بعد التعرض لنوبات الأكل الشره باتخاذ إجراءات وذلِك خوفاً مِنهم من زِيادة وزنهم: إذ يلجؤون إلى التقيؤ الذاتي، أو تناول المسهلات (الملينات)، أو دواء مُدر للبول (مدرات البول) أو أدوية أخرى. وقد يتم أيضاً اللجوء إلى الرياضة والحركة أو الحقن الشرجية أو الصّوم المفرط كوسيلة للحفاظ على الوزن.

يَتميّز الأشخاص المصابون بالبوليميا باهتِمَامِهم بِوزنهم بشكل مُستمِر، ويَكمن سَبب ذلِك في كونهم يخافون من زيادة مفرطة في الوزن، وذلك بالرغم مِن كَون أوزانهم غالباً ما تكون في الحقيقة طبيعية.

ما هي وثيرة الإصابة بالبوليما؟

يُصاب نحو شخص واحدٌ إلى شخصين من أصل 100 أشخاص (1,5 %) خلال حياتهم بالبوليميا، إلا أن هناك بعض أعراض البوليميا (علامات المرض) التي تظهر بوتيرة أكبر والتي تصيب نحو 5 إلى 100 شخص.

تعتبر النساء والفتيات بالدرجة الأولى أكثر عُرضة للإصابة، حيث يعد 90 من أصل 100 مصاب بالبوليميا من الفتيات والنساء. إلا أنه لوحظ مؤخراً ازدِيَاد عدد الشباب الذكور الذين يُصرِّحون بأنهم يَخشون زيادة مفرطة في وزنهم وبالتالي يعملون على التحكم في عادات تناولهم للطعام، أو يُعانون من نوبات الشراهة في الأكل، أو يقومون - بهدف المحافظة على وزنهم - بالتقيؤ الذاتي أو مزاولة الرياضة بشكل مفرط، أو تناول المسهلات.

هل هناك أشكالاً ومسارات مختلفة للإصابة بالبوليميا؟

غالبًا ما تظهر بدايات مرض النهام العصبي أثناء فترة المراهقة. حيث يقوم المصابون باتباع حميات غِذائِيّة بشكل كبير بهدف الحصول على جسم يُناسبهم، وفي نفس الوقت يعانون من تزايد نوبات الأكل الشره وتناول الطعام بصورة قهرية. تكون البوليميا في كثير من الحالات مَسبوقَة بمرض فقدان الشهية العصبي. تتراجع حقاًّ أعراض مرض فقدان الشهية العصبي ويعود وزن الجسم إلى طبيعته، إلا أن بعد ذلك تظهر نوبات الأكل الشره والتي يتم التصدي لها عن طريق استعمال المسهلات أو ما يُشابِه ذلك. ولهذا غالباً ما يكون هناك تعاقباً ما بين مرحلة تكون فيها سلوكيات الأكل عادية ومرحلة أخرى يكون فيها تناول الطعام بصورة قهرية.

البوليميا هو مرض نفسي قابلٍ جداً للعلاج. يسترجع نحو ثلث المصابين سلوكاً غذائيا عادياً تماماً بفضل العلاج النَفسي. بينما من الممكن تحقيق تحسن - على الأقل - في الأعراض لدى جزء آخر من الأشخاص المصابين.

كيف تنشأ البوليميا؟

هناك العديد من العوامل والظروف التي تساهم في الإصابة بالبوليميا. بحيث أنه من الممكن أن يكون للعوامل الاجتماعية دوراً في ذلك. يدخل ضمن ذلك - مثلاً - كون الغرب يَعتبِرون الجسم الرشيق نموذجاً للجمال المثالي إضافة إلى التوافر المتزايد للمواد الغذائية الغَنِيّة بالسعرات الحرارية. حيث يقع هناك تفاعلاً ما بين العوامل الاجتماعية وخصائص الفرد التالية: البيولوجية (مثل الوِرَاثَة) والشخصية (مثل انخفاض تقدير الذات) وتلك المتعلّقة بالسيرة الذاتيّة (مثل فقدان شخص مرجعي) والتي جميعها قد تتسبب في ظهور وإدَامَة البوليميا.

من هم الأشخاص المعرضين بشكل خاص للإصابة؟

تعتبر الفتيات في سن ما بين 18 إلى 24 سنة مهددات بشكل خاص للإصابة بالبوليميا. كما أن من بَين المُعَرّضين بِشَكلٍ كبير لِخَطر الإصَابة هُم الأشخاص الذين يُعَانون مِن ضُعف الثِقة بِالنّفس، ويعيرون اهتماماً كبيراً لِشَكل جسمهم، ولِوَزنِهم ويُداوِمون على اتِّباع حِميات ولا ينعمون باهتمام محيطهم الاجتماعي بما فيه الكِفاية. إضافة إلى ذلك، فإن عدداً كبيراً من الأشخاص الذين تفرض عليهم وَظائفهم شروطاً خاصة بخصوص الوَزن وشَكل الجسم (مثل عرض الأزياء والرقص والرياضة الاحترافية) يعانون أيضاً من البوليميا.

تدخل الحالة العائلية أيضاً ضمن العوامل المؤثرة. إن التعليقات الانتقادية التي قد تصدر من الأَبَوين أو الإخوة بخصوص وزن وشَكل جسم الفرد، والمَناخ الأسري الذي قد لا يكون سنداً كافياً، فضلاً عن الإفراط في التوقعات والشعور بالاستحقاق، كُلها عوامل قد تُعزز الإصابة بالبوليميا.

تلعب العوامل الجينية أيضاً دوراً في الإصابة بذلك: تعتبر أَخوات أو أُمَّهات أو بَنات امرأة مُصابَةٍ بالبوليميا أكثر عُرضةً للإصابة بالمرض بثلاث إلى أربع مرات.

كيف يمكن للمرء معرفة إصابته بالبوليميا من عدمه؟

لا تنشأ البوليميا بين عشيةٍ وضُحاها. بحيث أنه من المهم أن يعمل الأشخاص المصابون على التماس الدعم في وقت مبكر، وذلك لأنّ نهاية المرض مرتبطة لدرجة كبيرة بسرعة البَدء في العلاج.

من بين مُؤشِّرات بداية محتملة لإِصابةٍ بِاضطِرَاب الأَكل ما يلي:

عدم رضا المرء عن سلوكياته في تناول الطعام

تضايق المرء من وزنه ونظامه الغذائي

تضايق المرء من شَكل جسمه

تناول الطعام في الخفاء

التقيؤ وظهور نوبات تناول الطعام بصورة قهرية

غالباً ما يكون طبيب الأسرة أول من يتم اللجوء إليه في حالة المرض. بيد أن معرفة ما إذا كان المرء مُصاباً بالبوليميا، تحتاج إلى تشخيص دقيق من قِبل طبيب متخصص أو معالجٍ نفسي. ويشمل ذلك إجراء فحص بدني شامل ومناقشة عميقة لِسلوك الأكل والتدابير المضادة التي يمكن اتخاذها.

يتم - استناداً إلى نتائج الفحص - تحديد شكل العلاج المناسب للحالة.

القاعدة الأساسية هي كالتالي: كلما كان الكشف عن البوليميا مُبَكِّراً، زادت فرصة علاجه بنجاح.

كيف يتم معالجة البوليميا؟

ثبت العِلاج النفسي وِفقاً لِمنهج العلاج المعرفي السلوكي فَعّالِيَته في العلاج. بحيث يمكن أيضا في حال إذا اتضح أن العلاج السلوكي غير ممكن، التفكير في اللجوء إلى العلاج وفقاً للمنهج نفسي دينامي. يمكن لِكُل مُصابٍ واحدٍ تقريبا من أصل ثلاثة مُصابين بالبوليميا الشفاء بشكل دائم عن طريق اتباع علاج نفسي. مِن المُهِم لِهَذَا الغَرَض أن يكون لَدى المُعالِجين مَعرِفةً خاصّةً وخِبرَةً مُتعمقة في مجال اضطرابات الأكل. غالباً ما يتم في الحالات التي يكون فيها المَرضى قُصّر - بعد التشاور مع المصابين - إشراك الأقارب في العلاج بصفة مؤقتة.

عادةً ما يكون للمريض - في إطار العلاج النفسي الذي يُقدّم للمرضى الخارجيين - مقابلات مع الطبيب بشكل أسبوعي. قد يكون من المفيد أيضاً اللجوء في بعض الحالات إلى تناول أدوية وذلك بعد التشاور مع الطبيب المعالج.

يُنصَح باللجوء إلى المستشفى للخضوع لِعِلاج سَرِيري في جَناح مُتخَصِّص، وذلك في حالة إذا اتضح أن العلاج في العيادات الخارجية وحده غير كافٍ. هناك العديد من العيادات المتخصصة في الطب النفسي الجسدي والعلاج النفسي والتي تتوفر على أقسامٍ خاصة لعلاج اضطرابات الأكل.

بيد أنه يمكن للمصابين الاتصال بمركز استشاري متخصص في حالة إذا صَعُب عَليهم الوصول إلى طبيب نفساني أو عيادة. يقدم موظفو مراكز المشورة معلومات عن كُلٍ من أعراض المرض، ومختلف إمكانيات العلاج إضافة إلى تزويد المعنيين بالأمر بِعناوين مفيدة. يمكنكم الاطلاع على قائمة مراكز المشورة المتخصصة والتي تخص المصابين باضطرابات الأكل على الموقع التابع للمركز الاتحادي للتثقيف الصحي.

هل البوليميا تسبب السرطان؟

في مرض البوليميا يحصل كل من الإفراط في الطعام والإفراغ بشكل متكرر ومتتابع، يشير الإفراط في تناول الطعام إلى تناول الكثير من الطعام في فترة زمنية قصيرة. بينما يشير الإفراغ إلى محاولات التخلص من الطعام المستهلك سواء عن طريق الإستفراغ المتعمد أو تناول أدوية مسهلة.

عملية الإفراغ تشتمل على احداث القيء احيانًا، مما يعني تعرض أنسجة المريء لحمض المعدة القوي بشكل متكرر كما يحدث في مرضى ارتجاع المريء.

بسبب خروج حمض المعدة للجزء السفلي من المريء عن طريق إحداث القيء المتكرر يتأذى المريء. فبينما تستطيع المعدة تحمل الحمض عبر غشائها فإن المريء ليس لديهم بطانة مماثلة.

وعليه يستطيع الحمض إضرار الأنسجة ببطانة المريء، وفي بعض الأحيان تضرر الأنسجة بسبب حمض المعدة من الممكن أن يسبب حالة مرضية تعرف بمريء باريت، في هذه الحالة المرضية تتحور الخلايا بالمريء إلى نوع آخر من الخلايا يوجد ببطانة الأمعاء.

في بعض الأحيان تتحور هذه الخلايا إلى خلايا قبل سرطانية ثم سرطانية. تتعلق حالة باريت بنسب خطورة أعلى للإصابة بسرطان المريء، وعلى الرغم من أن ارتجاع الحمض عندما يجتمع مع مريء باريت يزيد من احتمالية حصول السرطان، إلا أن المرضى الذين يجتمع عندهم مريء باريت وارتجاع الحمض معًا هم أكثر عرضى للإصابة ممن يعانون من ارتجاع الحمض فقط.

علاج الشره المرضي أو النهام (البوليميا)

هناك نوعان أساسيان من العلاج لأولئك الذين يعانون من الشره العصبي؛ هما العلاجات النفسية والأدوية النفسية:

العلاج النفسي

هناك عدد قليل من الأدوية النفسية والاجتماعية المعترف بها للشره المرضي. أما العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الذي يشمل تدريب المريض رفض الاعتبارات العقلية والمشاركة في تجربة تناول الأطعمة التي يمتنعون عن أكلها إلا أن الأسلوب الأخير لديه قدر محدود من الدراسات والأدلة التي تدعم استخدامه.

من خلال استخدام العلاج المعرفي السلوكي سجل الأفراد مقدار الطعام الذي يأكلونه وأوقات الإستفراغ المرضي للتعرف على التقلبات العاطفية والابتعاد عنها والفحص اكتشف أن 40-60٪ من الأفراد يستخدمون علاج السلوك النفسي ليصبحوا متعافيين. الأشخاص الذين يخضعون للعلاج المعرفي السلوكي ويظهرون تغييرات سلوكية مبكرة مقدرون لتحقيق أفضل نتائج العلاج على المدى الطويل. كشف الباحثون بالمثل عن بعض النتائج المؤكدة:

العلاج النفسي العلاجي

لقد ثبت أن استخدام العلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعال للغاية في:

علاج الشره المرضي العصبي (BN) عند البالغين، ولكن تم إجراء القليل من الاستكشاف على العلاجات الفعالة الأخرى للنهام العصابي للمراهقين. على الرغم من أن العلاج المعرفي السلوكي يُنظر إليه على أنه أكثر كفاءة من حيث التكلفة ويساعد الأشخاص الذين يعانون من النهام العصابي في الرعاية الذاتية إلا أن العلاج القائم على الأسرة (FBT) قد يكون أكثر فائدة للمراهقين الشباب الذين يحتاجون إلى مزيد من المساعدة والتوجيه من عائلاتهم.

المراهقون هم في المرحلة التي لا تزال فيها أدمغتهم مرنة جدًا وتنشئ تدريجيًا. لذلك، فإن الشباب الذين يعانون من النهام العصابي أقل ميلًا إلى فهم النتائج المعيقة لأن يصبحوا نهميين ولديهم إلهام أقل للتغيير، وهذا هو السبب في أن العلاج القائم على الأسرة ذو قيمة في جعل العائلات تتوسط وتدعم المراهقين.

إن العمل مع مرضى النهام العصابي وعائلاتهم في العلاج القائم على الأسرة يمكن أن يمكّن العائلات من خلال إشراكهم في قرارات وممارسات الطعام، مما يجعل الشاب البالغ أكثر اكتفاءً ذاتيًا عندما تعلمت عادات غذائية أكثر فائدة.

أدوية علاج النهام العصبي

قد يكون لمضادات الاكتئاب من فئة معينة من مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين (SSRI) فائدة متواضعة. يشتمل هذا على دواء الفلوكستين، وهو معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لعلاج الشره المرضي، ومضادات الاكتئاب المختلفة، وعلى سبيل المثال، قد يكون السيرترالين أيضًا فعالا ضد الشره المرضي. وقد يكون التوبيراميت أيضًا ذا قيمة ولكن له آثار جانبية جديرة بالملاحظة. بالمقارنة مع العلاج الوهمي في الدراسات المجربة لفعاليته، وقد ثبت أن استخدام مضاد الاكتئاب الواحد فعال.

يمكن أن يؤدي دمج الاستشارات الطبية مع الأدوية إلى تحسين النتائج في بعض الظروف. وبعض النتائج المعينة للأدوية يمكن أن تشمل: الامتناع عن "الأكل والإستفراغ"، والتخفيف من الممارسات التي تستهدف تحقيق لياقة أكثر كإلهاء كمان، ومظاهر عقلية أقل خطورة، والرغبة في مواجهة آثار التهام ، تمامًا مثل تحسين العمل الاجتماعي وانخفاض معدلات الانتكاس.

رحلة فتاة من نهم الطعام والرغبة في الانتحار إلى الكتابة ومساعدة الآخرين

تبلغ آنا من العمر 32 عاما وهي من العاصمة الإسبانية مدريد، وكانت تتمتع على ما يبدو بجميع المقومات الطيبة في الحياة، الصحبة الجيدة والوظيفة اللائقة فضلا عن عدم وجود اضطرابات مالية.

لكن آنا تعاني من مرض النهام العصبي أو "البوليميا" منذ سنوات المراهقة، وهو اضطراب في تناول الطعام يجعل الأشخاص يتناولون الطعام بشراهة يتبعها عملية قيء، كما شُخصت حالة آنا باضطراب الشخصية الحدية، وهو مرض عقلي يتميز بسلوك تدميري ذاتي وردود فعل اندفاعية وعلاقة تتسم بالفوضى مع الآخرين.

ودفعت المشاكل آنا أيضا إلى محاولة الانتحار قبل عام، والقفز من فوق جسر، لكنها نجت وأصيبت بإصابات في قدميها، على نحو جعلها تخضع لإجراء عمليات جراحية، وحتى الآن لا تعرف إن كانت ستمشي مرة أخرى أم لا، واعتادت آنا الذهاب إلى مستشفى الأمراض النفسية جالسة على كرسي متحرك في العاصمة الإسبانية.

قضت آنا في المستشفى فترة امتدت إلى 37 يوما، وكتبت يوميات مفصلة عن كيف كانت تقضي وقتها في مركز إعادة التأهيل، وبعد خروجها أصدرت كتابا بملاحظاتها يحمل عنوان "كيف حلّقت فوق عش الوقواق".

بدأت تعاني آنا من النهام العصبي عندما كانت في فترة صعبة من سنوات الدراسة، تميزت مذكرات آنا بوجه عام بالكثير من الشجاعة والإنسانية والأمل والفكاهة السوداء والأمانة، كما نشرت في وقت سابق تجاربها على منصة "فورو كوتش"، وهو منتدى إسباني على الإنترنت، وجذبت اهتمام ما يزيد على 200 ألف زائر وثمانية آلاف تعليق، ووافقت آنا على أن تحكي قصتها لبي بي سي.

كيف كانت طفولتك؟ كنت أعيش بقيم علمني إياها والدي، وكنت أؤمن بالولاء والإخلاص وأهمية المعرفة.

أنت من خلفية اجتماعية مريحة؟ نعم أبي مهندس ويعمل لحساب شركة أمريكية، وأمي عالمة أحياء، لكنها لم تعمل منذ فترة طويلة. كانت الأشياء تسير على نحو طيب بالنسبة لوالدي، لذا عندما كنت أصغر سنا اعتدنا الانتقال إلى منازل أكبر كلما ازداد نجاح والدي، وكنت التحق بمدرسة جديدة مع كل انتقال لمنزل جديد.

متى بدأت الحياة تتغير بالنسبة لك؟ كان عمري 13 عاما، واضطررت إلى الانتقال لمنزل جديد ومدرسة جديدة، وألحقني والداي بمدرسة خاصة تضم أبناء النخبة، لاحظت أن القيم التي نشأت عليها عديمة الفائدة في هذه المدرسة، ولم يهتم شخص لأي شيء كنت أؤمن به على الإطلاق، وكانت هذه القيم سبب مشاكل بالنسبة لي.

كان أهم شيء في الأمر هو حجم الثدي وارتداء ملابس لمصمم أزياء مع التحلي بالجمال والاحتفاظ بالنحافة، وهذه هي اللحظة التي ساءت فيها جميع الأشياء، وأصبح أمامي خياران: التكيف أو الموت.

بدأت آنا تفرط في تناول الطعام مع الرغبة في الاحتفاظ بالنحافة، قررت التكيف والإقلاع عن جميع معتقداتي لكي أصبح فتاة مقبولة، أصبح ارتداء ملابس جميلة جُل أولوياتي مع الاحتفاظ بنحافتي، وكان هذا أكبر خطأ ارتكبته في حياتي.

ومتى بدأت مشكلات تناول الطعام؟ حسنا، بدأت أعاني من نهم تناول الطعام، ثم أتقيأ عن طريق وضع إصبعي في حلقي، يعتقد الناس أن مرض النهام العصبي هو التقيؤ فقط، لكنه في الواقع يعني "نهم مفرط للطعام"، هذا ما كنت أفعله ولاأزال، أتناول الطعام وأتقيأ بعد فترة وجيزة، أتناول طعام يكفي أربعة أشخاص، أكلت غذاء الكلاب وأشياء من القمامة، وأكلت القيء ذاته، يجعلني الأكل شخصية هادئة، وعندما يخالجني القلق يكون الأكل هو ملاذي، وعندما بلغت سن السادسة عشرة، دخلت المستشفى للمرة الأولى بسبب نقص الوزن.

عانيت كل هذا وأصبحت محامية؟ نعم حصلت على وظيفة في أحد البنوك، وفي ذات اليوم الذي بدأت عملي فيه تركت منزل والدي، كان يبدو كل شيء يسير على نحو طيب، لكنها كانت كذبة، لم أتوقف عن حشو نفسي بالطعام ثم القيء.

في الواقع تولدت لدي قناعة بأني أستطيع أن أفعل ما أريده بالطعام، بعيدا عن مراقبة والدي ووالدتي، فعلت بعض الأشياء السيئة، وكنت أقول لنفسي بمجرد التقيؤ : "يمكن أن يكون ذلك مفيدا، وكنت التقط القيء وأتناوله".

ماذا حدث بعد ذلك؟ كان التقيؤ دافعي الوحيد، كنت أتناول 20 قرصا من الباراسيتامول، وأنا أعلم أنها ستدمر الكبد وتقتلني، أرسلت إلى أمي وشقيقتي رسالة وداع، وقالت لي شقيقتي، التي تعمل طبيبة، إنني سأموت حقا، لكن ذلك يستغرق أسبوعا وسيكون مؤلما للغاية، طلبت مني أن أذهب إلى المنزل وانتظرها، لكن بدلا من ذلك تركت سيارتي وقفزت من فوق الجسر، ذهبت إلى مركز إعادة التأهيل وأصبحت هذه التجربة كتابا، ماذا تعلمت؟

تعلمت مع المرضى الآخرين، كنت شخصية تحكم على الناس من خلال الانطباع الأول، أصبحت أكثر تعاطفا وأدركت أن العديد من الأشخاص المصابين بأمراض نفسية في معظم الأحيان يحتاجون فقط إلى شخص يستمع إليهم، لكن لا أحد يريد ذلك، فعلت ذلك وإن كان جبرا، لكني شعرت بأني محظوظة جدا لأنني أستمع إلى هؤلاء الناس.

هل كنت تعتزمين كتابة كتاب؟ لا، أنا فقط أخذت كراسة أدون فيها بعض الأشياء، مثل ماذا أكلت، ومن قابلت، 30 كلمة في اليوم كحد أقصى، لكن بعد أن غادرت العيادة، قابلت بعض الأصدقاء وتحدثت معهم عن قصص كثيرة.

أخبرني أحدهم، وهو طبيب نفسي، أن القصص جيدة والكتابة عنها مفيد، وعندما كنت في المنزل في أحد الأيام، غير قادرة على التحرك بسبب قدمي، بدأت أكتب، كانت وسيلة للترويح عن النفس، كيف حالك الآن؟ بدأت أتقيأ مرة أخرى، أنا حزينة من جديد، في الواقع ذهبت في شهر أيار الماضي إلى نفس العيادة، لكن الكتاب والكتابة يعطياني الأمل.

اليكم 5 حقائق عن اضطرابات الأكل

يعاني بعض الأشخاص اضطرابات في الأكل، منها #فقدان الشهية، أو #البوليميا (الشره العصبي). في المقابل، تنتشر بعض المفاهيم الخاطئة المرتبطة باضطرابات الأكل، وهي:

- الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في الأكل نُحفاء- خطأ

من الخطأ الاعتقاد بأن الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في الأكل نُحفاء، إذ قد يعاني البعض، وفق رئيسة الاتحاد الفرنسي لاضطرابات الأكل، ناتالي غودار، زيادة في الوزن، أو يسجّلون وزناً طبيعياً. من جهة أخرى، قد يصاب بعض الأشخاص، الذين يعانون فقدان شهية، وبعد مرور سنة واحدة، باضطراب الشراهة، أو بالبوليميا، والعكس صحيح.

- تقع المسؤولية على الأهل - خطأ

تقول الطبيبة النفسية صوفي كريكيون، إنّ الأهل ليسوا مسؤولين عن هذه الحالة، بل إنّهم يمثّلون جزءاً من الحلّ، إذ يمكنهم مساعدة المصاب على إيجاد الحلول المناسبة.

- تصيب اضطرابات الأكل النساء فقط - خطأ

تشير الطبيبة النفسية صوفي كريكيون، إلى أنّ الرجال يسجّلون نسبة 10 في المئة من المصابين بفقدان الشهية، ونسبة 30 في المئة من المصابين بالشراهة، إلّا أنّ النساء يلجأن على نحو أسهل إلى الاستشارة النفسية، إذا عانين اضطرابات نفسية.

- الإرادة وحدها تكفي للخروج من حالة فقدان الشهية - خطأ

تقول الخبيرة صوفي، إنه لا يكفي تناول الأطعمة لتحقيق الشعور بالتحسن، إذ يرتبط فقدان الشهية العصابي، برغبة في فقدان الوزن، وبلذة أيضاً، لا بالخوف من اكتساب وزن إضافي، إذ تعبّر المصابات في الغالب عن رغبتهن في التوقف عن خسارة الوزن، إلّا أن الأمر أقوى منهن.

- الحالة ليست خطيرة - خطأ

يعدّ فقدان الشهية العصابي مرضا خطيراً، وفي بعض الأوقات مميتاً، ويمثّل السبب الثاني للوفَيَات عند المراهقين والمراهقات، لذا يجب استشارة متخصص منذ المراحل المبكّرة. وتستوجب معالجة المرض فريقاً متعدد الاختصاصات لمساعدة المصاب/ة.

اضف تعليق