q
أصبح امتلاك الهوية الرقمية أمرًا لا بد منه مع ظهور عالم الويب 3 والميتافيرس. حيث أصبح بإمكان هذه الهويات في بعض الحالات أن تساعد المالكين في إثبات شرعية ملفاتهم الشخصية عبر الإنترنت وبيانات اعتمادهم المهنية وغيرها، وتساعد الهوية الرقمية على الاحتفاظ ببياناتك الاجتماعية والمالية والطبية والمهنية في هاتفك دون الخوف...
بقلم: د. هاني الشعراني

تعتبر الهوية الرقمية ثورة على طرق التعريف التقليدية، حيث تعد أسماء المستخدمين وكلمات المرور عنصرًا أساسيًا في عالم الإنترنت، ويستخدم كل موقع تقريبًا هذه الطريقة كأوراق اعتماد للوصول للخدمات المتوفرة.

وقد أدى ذلك إلى بعض المشكلات الملحوظة، مثل أنه يجب تخزين البيانات بعد ذلك على خوادم خاصة خارج سيطرة الشخص، والآخر هو أن هذه الخوادم لا تتمتع دائمًا بأفضل مستوى أمان.

لماذا الهوية الرقمية؟

أصبح امتلاك الهوية الرقمية أمرًا لا بد منه مع ظهور عالم الويب 3 والميتافيرس. حيث أصبح بإمكان هذه الهويات في بعض الحالات أن تساعد المالكين في إثبات شرعية ملفاتهم الشخصية عبر الإنترنت وبيانات اعتمادهم المهنية وغير ذلك الكثير.

وتساعد الهوية الرقمية على الاحتفاظ ببياناتك الاجتماعية والمالية والطبية والمهنية في هاتفك دون الخوف من تعرض أي من هذه البيانات للخطر، حيث ستتمتع بصفتك المالك برؤية كاملة وإمكانية الوصول في كل الأوقات إلى بياناتك.

وتعتبر الهوية الرقمية انقلاب على الجهات المركزية التي تسيطر وتحتفظ ببياناتك الشخصية. ويمكن للهوية الرقمية اللامركزية أن تتضمن كل التفاعلات وتواريخها في أي منصة تم استخدامها مما يسمح للأفراد بتتبع وبمواصلة توسيع علامتهم التجارية الشخصية.

مميزات الهوية الرقمية

تجني شركات التكنولوجيا الكبيرة أرباحًا تصل إلى 100 مليار دولار سنويًا من الإعلانات بناءً على بيانات المستخدمين المجمعة وفقا لموقع كوينتيليغراف.

لذلك من الواضح أن هناك الكثير من القيمة لهذه البيانات لكن السعر الحقيقي يأتي على حساب مستخدم الويب الذي يتم حصاد بياناته لملء جيوب هذه الشركات الكبيرة.

تكون الهوية الرقمية مصدرًا للدخل، خاصة في حال السماح بمشاركة بياناتهم من خلال الشركات الكبرى، ومراكز الأبحاث الطبية، والعلمية، ومعامل الدواء.

يمكن توسيع هذه الفكرة نفسها لتشمل مجال التعليم والتمويل وبيانات اعتماد الأعمال والتفاعلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. المفتاح الذي يجعل هذا النظام يعمل هو التأكد أن الأفراد يتحكمون في معلوماتهم الشخصية بأنفسهم.

تسجيل الهوية الرقمية

هناك الكثير مما يدعو للتفاؤل عندما يتعلق الأمر بالهوية الرقمية، ولكن هناك المزيد الذي يتعين القيام به لتجسيد البنية الأساسية وتعزيز التبني.

أولاً، هناك حاجة ببساطة إلى المزيد من الخدمات المتكاملة التي تستفيد من هذه التكنولوجيا وتسمح للأشخاص بحمل هويتهم معهم. يحتاج الأشخاص إلى أن يكون هذا النظام متاحًا في كل مكان حتى يصل إلى إمكاناته الكاملة، ولكن حتى الآن لا توجد العديد من الخدمات العامة السائدة التي تستخدم المعرفات الرقمية.

يعتبر المستخدمين الأوائل لتقنية المعرف الرقمي أو الهوية الرقمية هم في الغالب من مستخدمي العملات المشفرة وعالم الويب 3 والميتافيرس.

بدأ عامة الناس وأغلبية شركات الويب 2 في ملاحظة ذلك وقد يتطلب الأمر العمل على نشر أهمية الهوية الرقمية لإشراكهم بشكل كامل. يجب أن تكون هناك مواد جيدة متاحة لشرح فوائد الهوية الرقمية وفهم كيفية استخدامها.

أخيرًا، هناك نقص عام في المعايير المحيطة التي تسهل وضع الهوية الرقمية قيد التنفيذ. هناك العديد من المشاريع قيد التنفيذ، ولكن لا يوجد مخطط شامل للشركات تساعدهم في تحديد كيف يمكن أن يتفاعلوا مع بعضهم البعض.

في النهاية ما يهم حقًا هو الفائدة التي تعود على المستهلك عند استخدام الهوية الرقمية. يجب أن تكون القدرة على التحكم في هويتك حقًا أساسيًا ولا يوجد سبب يمنع امتداده إلى العالم الرقمي. لقد فتحت التكنولوجيا اللامركزية الباب أصبح بإمكاننا الانطلاق منه.

اضف تعليق