q
يعتزم بايدن الذي يسعى لتشكيل تحالفات في مواجهة نفوذ الصين، إحياء هذه الصيغة الدبلوماسية المسمّاة "كواد" أو "الحوار الأمني الرباعي"، بعد قمة عبر الانترنت في آذار، يجمع بايدن دول "كواد" من جديد للمرة الأولى حضورياً وعلى أعلى مستوى. ودُعي إلى الاجتماع رؤساء وزراء أستراليا سكوت موريسون...

بعد الإعلان عن تشكيل تحالف عسكري كبير في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، واصل الرئيس الأميركي جو بايدن تعزيز موقعه في المنطقة، لكن بشكل "غير رسمي" عبر استقباله الجمعة رؤساء حكومات الهند واليابان واستراليا. بحسب فرانس برس.

يعتزم بايدن الذي يسعى لتشكيل تحالفات في مواجهة نفوذ الصين، إحياء هذه الصيغة الدبلوماسية المسمّاة "كواد" أو "الحوار الأمني الرباعي"، بعد قمة عبر الانترنت في آذار/مارس، يجمع بايدن دول "كواد" من جديد للمرة الأولى حضورياً وعلى أعلى مستوى. ودُعي إلى الاجتماع رؤساء وزراء أستراليا سكوت موريسون الذي عقد معه لقاءً ثنائياً هذا الأسبوع، والهند ناريندرا مودي واليابان يوشيهيدي سوغا، الذين يكرّس لهم أيضاً لقاءات ثنائية.

وفي البيت الأبيض، رحّب رئيسا الوزراء الأسترالي والياباني بالاجتماع الذي اعتبرا أنه يرمي إلى الدفع باتّجاه جعل "منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة"، من جهته، شدد رئيس الوزراء الهندي على "القيم الديموقراطية المشتركة" للدول الأربع.

وقال بايدن "نحن أربع ديموقراطيات من الطراز الأول، ويجمعنا تاريخ طويل من التعاون، نحن نعلم كيف ندفع بالأمور للمضي قدما".

وكان الرئيس الأميركي قد أعلن في المكتب البيضاوي وبجانبه رئيس الوزراء الهندي أن اللقاء سيتناول "الجهود الإضافية التي يمكن أن نبذلها لمكافحة كوفيد-19 ومواجهة التحديات المناخية وضمان استقرار منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

لا شكّ أن باريس التي فوجئت بإعلان تشكيل تحالف عسكري بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، ستتابع عن كثب مواقف بايدن ومودي، في وقت تعتمد فرنسا كثيراً على الهند كشريكة في المنطقة، تشكل "الحوار الأمني الرباعي" بعد تسونامي المدمّر عام 2004 وأصبح رسمياً عام 2007، لكنه كان لفترة طويلة غير ناشط.

ركيزة

عبر إحيائه، يستكمل جو بايدن بشكل من الأشكال "الركيزة من أجل آسيا" للسياسة الخارجية الأميركية التي كان الرئيس السابق باراك أوباما متمسكاً بها.

لكن بعد الإعلان المفاجئ عن شراكة "أوكوس" العسكرية مع بريطانيا وأستراليا وعن عقد الغواصات الذي أثار غضب فرنسا، تعتزم واشنطن تقديم دول "كواد" على أنها متوافقة، وأشار مسؤولون كبار في البيت الأبيض خلال مقابلة مع صحافيين إلى أن "كواد" هي مجموعة "غير رسمية" و"ودّية" مخصصة "لتطوير أفضل قنوات تواصل".

ورداً حول علاقة "كواد" برابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، قال المسؤولون إن ليس لدى "كواد" هدف "عسكري" مؤكدين أنها ستكون "مكمّلة" لمبادرات إقليمية أخرى، يخشى بعض أعضاء "آسيان" التي تضمّ حوالى عشر دول من جنوب شرق آسيا، أن تؤدي الحملة الأميركية في المنطقة إلى تصعيد مع الصين.

أشباه الموصلات ولقاحات ومناخ

وبحسب المسؤولين، يُفترض أن تناقش "كواد" الجمعة ورشاً اقتصادية وبيئية ومكافحة الوباء، يريد الشركاء الأربع إطلاق مبادرة لحماية الإمدادات بأشباه الموصلات الأساسية جداً في صناعة الغسلات والطائرات والهواتف الذكية، والتي يعاني عدد من الشركات المصنعة في العالم في الحصول عليها في الوقت الحالي.

ويعتزمون أيضاً التباحث في انترنت الجيل الخامس "5-جي" والأمن الإلكتروني والتبادل الجامعي ومشاريع في الفضاء والصيد واللقاحات... يعتبر الخبير جوناثان سترومسث في مذكرة نشرها معهد "بروكينغز"، أن "بالنسبة لواشنطن، فإن التحدي هو تجاوز النموذج الأمني الوحيد وتحسين بوضوح موقع أميركا الاقتصادي في جنوب شرق آسيا".

ويرى أن الجهد المبذول لإحياء تحالف كواد "يرمز" إلى "نهج إدارة بايدن حيال الصين التي تُقدَّم على أنها منافسة عندما يلزم الأمر ومتعاونة عندما يكون ذلك ممكناً وفي المواجهة حين يلزم".

رغم أن بايدن حافظ بشكل أو بآخر على خطّ متشدد مشابه لنهج سلفه دونالد ترامب، إلا أنه يتعامل بشكل مختلف في المواجهة مع بكين.

يأمل الرئيس الأميركي الذي يريد تجاوز المواجهة المباشرة بين القوتين العظميين، إحياء لعبة التحالفات وتحفيز شركائه التقليديين على اتخاذ مواقف صريحة للتصدي للصين.

البنتاغون يقرّ بأخطاء و"فشل استراتيجي" في أفغانستان

أقرّ مسؤولو الدفاع الأميركيون الثلاثاء بأخطاء في التقدير أفضت إلى "فشل استراتيجي" في أفغانستان مع انتصار حركة طالبان من دون عناء بعد حرب استمرت 20 عاماً في أفغانستان.

وأقرّ قائد أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارك ميلي ومسؤول القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) الجنرال كينيث ماكنزي علناً للمرة الأولى أنّهما نصحا الرئيس جو بايدن بالابقاء على 2500 جندي في أفغانستان لتجنّب انهيار نظام كابول. وأتى كلامهما خلال جلسة استماع أمام أعضاء مجلس الشيوخ حول النهاية الفوضوية للحرب في أفغانستان.

واختار الرئيس الأميركي عدم الأخذ بهذه النصيحة، مؤكداً في آب/أغسطس أنّه لم يتلقّها. وقال بايدن في 19 آب/اغسطس الماضي خلال مقابلة مع محطة "ايه بي سي" التلفزيونية "لم يقل أحد لي ذلك على حدّ علمي".

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنّ "واقعة انهيار الجيش الأفغاني الذي درّبناه مع شركائنا، غالباً من دون إطلاق أي رصاصة، فاجأتنا"، مضيفاً "سيكون مجافياً للحقيقة الادّعاء بعكس ذلك".

وتابع "لم ندرك مدى فساد كبار ضباطهم وانعدام كفاءتهم، لم نقدّر الأضرار التي نجمت عن التغييرات الكثيرة وغير المفسّرة التي قرّرها الرئيس أشرف غني على صعيد القيادة، لم نتوقع أن يكون للاتفاقات التي توصّلت إليها طالبان مع أربعة قادة محليين بعد اتفاق الدوحة تأثير كرة الثلج، ولا أن يكون اتفاق الدوحة قد أحبط الجيش الأفغاني".

ووقّعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 29 شباط/فبراير 2020 في الدوحة اتّفاقاً تاريخياً مع طالبان نصّ على انسحاب كلّ القوات الأجنبية قبل الأول من أيار/مايو 2021 في مقابل الحصول على ضمانات أمنية وإطلاق مفاوضات مباشرة بين المتمرّدين والسلطات الأفغانية.

وبعدما تولّى جو بايدن سدّة الرئاسة الأميركية ودقّق في تفاصيل الاتفاق مدى أشهر، قرّر تنفيذه إنما أرجأ الموعد النهائي للانسحاب إلى 31 آب/أغسطس.

تضرر المصداقية

ورأى الجنرال مارك ميلي أنّ ما حصل شكل "فشلاً استراتيجياً. فالعدو في الحكم في كابول. ولا مجال لوصف الوضع بطريقة أخرى"، وحذّر كذلك من أنّ خطر إعادة تشكيل صفوف تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان "إمكانية واقعية جدا".

وفي حين يؤكد البنتاغون أنه قادر عن بُعد على مواصلة الضربات عبر طائرات مسيّرة ضد القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، سئل الجنرال ماكنزي عن فرص تجنب وقوع هجوم يستهدف المصالح الأميركية تشنّه جماعات جهادية انطلاقا من أفغانستان، فردّ "يجب الانتظار لنرى"، وأشارك الجنرال مارك ميلي إلى أنّ قرار سحب المستشارين العسكريين من الوحدات الأفغانية قبل ثلاث سنوات ساهم في المبالغة في تقدير إمكانات الجيش الأفغاني.

وقال ميلي إن بلاده "لم تجر تقييما شاملا لمعنويات القيادة وعزيمتها"، وتابع "يمكن إجراء تعداد للطائرات والشاحنات والعربات والسيارات (...) لكن لا يمكن قياس القلب البشري بواسطة آلة"، وظهرت تباينات بين موقفي رئيس الأركان ووزير الدفاع حين سأل عضو في اللجنة عما إذا تسبب الانسحاب بـ"تضرّر" سمعة الولايات المتحدة.

وجاء في ردّ رئيس الأركان "أعتقد أن مصداقيتنا لدى حلفائنا وشركائنا في العالم، ولدى خصومنا، تخضع لإعادة نظر بكثير من التمعّن"، وأضاف "يمكن استخدام كلمة تضرّر، نعم"، إلا أنّ وزير الدفاع خالفه الرأي قائلاً "أعتقد أن مصداقيتنا لا تزال متينة".

واكد قائد أركان الجيوش الأميركية أنه لم يشكّ يوماً بالوضع الذهني للرئيس السابق دونالد ترامب في نهاية ولايته خلافاً لتاكيدات صحافيين أقرّ بأنّه تحدّث إليهم، وقال الجنرال ميلي أمام أعضاء لكونغرس في أول تصريح له حول هذه المسألة "أنا على يقين أنّ الرئيس ترامب لم يكن ينوي مهاجمة الصينيين وكان يقع على مسؤوليتي المباشرة باسم الوزير تبيان تعليمات الرئيس ونواياه".

اضف تعليق