q
سيجد نتانياهو صعوبة في السيطرة على شركائه الجدد.. لأنه سيكون مدينًا لهم بتمرير تشريع يخرجه من محاكمة الفساد.. ان المجتمع الاسرائيلي اصبح اكثر يمينية وبطرق معينة اكثر تقليدية وأكثر (تمسكا) بالعرقية الدينية والقومية. السيناريو المتوقع هو صدور المزيد من القوانين العنصرية والمزيد من العنف والاذلال للناس في الضفة...

رسّخت الانتخابات الإسرائيلية الاخيرة صعود اليمين المتطرف في وقت يتّجه اليميني المتشدد المثير للجدل إيتمار بن غفير لتولي منصب بارز في الحكومة الاسرائيلية المقبلة.

فبعد خروجه منتصرا يواجه بنيامين نيتنياهو اختبارا جديدا في تشكيل حكومة بالتعاون مع حزب قومي متطرف أثار صعوده المفاجئ قلق الكثيرين في الداخل والحلفاء في الخارج إزاء التبعات المحتملة على الديمقراطية الإسرائيلية.

ويبدو نتنياهو (73 عاما)، وهو أطول رؤساء وزراء إسرائيل حكما والشخصية الأكثر أهمية في المشهد السياسي بها منذ وقت طويل، قريبا من العودة لتولي مقاليد الحكم بعد أكثر من عام بقليل من خسارته في انتخابات أمام تحالف غير معتاد من أحزاب يمينية وليبرالية وعربية في عام 2021.

لكن هذه المرة لم يستحوذ نتنياهو وحده على الأضواء، إذ اضطر إلى تقاسمها مع الزعيم اليميني المتطرف إيتمار بن غفير (46 عاما) والذي من المرجح أن يتولى دورا كبيرا في الحكومة بعد أن أصبح تكتل (الصهيونية الدينية) الذي يرأسه ثالث أكبر كتلة في البرلمان بعد الفوز بما يصل إلى 14 مقعدا.

قاد بن غفير المناهض للعرب حملة نشطة تركزت على الأمن والهوية اليهودية واحتفل بفوز تحالفه "الصهيونية الدينية" بالمركز الثالث في الانتخابات التي جرت في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال لمؤيديه المبتهجين بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي والنتائج شبه النهائية أن تحالفه زاد عدد مقاعده البرلمانية بأكثر من الضعف "حان الوقت لنعود أسياد بلادنا".

من المتوقع أن يلعب تحالف "الصهيونية الدينية" دورًا مركزيًا في ائتلاف جديد يشكله الزعيم المخضرم بنيامين نتانياهو الذي فاز حزبه الليكود اليميني بأكبر عدد من الأصوات.

ويتعذّر على نتانياهو تأمين منصب رئيس الوزراء دون دعم بن غفير وحليفه في "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش الأكثر تكتمًا.

يعطي ذلك اليمين المتطرف نفوذاً غير مسبوق، مما يضمن تحول بن غفير من سياسي منبوذ إلى صاحب نفوذ.

ويقف وراء هذا التحول السياسي المحنّك نتانياهو الذي يواجه تهما بالفساد نفاها مرارا، وفقًا للباحث يوسي كلاين هاليفي من "معهد شالوم هارتمان" في القدس.

وقال هاليفي إن "نتانياهو لمّع صورة اليمين المتطرف الذي يحتاجه من أجل تحالفه. ورأى الكثير من الإسرائيليين أنه مجرد نسخة أكثر تشددا من الليكود".

وسواء كان الليكود أو حلفاؤه الآخرون في الائتلاف الذي تشكل من الأحزاب اليهودية المتشددة، فسيتعين على نتانياهو تقديم بعض التنازلات للصهيونية الدينية للاحتفاظ بدعمهم.

وقال هاليفي الذي ألف كتابًا عن انجذابه للتطرف اليهودي عندما كان مراهقًا "سيجد نتانياهو صعوبة في السيطرة على شركائه الجدد.. لأنه سيكون مدينًا لهم بتمرير تشريع يخرجه من محاكمة الفساد".

"دولة فاشية"

بالنسبة للباحث في علم الاجتماع في معهد سياسة الشعب اليهودي في القدس الغربية شلومو فيشر فإن النتائج تأتي بعد ظاهرة برزت منذ مدة طويلة.

وأفاد وكالة فرانس برس ان "المجتمع الاسرائيلي اصبح اكثر يمينية وبطرق معينة اكثر تقليدية وأكثر (تمسكا) بالعرقية الدينية والقومية".

أثار النجاح الانتخابي للصهيونية الدينية مخاوف اليساريين والوسطيين والأقلية العربية الإسرائيلية التي كانت منذ سنوات في الطرف المتلقي لانتقادات بن غفير اللاذعة.

وقال جعفر فرح، رئيس "مركز مساواة" المدافع عن حقوق العرب الإسرائيليين، إن "الناس يخشون الإجراءات التي سيتخذونها". واضاف "هناك غضب هنا بسبب انقسام الاحزاب العربية" التي تمثل 20 في المئة من السكان.

وينظر إلى انقسام الأحزاب العربية كسبب سمح بتصدر نتانياهو بعد أن خاضت الانتخابات بثلاث قوائم منفصلة بدلا من قائمة واحدة مشتركة سمحت لها بالفوز بعدد قياسي من المقاعد في انتخابات آذار/مارس 2020.

وتسبب الانقسام في ضياع أصوات الناخبين العرب وعدم اجتياز بعض القوائم عتبة الحسم.

وقال منصور عباس رئيس "القائمة العربية الموحدة-الحركة الاسلامية" "اليوم، نعيده (نتانياهو) إلى السلطة، نقدم له هدية لأننا سلبيين".

وانضم حزب عباس إلى الائتلاف المنتهية ولايته وانفصل عن القائمة العربية المشتركة في العام 2021 ما مهد لانضمامه الى الائتلاف.

وسيجلس حزبه في صفوف المعارضة إلى جانب "تحالف الجبهة" و"العربية للتغير" برئاسة ايمن عودة واحمد الطيبي.

وحذرت الناشطة فدا تبوني من أن إسرائيل أصبحت "دولة أكثر عنصرية وفاشية".

واضافت لوكالة فرانس برس ان "السيناريو المتوقع هو صدور المزيد من القوانين العنصرية والمزيد من العنف والاذلال للناس في الضفة الغربية والاراضي الفلسطينية المحتلة.

المخاوف من اليميني المتطرف بن غفير

وقال عساف شابيرا، مدير قسم الإصلاح السياسي في معهد إسرائيل للديمقراطية، إنه بينما انضمت الأحزاب الدينية بانتظام إلى كنف تحالفات يمينية سابقة، فإن حزب الصهيونية الدينية في طريقه لممارسة تأثير غير مسبوق.

وأضاف أن "هذا الحزب حقق نجاحا كبيرا، إذ لم يحقق أي حزب ديني في إسرائيل مثل هذا العدد على الإطلاق".

وحظي بن غفير بدعم كثير من الناخبين الذين لا ينتمون إلى قاعدة ناخبيه المعتادة من المتدينين، لكن صعود السياسي صاحب التصريحات التحريضية والمثيرة للجدل الذي كان يدعو حتى وقت قريب لطرد الفلسطينيين، أثار مخاوف واسعة النطاق بين العديد من الإسرائيليين، وخاصة فيما يتعلق بالأمن.

وبزغت مخاوف مماثلة تحديدا في أعقاب أعمال العنف التي اندلعت في بعض المدن المختلطة بين العرب واليهود العام الماضي، مما تسبب في صدمة عميقة للعديد من السكان.

وقالت المعلمة موريا سيباج (29 عاما) "استيقظ الناس ورأوا أن ما يحدث في البلاد لا يمكن تجاهله.

"دعونا نأمل أن يستتب الأمن مرة أخرى، هذا هو المهم بالنسبة لي الآن".

وقال بن غفير إنه يريد أن يصبح وزيرا للشرطة، لكن لا يزال من غير الواضح ما الذي سيفعله نتنياهو، الذي سيُحاكم بتهم فساد ينفيها، بمجرد عودته إلى رئاسة الوزراء أو المناصب التي قد تعرض على بن غفير وشريكه بتسلئيل سموتريتش.

وفي خضم تصاعد الصراع مع الفلسطينيين من جديد وتنامي التوترات اليهودية العربية داخل إسرائيل، كتب بن غفير على تويتر "حان الوقت لفرض النظام هنا. حان الوقت ليكون هناك سيد للأرض".

وتصاعدت المخاوف في إسرائيل وخارجها من أن بعض الإجراءات التي تحدث عنها اليمين المتطرف، مثل طرد أي شخص يعتبر "غير مخلص" لإسرائيل أو فرض قيود أكبر على المحاكم، كما اقترح سموتريتش، يمكن أن تغير الطابع الديمقراطي لإسرائيل إذا جرى تنفيذها.

وقال ديفيد ماكوفسكي الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "أعتقد أنه تحول في الأعراف الديمقراطية... لا أعتقد أن هذا يعني أنها لم تعد ديمقراطية، لكنه بالطبع تحول بالنسبة لبلد طالما تفاخر باستقلال القضاء".

التسامح والاحترام للجميع

جزء من عملية التوازن التي تواجه نتنياهو سيتمثل في ضمان ألا تسبب هذه المخاوف مشاكل مع الحلفاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي لا تبدي أي قدر يذكر من الحماس للشريك الجديد.

وردا على سؤال حول القلق بشأن التعامل مع بن غفير، الذي أدين في عام 2007 بالتحريض العنصري ودعم حركة كاخ، وهي مجموعة مدرجة على قوائم الإرهاب الإسرائيلية والأمريكية، امتنع متحدث باسم وزارة الخارجية عن التعليق على ما قال إنها "افتراضات".

وقال إن الإدارة الأمريكية تأمل في أن "يواصل جميع المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين نشر قيم المجتمع الديمقراطي المنفتح، بما في ذلك التسامح والاحترام للجميع في المجتمع المدني، وخاصة الأقليات".

وعلى عكس صورته المتشددة، كثيرا ما اتخذ نتنياهو نهجا أكثر مرونة وواقعية من بعض أسلافه. لكن هناك مخاوف من أن مشاكله القانونية قد تدفعه إلى تقديم تنازلات لليمين المتطرف مقابل دعمهم في تقييد المحاكم.

وقال شابيرا "لنتنياهو الآن مصلحة شخصية في الحد من سلطات القانون والمحكمة العليا بسبب محاكمته".

وحتى أثناء سير الحملة الانتخابية، اقترح سموتريتش مجموعة من التغييرات القانونية التي من شأنها أن تقيد سلطة القضاء وتزيد سيطرة الحكومة على السلطة القضائية ويُحتمل أن تساعد نتنياهو في معاركه القانونية.

وانضم لابيد إلى المنتقدين الذين استنكروا التغييرات المقترحة باعتبارها هجوما على سيادة القانون، وعانى نتنياهو في رسم صورة لنفسه كرجل دولة لتهدئة المخاوف من ثورة مناهضة للديمقراطية.

وفي خطاب أمام أنصاره، قال نتنياهو إنه سيتجنب "المغامرات غير اللازمة"، ووعد بن غفير نفسه، الذي كان قبل أيام قليلة فقط يلوح بمسدس على المتظاهرين الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، بأن "نكون ممثلين للجميع".

هل نضج اليميني المتطرف بن غفير؟

وبينما لا يزال بن غفير يعيش في مستوطنة كريات أربع للمتشددين في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، حاول تبني خطابا أكثر اعتدالا عندما ظهر علنا في الفترة التي سبقت الانتخابات.

وقال لوكالة فرانس برس "لقد تغيرت.. قلت قبل 20 عامًا إنني أريد طرد كل العرب، لكنني لم أعد أعتقد ذلك. إلا أنني لن أعتذر".

اعتاد بن غفير تعليق في منزله صورة لباروخ غولدشتاين الذي قتل 29 فلسطينيا عام 1994، لكنه أزالها بعدما دخل معترك السياسة. مع ذلك، ما زال يظهر بانتظام في بؤر التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وبحسب هاليفي، فإن زعيم اليمين المتطرف "يزيّف تحوله السياسي".

وكسياسي وضع نصب عينيه ضمّ إسرائيل للضفة الغربية المحتلة التي يقطنها 2,8 مليون فلسطيني ونقل بعض السكان العرب الإسرائيليين في البلاد.

وقال بن غفير (46 عاما) في مقال على الصفحة الأولى في صحيفة (إسرائيل هيوم) الأوسع انتشارا "لقد نضجت، أصبحت معتدلا، وأدركت أن الحياة أكثر تعقيدا".

وبينما دعا ذات مرة إلى طرد المواطنين العرب في إسرائيل بشكل جماعي، يقول بن غفير الآن إنه يريد ذلك فقط لمن يعتبرهم إرهابيين أو خونة، بما في ذلك بعض ممثلي الأقلية، التي تشكل 21 بالمئة من سكان إسرائيل، في البرلمان.

وعلق بن غفير، وهو يعيد نشر تغريدة على تويتر تظهر صورة عضو الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي في أحد المطارات بكلمة "انتصرنا". وحذف ذلك، ناشرا تعليقا جديدا يقول "لقد حان الوقت! قد يكون لدينا فقط مثل هذه الأنباء السارة، وربما لا يعودون".

ورد الطيبي على تويتر قائلا إن مقال بن غفير في الصحيفة "مزحة".

وجاء المقال بعد يوم من إثارة زميل آخر لبن غفير في زعامة الحزب غضب يسار الوسط من خلال التلميح إلى أن الدولة كان لها دور في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين عام 1995 على يد متعصب يهودي يسعى لوقف تسليم الأراضي للفلسطينيين.

وقال بتسلئيل سموتريتش خلال مراسم لإحياء الذكرى بالبرلمان إن اليمينيين كانوا محقين في احتجاجهم على سياسات رابين. وأضاف أن الأجهزة الأمنية "استخدمت التلاعب الذي يدل على انعدام الشعور بالمسؤولية، والذي لم يتم الكشف عنه بالكامل حتى يومنا هذا، لتشجيع القاتل".

وبدت تعليقاته كتلميح إلى أن جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) كان وراء توجيه عميل محرض بين اليمين المتطرف في الفترة التي سبقت الاغتيال، وهي مسألة تناولتها لجنة تحقيق حكومية ومحاكمات قضائية.

وفي مقال بعنوان "رسالة إلى إخواني في اليسار"، لم يشر بن غفير إلى المحادثات الإسرائيلية التي ترعاها الولايات المتحدة حول إقامة دولة فلسطينية، والتي توقفت منذ سنوات، وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها ترغب في إحيائها.

ويعارض حزب "الصهيونية الدينية"، مثل الأحزاب الإسرائيلية اليمينية الأخرى، قيام الدولة الفلسطينية. كما دعا بن غفير إلى تفكيك السلطة الفلسطينية التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية، وهي خطوة من شأنها أن تعيد الفلسطينيين فعليا إلى حكم إسرائيلي غير محدود دون حقوق وطنية.

وفي تركيز على القضايا الداخلية، كتب بن غفير الذي يرغب في تولي مسؤولية الشرطة، إنه سيكافح الجريمة التي تعصف بعرب إسرائيل، قائلا إن الحكومات السابقة تجاهلتها.

وأكد أنه والليبراليين "متفقون على 90 بالمئة من القضايا". وأضاف أنه لن يسعى إلى فرض قانون ديني أو كبح حرية المعارضة، موضحا "حتى لو لم يكن لدي حرص على المسيرة (فخر المثليين)، فسأضمن أقصى حماية للرجال والنساء في المسيرات".

من منتهك للقانون لصانع ملوك؟

بعدما ظل يُنظر إليه لسنوات على أنه مثير مشاكل للاتجاه السياسي السائد، حقق السياسي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير فوزا كبيرا في الانتخابات العامة وقد يلعب الآن دور صانع الملوك في عودة سياسية مثيرة لبنيامين نتنياهو.

وتظهر النتائج أن حزب بن غفير (الصهيونية الدينية) جاء في المركز الثالث في الانتخابات، الأمر الذي سيمنح السياسي المتشدد دورا محوريا في تشكيل حكومة جديدة بقيادة نتنياهو، الذي تمتد السنوات التي أمضاها في رئاسة الوزراء لربع قرن، وكان آخرها قبل نحو 18 شهرا.

ويمثل هذا التطور تحولا جذريا لبن غفير، الذي أُدين عام 2007 بالتحريض العنصري ضد العرب ودعم حركة كاخ المدرجة على قوائم الإرهاب في كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

ورغم أن هذه الخلفية كانت أبعدته عن السياسة الإسرائيلية، فإن نجاحه عبر صناديق الاقتراع يعكس نزعة متشددة بين جمهور الناخبين بعدما قام هو بتغيير صورته، مما دفع نتنياهو للقول إنه مستعد للتعامل مع رجل سبق أن ازدراه.

وفي خطاب للاحتفال بالنصر، تخلله ترديد الجمهور لشعاره “الموت للإرهابيين!“، قال بن غفير (46 عاما) “أعد من لم يصوتوا لي، من أحزاب بعيدة في التوجهات، بأننا أخوة”.

ويسعى بن غفير إلى أن يصبح وزيرا للأمن في الحكومة القادمة، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم حدة المواجهة بين إسرائيل والفلسطينيين ويزيد من التوترات بين اليهود والعرب داخل إسرائيل.

وقد يمثل وجوده اختبارا لعلاقات إسرائيل الراسخة مع الولايات المتحدة والجالية اليهودية فيها، التي تميل بصورة أكبر للاتجاه اليساري.

ونقلت صحيفة يسرائيل هيوم المحافظة عن مسؤول لم تذكر اسمه في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قوله في مقال نُشر في سبتمبر أيلول “انظروا إلى تاريخ بن غفير وأفعاله وتصريحاته. إنه ليس شخصا نريد أن نراه جزءا من الحكومة”.

ولطالما انخرط بن غفير على مدار عقود في مشادات مع العرب والليبراليين في الكنيست وخارجه. إلا أنه خفف من خطابه.

ويقول إنه لم يعد يدعو لطرد جميع الفلسطينيين، وإنما فقط من يعتبرهم هو خونة أو إرهابيين. ويضيف أن ذلك يتعين أن يشمل اليهود غير المخلصين للوطن. كما يؤيد عقوبة الإعدام وتخفيف اللوائح التي تتيح للقوات إطلاق النار.

ويرغب بن غفير، المستوطن في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، في تفكيك السلطة الفلسطينية التي تحكم أجزاء من الضفة بموجب اتفاقات سلام مؤقتة. وهذا من شأنه أن يعيد فلسطينيي الضفة الغربية إلى السيطرة الإسرائيلية الكاملة.

ويقول بن غفير، الذي دأب على وصف مسيرات المثليين بأنها “فاحشة“، إنه سيتقبل الأمر حاليا إذا أصبح أحد أبنائه الستة مثلي الجنس. ومع ذلك، فإنه يصر على أن يظل الزواج في إسرائيل خاضعا لقيود الدين المتشددة.

ولم يخدم بن غفير في الجيش عندما كان في سن 18 عاما- وهو عادة ما يمثل عائقا انتخابيا رئيسيا. ويقول إنه حُرم من التجنيد لأسباب سياسية. وتضم قائمته البرلمانية جنرالا عسكريا متقاعدا. وتصَدر عناوين الأخبار في إسرائيل عندما لوّح بمسدس خلال مواجهات مع فلسطينيين.

وحول إمكانية أن يكون لبن غفير دور في الائتلاف، قالت (رابطة مكافحة التشهير)، وهي منظمة يهودية غير حكومية تعنى بالدفاع عن الحقوق المدنية مقرها نيويورك، قبل الانتخابات “نعتقد أن مثل هذا التطور سيقوض المبادئ التي تأسست عليها إسرائيل ومكانتها بين أقوى داعميها”.

اضف تعليق