q
نجهل الكثير من الاسرار المدهشة عن الفضاء الذي لطالما حظية باهتمام البشر منذ آلاف السنين، ومع تطور العلوم والتكنولوجيا يكتشف العلماء مزيدا من خفايا الكون الفسيح التي من شأنها ان تؤثر على كوكبنا داخل المجموعة الشمسية، بعد تطور التكنولوجيا ووصول البشر بصواريخهم ومسباراتهم إلى كواكب أخرى...

نجهل الكثير من الاسرار المدهشة عن الفضاء الذي لطالما حظية باهتمام البشر منذ آلاف السنين، ومع تطور العلوم والتكنولوجيا يكتشف العلماء مزيدا من خفايا الكون الفسيح التي من شأنها ان تؤثر على كوكبنا داخل المجموعة الشمسية، بعد تطور التكنولوجيا ووصول البشر بصواريخهم ومسباراتهم إلى كواكب أخرى، اشتعل الولع باكتشاف سكان الفضاء اشتعل كما أشعلت نظريات المؤامرة والخيال العلمي الكثير التساؤلات المثيرة حول عالم الفضاء، فهل يمكن أن يتحمل البشر المكوث في بعثات فضائية قد تمتد لسنوات؟، الإجابة تعود الى بدأ السباق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لغزو الفضاء إبان الحرب الباردة، كان بعض العلماء يظنون أن الحياة في الفضاء قد تفوق طاقة البشر، في الأيام الأولى لسباق الفضاء، خُيّل للأطباء النفسيين بسلاح الجو الأمريكي أن من يتقدم لمنصب رائد فضاء يجب أن يكون "طائشا، أو انتحاريا، أو غير سوي جنسيا، يستمتع بخوض المخاطر"، وأرجع الأطباء ذلك إلى أن ما من شخص يسمح لأحد بأن يقيده بمقعد في صاروخ باليستي عابر للقارات، ثم يُطلقه نحو مدار الكرة الأرضية، إلا إذا كان مجنونا أو متهورا أو باحثا عن الملذات.

فعلى مر التاريخ، قدم لنا الفلكيون اكتشافات باهرة؛ كواكب جديدة، نجوم تنفجر، مجرات عند حافة الكون... أما الآن، فهم على وشك الوصول إلى الاكتشاف الأكثر إثارة للدهشة من أي اكتشاف آخر، أن هناك ان كائنات متطورة اكثر من البشر بكثير، قد لا ترى في سكان الارض سوى "حشرات مزعجة".

لطالما كان وجود كائنات ذكية خارج كوكب الارض مصدر الهام لقصص الخيال العلمي، لكنه كان دوما مصدر قلق للعلماء المتخوفين من ان يؤدي لقاء البشر مع كائنات اكثر تطورا الى اثار وخيمة على الحضارة البشرية.

فالقلق جدي حول امكانية ان تكون كائنات ذكية تعيش في كواكب اخرى، تمسح الفضاء بحثا عن كائنات حية اخرى، تماما كما يفعل اهل الارض.

ويبحث علماء الارض عن حضارات على كواكب اخرى من خلال مراقبة عدد كبير من الاجرام الفضائية، ففي الوقت الذي تكون هذه الاجرام واقعة على خط مستقيم مع شمسها ومع الارض، وتكون هي في موقع بين شمسها والارض، ينبغي ان تبدو بقعة داكنة، اما ان انبعث منها الضوء فان الامر يشي بما هو غير عادي.

ويراقب العلماء الكواكب التي تقع في منطقة قابلة للحياة، اي انها ليست قريبة جدا من شموسها بحيث يلتهب سطحها، ولا هي بعيدة جدا بحيث تتجمد، بل انها في مسافة معتدلة تسمح ببقاء المياه سائلة على سطحها وبالتالي تكون مناسبة لنشوء الحياة، وان صدقت مخاوف بعض العلماء من امكانية وجود كائنات ذكية متطورة تراقب الفضاء كما يفعل البشر، فان الارض قد تكون عرضة لما لا تحمد عقباه، ان تتعرض للغزو والاستعمار.

وتبقى ابحاث العلماء عن كواكب اخرى قابلة للحياة ابحاثا نظرية، اذ انه لا يمكن للبشر حتى الآن السفر في الفضاء سوى للاجرام القريبة جدا من الارض، اما تلك التي تبعد سنوات ضوئية، ومنها ما يبعد ملايين السنوات الضوئية، فلا يمكن الذهاب اليها الا ان تمكن الانسان يوما ما من السفر عبر الزمن.

المليارديرات في الصدارة

تحت مسمى "نيوسبايس"، يتزايد عدد رواد الأعمال الذين ينضمون إلى سباق توفير رحلات تجارية بأسعار مخفضة إلى الفضاء، ومن بين أهم هؤلاء الرواد في مجال الأعمال إيلون ماسك، وجيف بيزوس، وريتشارد برونسون الذين صنعوا ثرواتهم في قطاعات أخرى، وهناك تحد فيما بين هؤلاء الثلاثة على إنشاء مؤسسات عملاقة لرحلات الفضاء.

ويعكس هذا التنافس الشديد بين هؤلاء طموحهم إلى تطوير مجال السياحة الفضائية وتوفير إمكانية الإقامة الدائمة على القمر، وحتى المريخ، كما دخل هؤلاء الرواد ليملأوا الفراغ الذي خلفه تراجع الإنفاق الحكومي على تمويل البعثات إلى الفضاء.

وتحولت أسماء مثل "سبيس إكس" و"بلو أوريجين" إلى جزء من السباق العسكري المربح إلى الفضاء، إذ تسعى الولايات المتحدة لمجابهة الطموح الفضائي للصين وروسيا. يأتي ذلك وسط ظهور تقديرات تشير إلى إمكانية بلوغ حجم قطاع الفضاء حوالي تريليون دولار بحلول 2040، فما هي تلك الشركات التي تأمل في جني أرباح من خلال تغيير مستقبلنا؟ ومن هم الرجال الذين يقفون وراء تلك الشركات؟

كان جيف بيزوس، مؤسس أمازون وأغنى رجل في العالم، هو أول ملياردير يقفز إلى "سباق الفضاء" التجاري بداية بتأسيس شركة بلو أوريجين عام 2000، ومقارنة بالشركات المنافسة لها قطاع الفضاء، تحيط بلو أرويجين أنشطتها بقدر كبير من التكتم.

وعانت الشركة من بعض النكسات منذ تأسيسها بعد فشل عدد من عمليات إطلاق الصواريخ، والمشكلات التي واجهت مشروع محرك BE4. ومنذ عام 2016، يبيع بيزوس أسهم يمتلكها في أمازون بقيمة مليار دولار سنويا لمساعدة شركة الفضاء على الاستمرار.

وتستهدف شركة بيزوس، مثلها مثل منافستها سبيس إكس، تقليل تكلفة السفر إلى الفضاء من خلال بناء صواريخ قابلة للاستخدام المستمر على عكس ما كان معروفا في الماضي من أن الصاروخ يستخدم مرة واحدة بعد إطلاقه.

ومنذ ثلاثة سنوات، كانت الشركة هي الأولى في القطاع التي تنجح في تنفيذ هبوط لأحد الصواريخ التي أطلقتها، ونجحت الشركة في تكرار عملية هبوط صاروخها المسمى "نيو شيبرد" خمس مرات حتى الآن، لكن إيلون ماسك سخر من بيزوس على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا أن الرحلات التي انطلق إليها الصاروخ كان "نصف مدارية"، وهي رحلة لا يستطيع خلالها الصاروخ قطع مسافة المدار الفضائي الذي يسير فيه كاملة ويعود من منتصف المسافة، وأحرزت بلو أوريجين في الفترة الأخيرة تقدما ملحوظا بعد أن وقعت بعض الاتفاقيات المربحة مع الحكومة، كما حصلت على شهادات اعتماد من الحكومة الأمريكية، ووقعت الشركة، هي وشركتا نورثروب غرومان ويونايتد لونش ألليانس، عقدا مع سلاح الطيران الأمريكي لتطوير صواريخ تصلح للاستخدامات العسكرية. وبموجب هذا الاتفاق، تحصل كل شركة منهم على 109 ملايين دولار.

وأعلن جيف بيزوس أن شركته سوف تُرسل "سائحين إلى الفضاء" في رحلات نصف مدارية، وهو ما أكدت عليه الشركة عندما أعلنت عن البدء في بيع تذاكر هذه الرحلات العام المقبل مع ترجيح بعض المطلعين على شؤون الشركة وصول قيمة التذكرة إلى 300 ألف دولار، ويصل طموح بيزوس إلى حد الدخول في شركة مع الوكالة الأمريكية لعلوم الفضاء "ناسا" في المستقبل لدراسة إمكانية توفير إقامة دائمة للبشر على سطح القمر.

أسس إيلون ماسك، المولود في جنوب أفريقيا، شركته سبيس إكس عام 2002 برأس مال بلغ 100 مليون دولار جمعها من أرباح حققتها شركة أرباح باي بال، التي شارك في تأسيسها، وأطلقت الشركة سبعين صاروخا منذ تأسيسها حتى الآن، ودخلت في صفقات مع ناسا، وسلاح الجو الأمريكي، ووكالة الفضاء الأرجنتينية لبناء أقمار صناعية علاوة على المساعدة في نقل الإمدادات إلى المحطة الفضائية الدولية.

وتجاوزت سبايس إكس ما وصلت إليه بلو أرويجين وفيرجين غالاكتيك في قطاع الفضاء، إذ نجحت في قطع مسافة 22 ألف ميل فوق خط الاستواء، ولم يكن الطريق ممهدا أمام شركة ايلون ماسك للفضاء طوال الوقت، إذ عانت بعض النكسات مثل انفجار عدد من الصواريخ أثناء الإطلاق وفقد بعضها لحمولاتها، من بينها قمر تجسس بنته لصالح الجيش الأمريكي.

ويعرف ماسك بتصريحاته وتعليقاته المثيرة للجدل التي تكشف إخفاقاته ونجاحاته، فقد نشر ماسك سلسلة من مقاطع الفيديو لعمليات فاشلة لإطلاق وهبوط صواريخ على مواقع التواصل الاجتماعي متضمنة "تصويرا لانفجارات ملحمية". كما أطلقت سبيس إكس صاروخا يحمل سيارة تيسلا إلى الفضاء في إطار مشروع صواريخ فالكون الثقيلة.

ويخطط ماسك، مثل بلو أوريجين، لإرسال البشر إلى الفضاء في رحلات تجارية. وأعلنت الشركة في وقت سابق من العام الجاري أن المليونير الياباني يوساكو مايزوا سوف يكون أول من يُرسل في رحلة من هذا النوع، لكن الهدف الأكبر لسبيس إكس هو إرسال البشر إلى المريخ للاستيطان على سطح الكوكب الأحمر، وقال ماسك: "أريد أن أموت على المريخ، لا من أثر الهبوط عليه"، انضم الملياردير البريطاني ريتشارد برونسون إلى أعضاء مجموعة "نيوسبيس" بعد تأسيس شركته فيرجين غلاجتيك عام 2004.

وبينما ينشغل منافسوه بالسفر عبر الفضاء، يركز برونسون على تطوير "طائرات فضائية قابلة للاستخدام المستمر" لنقل الركاب والحمولات في رحلات قصيرة نصف مدارية، وبدأت الشركة بالفعل في بيع تذاكر رحلات إلى الفضاء مقابل 250 ألف دولار للتذكرة الواحدة، وتقدم بعض النجوم مثل مطرب البوب جاستن بيبر للتسجيل في هذه الرحلات بالفعل. كما استرعت اهتمام مستثمرين في عدة دول، من بينهم هيئة الاستثمار الإماراتية.

واحتلت الشركة عناوين الأخبار بعد عملية إطلاق صاروخ فاشلة أدت إلى مقتل طيار وإصابة آخر في كاليفورنيا في 2014. وكان الحادث من النكسات التي واجهتها الشركة أثناء تحقيق أول أهدافها الذي يتمثل في إرسال سائحين إلى الفضاء، لكن الشركة أجرت عددا من التجارب الناجحة منذ ذلك الحين، ما دفع برونسون إلى إعلان أن شركته سوف تكون في الفضاء في غضون أسابيع "لا أشهر" من الآن.

64 قمر صناعي

أطلقت شركة سبيس إكس المملوكة لإيلون ماسك الصاروخ فالكون 9 من ولاية كاليفورنيا الأمريكية يوم الاثنين حاملا 64 قمرا صناعيا صغيرا إلى مدار قريب من الأرض، في مهمة وصفتها الشركة بأنها أكبر مهمة من نوعها لصاروخ ينطلق من الولايات المتحدة.

والمهمة التي أطلق عليها اسم (إس.إس.أو-إيه) هي ثالث رحلة للفضاء يقوم بها الصاروخ فالكون 9 مما يمثل حجر زاوية آخر على طريق تكنولوجيا سبيس إكس منخفضة التكلفة التي تقوم على إعادة استخدام الصواريخ.

وانطلق الصاروخ فالكون 9 من قاعدة فاندنبرج التابعة للقوات الجوية في كاليفورنيا الساعة 10:34 صباحا بالتوقيت المحلي (1834 بتوقيت جرينتش) حاملا الأقمار الصناعية التي تخص 34 شركة ووكالة حكومية وجامعة مختلفة.

وقالت سبيس إكس إن المهمة ”أحد أكثر المهام تعقيدا“ لشركة سبيس فلايت الناشئة التي تتخذ من سياتل مقرا لها، وهي الشركة التي رتبت المسارات لكل شركة من الشركات المنتجة للأقمار الصناعية.

وتأتي المهمة بعد أيام من إطلاق الهند صاروخا يحمل 31 قمرا صناعيا للفضاء، وأظهرت لقطات حية عودة المرحلة الأولى من الصاروخ إلى الأرض كما هو مخطط بعد الإطلاق وهبوطها على سفينة قبالة الساحل الجنوبي لولاية كاليفورنيا.

لكن جزءا في الصاروخ يوفر الحماية للأقمار الصناعية لحظة الانطلاق لم يسقط في شبكة للهبوط وسقط في المحيط، وقال ماسك، الرئيس التنفيذي لسبيس إكس من خلال حسابه على تويتر ”لم يسقط جناحا منصة فالكون في الشبكة لكنهما هبطا بسلاسة في المياه“. وأضاف أن السفينة تتحرك لانتشالهما، وأضاف ماسك، وهو أيضا الرئيس التنفيذي لشركة تسلا على تويتر ”الخطة هي تجفيفهما وإطلاقهما مرة أخرى. لا مشكلة في قليل من السباحة“.

حجز أول تذكرة لرحلة سياحية حول القمر

باعت شركة "سبيس إكس" الأمريكية الفضائية أول تذكرة لرحلة سياحية حول القمر من دون أن تكشف عن هوية الشاري، بحسب ما نشرته الجمعة في تغريدة على حسابها في تويتر. وسبق وأعلنت الشركة مطلع 2017 أنها سترسل سائحين إلى مدار القمر اعتبارا من 2018 بواسطة صاروخ "فالكون هافي".

أعلنت مجموعة "سبيس إكس" الأمريكية الفضائية أنها وقعت أول عقد مع زبون لرحلة سياحية حول القمر، من دون أن تكشف عن هويته، وستكون هذه الرحلة التي لن تنطلق قبل سنوات، الأولى إلى مدار القمر منذ رحلة "أبولو" في 17 كانون الأول/ديسمبر من العام 1972.وذكّرت الشركة أن24  رائد فضاء فقط سافروا إلى القمر ومحيطه في تاريخ غزو البشر للفضاء، وأشارت الشركة في تغريدة نشرتها الجمعة على حسابها الرسمي في موقع تويتر "وقّعت سبيس إكس عقدا مع أول زبون في العالم يرغب في إجراء رحلة حول القمر في مركبتنا بي أف أر، في خطوة تهم من يحلمون بالذهاب إلى الفضاء".

وستكشف الشركة عن هوية هذا الشخص الاثنين، لكن تسود تكهنات بأنه ياباني وذلك بعدما رد مؤسس "سبايس إكس" على سؤال أحد متابعيه على تويتر عن تفاصيل إضافية بنشر علم اليابان.

وجعل ذلك الكثيرين يظنون أن هذا الزبون ما هو إلا رجل الأعمال الياباني دايسوكي إينوموتو البالغ من العمر47 عاما، والذي يرغب في أن يكون أول سائح آسيوي في الفضاء، وسبق أن أجرى تدريبات لهذه الغاية في مدينة النجوم قرب موسكو، لكن الرحلة لن تنطلق قبل سنوات عدة، لأن المركبة ما زالت قيد التصنيع.

وسبق وأعلنت "سبيس إكس" مطلع سنة2017  أنها سترسل سائحين إلى مدار القمر اعتبارا من2018  بواسطة صاروخ "فالكون هافي"، لكن ذلك لم يحدث بعد، وطول صاروخ "بي أف أر يبلغ 106 أمتار، وسيكون أقوى بمرة ونصف المرة تقريبا من الصاروخ "ساتورن7"الذي أطلق الرواد الأمريكيين إلى القمر في السبعينيات.

مؤسس أمازون وسط سباق فضاء محموم

قالت مصادر مطلعة إن جيف بيزوس مؤسس أمازون.كوم يسابق الزمن كي ينتشل شركته الخاصة للفضاء من وضع الشركة الناشئة إلى وضع الإنتاج وسط مؤشرات على أن صاروخ شركته الثقيل المقرر إطلاقه في 2020 قد يتخلف عن الموعد المحدد.وضمت بلو أوريجين مئات المهندسين خلال السنوات الثلاث الماضية وتواصل زيادة التوسع الذي وصفه أحد العاملين بأنه ”مبالغ فيه“. وقال زبون كبير لرويترز إن الشركة، التي مقرها كنت في ولاية واشنطن، تتطلع إلى مضاعفة قو، ها العاملة الحالية إلى حوالي ثلاثة آلاف موظف خلال العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة.

تتركز الحاجة الملحة للشركة على صاروخ يطلق عليه اسم نيو جلين. والصاروخ الثقيل الذي تعهد بيزوس بأنه سيكون قادرا على نقل الأقمار الصناعية بل والناس في نهاية المطاف إلى الفضاء، هو محور آمال الشركة في الفوز بالعقود العسكرية والتجارية المجزية، وستكون المرحلة الأولى للصاروخ نيو جلين قابلة لإعادة الاستخدام وهي مسألة أساسية في استراتيجية بيزوس لخفض التكاليف وزيادة وتيرة عمليات الإطلاق. وأكد مسؤولون تنفيذيون في بلو أوريجين علانية أن الرحلات التجريبية ستبدأ في غضون عامين، لكن من غير المؤكد بعد إن كانت بلو أوريجين ستفي بهذا الموعد.

ومع اقتراب العام 2020، مازال مهندسو الشركة يضعون اللمسات الأخيرة على تفاصيل تصميم الصاروخ نيو جلين، وشرعوا للتو في بناء مكونات نموذج يجب تجربتها من خلال اختبارات قاسية، حسبما قال أشخاص مطلعون على المشروع، طلبوا عدم نشر أسمائهم لأنهم غير مخولين بالحديث علانية.

وأقرت بلو أوريجين سرا في محادثات مع شركة الأقمار الصناعية الفرنسية يوتلسات، أول زبائن الصاروخ نيو جلين، أن الإطار الزمني الذي وضعته بحلول 2020 ”صعب للغاية“، بحسب مصدر مطلع بشكل مباشر على المحادثات بين الشركتين.

وأضاف المصدر المطلع أن الشركتين أضافتا بنودا لحماية العقد، الذي يشمل إطلاق قمر صناعي في مدار ثابت من الأرض في الفترة 2021-2022، ولذا لن تتعرض بلو أوريجين لعقوبات إذا تأخرت.

وامتنع يوهان ليروي نائب المدير التنفيذي لشركة يوتلسات عن مناقشة تفاصيل عقد شركته مع بلو أوريجين، لكنه قال إنه متفائل بأن الصاروخ نيو جلين سيكون جاهزا لحمل القمر الصناعي بنهاية 2022، وقال ليروي ”بالطبع لا يمكنني ضمان أنهم سيحترمون إطارهم الزمني الأولي لكننا على ثقة من أنهم لن يتأخروا كثيرا عن ذلك“.

إيرباص تزود ناسا بوحدة للطاقة

قدمت شركة إيرباص الأوروبية ”وحدة للطاقة“ إلى مركبة الفضاء الجديدة (أوريون) التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) والتي من المقرر أن تقل رواد الفضاء إلى القمر وما وراءه في السنوات المقبلة ليتحقق بذلك هدف كبير من شأنه أن يؤدي إلى طلبيات بمئات الملايين من اليورو في المستقبل.

ووضع المهندسون في مصنع إيرباص في بريمن بألمانيا يوم الخميس مركبة الفضاء بعناية في حاوية خاصة على أن يتم نقلها في طائرة شحن ضخمة من طراز أنتونوف إلى مركز كنيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا وهي الخطوة الأولى في طريقها إلى الفضاء.

وفي فلوريدا، ستنضم هذه الوحدة إلى وحدة طاقم أوريون التي صنعتها شركة لوكهيد مارتن، يعقبها أكثر من عام من الاختبارات المكثفة قبل ذهابها في أول مهمة عام 2020 وهي مهمة غير مأهولة للدوران حول القمر تستمر ثلاثة أسابيع.

وقال بيل جيرستنماير المدير المساعد لشؤون الاستكشاف والعمليات البشرية في ناسا إن الإنتاج المستقبلي للمركبة أوريون والوحدة الأوروبية يمكن أن يثمرا عن طلبيات جديدة بمليارات الدولارات للشركات المشاركة في السنوات المقبلة.

وقال ”هذا هو النظام الذي سيمكن البشر من الانتقال بشكل مستدام إلى الفضاء السحيق... وترك نظام الأرض والقمر للمرة الأولى على الإطلاق“، وتتمثل الخطط الحالية في إرسال أول مهمة مأهولة عام 2022 وتخطط ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية لإطلاق مهمة مأهولة سنويا بعد ذلك مما يجعل مشروع أوريون ذي أهمية سياسية واقتصادية في وقت تتسابق فيه الصين ودول أخرى للحصول على موطئ قدم في الفضاء.

وستفي وحدة الخدمات الأوروبية التي أنتجتها إيرباص بأغراض الدفع والطاقة والتحكم الحراري والمواد الاستهلاكية في وحدة طاقم أوريون وذلك في أول مرة تستخدم فيها ناسا نظاما صنع في أوروبا كعنصر أساسي لتزويد مركبة فضائية أمريكية بالطاقة.

وقال أوليفر جاكنهوفيل نائب رئيس الخدمات والاستكشافات المدارية بشركة إيرباص ”هذه خطوة كبيرة جدا. التسليم والرحلة إلى الولايات المتحدة هما فقط بداية رحلة ستأخذنا في النهاية إلى 60000 ميل بعد القمر، وهو أبعد من أي مسافة سبق أن قطعها أي إنسان من قبل“، ومركبة الفضاء أوريون جزء من مساع متنامية لإعادة البشر إلى القمر حيث أدى الاكتشاف غير المتوقع للمياه إلى تحفيز العلماء إلى جانب التطورات التكنولوجية السريعة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تمهد الطريق لبنية تحتية على سطح القمر.

مهمة تاريخية للمس الشمس

أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) مهمتها التاريخية لإرسال مسبار يقترب من الشمس بصورة غير مسبوقة حتى "يكاد يلامسها"، وتم إطلاق الصاروخ الذي يحمل المسبار "باركر سولار بروب"، يوم الأحد، من قاعدة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا، في مهمة ستستمر سبع سنوات، وتمت المهمة بنجاح بعد محاولة فاشلة في اليوم السابق، عندما تسبب إنذار في اللحظة الأخيرة في إرجاء الوكالة لخطتها الجوية التي تستغرق 65 دقيقة.

من المقرر أن يصبح المسبار أسرع شيء يتحرك صنعه البشر في التاريخ، وستتجاوز سرعته 190 كم/ثانية ( 11 ألف و400 كم/ دقيقة أي 690 ألف كم/ساعة).

وسيقترب المسبار من الشمس مسافة 6.16 مليون كيلومتر، وهي مسافة أقرب بكثير من أي مسبار أخر اقترب سابقاً مسافة 43 مليون كيلومتر من الشمس، ومن المتوقع أن تصل درجة الحرارة على الدرع الواقي له حوالي 1300 درجة مئوية.

واستغرق العمل على تجهيز المهمة 60 عاما منذ الإعلان عن خطط أولية لإرسال مسبار نحو الشمس، ويأمل العلماء أن تساعدهم البيانات التي سيرسلها المسبار في كشف أسرار سلوك الشمس، التي تمدنا بالحياة والطاقة.

يهدف المسبار إلى الانغماس مباشرة في الغلاف الجوي الخارجي للشمس، أو ما يعرف بهالة (إكليل) الشمس، وتم إطلاق المسبار على متن الصاروخ الثقيل Delta-IV Heavy ، الذي سيقذفه مباشرة في النظام الشمسي الداخلي.

وسيتجاوز المسبار كوكب الزهرة في ستة أسابيع، وسيكون اللقاء الأول مع الشمس بعد ستة أسابيع أخرى، وعلى مدار سبع سنوات، سيدور المسبار باركر 24 مرة حول الشمس لدراسة فيزياء الهالة الشمسية، وهي المنطقة التي تحدث فيها الكثير من الأنشطة المهمة التي تؤثر على الأرض وتؤدي إلى هبوب الرياح الشمسية الحارة.

وسيغوص المسبار في هذا الجو غير المستقر، ويقوم بجمع العينات على مسافة 6.16 مليون كيلومتر فقط من "سطح" الشمس، وأوضحت الدكتورة نيكي فوكس، عالمة المشروع التي تعمل في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية :"تخيل أن تصبح الشمس والأرض قريبين بشدة وعلى بعد متر واحد. باركر سولار بروب سيكون على بعد 4 سنتيمترات فقط من الشمس"، وقالت نيكي فوكي لبي بي سي :"سنكون أيضا أسرع جسم متحرك من صنع الإنسان على الإطلاق، حيث سنتجول حول الشمس بسرعة تصل إلى 690 ألف كم / ساعة، أي أن المسبار سيقطع المسافة من نيويورك إلى طوكيو في أقل من دقيقة!".

الهبوط على المريخ

اختبرت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) درعا حرارية جديدة تشبه المظلة قد تساعد الإنسان في الهبوط على كوكب المريخ، وقال براندون سميث كبير الباحثين بالمشروع الجديد، إن التقنية الجديدة مصممة لتوضع كمظلة مطوية داخل صواريخ أصغر حجما بحيث تفتح في الفضاء لحماية حمولات أكبر حجما عند دخولها المجال الجوي للكوكب، وشكل الدرع الجديدة يسمح لها بحماية أحجام أكبر من الدروع الحرارية الحالية.

وقال سميث لرويترز بموقع الإطلاق (سبيس بورت أمريكا)، الذي يبعد حوالي 80 كيلومترا عن لاس كروسيس بولاية نيو مكسيكو ”على النطاقات الأوسع، يمكن استخدامها لشيء مثل مهام استكشاف البشر للمريخ أو الهبوط المحتمل لحمولات بشرية على الكوكب“، وتجهز ناسا لإرسال مسبار آلي جديد إلى المريخ في 2020 وتخطط لإرسال رواد فضاء إلى الكوكب في 2033، وسيبحث المسبار عن دلائل سابقة على وجود حياة على الكوكب ويتحقق من التكنولوجيا التي قد تساعد رواد الفضاء في البقاء هناك.

وتحدد هدف إرسال رواد فضاء إلى المريخ في 2010 خلال حكم إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وأكده الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر كانون الأول الماضي، وقال سميث إنه قبل أن تتمكن ناسا من إرسال بشر إلى المريخ ستحتاج إلى إنزال الكثير من الحمولات هناك وإن الدرع الحرارية الجديدة قد تساعد إذا نجحت. وأضاف أن الدرع الجديدة يمكن أن تستخدم أيضا مع كبسولات الطواقم لحماية رواد الفضاء.

وجرى اختبار الدرع التي أطلقت بواسطة صاروخ (سبيس لوفت) شبه مداري طورته شركة (يو.بي أيروسبيس)، بموقع سبيس بورت في جنوب ولاية نيو مكسيكو. وانطلقت الدرع لمسافة ما بين 100 و120 كيلومترا قبل أن تنفتح وتعود مجددا وتهبط بقاعدة وايت ساندز ميسايل رينج العسكرية للتجارب، وقال مسؤولون إن بيانات التجربة لن تكون متاحة قبل استعادة الدرع، وقال سميث إن الدرع الحرارية الجديدة يمكن استخدامها أيضا في إجراء تجارب في الغلاف الجوي العلوي وإرسال مجسات إلى كواكب أخرى.

الهند في 2022

ذكر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يوم الأربعاء أن بلاده سترسل أول مهمة مأهولة للفضاء بحلول 2022، الأمر الذي قد يجعلها رابع دولة تقدم على هذه الخطوة بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين.

جاء ذلك في خطاب ألقاه مودي في آخر احتفال بيوم الاستقلال قبل الانتخابات العامة مطلع العام المقبل، وسبق أن أطلقت الهند عشرات الأقمار الصناعية، معظمها لزبائن أجانب، في إطار مساعيها للحصول على نصيب أكبر في مجال صناعة الفضاء التنافسية التي يبلغ حجمها 300 مليار دولار، وتروج حكومة مودي لبرنامج الفضاء المحلي على أساس التكنولوجيا المنخفضة التكاليف نسبيا المستخدمة فيه.

ويشعر مودي بالتفاؤل إزاء برنامج أبحاث الفضاء في بلاده وأثنى مرارا على جهود العلماء الهنود الذين نفذوا في 2014 مهمة منخفضة التكاليف لإرسال مسبار في مدار حول كوكب المريخ ونجحوا من المرة الأولى.

ومن ناحية أخرى، أفاد مودي في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة مرور 72 عاما على استقلال الهند بأن حكومته ستدشن نظام تأمين طبي للفقراء اعتبارا من 25 سبتمبر أيلول، وأضاف ”حان الوقت لكي نضمن حصول الفقراء على رعاية صحية جيدة وبأسعار مناسبة“.

صائد الكواكب

قالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إن وقود التلسكوب الفضائي كيبلر نفد وإنه سيخرج من الخدمة بعد مهمة استمرت تسعة أعوام ونصف العام رصد خلالها آلاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي وساهم في البحث عن عوالم ربما تكون مأهولة بمخلوقات فضائية، وأضافت ناسا يوم الثلاثاء أن كيبلر الذي يدور حاليا حول الشمس على بعد 156 مليون كيلومتر من الأرض سيبتعد أكثر عن كوكبنا عندما يطفئ مهندسو المهمة أجهزة الإرسال اللاسلكية فيه، وكشف التلسكوب مدى تنوع الكواكب في مجرة درب التبانة عبر نتائج تشير إلى أن أنظمة نجمية بعيدة تضم مليارات الكواكب كما ساعد في اكتشاف أول قمر معروف خارج النظام الشمسي، واكتشف التلسكوب كيبلر أكثر من 2600 من نحو 3800 كوكب خارج المجموعة الشمسية جرى توثيقها خلال العشرين عاما الماضية.

وتعطل نظام تحديد المواقع بالتلسكوب في 2013 أي بعد نحو أربع سنوات من إطلاقه، ومع ذلك وجد العلماء طريقة ليواصل بها العمل. لكن وقود التلسكوب اللازم للقيام بمزيد من العمليات نفد مما أدى لخروجه من الخدمة، وقال تشارلي سوبيك مهندس النظام بالمشروع بمركز ايمز للأبحاث التابع لناسا في كاليفورنيا للصحفيين عبر الهاتف ”قد يكون هذا أمرا يبعث على الحزن لكننا نشعر بالرضا التام عن أداء هذه الآلة الرائعة. كانت رحلة كيبلر التي استمرت تسعة أعوام ونصف العام أكثر من مثلي الوقت المستهدف“.

وحل القمر الصناعي الاستقصائي للكواكب خارج المجموعة الشمسية، والذي يعرف اختصارا باسم (تيس) وأطلق في أبريل نيسان، محل كيبلر. وتستمر مهمة تيس عامين وتتكلف 337 مليون دولار، كانت ناسا قد أطلقت التلسكوب كيبلر في السادس من مارس آذار عام 2009 لمعرفة ما إذا كانت الكواكب الشبيهة بالأرض التي ربما توجد عليها حياة أمرا شائعا في الأنظمة النجمية الأخرى. وخلال مهمته، رصد كيبلر 2681 كوكبا مؤكدا و2899 جسما يمكن أن يكون كوكبا أي 5580 إجمالا. ويضم الرقم نحو 50 كوكبا ربما يكونون بنفس حجم ودرجة حرارة الأرض تقريبا، وقال وليام بوروكي، رئيس فريق كيبلر البحثي الذي أصبح متقاعدا ”فتح كيبلر الباب أمام استكشاف البشر للكون“.

اضف تعليق