q
تكيفت مختلِف أنواع الحيوانات التي تجول على كوكب الأرض لتتمكن من العيش في بيئاتها، والتفاعل مع أفراد النوع التي تنتمي إليه، وغيره من الأنواع الأخرى، من خلال طرق مُحكمة بصورة مذهلة، وإن كانت غريبةً في بعض الأحيان، وفي كل عام يتوصل الباحثون إلى نتائج جديدة مذهلة، ومضحكة أحيانًا...
بقلم: أندريا تومسون

تكيفت مختلِف أنواع الحيوانات التي تجول على كوكب الأرض لتتمكن من العيش في بيئاتها، والتفاعل مع أفراد النوع التي تنتمي إليه، وغيره من الأنواع الأخرى، من خلال طرق مُحكمة بصورة مذهلة، وإن كانت غريبةً في بعض الأحيان، وفي كل عام يتوصل الباحثون إلى نتائج جديدة مذهلة، ومضحكة أحيانًا، حول هذه السلوكيات التي تُظهرها الحيوانات، ولم يكن عام 2022 استثناءً بكل تأكيد.

في هذه القائمة، نقدم لك بعض الحكايات المفضلة لدينا، والتي نشرناها على دورية «ساينتفك أمريكان» Scientific American على مدار العام الماضي:

شجار الأخطبوطات!

بإمكان بعض كائنات الأخطبوط، عكرة المزاج، التي تعيش في بيئات مكتظة قبالة سواحل أستراليا، أن تتواصل مع أترابها عن طريق رمي الأشياء؛ إذ التقطت كاميرات مخصصة للتصوير تحت الماء صورًا لرأسقدميات تجمع الأصداف والطمي والطحالب بأذرعها، ثم يقذفها بعضها على بعضٍ باستخدام نفثات مائية تطلقها ممصّاتها، وقد لاحظ الباحثون أيضًا حركات تشبه الانبطاح، يؤديها الأخطبوط الذي يتعرّض لهذه الرميات لتجنُّب الضربة، لم يتوصل الباحثون حتى الآن إلى دوافع ذلك السلوك، لكنهم يرون أنه أحد أشكال التواصل.

حياة جنسية غريبة عند العناكب

يواجه ذكور العناكب الراغبون في التكاثر عقبةً صعبة، فهذه العملية قد تنتهي بافتراس الإناث لهم، وهي ممارسة معروفة بالافتراس الجنسي، بيد أن ذكورَ نوعٍ من عناكب الجرم السماوي الناسجة توصلوا إلى طريقةٍ تُجنِّبهم هذه النهاية المروعة؛ إذ تتيح لهم الطاقة المخزَّنة في أرجلهم الأمامية قذف أنفسهم بعيدًا عن الأنثى الجائعة في جزء من الثانية، ويقول شيتشانج تشانج -الباحث الرئيسي في الدراسة واختصاصي علم الإيكولوجيا السلوكية في جامعة هوبي الصينية- لدورية «ساينتفك أمريكان»: "تخيل رجلًا يبلغ طوله 1.8 متر يقذف بنفسه مسافة 530 مترًا في ثانية واحدة، هذا ما تفعله ذكور العناكب بالقياس"، وتتمكن هذه العناكب من البقاء على قيد الحياة باستخدام هذه الطريقة، ولتجرّب التزاوج مرةً أخرى بين احتمالَي الموت والحياة.

كائنات تتغذى على الأحافير

أُصيب الباحثون بحالة من الدهشة حينما أظهرت كاميراتهم -المتخصصة في التصوير تحت الماء- مستعمرات من الإسفنج تكسو براكين خامدة في أعماق البحار وتعيش في ظروف شديدة القسوة عند قاع محيط شديد البرودة، ومغطى بالجليد، والسؤال المنطقي هنا: كيف عاشت هذه الكائنات في بيئة تفتقر إلى الغذاء؟ اتضح أن هذه الكائنات لديها بكتيريا تساعدها في هضم أحافير الديدان الأنبوبية المنقرضة منذ فترة طويلة.

أغرب لعب بالأنف في العالم.. وأكثرهم إخافةً كذلك

ليس الأطفال الصغار وحدهم مَن يعبثون بأنوفهم ثم يأكلون ما يستخرجونه، فقد رصدت الكاميرا أحد حيوانات الآياي -وهو نوع من حيوانات الليمور- وهو "يبحث عن الأشياء التي لن نسميها".

والفكرة أن الآياي قد فعل ذلك باستخدام إصبعه الوسطى، التي يبلغ طولها 7.62 سنتيمترات، والتي يستخدمها عادةً في عمليات البحث عن الحشرات في جذوع الأشجار ليلًا، وعند إدخال الآياي لتلك الإصبع في أنفه يكون بإمكانها أن تصل إلى حلقه! أما بالنسبة لسبب ممارسة حيوانات الآياي لسلوك العبث الأنف فالباحثون ليسوا متأكدين تمامًا، وإن كانوا يشيرون إلى أنها ربما تفعل ذلك فقط لمجرد أنها تقدر على فعل ذلك.

فخ مخاطٍ ميكروبي

عمليًّا، لا تعتبر الميكروبات حيوانات، لكنها كائنات حية لديها قدرة على فعل كثير من الأشياء الغريبة، وتعتبر العوالق المختلطة من الطلائعيات وهي في الأساس كائنات حقيقية النواة، لديها خلية واحدة أو أكثر، تحتوي على نواة وعضيات، ولكنها لا تنتمي إلى الحيوانات أو النباتات أو الفطريات، وتستمد العوالق المختلطة الطاقةَ عن طريق التمثيل الضوئي وتناوُل غيرها من الميكروبات، وفي هذا العام، اكتشف العلماء نوعًا واحدًا من العوالق المختلطة يحمل اسمProrocentrum cf. balticum ، وبإمكان هذا النوع أن يبني فقاعةً من المخاط حول جسمه ليلًا، ثم يجذب فريسته -أي الميكروبات في هذه الحالة- إلى هذا الغلاف المخاطي، من الجدير بالذكر أن هذا الغلاف المخاطي غني أيضًا بالكربون الذي يُتاح لقاع البحر تخزينه بعدما تتخلى العوالق عن هذا المخاط وتُنتج غيره.

طيور الكوكاتو تواجه البشر في حروب صناديق القمامة

يحتدم سباق تسلُّح مبتكر في ضواحي سيدني بأستراليا، والطرفان: البشر وطيور الكوكاتو، فقد ابتكرت الطيور عالية الذكاء طرقًا تتيح لها استخدام مناقيرها وأقدامها لفتح صناديق القمامة في المناطق السكنية، وقد حاول السكان إيجاد طرق لإبعاد تلك الطيور بعد أن سئموا من القمامة المتناثرة في الشوارع، مثل وضع أحجار ثقيلة على أغطية الصناديق، لكن تلك الطيور تعلمت منذ ذلك الحين أن تهزم واحدةً على الأقل من هذه الإستراتيجيات، ما يشير إلى أنها ربما تكتسب قدرةً على التعلّم والتكيّف، وهو الأمر الذي يجبر البشر على البحث عن طرق أكثر تطورًا لإبعاد هذه الطيور، ونحن من طرفنا نراقب هذه المعركة المحتدمة وكلنا فضول لمعرفة ما الذي ستُسفر عنه في نهاية المطاف.

اضف تعليق