q
تكثر المشاكل الصحية المرتبطة بفترة تغير الفصول بين الشتاء والربيع، والتي تشهد نشاطًا غير عادي للرياح المحملة بالأتربة، فضلًا عن عدم استقرار الجو على مدار اليوم، ويرتبط فصل الربيع بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية المرتبطة به، ويتغنى الكثير من الناس بالربيع ويحتفلون بقدومه، أما الذين يعانون من داء الحساسية الربيعية والتهاب الأنف التحسسي...

تكثر المشاكل الصحية المرتبطة بفترة تغير الفصول بين الشتاء والربيع، والتي تشهد نشاطًا غير عادي للرياح المحملة بالأتربة، فضلًا عن عدم استقرار الجو على مدار اليوم، ويرتبط فصل الربيع بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية المرتبطة به.

ويتغنى الكثير من الناس بالربيع ويحتفلون بقدومه، أما الذين يعانون من داء الحساسية الربيعية والتهاب الأنف التحسسي، فيمرون غالبا بأسوأ فترة خلال فصل الربيع. فما هي أسباب هذا المرض وكيف يمكن علاجه؟

حيث ينتظر الكثير من الناس بفارغ الصبر قدوم الربيع وموسم تفتح الأزهار واعتدال الجو، أما البعض فيحل عليهم فصل الربيع مثل كابوس ينتظرون نهايته في أسرع وقت ممكن، وخاصة الذين يعانون من داء الحساسية الربيعية.

أشكال وأعراض المرض: تبدأ حالة الحساسية عندما يرد جهاز المناعة في الجسم بصورة كبيرة وغير طبيعية على حبوب الطلع. ويبدأ الأنف بالسيلان ويعاني المريض من العطس المستمر والاحمرار والحكة في العيون الدامعة وتورمات حول العينين. وقد تسبب هذه الأعراض مشاكل كبيرة للمريض تجعله غير قادر على ممارسة أعماله وعاداته اليومية. وحتى أن البعض لا يمكنه النوم بصورة طبيعية، كما أوضح موقع مجلة "شتيرن" الألمانية. بالإضافة إلى ذلك لا يمكن ترك الحساسية دون علاج أو وقاية، لأنها قد تسبب التهابات مزمنة ويمكن أن تنتقل من الأنف إلى القصبات الهوائية وتسبب أمراضا مزمنة مثل الربو.

أنواع الحساسية الربيعية: ذكرت الإحصائيات الطبية أن نحو 15 بالمائة من الناس يعانون من حساسية الربيع في ألمانيا. ولذلك فإنها تعد من أكثر أنواع الحساسية شيوعا بين الناس. ويعاني مرضى داء حساسية الربيع عند التفتح المبكر لبعض الأزهار والأشجار، مثل أشجار البندق وأشجار جار الماء (تنتمي إلى الفصيلة البلوطية)، وكذلك من حبوب اللقاح (الطلع) للحشائش والنباتات والقمح ولكن بنسبة أقل.

فيما يعاني بعض الناس من الحساسية تجاه عدة أنواع من الأشجار، وهذا ما يجعلها مرضا يرافقهم لمدة ثمانية أشهر تقريبا في السنة خلال طيلة الفترة الواقعة بين شهري شباط/ فبراير وتشرين الأول/ أكتوبر من كل عام. أما أغلب مرضى الحساسية فتكون أوقات مرضهم مع بداية الربيع أو مع بداية الصيف فقط.

طرق العلاج: لا تعرف أسباب المرض، لكن يُعتقد أن هناك أسباب وراثية. وفي الوقت نفسه لا يوجد تفسير علمي لسبب ارتفاع المرض بصورة كبيرة خلال الأعوام الماضية ببين سكان المدن الذين يعانون أكثر من سكان الريف، الذين يعتقد أن مناعة جسمهم، وخاصة الذين يكونون في تماس مستمر مع الحيوانات، مختلفة وأقوى ولا يعانون من حساسية زائدة مقارنة بسكان المدن.

العلاج المناعي: ينصح خبراء موقع "ابوتيكين أومشاو" الألماني باستخدام طريقة "العلاج المناعي" ضد داء حساسية الربيع، وخاصة ضد حساسية الغبار والحساسية تجاه الفطريات ووبر الحيوانات. وأثبتت طريقة العلاج هذه نجاحا جيدا، وتتلخص في إعطاء جرعات من المواد المتحسس منها للجسم ومن ثم زيادة الجرعة باستمرار لغاية زوال الحساسية.

ولكن طريقة "العلاج المناعي" لا تنفع مع أنواع أخرى من الحساسية، وخاصة مع أمراض الربو. وقد تسبب أعراضا جانبية للمرضى. بالإضافة إلى ذلك تحتاج هذه الطريقة إلى وقت طويل للقضاء أو لتخفيف آثار المرض.

جلسات العلاج المستمرة: تكمن المشكلة الكبيرة في علاج حساسية الربيع في أن أكثر الناس يقللون من مخاطر الحساسية، حسب ما نقل موقع مجلة "شتيرن" الالكتروني عن خبراء صحيين، يرون أن العلاج الصحيح يحتاج لبعض الوقت ويحتاج لجلسات علاج مستمرة للتعرف على سبل العلاج المناسبة. وقال كارل كريستيان بيرغمان مدير خدمات الطوارئ لمرض الحساسية بمستشفى شاريتيه في برلين "إذا عمل المريض والطبيب سوية يمكن عندئذ إيجاد طرق للسيطرة على الحساسية ومنع تطورها إلى ربو مزمن".

كيف تتغلب على احتقان الأنف وتهيج العين؟

نحن على أبواب فصل الربيع، إذ تنتشر أمراض الحساسية التي يعاني منها كثيرون وتسمى حساسية الربيع. فما هي أسبابها وكيف نتجنب الإصابة بأمراض الأنف والعين في هذا الفصل من العام؟

يعاني كثير من الأشخاص من تهيج العين والأنف والجلد في فترة الربيع بسبب انتشار حبوب اللقاح والأتربة في الهواء. تسبب تلك الحالة إزعاج لكثيرين وشعور بعدم الراحة والإصابة بالصداع والإرهاق. فما سبب تلك الحساسية وما هو رأي الخبراء فيها؟

ينتج هذا النوع من الحساسية كرد فعل مقاوم من الجسم وبخاصة الجهاز المناعي لمحاربة المواد، التي لا يتعرف عليها مثل الأتربة وحبوب اللقاح المنتشرة في الهواء؛ إذ تنتجها الأشجار والأعشاب المختلفة في فصل الربيع لعمليّة التلقيح. وتنتقل تلك المواد للجسم عن طريق اللمس أو التنفس مما يسبب أعراضا غير مريحة لكثيرين.

ويوضح الخبراء في موقع "ويب ميد" المعني بالشؤون الصحية أن الأعراض الأكثر انتشارا بين مرضى الحساسية في فصل الربيع تتنوع ما بين التهاب في العين وشعور بالتهيج مع الخروج إلى الهواء الطلق بالإضافة إلى الرغبة المستمرة في حكة الأنف وتهيج البلعوم واحتقان الحلق والأنف والعطاس فضلا عن احمرار الجلد والطفح الجلدي والرغبة في الحكة. والسبب العلمي هو أن البكتيريا تقوم بتحفيز الجهاز المناعي على إفراز مواد كيميائية في الجسم تسمى بالهستامين ومن خلاله تظهر أعراض حساسية الربيع.

ويقول جيمز سوبليت، رئيس لجنة البيئة الداخلية للحساسية والربو والمناعة بأمريكا إن ثلثي الأشخاص المصابين بأي نوع من الحساسية لديهم حساسية على مدار السنة لأشياء مثل الغبار أو العفن أو الحيوانات الأليفة. وقد يفترض البعض أن لديهم حساسية من القطط، على سبيل المثال، لكن الاختبار قد يكشف أنه في الواقع شيء آخر. كما يعاني كثيرون من ردود فعل متأخرة لمسببات الحساسية، ما يجعل التعرف عليها أكثر صعوبة. فربما يتعرض الشخص لأحد مسببات الحساسية، لكن الأعراض لا تظهر عليه إلا بعد مرور وقت طويل قد يصل إلى 6 ساعات.

وربما يربط البعض سوء الحالة المزاجية بتغيير فصول السنة أو بالإصابة بالحساسية، فعلى حسب ما أوضحه بول مارشال، أخصائي علم النفس العصبي مركز هينيبين كاونتي الطبي في مينيابوليس، فإن بعض الدراسات أظهرت أن هناك زيادة بنسبة 50٪ في خطر الإصابة بالاكتئاب لدى من يعانون من الحساسية.

وعادة ما تختفي تغيرات المزاج المرتبطة بالحساسية إلى أعراض اكتئاب معتدلة، مثل الشعور بالحزن، السبات العميق والإرهاق، كما يقول مارشال. ويرى بعض الأشخاص أنهم أكثر عرضة للبكاء خلال موسم الحساسية وهو ما يؤكده الخبراء، إذ أن الحساسية قد تزيد الأعراض سوءًا لدى الشخص المصاب بالاكتئاب.

وينصح الخبراء في موقع "ريدرز دايجيست" المهتم بشؤون الصحة والجسم باتباع خطوات بسيطة للتقليل من أعراض حساسية الربيع. ومن أهم الطرق الوقائية لتجنب تلك الحساسية، هي الحد من الخروج إلى المتنزهات والحدائق في فترة الربيع بقدر الإمكان. وذلك نظرا لما تسببه حبوب اللقاح من أعراض حساسية للأنف والعين والجلد. ويوضح مايكل بلايس من مركز العلوم الصحية بجامعة تينيسي الأمريكية أنه لا يجب اللجوء إلى أي نوع من بخاخات الأنف بدون وصف الطبيب، إذ أن مضادات الاحتقان التي لا تستلزم وصفة طبية لها تأثير ضئيل للغاية. من حيث الفعالية، من الأفضل لك الحصول على تلك التي يمكن الحصول عليها بوصفة طبيب.

ويرى الخبراء أنه على من يعاني بشكل مستمر من حساسية الربيع أن يأخذ جرعات محددة من حقن مضادات الحساسية قبل فصل الربيع، لكن إذا كانت لديهم أعراض مستمرة على مدار العام، فينصح بتناولها بشكل مستمر، إذ أن نتائجها مذهلة على المدى الطويل.

وإذا اضطر المصاب بالخروج ينصح بارتداء قبعة ونظارة لحماية العين والأنف من حبوب اللقاح التي يحملها الهواء، إضافة لإغلاق زجاج نوافذ السيارات عند ركوبها وتشغيل مكيف الهواء، والذي يفضل استبداله سنوياً، إضافة إلى تزويد نوافذ الغرف بشبكة لحجب حبوب اللقاح.

كما يمكن إجراء تغييرات بسيطة في المنزل، لكنها قد تحدث فرقاً مهماً، فإغلاق جميع النوافذ يمنع حبوب اللقاح من الدخول إلى المنزل، عوضاً عن ذلك، يمكن الاستعانة بمكيفات الهواء لتبريد المنزل. حسبما يوضح موقع "ويب ميد".

ما أعراض حساسية الربيع؟

قال أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق الدكتور تانفير كونت إن هناك نوعين من حساسية الربيع، أحدهما يعرف بين العامة باسم حمى القش، وتتمثل أعراضها في العطس وسيلان الأنف بإفرازات تشبه المياه، واحمرار طرف الأنف ونزول دموع من العين والشعور بحكة في طرف الأنف.

ويمكن لحمى القش تلك أن تتطور إلى النوع الثاني من حساسية الربيع وهو الربو التحسسي الذي تتمثل أعراضه في الشعور بضيق مفاجئ في المجاري التنفسية وخروج صوت كالصفير عند التنفس، والسعال وإفرازات بلغمية شديدة.

ودعا كونت المصابين بحساسية الربيع إلى الابتعاد عن حبوب الطلع التي تنشط في فصل الربيع وتصدر عن الورود والأزهار وتشكل مصدراً رئيسياً لتلك الحساسية، قائلا إن تلك الخطوة تعد الأولى والأهم للتعامل مع المرض.

وأكد على ضرورة عدم ذهاب المصابين بحساسية الربيع إلى المناطق الريفية خلال ذلك الفصل، ودعاهم إلى ارتداء أقنعة واقعية من حبوب الطلع عند خروجهم، وإلى غلق نوافذ منازلهم، واستخدام مصفاة لحبوب الطلع في أجهزة تكييف المنازل والسيارات، مع الحرص على تغييرها باستمرار.

وأشار كونت إلى أن الخطوة الثانية في التعامل مع حساسية الربيع تتمثل في العلاج الدوائي، إذ يكون على المريض الاستمرار في تناوله طوال فصل الربيع.

ولفت إلى أن حجم حبوب الطلع وكميتها وفترة بقائها في الهواء تؤثر بمجملها على درجة الحساسية، مشيرا إلى أن الرياح الحارة هي الأكثر إزعاجا بالنسبة لمرضى حساسية الربيع، إذ إنها تحمل تلك الحبوب -وخاصة الصغيرة منها- إلى مسافات طويلة، مما يجعل إمكانية وصولها إلى المرضى أكبر، في حين أن الجو الممطر هو الأكثر راحة بالنسبة للمصابين بهذا المرض.

كيف تتغلب على أعراض حساسية الربيع؟

يبدو أن جمال الطبيعة وتفتح الأزهار مع بداية فصل الربيع لا يترك الوقع الإيجابي نفسه لدى الجميع. فهذا الفصل لا يلقى ترحيبا من جانب البعض ممن يعانون من حساسية الربيع، فظهور حبوب الطلع (حبوب اللقاح) على الأزهار كفيل بتشكيل إزعاج حقيقي قد يدوم حتى مشارف الصيف، لكل من يعاني من هذه الحساسية. فقد يصبح الشخص على موعد في نفس الوقت من كل عام على إظهار أعراض تتمثل أبرزها في سيلان الأنف، دمع العيون، العطس والسعال، الحكة في الأنف والعينين.

إليك خمس طرق للتغلب على حساسية الربيع وأعراضها المزعجة:

التقليل من النزهات

في كل ربيع تطلق الأشجار مليارات من حبوب اللقاح الصغيرة في الهواء، وعندما يتنفس الشخص وتعلق هذه الحبوب في الأنف والرئتين، بإمكانها أن تؤدي إلى تحسس، لذلك، فإن البقاء في البيت يمكن أن يساعد الشخص على التغلب على المشكلة، لاسيما عند هبوب الهواء وخلال ساعات الصباح الأولى عندما تكون أعداد حبوب اللقاح في مستوياتها العليا، وعند الخروج، ينصح باستخدام النظارات الشمسية لإبعاد حبوب اللقاح عن العينين، وبمجرد العودة إلى الداخل، يجب الحرص دائما على الاستحمام وتغيير الملابس، وإلا ستتسرب حبوب اللقاح إلى المنزل.

استخدام أدوية للحساسية

أما بالنسبة للأعراض الأكثر حدّة، يمكن استخدام رذاذ الأنف، مع الإشارة إلى أن الأعراض لا تتلاشى على الفور، فقد يستغرق الأمر بضعة أيام.

وقد يوصي الطبيب بلقاحات ضد الحساسية في حال لم تفلح الأدوية الأخرى في تخفيف الأعراض. وتحتوي هذه اللقاحات على كمية صغيرة من حبوب اللقاح، وتساعد الجسم على مقاومة هذه الحبوب. وقد يحتاج الجسم على الأرجح لأخذ لقاح كل شهر لمدة ثلاث إلى خمس سنوات.

الحماية الاحترازية

يمكن للشخص أن يتناول الأدوية قبل أسبوع على الأقل من بداية فصل الربيع، وذلك قبل أن تظهر عليه الأعراض من دمع العينين والعطس، وبهذه الطريقة، ستكون الأدوية موجودة في جسم الشخص عندما يحتاج إليها.

تغييرات بسيطة

يمكن إجراء تغييرات بسيطة في المنزل، لكنها قد تحدث فرقا مهما. فإغلاق جميع النوافذ يمنع حبوب اللقاح من الدخول إلى المنزل. وعوضا عن ذلك، يمكن الاستعانة بمكيفات الهواء لتبريد المنزل.

يمكن خلع الحذاء عند باب المنزل والطلب من الضيوف فعل الحركة نفسها، لبقاء المواد المسببة للحساسية في الخارج. وينصح بتنظيف الأرضيات بمكنسة كهربائية لسحب كل الجزيئات المجهرية من المكان، وأخيرا، ينصح بعدم التدخين لأن ذلك يفاقم من أعراض الحساسية.

التحدث إلى الطبيب

تكون الاستشارة الطبية ضرورية لبعض الحالات المتقدمة من الحساسية، والتي لم تنفع معها العديد من الاحتياطات، فبإمكان الطبيب تشخيص الحالة ووصف الدواء المناسب، وإعطاء المزيد من الإرشادات النافعة لكل حالة على حدة.

نصائح بسيطة لوقاية طفلك من حساسية الربيع

سيلان الأنف واحتقانه وعطس لا يتوقف، أعراض لا تدل فقط على الإصابة بنزلة برد، فربما تكون نتيجة حساسية الربيع التي غالبا ما تفسد متعة الاستمتاع بهذا الفصل الجميل، فما سسبب هذه الحساسية وكيف تحمين طفلك من الإصابة بها؟

تعد الحساسية من أكثر أمراض العصر انتشارا، ففي ألمانيا يعاني سُدس الأطفال ممايعرف بـ"حساسية الربيع"، ولا يمكن منع الاطفال الذين يعانون من هذه المشكلة من الخروج من المنزل. موقع "فاميلي"الألماني للنصائح الطبية والاجتماعية استعرض أسباب إصابة الأطفال بالحساسية وبعض النصائح التي تسمح للأطفال الذين يعانون من الحساسية تجاه غبار الطلع بالاستمتاع بهذا الفصل الجميل.

ووفقا لأخصائي الأمراض الداخلية ميشائيل ناوبيرايت فإن الحساسية لا ترتبط بعمر معين وهي رد فعل يقوم به جهاز المناعة في الجسم عند التعرض لمسببات الحساسية والأجسام الغريبة مثل غبار الطلع والغبار العادي وشم روائح النباتات والأعشاب. ما يؤدي إلى إفراز أجسام مضادة تتفاعل مع مسببات الحساسية وتنتج موادا كالهيستامين الذي يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية.

ويؤكد الطبيب ناوبيرايت على أن العامل الوراثي من أهم مسببات التأثر بالحساسية، إلى جانب عوامل أخرى مثل تلوث الهواء والتعقيم المبالغ فيه. فالتعقيم الزائد يحمي الأطفال من الإصابة بالجراثيم والأمراض إلا أن ذلك يضعف قدرة الجهاز المناعي ويدفعه للقيام بردود فعل غير صحيحة.

ولحماية الأطفال من الإصابة بالحساسية، ينصح الأطباء الأهل أولا وقبل كل شيء بالابتعاد عن مسبباتها وعن التدخين. ويؤكددون على أن الاستمرار في رضاعة الأطفال لأطول فترة ممكنة لا تقل عن ستة أشهر تقي الاطفال من الإصابة بالحساسية، مشيرين إلى أهمية نمو الأطفال في الهواء الطلق لتقوية مناعتهم، إذ أثبتت الدراسات أن الجهاز المناعي لأطفال الريف أقوى بكثير من أطفال المدن ما يجعلهم أقل عرضة للإصابة بالحساسية.

نصائح عملية ضد الحساسية الربيعية

يعتبر فصل الربيع بالنسبة للعديد من الناس موسم المعاناة، حيث تتسبب حبوب اللقاح المتناثرة من الأشجار مشاكل صحية كثيرة، من بينها رشح الأنف والعطس والشعور بحكة في الأنف أو حرقة في العينين. أعراض يمكن مقاومتها.

نشر موقع مجلة بريغرته الألماني مجموعة من النصائح العملية الناجعة للتغلب على الحساسية الربيعية وأعراضها. فبالإضافة إلى زيارة الطبيب واتباع خطة علاج مبكرة وتناول بعض الأدوية مثل مضادات الهيستامين، توصي المجلة الألمانية بتقليل المواد المثيرة للحساسية إلى أدنى حد ممكن في بيئة المنزل والعمل.

ولهذا تنصح المجلة أثناء موسم ذروة حبوب اللقاح في فصل الربيع بإغلاق النوافذ و ارتداء أقنعة وقاية عند الخروج للعمل في الحديقة مثلا. بالإضافة إلى ذلك ينصح بتجنب الخروج في الوقت الذي تصل فيه مستويات حبوب اللقاح إلى ذروتها.

ومن بين أهم النصائح العملية تنظيف المنزل بشكل جيد للقضاء على الغبار أو غيرها من المواد المثيرة للحساسية. هذا بالإضافة إلى تجنب بعض العوامل، التي قد تزيد من حدة الحساسية مثل التعرض دخان السجائر وماء الكلور في المسابح، وغيرها من الأماكن الغنية بالمواد الكيميائية.

ومن بين النصائح أيضا غسل الجسم والشعر عند الدخول إلى البيت وترك الملابس المخلوعة خارج غرفة النوم. كما يجب غسل الأنف بالماء المالح للقضاء على حبوب اللقاح المتسربة إليه. ويمكن استخدام بخاخات الأنف الملحية المتوفرة في الصيدليات لتنظيف الأنف بشكل جيد. وعلاوة على ذلك ينصح الخبراء بارتداء نظارات شمسية لتجنب تسرب حبوب اللقاح إلى العين. وينصح بشكل علم بتجنب ممارسة الرياضة أو قضاء وقت طويل في الهواء الطلق. وإذا لم تنفع كل هذه الإجراءات وفي حالة عدم سقوط أمطار قد تنقص من حدة الحساسية، ينصح الخبراء بقضاء عطلة في أحد البلدان، التي تعيش فصولا أخرى.

ولادة جديدة بعد الشفاء من الحساسية!

الحساسية مرض العصر وأكثر من مزعجة، طريقة جديدة لمعالجة نقص المناعة والشفاء من هذا المرض ساهم في تطويرها طبيب سوري الأصل بخبرات ألمانية وإسبانية. ما هذه الطريقة وعلى ماذا يعتمد نجاحها؟

في عيادة متواضعة بضاحية فوينلابرادا/ Fuenlabrada- Clínica Fuensur في العاصمة الأسبانية مدريد يستقبل الطبيب الأسباني من أصل سوري فهد قسيس مرضاه بترحيب دمشقي حار ينسي تعب المسافات الطويلة التي يقطعها الكثيرون منهم للوصول إليه. في العيادة يشرح له مريضه نديم الخياط مشكلته المزمنة مع الحساسية منذ سنوات طويلة. "بدأت المشكلة مع التفاح ثم توسعت الدائرة لتشمل الدراق والجوز وأغذية أخرى"، يقول المريض ويضيف: "أعاني أيضا الحساسية في فصل الربيع ومن الغبار ولدي ضيق تنفس واعراض تنبي بالربو وتسبب لي الاكتئاب والصداع والسعال والوهن، وتبدأ الأعراض باحمرار الأعين وظهور بقع حمراء على الجلد وحكة شديدة".

بعد الحديث ينظر الطبيب الذي درس وتخصص في أسبانيا وألمانيا ويعالج حاليا أمراض الربو والحساسية ونقص المناعة الذاتية في مدريد إلى مريضه بابتسامة ويقول له: "عالجت حتى الآن حالات كثيرة مشابهة من أسبانيا وفرنسا وألمانيا والمغرب ولبنان ودول أخرى وكانت النتائج ممتازة"، ثم يتابع: "لاتقلق، هناك مجال لمساعدتك وستعود إلى التمتع بالتفاح والجوز والدراق من جديد خلال أيام معدودة". كل هذا في غضون أيام يقاطع المريض: "لو حصل هذا سيكون هناك .. احتفال كبير". يبتسم الطبيب ويقول: "ضمنا الاحتفال، شريطة أن تتحمل الإبر الطبية التي سترافقك طوال فترة المعالجة".

بعد الكشف الطبي الروتيني الذي تخلله الكثير من المزاح تبدأ الجلسة الأولى من المعالجة بدفعة من الإبر أو الحقن الطبية في نقاط يختارها الطبيب بعناية في الوجه والظهر والأكتاف والخاصرة. تحتوي الحقن التي يتم استخدامها بكثافة طوال فترة المعالجة على كمية قليلة من مادة مخدرة مثل البروكايين الذي يستخدم عادة في التخدير الموضعي والتجميل وعلاج الأسنان. بعد الجلستين الأولى والثانية يبدأ التحسن على المريض. "أستطيع التنفس بشكل أفضل وفيما يتعلق بالأكل سنرى فيما بعد. في هذا الأثناء طلب الطبيب من ممرضته إحضار بعض الفواكه والجوز التي تثير الحساسية لدى مريضه وبدأ يناوله إياها بيده قطعة بعد الأخرى. بحذر شديد يتناول المريض الذي يبدو خائفا بعض قطع التفاح والدراق والجوز التي كانت من المحرمات بالنسبة له بينما يحثه الطبيب على تناول المزيد دون خوف. "أكلت التفاح والبندق والدراق ولم أصاب بأعراض الحساسية التي نغصت حياتي لسنوات طويلة، أمر غريب أن أتناول أشياء أحبها بعد سنوات طويلة دون خوف"، يقول المريض الذي بدأ فرحا ومرتبكا ومتشككا ومتسائلا عن سر نجاح المعالجة التي ما تزال في بداياتها.

حقائق عن حساسية الربيع وكيفية علاجه

انسداد الأنف والعطس واحمرار العين، أعراض يعرفها المصابون بحساسية حبوب اللقاح التي تظهر في الربيع وتحرمهم من الاستمتاع بهذا الفصل. وفي حين يصعب الحديث عن علاج قاطع للحساسية إلا أن معرفة طبيعتها تساعد في تخفيف حدتها.

تتمثل مشكلة الحساسية في صعوبة تجنب مسبباتها، لاسيما الحساسية الناتجة عن حبوب اللقاح في فصل الربيع. لكن اتباع بعض الخطوات والطرق العلاجية يساهم على الأقل في تقليل المعاناة، وهو أمر يبدأ بمعرفة حقائق عن هذا المرض الذي يزعج الملايين خلال فصل الربيع ومنها:

العلاج الدوائي:

أولى خطوات العلاج تتم عادة عن طريق العقاقير الطبية التي تندرج ضمن قائمة مضادات الحساسية وتعمل على التصدي للمواد الغريبة على الجسم والتي تسبب الزكام وانسداد مجري التنفس. وأحيانا يتعين استخدام البخاخ لحل مشكلات التنفس الناتجة عن الحساسية. لكن عيوب أدوية علاج الحساسية بشكل عام هي أن الكثير منها يتسبب في الشعور بالتعب والإجهاد.

تجنب مسببات الحساسية:

ينصح الخبراء وفقا لتقرير نشره موقع "أر.بي أونلاين" الألماني، بتجنب مثيرات الحساسية سواء أكانت في عطور أو روائح طعام معينة، لكن من الصعب جدا تحقيق هذا الأمر لمن يعانون من حساسية حبوب اللقاح. وهنا ينصح الخبراء من يعانون من هذه الحساسية بالاستحمام وغسل الشعر جيدا قبل النوم، لأن عدم فعل هذا يزيد من خطورة وصول هذه الحبوب لمكان النوم وبالتالي سيستنشقها الإنسان طوال الليل.

الحساسية التفاعلية:

لا تقتصر معاناة بعض مرضى حساسية حبوب اللقاح على فترات الربيع فحسب بل تمتد طوال العام عندما يحدث خلل في جهاز المناعة الذي يتعامل مع بعض مكونات المواد الغذائية بنفس طريقة رد فعله على حبوب اللقاح، وهنا تظهر أعراض الحساسية عند تناول بعض المواد الغذائية حتى بعيدا عن فصل الربيع.

العلاج المناعي:

يصلح هذا النوع من العلاج للبالغين والأطفال بداية من عمر السادسة وهو يعتمد في الأساس على علاج أسباب الحساسية وكلما بدأ العلاج به مبكرا، كانت النتائج أكثر فاعلية. ويحتاج هذا النوع لصبر طويل، إذ يستغرق العلاج نحو ثلاثة أعوام يتم خلالها حقن المريض بشكل مستمر بجرعات تزيد تدريجيا من المادة التي يتحسس منها، بهدف قتل هذا التحسس لدى جهاز المناعة. وتشير النتائج وفقا لموقع "أر.بي أونلاين" الألماني، إلى نجاح هذه الطريقة العلاجية بنسبة 80%.

اضف تعليق