q
لطالما استحوذت الأحلام على خيال البشرية، وفي وقت مبكر من التاريخ البشري المدون كان يُعتقد أنها رسائل من عالم الغيب أو وسيلة للتنبؤ بالمستقبل، وفي السنوات الأخيرة استحوذت على اهتمام علماء النفس والأعصاب والفلاسفة وعلماء الأحياء وكلهم يواصلون دراسة الأحلام وما تعنيه ولماذا تعدّ ضرورية للبشر...

لماذا نحلم بالحلم نفسه مرارا وتكرارا على مدى سنوات؟ كثيرون في هذا العالم يحلمون بالأحلام نفسها، وتراودهم الكوابيس ذاتها مرارا وتكرارا، بعضهم يحلم أن أسنانهم تتكسر أو تتساقط من دون سبب، وآخرون يحلمون أنهم يتأخرون عن المدرسة أو العمل، وغيرهم يحلم بالتعرض لحادث سير عند قيادة السيارة، ونوع آخر يحلم دائما أنه يطير إلى قلب الشمس ليحترق أو يسقط إلى قاع سحيق بلا نهاية أو تطارده بعض الحيوانات باستمرار.

ترى ما أسباب تكرار هذه الأحلام؟ وما الدوافع النفسية التي تقف خلفها؟ وهل هناك رسالة يحاول عقلنا الباطن إيصالها لنا عن طريق تكرار الحلم نفسه؟ وإلى ماذا تشير هذه الظاهرة في ما يخص شخصياتنا؟ وما العمل الذي يمكننا القيام به لتفاديها؟

الأحلام عبارة عن متواليات خيالية، بعضها يتضمن سردا واضحا، وبعضها غائم، وهي تحدث في أذهان الناس أثناء نومهم. وتتكون معظم الأحلام من سلسلة من الصور والأحاسيس والعواطف، وتتباين بين اللطيفة والمثيرة إلى المخيفة أو حتى المرعبة.

ولطالما استحوذت الأحلام على خيال البشرية، وفي وقت مبكر من التاريخ البشري المدون كان يُعتقد أنها رسائل من عالم الغيب أو وسيلة للتنبؤ بالمستقبل، وفي السنوات الأخيرة استحوذت على اهتمام علماء النفس والأعصاب والفلاسفة وعلماء الأحياء وكلهم يواصلون دراسة الأحلام وما تعنيه ولماذا تعدّ ضرورية للبشر، حسب ما ذكرت حديثا منصة "سايكولوجي تودي".

أما الأحلام المتكررة التي تعود دائما بالصيغة نفسها على مدى سنوات طويلة فهي في العادة "تدور حول تجارب حياتية عميقة جدا ودفينة في اللاوعي، أو لها علاقة بقضايا شخصية للغاية من الممكن حدوثها أثناء اليقظة، وذلك لأنها جزء منك ومن شخصيتك، ولهذا تتكرر دائما بدلا من حدوثها مرة واحدةن فقط"، وذلك كما قالت الدكتورة ديردري باريت باحثة الأحلام وأستاذة علم النفس في كلية الطب بجامعة هارفارد، في تصريحات لها نقلتها منصة "سي إن إن" (CNN) في تقرير لها عن الموضوع نُشر قبل أيام.

وأضافت باريت "لأن أحلامنا عادة لا تتكرر، فكل ما يتطلبه الأمر هو أن نحلم بالحلم مرتين أو أكثر حتى يعدّ متكررا، وهي أكثر شيوعا في مرحلة الطفولة، ولكن يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ"، وأوضحت باريت أن "هذا النوع من الأحلام لا يتكرر كل ليلة، ولكن يمكن أن يحدث عدة مرات في الشهر أو بفارق سنوات"، والمؤكد أنه يتكرر دائما وبالصيغة نفسها تقريبا.

وقال الخبراء إن الأحلام المتكررة قد تكون هي نفسها في كل مرة، أو قد تأتي بسيناريوهات مختلفة، ولكنها تظل ضمن الدائرة ذاتها. وبغض النظر، فإن أي شيء يكرر مرارا يستحق البحث والتمحيص، كما قال اختصاصي طب النوم الدكتور أليكس ديميتريو مؤسس شركة "سيلكون سايك" (Silicon Psych) للطب النفسي وطب النوم في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا الأميركية، حسب ما ذكرت "سي إن إن" في تقريرها.

لماذا تتكرر الأحلام؟ في بعض الأحلام المتكررة تكون الرسالة مباشرة "إذا كنت تحلم مرارا وتكرارا بالتأخر عن المدرسة أو العمل، فقد يعود ذلك إلى تقصيرك في حل واجباتك المدرسية، أو أداء مهامك الوظيفية".

وفي السياق ذاته، قالت باريت "إن بعض الناس لديهم أحلام تدور حول القلق من الاختبار، وربما يعكس هذا خوفا عاما من الفشل، أو الخوف من الحكم عليهم من قبل شخصيات ذات سلطة. وقد تتعلق أحلام فقدان الأسنان أو تلفها بفقدان شيء آخر في حياتك، أو الشعور باليأس، أو عدم القدرة على الدفاع عن النفس، أو المخاوف الصحية من الإصابة بأمراض خطرة".

وقال ديميتريو "عندما تواجه حلما متكررا، اسأل نفسك عن الرسالة التي يمكن أن تكون. ما علاقتك بالأشياء أو الأشخاص في الحلم؟ ما مخاوفك ومعتقداتك حول هذه الأشياء؟ وما أهم 5 أشياء في حياتك قد تكون سببا لها أو مرتبطة بها؟".

وأضاف ديميتريو أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق هم أكثر عرضة لتكرار الأحلام، بخاصة أولئك الذين يعانون من القلق ويكون صفة طبيعية ملازمة لهموأوضح أن "الدماغ يحاول حل الأشياء والمشاكل ووضعها في سياقها الصحيح، ولكن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة تكون أحلامهم حية لدرجة توقظهم من النوم، لأن المشكلة الأساسية لم تعالج أبدا، ولهذا السبب يتكرر الحلم".

وفي أحيان أخرى تشير الأحلام المتكررة إلى مصادر بيولوجية أيضا، وأوضح ديميتريو أن "الأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم سيبلغون عن أحلام مثل الغرق، والاختناق، والأمواج العملاقة، واللهث بحثا عن الهواء، عندما يعانون بالفعل من انقطاعات في التنفس بسبب حالتهم الصحية".

كيف نتعامل مع هذه الأحلام؟ هناك خطوات أو تقنيات يمكنك فعلها للتخلص من هذه الأحلام المتكررة، لعل من أهمها:

دوّن حلمك المتكرر: تتمثل إحدى التقنيات في إعادة كتابة الحلم بعد الاستيقاظ، وتعديل خط السرد بتغيير أحد جوانب الحلم أو نهايته، بحيث تصبح نهاية الحلم أكثر إيجابية. مثلا في حالة حلم الفشل في الامتحان، ضع نجاحك فيه كنهاية، وبهذه الطريقة تخاطب عقلك أو اللاوعي عندك وتعطيه حلا للمشكلة المعلقة، وهذا سيغير طبيعة الحلم المتكررة، وفق ما ذكرت منصة "ساينس أليرت" (science alert).

حلل الحلم: الخطوة التالية هي تحليل الحلم. يمكنك مقابلة مستشار أو طبيب نفسي لإرشادك، كما يمكنك أنت نفسك محاولة معرفة ما يخبرك به الحلم، هل تكرر هذا الحلم يعود إلى بعض الأحداث الصادمة التي حدثت في حياتك أخيرا أو ربما في طفولتك؟ هل السبب نهاية علاقة مهمة لك؟ أو انتكاسات في حياتك المهنية؟ أو عدم القدرة على استغلال الفرصة؟ أو الاستغلال من قبل شخص ما؟ أو وفاة أحد أفراد الأسرة؟ أو عدم القدرة على التعامل مع الضغط في العمل؟ كل هذا يمكن أن يسبب التوتر ويؤدي إلى تكرار الأحلام السيئة، لهذا من المهم جدا أن تفهم أحلامك وأسباب تكرارها.

تعلم أساليب مفيدة للتعامل مع القلق والتوتر: القلق والتوتر جزء من حياتنا في عالم معقد مملوء بالمشاكل والتحديات، ومع ذلك فبإمكانك التقليل من حجم القلق والتوتر من خلال فهم أسباب هذا التوتر ومحاولة حلها أو استيعابها، حيث تساعد الطريقة التي تستجيب بها في تقليل نتائج أي إحباط، وهو ما سيؤدي إلى تحسين حالتك المزاجية، وطريقة تعاملك مع التحديات، وكذلك سيحسن من نوعية أحلامك، وفق ما ذكرت منصة "هيلث لاين" (healthline) أخيرا.

العلاج الصوتي: حسب ما ذكرت منصة "ساينس فوكس" (sciencefocus) حديثا، فقد ابتكر علماء النوم في جامعة جنيف طريقة جديدة للتعامل مع الأحلام المتكررة باستخدام العلاج الصوتي، إذ أخضع العلماء في الجامعة عددا من الأشخاص الذي يعانون من تكرر الأحلام والكوابيس المزعجة إلى صوت مهدئ أثناء نومهم، ولاحظوا انخفاضا سريعا في تكرر الأحلام المزعجة أو الكوابيس، إلى جانب أن الأحلام التي تراودهم أثناء نومهم أصبحت أكثر إيجابية من الناحية العاطفية. ويرى الباحثون والأطباء أن هذه النتائج تعدّ واعدة جدا لدراسة أثر المعالجة العاطفية أثناء النوم ولتطوير علاجات جديدة.

لماذا نحلم أحلاماً سريالية وغريبة؟ العلم يفسر

أنت مستلقٍ في سريرك الدافئ، ويبدو على وجهك النائم ملامح الهدوء والسلام، ولكن في الحقيقة دماغك يعمل بكل نشاط ليجمع لك صوراً سريالية ليس لها تفسير، ويضعها في شريط، ندعوه نحن البشر ”بالحلم"، من منا لم يجد نفسه يستيقظ ويسأل نفسه: ”لماذا كانت هذه السمكة ترتدي ربطة عنق، وتتحدث باللغة الفرنسية معي حول وجبتي المفضلة؟" هذه الأحلام الغريبة تتكرر كثيراً، والعلم يفسر لماذا.

فقد كشفت فرضية جديدة طرحها إريك هول، أستاذ مساعد باحث في علم الأعصاب بجامعة تافتس الأمريكية، في دراسة جديدة نشرت في مجلة (patterns) العلمية، أن الأحلام السريالية تساعد على ضبط تصور الدماغ للواقع اليومي، من خلال تقديم محفزات غير متوقعة وفوضوية بالنسبة لنا.

بمعنى آخر أن الدماغ يظهر واقعاً مشوهاً خلال الأحلام ليساعدنا على فهم ”واقعنا الحقيقي" بشكل أفضل، ولكسر النمطية والرتابة.

الفرضية مستوحاة من آلية عمل الذكاء الصناعي، والذي بُني ليشابه في عمله العقل البشري، كما يذكر موقع "iflscience"، إذ تتكون الشبكة العصبية للروبوتات من سلسلة خوارزميات صممت لتغذيتها بكميات كبيرة من البيانات، والتي تمر عبر عدد من النقاط المختلفة وتسمح بالتعرف على العلاقات والأنماط والكائنات، مثل تزويد الذكاء الصناعي بصور مختلفة حتى يتعلم تمييز إن كانت تعود لشخص أو لسيارة أو لنوع ما من الطعام.

ولكن إن استمر تزويد الذكاء الاصطناعي بأنماط واحدة، فسوف يؤدي إلى ما يعرف باسم ”فرط الجاهزية"، ما يعني تشويش أي بيانات جديدة لا تتفق مع النمط السائد. لهذا يقوم الباحثون في العادة بتزويد الأجهزة ببيانات ”فوضوية" غير متوقعة، حتى يكون النظام في حالة تأهب واستعداد دوماً لتمييز أي نمط ”غير متوقع" أو ”سريالي".

كما يعتقد هول أن العقل البشري يقوم بهذا حتى يبقي الدماغ على أهبة الاستعداد، مضيفاً أن ”الحياة مملة في بعض الأحيان، والأحلام موجودة حتى تمنعك من أن تعتاد على هذا النمط الممل، وتصبح جزءاً من نظام الرتابة في العالم".، بمعنى آخر فإن الأحلام الغريبة، حسب هذه الفرضية، هي وسيلة الدماغ ليبقي صاحبه سليم العقلهذا ويرى الموقع العلمي أن فرضية هول قد تتمكن من تفسير تزايد الأحلام ”السريالية" لدى الأفراد أثناء الجائحة، بسبب طبيعة الإغلاق ورتابة الحياة، التي جعلت الدماغ يبحث عن طريقة ”لكسر" هذا النمط الرتيب، وذلك من أجل إنعاش ذاته. ولكنها لم تٌختبر حتى الآن، إذ لا توجد آلية لقياسها بعد، ولكنها، كما يذكر إريك هول، تفتح فضاءً أوسع لفهم طبيعة عمل الأحلام وأهميتها التطورية لدى البشر.

الأحلام المخيفة قد يكون لها "أثر جيد" حين نستيقظ

إذا رأيت حلما مخيفا أثناء النوم فقد يكون لذلك أثر جيد، حيث أظهرت الأبحاث أن الخوف أثناء النوم يساعد في السيطرة على الخوف أثناء اليقظة، وقد فحص باحثون في سويسرا والولايات المتحدة كيفية استجابة الدماغ لأنماط من الأحلام، وتوصلوا إلى أن الأحلام المخيفة تزيد من فعالية الدماغ لدى مع التعامل التجارب المخيفة أثناء اليقظة.

أما في حال الكوابيس المرعبة فقد توصلت الأبحاث إلى أن تأثيرها سلبي، وتوصل علماء أعصاب من جامعة جنيف ومستشفى جامعة جنيف في سويسرا وجامعة ويسكونسن في الولايات المتحدة إلى أنه يمكن استخدام الأحلام كوسيلة لعلاج القلق، وفحصت الدراسة ما إذا كانت الأحلام المخيفة التي لا تصل إلى درجة الرعب تخدم غرضا إيجابيا.

وتابع الباحثون تأثير الأحلام المخيفة على مشاعر الناس أثناء اليقظة، باستخدام 250 قطبا كهربائيا متصلة بثمانية عشر شخصا، وقد أظهرت النتائج التي نشرت في دورية ( Human Brain Mapping) أن الأحلام المخيفة تساعد الأشخاص على الاستجابة بشكل أفضل للأوضاع المخيفة.

ولاحظ الباحثون أن الشخص الذي يستيقظ بعد مشاهدته حلما مخيفا تكون المنطقة التي تستجيب للخوف في دماغه أكثر فعالية، وبناء على ذلك توصل العلماء إلى أن الأحلام المخيفة هي وسيلة لإعداد الشخص لمواجهة الخوف أثناء اليقظة.

وكلما كانت الكوابيس كثيرة الحدوث ارتفع مستوى نشاط المنطقة التي تتعامل مع الخوف في الدماغ، وقال الباحثون إنهم توصلوا إلى أن هناك صلة وثيقة بين مشاعرنا خلال النوم واليقظة، حيث تكون الأحلام المخيفة وسيلة لتدريب الشخص على مواجهة أوضاع مشابهة أثناء اليقظة.

وقال لامبروس بيروغامفروس، الباحث في جامعة جنيف، إن الأحلام قد تكون تمرينا حقيقيا لتهيئتنا لمواجهة المخاطر الحقيقية في الحياة، لكن الفوائد الإيجابية للكوابيس تبقى قائمة حتى مستوى معين من الرعب، فوقه يصبح تأثيرها سلبيا ويؤدي للنوم المتقطع، وأوضح قائلا: "إذا تجاوز الخوف مستوى معينا يفقد أثره الإيجابي في تنظيم المشاعر".

9 أحلام مخيفة "تحمل رسالة من الدماغ" لا ينبغي تجاهلها!

قال خبراء إن هناك سبب وجيه لبقاء بعض الأحلام في ذاكرتنا لفترة أطول من غيرها، ما يمكن أن يكون علامة على أن الدماغ يحاول إخبارنا بأمر مهم عن حياة اليقظة، وبهذا الصدد، نشر موقع "ميرور" 9 أحلام شائعة تكشف عن شيء مهم يدور في حياتنا.

1- الغرق

الماء في الأحلام يرمز للمشاعر، لذا إذا حلمنا بالغرق فهذه علامة واضحة على أننا نتخذ قرارات اعتمادا على المشاعر في حياة اليقظة.

2- حلم المنزل

تمثل المنازل التي قد نحلم بها حياتنا الداخلية، ففي حال تلف منزل الأحلام أو تدميره، فهذا يشير إلى أننا لا نهتم بأنفسنا وبأن صحتنا العاطفية في خطر.

3- الطائرات والقطارات والسيارات

إذا وجدت نفسك في سيارة خارجة عن السيطرة في المنام، سواء كنت تقودها أم لا، فهذا يشير إلى أن الأحداث في حياتك الواقعية تتعرض لخطر الخروج عن نطاق السيطرة.

4- الكوارث الطبيعية

يمكن أن تشير إلى مشكلات شخصية خارجة عن السيطرة في الحياة، لذا ينبهنا دماغنا بعدم تجاهلها.

5- الموت أو المرض

يمكن أن ترمز الأحلام التي تموت فيها إلى رغبتك في الهروب من مسؤوليات الحياة وأعبائها. إذا حلمت بموت عرضي، فقد يشير ذلك إلى الحاجة لإجراء تغييرات- إنه رمز لبداية جديدة.

6- الدفن حيا

إذا حلمنا بأننا نُدفن ونحن على قيد الحياة، وشعرنا بالعجز عن الصراخ أو التنفس، فقد يكون ذلك علامة على حدوث "ارتباك أو تعارض في الحياة". ما يحفز الحاجة إلى إيجاد طريقة للهروب من القيود، والحصول على نظرة جديدة حول المواقف التي نعيشها.

7- العجز عن الحركة

يشير عدم القدرة على التحرك في المنام إلى أنك تشعر بالخنق من تحمل الكثير من المسؤولية، أو أنك غير قادر على التعبير عن مشاعرك الحقيقية. ويتعين علينا في بعض الأحيان اتخاذ قرار بالمضي قدما، حتى لو لم يكن هذا القرار الذي نتخذه في الحياة، مثاليا.

8- توديع الأحباء

إن الحلم بموت شخص نحبه أمر شائع جدا ويمكن أن يكون مريحا أيضا، للأشخاص الذين يعانون من الحزن. وتشير هذه الأحلام إلى أن الحياة ليست كل شيء، والموت قد لا يكون في الحقيقة هو نهاية العالم.

9- الأحلام المتكررة

إذا وجدت نفسك تحلم ذات الحلم مرارا وتكرارا، فلا ينبغي تجاهل ذلك مطلقا، حيث يستخدم الدماغ أسلوب التكرار لإخبارنا بشيء مهم حول النمو الشخصي. وسيتكرر الحلم باستمرار حتى نفهم الرسالة التي يرغب الدماغ بإيصالها لنا.

لماذا تحلم بشخص معين؟.. 7 نقاط تكشف الحقيقة

هل حلمت بشخص ما لكنك لا تعرف لماذا؟.. سؤال قد يحير الكثيرين منا، إلا أن الإجابة تكمن في مجموعة من الحقائق التي كشفها علم النفس، فيما يتعلق بالحلم بشخص ما.

ويعد الحلم جزءا طبيعيا من النوم، الذي يحتل بدوره جزءا كبيرا من حياتنا. الحصول على ليلة نوم جيدة ينعش أجسامنا وعقولنا، ويساعدنا على البقاء بصحة جيدة.

لكن بعض الأحلام قد تجعل من النوم تجربة مزعجة، خاصة إذا لم يتمكن من يخوضها، من تفسير ما رآه في المنام، وهنا تكمن أهمية الاطلاع على ما كشفه علم النفس.

من المثير للاهتمام، أنه يمكنك أن تحلم بشخص ما دون أن تتذكر رؤيته مؤخرا.أحلامنا عبارة عن مجموعة من الصور التي تصنع صورة كاملة عند تجميعها معا، لذلك من المنطقي أن نكون قد رأينا (أو كانت لدينا صورة ذهنية) شخصا قبل أن نحلم به.

قد يعني هذا أن لديك مشكلات لم يتم حلها فيما يتعلق بعلاقتك، أو أنك مع شخص جديد ولست متأكدا مما إذا كنت قد اتخذت القرار الصحيح. الحلم بقتل شخص ما أمر مزعج بالتأكيد، إلا أن له دلالة رمزية. قد يعني ذلك أنك تنهي أنماطا معينة من التفكير أو السلوك التي لم تعد تخدمك، مثل شرب المشروبات الكحولية بشكل مفرط.

ومع ذلك، قد يعني هذا أيضا أنك قمت بقمع الغضب أو العدوان تجاه شخص آخر، أو حتى تجاه نفسك.

كما قد يوحي الحلم بارتكاب جريمة قتل، بأنك شخص عدواني في حياتك اليومية، وهو أمر من المهم أن تتمعن فيه. في شيء ما أو شخص ما قبل النوم يمكن أن يساعد في تشكيل حلمك.

نميل إلى جر مشاكلنا إلى النوم كطريقة لمحاولة حلها، وتعمل أحلامنا بنفس الطريقة أيضا.

إذا كانت لديك مشكلة مع شخص ما في حياتك، فقد يكون الحلم به طريقة لمحاولة حل المشكلة معه.

لمحاولة الكشف عن معنى حلمك بشخص لست على علاقة جيدة معه، يمكنك محاولة تحديد سياق المشكلة وتقييم سببها.

المشاهير هم شخصيات عامة، يتم الاعتراف بهم والاحتفاء بإنجازاتهم، وهذا هو السبب الذي يجعلك في الكثير من الأحيان تحلم بهم.من المثير للاهتمام أن الحلم بشخصية مشهورة قد يمثل الجزء في شخصيتك الذي يرغب في الحصول على التقدير والإعجاب.

يعتقد البعض أن معنى أنه حلم بشخص معين، أن الأخير يحلم به أيضا، إلا أن للعلم رأي لكن الأحلام لها علاقة بالحالم أكثر من الشخص الذي تحلم به.

بخطوات بسيطة.. تستطيع اختيار أحلامك خلال النوم

في ظل الضغوطات والظروف الصعبة التي يعيشها الناس حول العالم بسبب جائحة كورونا، أصبح من الصعب أن ينعم المرء بنوم هادئ وأحلام جميلة، إلا أنه يمكن القيام بمجموعة من الخطوات، لكي "تختار" أحلامك.

وذكرت الخبيرة في مجال الأحلام، تيريزا تشيانغ، أنه من الممكن للإنسان أن يختار نوعية الأحلام التي يريد أن يراها، وأن ينعم بنوم هادئ، إذا حرص على تطبيق خطوات معينة في حياته اليومية.

وتشمل تلك الخطوات، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية:

فيتامين "ب 6"

أثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتناولون مكملات فيتامين "ب 6" قبل النوم، يختبرون أحلاما أوضح وتكون قدرتهم على تذكر أحلامهم عند الاستيقاظ أكثر قوة. لكن يجب مراجعة الطبيب قبل تناول هذه المكملات.

ويمكن الحصول على فيتامين "ب 6" بشكل طبيعي من خلال أغذية معينة، مثل الحبوب الكاملة والموز والأفوكادو والسبانخ والبطاطس والحليب والبيض والكبد والسمك.

جاذبية القمر

يحث الباحثون على القيام بتمارين التأمل التي تركز على القمر، لما له من تأثير على طاقات الإنسان، ويلفتون إلى أنه "يشجع النفس الداخلية على التحدث إليك خلال نومك" لتصل على أحلام "أكثر صدقا.

وإذا كان بإمكان المرء رؤية القمر من خلال النافذة ليلا، فعليه أن يركز عليه لمدة لا تزيد على 10 دقائق من خلال التأمل، وفي حال لم تكن رويته ممكنة، فيمكن التركيز على صورة للقمر، مع ضرورة أن تكون البيئة هادئة وتبعث على الاسترخاء في مكان نومك.

كما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن الكثيرين يحرصون على اتباع روتين المغنية السابقة ومصممة الأزياء فكتوريا بيكهام، التي تشرب "ماء القمر".

و"ماء القمر" هو ببساطة الماء التي يتم وضعه تحت ضوء القمر المكتمل لمدة ليلة.

روائح للاسترخاء

وللحصول على أحلام هنيئة، لا بد من الاسترخاء قبل النوم، لذا ينصح الخبراء برش روائح طيبة تساعد على ذلك، خصوصا رائحة الخزامى أو بتلة الورد.

حمام دافئ

ليس عليك قضاء ساعات في حوض الاستحمام حتى يكون له تأثير إيجابي على أحلامك، إذ يكفي أن تسترخي في ماء دافئ لمدة 10 دقائق في المساء، لتحسين كفاءة النوم. والوقت الأمثل للاستحمام بماء دافئ هو حوالي ساعة أو ساعتين قبل وقت النوم.

تمارين التمدد

تساعد تمارين التمدد على الاسترخاء قبل النوم، خاصة إذا كنت تعتمل لساعات طويلة خلال اليوم، تؤدي إلى تشنج عضلاتك. وحركات التمدد البطيئة المصحوبة بالتنفس العميق تشبه عملية التأمل.

الشموع

إشعال شمعة بيضاء قبل النوم يبعث على الاسترخاء بشكل كبير، خاصة عندما تكون مصدر الإضاءة الوحيد في غرفة مظلمة.

تفادي الكوابيس

الحفاظ على روتين معين للنوم ضروري لتجنب الكوابيس، لذا حاول الخلود إلى الفراش قبل منتصف الليل، وحافظ على أوقات النوم والاستيقاظ المعتادة، إذ أنه بينما يحب العقل التحفيز، فإن الجسم يفضل الروتين.

ويعد الحفاظ على ساعة بيولوجية منتظمة للجسم من الأشياء الضرورية لتجنب الأحلام السيئة.

ومن الضروري أيضا أن يتجنب المرء الأشياء التي تدفعه للتوتر قبل النوم، مثل الأفلام المخيفة والكافيين والكحول، بالإضافة إلى الجبن، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن الجبن يحفز نفس الجزء من الدماغ الذي تحفزه المخدرات القوية، وبالتالي فإنه سيغذي كوابيسك.

ويزيد التوتر من فرص الأحلام السيئة، لذلك قبل النوم بساعات قليلة، استرخِ بطريقة صحية، مثل المشي أو الجري أو مشاهدة شيء مهدئ.

إكمال الحلم

في كثير من الأحيان يحظى الناس بأحلام جميلة، لكنهم يستيقظون في منتصفها، مما يجعلهم يشعرون برغبة عارمة للعودة إلى النوم في محاولة لإكمالها. ولاستكمال حلمك، ينصح الباحثون باسترجاع ما حدث في الحلم في ذهنك، وتخيل ما سيحدث لاحقا، حتى العودة للنوم.

لكن في حال لم تكن تريد تكرار الحلم، فحاول الذهاب إلى غرفة أخرى للنوم أو النهوض من السرير والقيام بشيء مهدئ، مثل الاستماع إلى موسيقى لطيفة تشتت انتباهك حتى يسهل عليك النوم عند عودتك.

يمكنك أيضا محاولة قراءة شيء ممل جدا، أو القيام بشيء متكرر مثل الكي، لتشعر بالنعاس، بالإضافة إلى تمارين التنفس التي تعتمد على العد.

وينصح الخبراء باتباع طريقة (4-7-8)، أي استنشق من خلال أنفك لمدة 4 ثوان، واحبس أنفاسك لمدة 7 ثوان، ثم ازفر لمدة 8 ثوان.

للحصول على حلم واضح جدا، بحيث أنك في الحلم لست على دراية ما إذا كنت تحلم أم أنك تعيش الواقع، فهناك تقنيات معينة يمكن القيام بها.

بداية، ينصح الخبراء باتباع الخطوات التي سبق ذكرها، خلال اليوم. وأثناء النهار، اسأل نفسك ما إذا كنت تحلم أم مستيقظا، في طريقة لخداع العقل، فكلما قمت بذلك، زادت احتمالية قيامك بذلك أثناء نومك.

يمكن أيضا ممارسة ألعاب الفيديو، إذ أظهرت دراسة أجريت عام 2017 أن لاعبي الفيديو أبلغوا عن أحلام أكثر وضوحا وحيوية.

لكن يجب التأكد من تجنب اللعب قبل ساعة من النوم، لأن الأجهزة الإلكترونية والشاشات واندفاع الأدرينالين للألعاب يمكن أن تبقيك مستيقظا.

تسجيل الاحلام..ما هي الآداة التي سيتسخدمها العلماء؟

رغم أن غالبية الأشخاص تراودهم الأحلام بين أربع إلى ست مرات في الليلة الواحدة، إلا أننا ننسى 90 بالمئة منها في غضون عشر دقائق من انتهائها. ولكن، هل يمكننا قريباً تسجيل أحلامنا؟ ويتخيًل البعض أن تسجيل الأحلام سيتم من خلال ارتداء ملابس قبل النوم مزودة بأجهزة استشعار للأعصاب والعضلات.

ويرى أستاذ علم النفس في جامعة مونتريال في كندا، أنطونيو زادرا، أنه يجب على الأشخاص نسيان الأحلام، حيث "من المهم عدم الخلط بين الأحلام والواقع."

ويقول الخبراء إنه رغم عدم تذكرنا لأحلامنا، إلا أنه من المهم أن نحلم، وهم يقدمون نظريات مختلفة لأهمية الأحلام، إذ اعتبر عالم النفس، سيغموند فرويد مثلاً أن الأحلام تمكننا من الوصول إلى أعظم رغباتنا، بينما يرى آخرون مثل أستاذ الطب النفسي ومدير مركز النوم والإدراك في كلية الطب في جامعة هارفارد، روبرت ستيكجولد، أنها "تسمح لنا بتخيل الأحداث ونتائجها ضمن إطار تجرييبي."

ويقول الأستاذ المساعد للتسويق في جامعة كيلوج للإدارة في جامعة نورث ويسترن، موران سيرف، إن الكثير من الأشخاص يعتقدون أن الأحلام هي طريقة لنقل الذكريات من الذاكرة القصيرة الأمد إلى الذاكرة الطويلة الأمد.

ومهما كانت الأحلام، فلطالما أُعجب البشر بهذه العوالم التي تخلقها أدمغتنا، حيث يحتفظ العديد بيومياتٍ لأحلامهم، والبعض الآخر يحاولون التحكم بأحلامهم الواعية، "Lucid Dreams".

ويقول سيرف: "لأول مرة، يمكننا فعل شيءٍ حيال ذلك."

ويعمل باحث الأحلام المستقل ومؤلف كتاب “بيان الحلم الواعي"، دانيال أولديس، مع أستاذ علم النفس في جامعة تكساس، دايفيد م. شاينر، لتسجيل الحركة والكلام في الأحلام، حيث يدير شاينر مختبر علم الأعصاب الإدراكي التابع للجامعة، الذي يستخدم تخطيط العضل الكهربائي، أو "EMG"، لقياس نبضات الأعصاب والعضلات أثناء النوم.

وأوضح أولديس أنه أثناء النوم، "لا تزال نبضات الأعصاب تنتقل إلى العضلات،" وتقوم الأقطاب الكهربائية الموضوعة على الساقين، والذراعين، والذقن بقياس تلك النبضات وإعادة تكوين الحركات خلال أحلام الفرد باستخدام نظام محاكاة أو "أفاتار".

ويحاول أولديس أيضاً فك تشفير كلام الفرد في الحلم من خلال وضع خمسة أو ستة أقطاب كهربائية على شفاه وحنجرة كل فرد.

وفي الوقت ذاته، يعمل يوكيياسو كاميتاني في جامعة كيوتو في اليابان على فك تشفير الصور في الأحلام، حيث نشر مؤخراً دراسةً تبين استخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي، "fMRIs"، لإعادة بناء الصور في عقل الشخص اليقظ.

وقد يبدو تسجيل الأحلام وكأنه شيءٌ من أفلام الخيال العلمي، ولكن يقول أستاذ علم النفس في كلية الطب في جامعة هارفارد، ديردري لي باريت، إنه عند وضع التسلية جانباً، "يمكننا تعلم الكثير عن أنفسنا وأحلامنا."

ولكن يحذر أولديس من بعض مخاطر تسجيل الأحلام قائلاً: "إذا كان بإمكانك تسجيل أحلامك، فما الذي سيمنع شخصاً آخر من تسجيلها؟" حيث يمكن أن يكون اختراق الأحلام مستقبل الاستجواب العسكري للحصول على المعلومات.

وأما عن المدى الذي سيستغرقه الخبراء لتطوير تقنية تسجيل الأحلام، فيعتقد أولديس أن مسجلات الأحلام التي تستطيع أن توفر تجربةً شبيهةً بالأفلام الكاملة من الممكن أن تظهر بعد عقد أو عقدين من الزمن. كما أنه يتخيّل أن طريقة التسجيل ستكون على هيئة ملابس نومٍ مزودة بأجهزة استشعار للعضلات.

ولكن حتى الآن، تبقى هذه التقنيات مجرد حلم.

اضف تعليق