الإعلام العربي: تسويق البرامج على حساب أخلاقيات المهنة

قنوات عربية تثقف للإرهاب وأخرى الى التحلل الخلقي والأسري

 

شبكة النبأ: يلعب الإعلام دوراً فكرياً وثقافياً كبيراً في حياة الشعوب، كما للأعلام أهمية كبرى في صناعة القرار السياسي والاجتماعي والثقافي ويعتبر سلاح ذو حدين، من هنا نجد أن الإعلام يتأثر من أي ضائقة يتعرض لها تمنع الإرادة الإعلامية من تحقيق أهداف المؤسسة التي تقف خلف أي وسيلة إعلامية، وفي الوقت ذاته نجد إن الإساءة للجمهور في وسائل الإعلام قد تفوق الحد الطبيعي مما يعرضها إلى المساءلة القانونية.  

قناة طيور الجنة

شنت الباحثة الاجتماعية والكاتبة السعودية المعروفة فوزية النعيم هجوما عنيفا على قناة طيور الجنة الخاصة بالأطفال واتهمتها بدعم الإرهاب والجهاد الذي ما أنزل الله به من سلطان.

وقالت النعيم في مقالة نشرتها صحيفة الجزيرة السعودية أن قناة طيور الجنة تبث أناشيد فداء من الدرجة الأولى تدعم فكرة الجهاد القتالي والموت من أجل المعتقدات وتحث على استخدام السلاح والقتل والتفجير وإراقة الدم والإرهاب بكل مترادفاته.

وأضافت النعيم التي تكتب في معظم الصحف السعودية الكبيرة أن أطفالنا ينعقون بما يسمعون وعقولهم في الباطن تخزن هذه المعلومة ويبرو لها الزمن لتكون معتقدات ومبادئ يؤمن بها حينما يشتد عوده حتى إذا بلغ الحلم ارتدى حزامه الناسف وأصبح ينادي بالجهاد الذي ما أنزل الله به سلطان ويرفع شعارات باطلة ويقتل النفس التي حرم الله إلاّ بالحق ويسعى في الأرض فساداً والله لا يحب الفساد.

وتحدثت النعيم وهي باحثة اجتماعية عملت مديرة مركز التدريب المستمر وخدمة المجتمع النسائي بالقصيم عن إحدى الأناشيد التي تقطر دماً وتنزف إرهاباً ودماراً على حد تعبيرها، "تزرع في نفوس الأطفال منذ نعومة الأظافر قانون القوة وأن لا شيء يمكننا أن نحصل عليه قبل أن تضع الحرب أوزارها وكلها شعارات تمجد فلسطين وتحرير فلسطين ونحن لا نملك تجاه فلسطين إلاّ التطبيل والتزمير وقلة الحيلة وقلة الحياء أحياناً".

وتابعت "هذه القنوات الفضائية التي تزرع فتيل الحرب والدمار والألم لن تخدم قضية فلسطين بقدر ما تخدم أعداء الأمن وأعداء الوطن حيث تساهم بشكل مباشر في تنشئة أبنائنا وتشكيل شخصياتهم وتقنين المعتقدات ليكونوا جيلاً يفكر من وراء حجاب ويتذرعون بالدين والثوب القصير وهو منهم ومن معتقداتهم بريء براءة الذئب من دم يوسف".

وأشارت في مقالها إلى أن (الشات) أسفل شاشة طيور الجنة بلغات مختلفة وأفكار هدامة وأصبحت شغل الخادمات الإندونيسيات بالذات، "واسألوا خادماتكم ماذا تقول لهن شاتات طيور الجنة".

وقالت "أن قناة طيور الجنة من القنوات الجديدة المخصصة للأطفال، وهي حسب ما قيل عنها إنها لم تكن وليدة اللحظة، بل مرت بمرحلة مخاض كانت بدايتها فرقة طيور الجنة الخاصة بأناشيد الأطفال في العام 1994 والتي أسسها خالد مقداد وهي من أكثر الفرق الفنية المخصصة بفنون الأطفال انتشاراً في الوطن العربي ويبدو أنها تجاوزت المحيط العربي إلى كندا وبريطانيا ووالله مجرد أن سمعت أناشيد الأطفال التي يصدحون بها خلف شاشة طيور الجنة ويرددها أبناؤنا وقف شعر رأسي ذهولاً".

انتقاد للإعلام المصري

من جهة أخرى أبرزت مجلة "هالو" الأمريكية التي تهتم بعالم النجوم، حفل زفاف الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي على رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة.

وأشارت إلى اهتمام وسائل الاعلام في مصر بالحفل الأسطوري بصورة لم يسبق لها مثيل، وتسابقت جميع البرامج والصحف في نقل وقائع الحفل أو نشر صورة للعروسين.

كما أشارت المجلة إلى ان خبر زفاف هيفاء وهبي التي تعد نجمة العالم العربي الأولى في الاغراء، سيطر علي اهتمام الشارع المصري أيضًا، وتناسي الجميع القضايا الاجتماعية والسياسية التي تعصف بأكبر دولة عربية من انتخابات محامين ومجلس القضاة، وانتشار مرض انفلونزا الطيور، وأزمة امتحانات المعلمين، وأخذوا في الحديث عن "هيفاء" وزوجها، وماذا حدث في العرس العالمي الذي تكلف ما يقرب من 9 ملايين دولار، بحسب ما نشرت جريدة "الوفد" المصرية .

وأضافت"على الرغم من أن مصر تمر حاليًا بفترة مضطربة للغاية في ظل الانتشار السريع لمرض انفلونزا الطيور بين المواطنين لدرجة أنها باتت صاحبة أكبر رقم للاصابات بالمرض في عام  2009، وعدم قدرتها علي السيطرة عليه، توقفت الحياة يوم الجمعةللاحتفال بزواج الفنانة اللبنانية على رجل الأعمال المصري. بحسب بحسب أريبيان بزنس 

وأشارت "هالو" إلى أن حتى الصحف المعارضة التي يغلب عليها الطابع السياسي أبرزت أيضًا حفل هيفاء في صدر صفحاتها الأولى، وأفردت مساحات كبيرة لها خصيصًا.

ونافست هيفاء في عرسها حفل الزفاف الأسطوري الآخر الذي اقيم مساء السبت للفنانة المكسيكية سلمى حايك على رجل الأعمال الفرنسي الملياردير فرانسوا هنري بينو.

استوديوهات حديثة

أما على صعيد الدعم الإعلامي تم في دمشق افتتاح مركز إخباري جديد بتمويل من حكومة دبي وبحضور سوري وإمارتي رسمي.

حيث انتهاء من تدشين المرحلة الأولى من المركزٌ الإخباريٌ الجديد ضمن منظومة الأخبار المصورة التابعة للهيئة العامة السورية للإذاعة والتلفزيون، بعد أن تم استلام التجهيزات الكاملة للمركز الذي مولت إقامته حكومة دبي عبر مؤسسة دبي للإعلام.

وعبر سفير دولة الإمارات في دمشق سالم عيسى القطام الزعابي عن ثقته بثمار التعاون المشترك بين سورية والإمارات على الصعيد الإعلامي، مؤكدا أن المركز الإخباري الجديد سيوفر أحدث التقنيات الإعلامية للعديد من المتدربين السوريين المتخصصين، ومبديا ثقته بأن جهود هؤلاء الإعلاميين ستؤتي أكلها بشكل أسرع بفضل التقنيات الحديثة التي يضعها المركز بين أيديهم.

وقدمت حكومة دبي خلال مؤتمر القمة العشرين الذي عُقد في دمشق العام الفائت منحة بلغت 8 مليون دولار، خُصص منها أكثر من مليوني دولار لقطاع الاستوديوهات وتجهيزات الأخبار.

وقال وزير الإعلام السوري محسن بلال في تصريح للصحفيين إن هذه المنظومة سوف تسهم في تفعيل انطلاقة الإعلام السوري وستكون جاهزة للانطلاق والبث بعد شهر ونصف الشهر على أبعد تقدير.

من جهته أوضح المرافق الإعلامي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبد الله الشيخ السيد أحمد أن هذا المركز من أهم المراكز الإخبارية على مستوى الوطن العربي، كما انه بات بالإمكان اليوم بفضله الخروج بقناة إخبارية سورية.

ويضم المركز عددا من الاستوديوهات وفق المواصفات الدولية، على مساحة تقارب 300 ثلاثمائة متر مربع، من أصل المساحة الكلية التي تبلغ 1800 متر مربع.

وسبق لمؤسسة دبي للإعلام أن عمدت إلى تقديم الدعم الفني للجهات الإعلامية السورية الرسمية إبان تنظيم دمشق لمؤتمر القمة العربية العشرون العام 2008، إضافة إلى توفير دورات تدريب في دبي لفريق عمل من التلفزيون السوري الحكومي.

هيب هوب إسلامي

من جانب آخر أطلقت محطة تلفزيونية فضائية جديدة في مصر، تقول انها أول محطة إسلامية على نمط محطة ام تي في الموسيقية.

يتلقى مقدم البرنامج مكالمات تلفونية من المشاهدين ويجري مقابلات مع فنانين يرتدون سراويل الجينز، ولكن هذه هي حدود التشابه مع محطة ام تي في الموسيقية.

وترغب محطة "للشباب" بالترويج للقيم الإسلامية التقليدية من خلال موسيقى الهيب هوب والراب والبوب بالاستعانة بفنانين معروفين يغنون نصوصا غنائية ذات محتوى إسلامي.

وقد اعتبرت بعض وسائل الاعلام الغربية هذه المحطة مؤشرا لظاهرة جديدة ونظرت اليها على أنها مثال على اتجاه الثقافة الاسلامية المعاصرة منحى محافظا. ولكن هل فعلا هذه المحطة غير عادية ؟ وهل ستتمكن من الاستمرار ؟

جاء أحمد أبو هيبة المدير التنفيذي لقناة "للشباب" بهذه الفكرة بسبب ما يراه من وجود تناقض بين لقطات الفيديو الموسيقية التي يشاهدها الشبان المسلمون والتي تتضمن لقطات راقصة ترتدي فيها الراقصات ملابس تتنافى مع المعتقدات الاسلامية، بينما هم يرغبون بالالتزام بتعاليم الاسلام في سلوكهم اليومي.

ويوضح أبو هيبة قائلا: "الشيء الأساسي هو كيف تفكر بالله أثناء العمل واللعب على حد سواء. بامكان المغني تسجيل أسطواناته والحديث عن الله ثم التوجه لتناول مشروب ما في أحد البارات. المغنون الذين نتعامل معهم لا يفعلون هذا".

المحطات الفضائية اصبحت إعلاما جماهيريا في الشرق الأوسط، وأصبح السوق مكتظا بها.

هناك ما يربو على 800 محطة فضائية، منها 55 تبث مواد موسيقية، وقد بلغ عدد المشاهدين عشرات الملايين، خاصة مع انخفاض تكلفة المشاهدة.

بسبب هذه المنافسة القوية في السوق قد تجد قناة "للشباب" نفسها تجدف عكس التيار.

وبالرغم من الحملة الاعلامية القوية التي قام بها مؤسس القناة الا أن القليلين سمعوا بها في القاهرة.

وتعاني القناة من مشاكل تقنية منها صعوبة التقاطها، وكذلك فهي تبث لمدة ساعتين فقط بشكل متواصل، ولم يجر تفعيل موقعها على الانترنت حتى الآن.

على مقهى في وسط القاهرة لم يسمع أي من الشبان الذين سألناهم بهذه المحطة، ولكن الشبان قالوا ان المحطة قد تنجح لو قدمت مواد عالية المستوى وبرامج فيها أصالة.

تقول نوران، 16 سنة: نحن نشاهد الموسيقى الغربية، والموسيقى العربية هي تقليد لها. المغنيات العربيات يحاولن تقليد بريتني سبيرز وبوسي كات، أنا أفضل مشاهدة الأصل".

أما حبيبة، وهي في نفس السن قتقول: "حتى يكون البوب الاسلامي مؤثرا يجب أن يشبه المغنون الناس العاديين. يجب أن لا يطغى منظرهم وهم يركعون ويصلون على المشهد، هذا ليس واقعيا.

انفصام ثقافي

ينظر البعض الى القناة التي يمولها رجل أعمال سعودي على أنها "مجرد لفتة تسويقية ذكية".

سعيد صادق المحاضر في مادة علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية في القاهرة يعبر عن قلقه من أن القناة تعكس توجه جزء من الاعلام نحو الأسلوب الأكثر محافظة، ويرى أن ذلك يسبب خلافات في أوساط الشباب.

ويضيف : "هذه الجرعة القوية من التدين من خلال وسائل الاعلام ونشر الأفكار غير المتسامحة ، وخلط الموسيقى الغربية بالمحتوى الاسلامي سيؤدي الى تشويش الشباب وخلق انفصام ثقافي في داخلهم".

حين زرنا ستوديوهات محطة "للشباب" وجدت كل العاملين من الرجال، بمن فيهم مقدم البرنامج وكذلك الذين يظهرون في لقطات الفيديو المصاحبة للأغاني.

اعتقال مدير قناة الليبية الفضائية

من جانب آخر أعتقل مدير قناة "الليبية" الفضائية المقربة من "سيف الإسلام" نجل الزعيم الليبي "معمر القذافي" اعتقل على ذمة التحقيق منذ يومين على خلفية بث القناة برنامجاً يهاجم مصر.حسب صحيفة "قورينا" الليبية

و إن مدير القناة "عبد السلام المشري" أوقف على ذمة التحقيق على خلفية بث القناة برنامجاً يهاجم في جزء منه السياسة الداخلية المصرية، ما اعتبرت الجهات المعنية في ليبيا أن من شأنه أن يعكر صفو العلاقات بين البلدين.

ويأتي الإعلان عن توقيف "المشري" والتحقيق معه في الوقت الذي اتخذت فيه شركة الغد الإعلامية الليبية المقربة من "سيف الإسلام" قراراً بنقل قناة الليبية الفضائية إلى خارج ليبيا للبث من الخارج، وللدخول في شراكة مع مستثمر أجنبي، ومن المرجح أن تكون لندن وجهتها.

وكشف مصدر سياسي ليبي النقاب مؤخراً عن أن تدخلاً مصرياً من جهات رفيعة المستوى مقربة من الرئيس "حسني مبارك" هي التي تقف خلف التحولات الدراماتيكية المفاجئة التي شهدتها شركة "الغد" ونقل تبعية قناة "الليبية" الفضائية وقناة الفضائية "إف إم" وقناة "الإيمان" المسموعة الذراع الإعلامية لسيف الإسلام القذافي إلى الهيئة العامة لإذاعات الجماهيرية التي يتولاها الشاعر الغنائي "علي الكيلاني".

وأوضح الناشط السياسي الليبي "نعمان بن عثمان" أن لديه معلومات خاصة ودقيقة عن أن عملية النقل المفاجئة لتبعية قناة الليبية الفضائية إلى الهيئة العامة لإذاعات الجماهيرية، جاء بعد اتصال مباشر من الرئيس المصري "حسني مبارك" بالزعيم الليبي على خلفية انزعاج مصري من تعاطي قناة "الليبية" مع ما بات يعرف في مصر بخلية حزب الله وتهريب السلاح إلى غزة.

وكان الزعيم الليبي "القذافي" قد قام السبت الماضي بزيارة مفاجئة إلى مقر قناة الفضائية "الليبية" استغرقت بضع دقائق، أعلن عن نقل تبعية قناة "الليبية" الفضائية وقناة الفضائية "إف إم" وقناة "الإيمان" المسموعة إلى الهيئة العامة لإذاعات الجماهيرية.

وبدأت قناة "الليبية" بثها قبل عامين. وتعتبر المحطة الأولى التي لا تندرج في إطار الإعلام الرسمي، وتحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة بين الليبيين لتميزها عن القناة الرسمية بتنوع برامجها وأخبارها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/آيار/2009 - 17/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م