قال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الجمعة إن السعودية عرضت عليه ملايين الدولارات لمحاربة الحوثيين الشيعة لكنه رفض، وجاءت هذه التصريحات في مقابلة مع قناة الميادين التي تبث بيروت. وأكد صالح أنه لن يعود ولا أي من أولاده إلى السلطة.

أعلن علي عبد الله صالح الرئيس اليمني السابق و"حليف الحوثيين" اليوم الجمعة في مقابلة تلفزيونية أن السعودية عرضت عليه "ملايين الدولارات" لمحاربة الحوثيين لكنه رفض العرض.

وقال صالح في مقابلة مع قناة الميادين التي تبث من بيروت "عرض السعوديون علينا ملايين الدولارات لنتحالف معهم ضد الحوثيين"، معلنا أنه رفض عرض الرياض التي تقود حاليا تحالفا عربيا يشن غارات جوية على الحوثيين وقوات صالح الذي تولى حكم اليمن من 1978 إلى 2012، وغادر منصبه تحت وطأة انتفاضة شعبية. بحسب فرانس.

وأضاف صالح في المقابلة "لن أعود إلى السلطة مطلقا ولن أقبل أنا أو أولادي العودة إليها". وكان أحمد نجل صالح يقود الحرس الجمهوري خلال حكم والده. من جهة أخرى اتهم صالح الذي لا يزال يقود حزب المؤتمر الشعبي العام أهم أحزاب اليمن، السعودية بإثارة "الفتنة" في بلاده.

واضاف صالح إن الرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي لم يعد له مكان في المشهد السياسي اليمني، وقال صالح إن أهمية هادي السياسية انتهت عندما سيطرت جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء وهرب هادي منها. وأضاف قائلا "هذا (الرئيس) انتهت  شرعيته تماما لما هرب من صنعاء وعدن والآن هيهرب من الرياض." بحسب رويترز.

وفر هادي من العاصمة في مارس آذار بعد استيلاء الحوثيين عليها في سبتمبر أيلول. وتوغل الحوثيون منذ ذلك الحين في الوسط والجنوب مما دفع السعودية إلى شن حملة جوية ضدهم في محاولة لإعادة هادي للسلطة.

وتقاتل قوات موالية لصالح إلى جانب الحوثيين.

وقال صالح أيضا إن الأطراف التي شاركت في المحادثات خائنة لانها قبلت الهجمات السعودية.

وأضاف "الذين حضروا مؤتمر الرياض حكموا على انفسهم بدون ما نحاكمهم .. حكموا على انفسهم أن لاعودة لانهم باركوا العدوان."

واستضافت الرياض محادثات بين فصائل يمنية في وقت سابق هذا الشهر قاطعها الحوثيون.

وذكر صالح أنه لم تتم دعوته للمشاركة في المحادثات التي تجرى في سلطنة عمان والتي يشارك فيها الحوثيون.

وقال "نحن آخر من يعلم بحق عمان. انصار الله (الحوثيون) لم يشاورونا ولا تحدثوا معنا."

وعمان المتاخمة لليمن هي البلد الوحيد من بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي الست الذي لم يشارك في الحملة السعودية.

وفي وقت سابق يوم الجمعة قال متحدث باسم الحوثيين في صفحته على فيسبوك إن المحادثات في عمان استمرت وإن عمان تبذل جهودا لحل الأزمة.

وقال صالح إن المحادثات في عمان هي من تدبير الولايات المتحدة وإيران.

وقال "عندي معلومات مؤكدة أن أمريكا وإيران تريد من عمان أن تلعب دور الوساطة بين الحوثيين والسعوديين."

إلى ذلك، وصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء الجمعة لإجراء محادثات مع الأحزاب السياسية في البلد الذي تمزقه الحرب، بحسب ما أفاد موقع إلكتروني يسيطر عليه الحوثيون. وفي تصريحات نقلها موقع سبأ نيوز، قال ولد الشيخ أحمد لدى وصوله إلى مطار العاصمة اليمنية "يجب على جميع الأطراف اليمنية العودة إلى الحوار".

قتال عنيف بين الحوثيين ومقاتلين سنة في مدينة عدن الجنوبية

من جهة اخرى قال سكان ومقاتلون إن قتالا عنيفا اندلع في جنوب اليمن قرب مطار مدينة عدن يوم الجمعة عندما هاجمت جماعة سنية المسلحين الحوثيين في مسعى لطردهم من المنطقة.

وقال مصدر في الجماعة لرويترز إن التحالف الذي تقوده السعودية شن أربع ضربات جوية أيضا على قاعدة عسكرية قرب المطار.

وبدأ التحالف في تنفيذ الضربات الجوية باليمن يوم 26 مارس آذار بهدف إعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى السلطة. وفر هادي في مارس آذار بعد أن سيطر الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول ثم توغلوا في وسط وجنوب البلاد.

وعدن هي المركز التجاري لليمن ومطارها مغلق منذ نشوب القتال لكن ميناء المدينة يسمح بدخول المساعدات الإنسانية الضرورية بشدة للبلاد من وقت لآخر.

ويتركز الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف معهم في مناطق خور مكسر وكريتر والمعلا في عدن.

وقال المصدر في الجماعة إن أربعة مقاتلين جنوبيين قتلوا في الاشتباكات بخور مكسر إلى جانب 15 مسلحا من الحوثيين حتى الآن.

وفي وقت لاحق يوم الجمعة ذكر موقع للحوثيين على تويتر أن مقاتليهم أطلقوا قذائف على منطقة جيزان في جنوب غرب السعودية. ولم ترد معلومات فورية عن وقوع خسائر.

وتتبادل القوات السعودية والحوثيون إطلاق النار عبر الحدود منذ بدأ التحالف العربي عملياته العسكرية.

وقتل اثنان من حرس الحدود السعودي يوم الخميس وأصيب خمسة بسبب قذائف أطلقت من اليمن.

وقال سكان في محافظة صعدة إن التحالف العربي نفذ غارات جوية مكثفة ليل الخميس في المحافظة الواقعة في شمال غرب اليمن وعلى الحدود مع السعودية. وذكر سكان أن الضربات استهدفت أيضا موقعا لتخزين السلاح في صنعاء.

وتكبد المقاتلون الحوثيون يوم الاثنين أكبر خسارة لهم في الجنوب في شهرين من الحرب الأهلية عندما طردهم فصيل محلي من معظم مدينة الضالع الجنوبية على بعد نحو 170 كيلومترا شمالي عدن. بحسب رويترز.

والفصيل الذي يطلق على نفسه اسم المقاومة الجنوبية هو تحالف فضفاض من المقاتلين الذين حملوا السلاح ضد الحوثيين.

وجرى تأجيل محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والتي كان من المقرر أن تجرى هذا الأسبوع في جنيف بسبب احتدام القتال.

 

اضف تعليق