آراء وافكار - مقالات الكتاب

تفشي فيروس العبور الجنسي

in the world Virus trans-sexual

لا توجد حرية تقيد حرية الآخرين من اجل إن افعل ما أشاء دون مراعاة للإنسانية، مهما حاول المرء تغيير جنسه أو جنسيته يظل العقل البشري الذي ولد معك راسخا بتفكيرك، ولن تغيره لا عمليات التجميل السحاقية، ولا عمليات عبور الجنس، فعقل الرجل مختلف عن عقل المرأة مهما تساوت الحقوق.

صار شائعا في المواقع الإلكترونية ظاهرة مفتعلة في الغالب وهي :" androgynes Les" أو " trans-sexual"، الملفت في الموضوع أنها اكتسحت المنصات الرقمية" اليوتيوب" بشكل ملفت للانتباه ما يضعنا في حلقة تساؤلات غير افتراضية "عن سبب ولوجها وتزايدها بعد قوم لوط قبل 300عام قبل الميلاد، ثم غيابها وعودتها بعد "ترانديغ برايد" ببريطانيا، وعن غياب الرقابة في المنصات الرقمية خاصة والساحة المجتمعية عامة، ناهيك عن الغموض الذي يخيم ورائه هذه الظاهرات؟.

ظاهرة "التخنث "أو الشذوذ الجنسي" abnormality"، هناك فرق بينهما، فالخنثى الاستراحة تعني الخليط من الأعضاء كاملة الشكل وينقص إحداهما القيام بوظيفته وليس لديه ظل في تحقيق النشوة الجنسية، أما الشاذ جنسيا فهو الكامل الأعضاء والوظائف، ولكن لديه خلل نفسي في تحقيق النشوة أو الرغبة الجنسية.

الكثير من هؤلاء يقتلون جنسهم الحقيقي بداخلهم طواعيا، والبعض مجبر للقيام بذلك عن سوء في استعمال المواقع الإلكترونية وولوجهم مع عصبة غير آدمية، مع أنه اكتسح العالم الرقمي أو المنصة الرقمية بشكل لا يشرف الإنسان السوي، رغم وجود قوانين صارمة على اليوتيوب والواقع التي مع الأسف لا تطبق!.

في عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين اقتحمت الشرطة النادي الليلي المعروف في نيويورك بإسم "ستونوول" وهي حانة تخص المثليين والشواذ جنسيا، حيث أغارت الشرطة عليهم ليلا ما دفع بهم غلى القيام بمظاهرات وفقا المواد التي تحمي حقوق وحريات الإنسان في المواثيق العالمية لسنة ألف وسبعة وسبعين، شهر حزيران هو نقطة تحول بالنسبة لهؤلاء المختلفين عن العاديين من البشر، فقبل ثلاث مئة سنة قبل الميلاد عمد سيدنا لوط في التواريخ القدامى إلى مكافحة هذه الظاهرة الشنعاء التي استفحلت الأسر العربية والغربية.

رغم تأييد الحالي وفي وقتنا الآني لهؤلاء من قبل السلطات نفسها بعد هذه الحادثة التي نجمت عنها تظاهرة "البرايد" والتي تعني الفخر، الفخر بأنه مثلي وشاذ جنسيا لا يمارس حقوق الطبيعية الغريزية كبقية البشر السليمين غريزيا، ودفاعا عن حقوقهم المدنية ضد ما يسمونه التمييز العنصري الثامن والعشرون من يونيو يعد بداية انطلاقة هذه الفئة وليومنا هذا ما تزال في تزايد مستمر ناهيك عن السلطات التي تؤيد مثل هذه الأفعال التي لا أسميها انحلال خُلقي بل خلل خِلقي.

فلا توجد حرية تقيد حرية الآخرين من اجل إن افعل ما أشاء دون مراعاة للإنسانية أو المقدسات التي تندد بالإنسانية نفسها، فلا حرية قبل حرية الآخرين، ولا إنسانية قبل إحترام إنسانية المقدسات.

البعض يرى أن المثلية الجنسية سلوك جيني لا نتحكم به، والبعض الآخر يراه سلوكا مكتسبا جراء حادثة اعتداء "جرم الإعتداء على القُصَّر"، هذا الشعور الذي يتسم بعدم الانجذاب الشعوري للجنس المعاكس.

فموقف القانون منهم واضح " الميثاق العربي لحقوق الإنسان، المعتمد بتونس والمغرب سنة 2004 على ضرورة مكافحة التنمر لتحمي القاصرين المثليين"، وكذا ميثاق الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة "Unicef" لسنة 1989 لحماية الاطفال من البغاء وبيعهم والمتاجرة بأعضائهم والبرتوكول الاختياري الملحق بالعهد الدولي.

ما أستغربه هو: أين ألسنة رجال المقدسات في العالم الذين خرست وعميت قلوبهم؟!، والسعودية أول دولة أسست منظمة رسمية لدعم "مثليي الجنس ثنائي الجنس الترانسجندر الكوبر" والتي تعني حماية المثليين والعابرين جنسيا، واللاجنسيين والبايسكشوال، وجميع أفراد مجتمع الميم أو ثنائي الجنس "الترانسجندر الكوبر".

كان لقانون العبور الجنسي رافد كبير في محاربة ظاهرة التحول الجنسي، والذي ينظم قانون العبور الجنسي منذ عام 1981" الشروط التي يمكن للفرد أن يغير على أساسها اسمه وجنسه رسميا"، حيث اعتبره المعارضون له "طبعا المتحولين جنسيا" في حاجة ماسة إلى إصلاح شامل،حيث أعلنت المحكمة الدستورية الاتحادية في أكثر من حالة أن لوائحه غير دستورية.

قانون" العبور الجنسي " هو التغير من جنس لآخر بسبب اختلاف تعبير بعض الأشخاص عن هويتهم الجنسية والاجتماعية عن الجنس الذي يولدون به، ويطلق على هؤلاء الأشخاص لفظ العابرين أو المتحولين جنسيًا، وفي بعض الأحيان يرغب العابرين أو المتحولين مساعدة طبية للعبور أو التحول من جنس لآخر ، ويعرف بالإنجليزية: .Transsexuality

ولقانون العبور الجنسي أنواعه: فئة تسمي gender queer: وهم من يحسون من ناحية نفسية أنهم ينتمون إلى الجنس الآخر انتماء كلي أو جزئي ،ولكن لا يريدون أن يغيروا جسدهم إلى الجنس الآخر.

وفئات أخرى يحسون باضطراب الهوية الجنسية بالإنجليزية: Gender identity disorde، وهناك من يرفضون رفضا تاما جسدهم الذي ولدوا به ويسعون إلى تغيير الجسد إلى الجنس الأخر من رجل إلى امرأة أو العكس، وهذا النوع يسمى trans-sexual بمعنى العبور إلى الجنس الآخر.

وعلينا أن نفرق بين الهوية الجنسية والميول الجنسي طبعا كلاهما ليس واحدا في قانون العبور الجنسي: " فالهويـة تعنـي شــعور الشــخص اتجــاه نفســه وانتماءه لأي مــن الجنســين، ولــذا ســمى "اضــطراب الهوية الجنسية "، لكـن الميـول الجنسـية هـي الرغبـة أو شـعور الشـخص بالانجـذاب اتجاه الآخرين، ولـذلك لا تـؤثر عمليـة التحويـل فـي ذلـك المـرة فمـن الممكـن أن يكـون العابر جنسيًا "مغاير" أو " مثلي" أو ينجذب لكل الجنسي".

كعقلية مني أجد أننا بحاجة إلى أن نصل إلى التصالح النفسي، ومن تغيروا طوعيا أو إكراها إما أنهم لا يملكون الهوية الجنسـية، وإما أنهم يحيدون عن الميول الجنسية، وكلاهما بحاجة إلى وقف ومعالجة فورية، فبدلا من الإفتاء الديني عبر المنابر، لا يزال الوقت كافيا ومتاحا لكبح مثل هؤلاء الفئة من المجتمع.

حكمتي في الحياة أقولها دائما لقرائي "مهما حاول المرء تغيير جنسه أو جنسيته يظل العقل البشري الذي ولد معك راسخا بتفكيرك، ولن تغيره لا عمليات التجميل السحاقية، ولا عمليات عبور الجنس، فعقل الرجل مختلف عن عقل المرأة مهما تساوت الحقوق.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق