آراء وافكار - مقالات الكتاب

عن ثارات بدر وحنين السياسية

من المختار الى علي بن ابي طالب (عليه السلام)

لا اعرف تحديدا من أطلق على المالكي لقب مختار العصر، والذي يعود ظهوره الى نهاية العام 2012، تيمنا بالمختار الثقفي والذي قاد ثورة للاقتصاص من قتلة الامام الحسين (عليه السلام)، الا ان من المؤكد انها انطلقت من منصات الفيس بوك وصفحاته وانتشرت إعلاميا انتشار النار في الهشيم.

طبعا لا وجه للمقارنة او الشبه بين الاثنين، بحكم الفترة التاريخية، وبحكم المواقع والمسؤولية، الا اللهم استغلالا فجا للرمزيات الدينية في صراعات المالكي مع معارضيه، وهو استغلال لا تتورع عنه جماعات الأحزاب الاسلاموية الشيعية او السنية، كما شهدنا ذلك في الكثير من مواقف الاخوان المسلمين في مصر وغيرها من البلدان.

لا يكتفي الان مناصرو ومحازبو مختار العصر، بعد ان انحسرت مكانته السياسية، بالتشبث بالدفاع عن اخطائه وسلبياته، بل ارتفعوا به رتبة اعلى من رتبة المختار الثقفي الى رتبة النبي او الامام، كما يشي بذلك تصريح رئيس كتلة الدعوة البرلمانية خلف عبد الصمد الذي يقول فيه:

 (نرفض رفضا تاماً التقرير المقدم من قبل رئيس اللجنة النائب حاكم الزاملي كونه يهدف للتسقيط السياسي ومن باب ثارات بدر وحنين، يريد رد الاعتبار بالإساءة الى دولة القانون من خلال ادراج اسم نوري المالكي ضمن قائمة الأسماء).

ومعركة بدر الكبرى وقعت في السنة الثانية للهجرة يوم الجمعة 17 من شهر رمضان المبارك.

وكان علي (ع) حامل الراية في اول حرب يشارك فيها مع رسول الله (صلى الله عليه واله)، وكان عمر الامام (ع) يومذاك خمساً وعشرين سنة.

تعتبر تلك الغزوة، اعظم غزاة غزاها رسول الله (صلى الله عليه واله) وأشدها نكاية في المشركين (قُتل فيها سبعون من المشركين قتل علي (ع) نصفهم وقتل المسلمون والملائكة النصف الآخر).

وكان من قتلهم (عليه السلام) من اكابر قريش وقادتهم يقول ابن شهر آشوب: «وجدت في كتاب المقفع قول هند:

أبي وعمي وشقيق بكري.....اخي الذي كان كضوء البدر
بهم كسرت يا علي ظهري

اما معركة او غزوة حنين، فهي حدثت بعد فتح مكة بخمسة عشر يوما ً تقريبا ً،حين نظّمت قبيلة هوازن جيشا ً كبيرا ً لصدّ المسلمين، فوصل خبرهم الى الرسول (ص) فزحف إليهم باثني عشر ألف مقاتل، وكانت هوازن اتّخذت مواقع على قمم جبال حنين، فلمّا وصل الجيش الإسلامي إليهم فاجؤوهم بالنبال فاستولى الذعر على المسلمين وفرّوا راجعين ولم يبق مع النبي غير عليّ بن أبي طالب وجماعة من بني هاشم واُسامة بن زيد، ولكن بعد نداء الرسول (ص) لهم ونداء عمّه العباس بن عبد المطـّلب رجعوا، والتحمت المعركة وانهزم العدو حتـّى دخل الطائف، وحاصرهم النبيّ (ص) في الطائف مدّة استسلموا بعدها، وأعلنوا إسلامهم، فردّ إليهم أموالهم وأسراهم. وكانت بداية تلك الغزوة بعد فتح مكة.

وكان دور الامام علي (عليه السلام) فيها من خلال هذه المواقف:

حمله راية المهاجرين - حضوره المهيب في احتدام القتال وهجوم العدوّ بلا هوادة، ودفعه الخطر عن النبي (صلى الله عليه وأله وسلم) في أحرج اللحظات التي فرّ فيها الكثيرون - قتلُه أبا جرول والذى استتبع انهيار جيش هوازن - قتله أربعين من مقاتلي هوازن - قيادته لكتيبة كانت قد تعبأت من أجل إزالة الأصنام - مبارزة شهاب من قبيلة خثعم الذى لم يجرأ أحد من المسلمين على مبارزته، فهبّ الإمام (عليه السلام) إليه وقضى عليه - قتله نافعاً، الذى أدّى إلى إسلام الكثيرين.

ما الذي يشير اليه السيد النائب من خلال تشبيه ما جاء في التقرير بثارات بدر وحنين؟ هل ان مختار العصر وكتلته هم المسلمون، وباقي الأطراف هم المشركون؟ ام هل ان المالكي وقد كان مختار العصر قد انتقل الى مكانة اعلى ليكون شبيها بعلي بن ابي طالب من خلال دوره في تلك المعركة، ونقمة الناقمين عليه بسبب من قتلهم فيها؟ وكذلك في موقعة حنين ودوره في الدفاع عن رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد هزيمة من انهزم من المسلمين؟ وهو هنا دفاع عن الرسول والرسالة، فهل يكون المالكي هو المدافع عن (بيضة الإسلام)، وهي هنا العملية السياسية التي يتسيّد حزب الدعوة مسرحها حتى الان؟

الحق يقال ان كاتب السطور لم يستطع ان يفهم هذا التشبيه، فاذا كان تشبيه المالكي سابقا بمختار العصر لم يستطع هضمه الكثيرون، فانه في هذا التشبيه الجديد يقترب من تأسيس او صناعة اسطورة جديدة تضاف الى اساطير الإسلام السياسي في العراق وغيره من بلدان، وما اكثرها.

اضف تعليق


التعليقات

ابو فاطمة
الكاتب حيدر الجراح اذا لم تهضم التشبيه الاول والثاني فسيصعب عليك هضم ما سياتي من التشبيهات اللاحقة فحزب الدعوة يدعي بانه اولى بقيادة المجتمع من الحوزة وربما لاحقا يدعون بانهم اولى من قيادة المجتمع من اهل البيت عليهم السلام2015-08-20