من وراء كل هذا الجنون وماذا يريدون؟ هذا السؤال المحيّر يطرحه كثيرون. ماذا عن مجتمعاتنا؟. ما يجري عندنا الان هو المرحلة الأولى من هذا المشروع. أساليب ناعمة لتطبيعه في نفوس الأطفال والصبية. ألوان قوس قزح يجري ترويجها عبر ألعاب الأطفال وكتب المدارس ومراكز التعليم، ومفردات الحملة تطرح في الاعلام لمجرد ترويجها...

تيار الشذوذ الملطف بمفردة «المثلية» عالمي، وهو مرحلة من مشروع كبير يستهدف المجتمعات ككل وليس مجتمعاتنا الإسلامية أو الشرقية فقط. يرفض البعض هذا الحديث ويقول إنها أوهام وراءها نظرية المؤامرة. مشكلة بعض الكتاب والمتحدثين في السياسة والثقافة ككل، أنه يتعامل مع المعلومة التي يسمعها، على أساس موقفه الشخصي أو الفكري من الطرف الذي يطرحها، من دون الاهتمام بحقيقة المعلومة وصحتها.

بمجرد سماع معلومة أو تحذير من المختلف معهم، يبدأ التقليل من شأنها والرد بالقول إنها «نظرية المؤامرة».

هذا الاصطلاح ينسب إلى وكالة المخابرات المركزية الأميركية، التي أطلقته عام 1967 لإحباط التحليلات التي ظهرت حول مقتل الرئيس الأميركي جون كينيدي، والتي ذهب الكثير منها إلى تورط شركات السلاح بالاغتيال.

ما يجري من عمليات تلاعب بالجنس البشري، هو تيار عالمي وصل في دول أوروبا وأميركا وكندا إلى مراحل خطيرة، تعدت موضوع الشذوذ إلى عمليات التحوّل الجنسي التي تستهدف الأطفال رغما عن أهاليهم.

كتب مدرسية لطلاب الابتدائية، تطرح بالكتابة والصور التوضيحية قضايا الشذوذ كحالة طبيعية، بينما يجري الترويج إلى مفاهيم مشوهة مثل التفريق بين الجنس والهوية الجنسية، لدرجة أن أطباء أطفال يقولون إن شكل الجسم عند الولادة لا يحدد هوية الطفل الجنسية، بل يجب ان ننتظر الطفل عدة سنوات كي يحدد هو هويته الجنسية التي يريد.

شهر حزيران خصّصوه كل عام للشاذين والمتحولين تحت اسم «شهر الافتخار»، واعلامهم التي اعتمدت ألوان قوس قزح مع إضافات، تملأ الشوارع وتعلو الأبنية، بينما يسارع الكثيرون إلى الإعلان عن ترحيبهم بمجتمع الميم تحاشيا لتهمة «بث الكراهية»، التي تلاحق كل من لا يقبل الشذوذ.

في المرافق الصحية العامة لم يعد هناك فرز بين الرجال والنساء في بعض الدول، وفي البعض الآخر، لا يمكن منع رجل من دخول حمامات النساء لمجرد الإدعاء أنه يشعر بانه امرأة. وتحت هذا الادعاء جرت عمليات اغتصاب وتحرش.

في مقاطعة «لاودن» في ولاية فرجينيا الأميركية، تعرضت طالبة عمرها 15 عاما إلى الاغتصاب من قبل طالب دخل حمامات الطالبات مدعيا أنه متحوّل، وعندما جاء والدها محتجاً ضد الإدارة، تم استدعاء الشرطة ولفقوا له تقريراً وحكم عليه بثلاث سنوات سجن بتهمة الإرهاب. جرى استجواب القاضي في إحدى لجان الكونغرس ووبّخه أحد الأعضاء بشدة واعتبره عاراً على القضاء.

طالبة أخرى جرى اقناعها بتغيير جنسها دون علم والديها، فكانت النتيجة أن تعرضت إلى اضطرابات نفسية انتهت بها إلى الانتحار. الغريب ان حالات الانتحار الناتجة عن التلاعب بطبيعة الخلق يعزوها مروّجو الانحراف إلى ما يسمونه «خطاب الكراهية»، بسبب رفض هؤلاء من قبل المجتمع. معلّمة مدرسة جرى الاستماع إلى شهادتها في أحد المجالس التشريعية اتهمت النائب ببث الكراهية لمجرد أنه سألها اذا كان تحول الرجل إلى امرأة سيمكنه من الحمل والولادة. ردت عليه بأن سؤاله يجسد حالة كراهية للمتحولين، الذين ينتحر واحد من كل خمسة منهم بسبب هذا الخطاب. باتت تهمة يخشاها الجميع.

من وراء كل هذا الجنون وماذا يريدون؟ هذا السؤال المحيّر يطرحه كثيرون. ماذا عن مجتمعاتنا؟. ما يجري عندنا الان هو المرحلة الأولى من هذا المشروع. أساليب ناعمة لتطبيعه في نفوس الأطفال والصبية. ألوان قوس قزح يجري ترويجها عبر ألعاب الأطفال وكتب المدارس ومراكز التعليم، ومفردات الحملة تطرح في الاعلام لمجرد ترويجها، منظمات «مجتمع مدني» ومعها محطات تلفزيونية تشارك في ذلك عن قصد. هذه ليست نظرية مؤامرة بل واقع. هذا ما يجري والقادم عندنا مشابه لما في الغرب اليوم اذا لم يقف الجميع ضده.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق


التعليقات

مصطفى
المغرب
في اي مكان يتمع فيه اكثر من خمسة افراد لابد ان تد هناك مؤامرة الى حد ما , ولو كان التامر بسيط , لكن على المستوى الدولي و العلاقات و الهويات سوف يكون هماك تامر لا محالة , لانه لم يصب واقعا , الا بعد تدعيمه وتأيده .2023-10-07