q
الذي حصل في مقدماته المثيرة المتمثلة بخسائر اسرائيل من عملية الفصائل الاسلامية الأخيرة، لا يجعلنا نسلّم بان ما حصل من اختراق كبير، جاء فقط بسبب (غفلة) الأجهزة الأمنية الإسرائيلية! لأن هناك شك في حصول تواطؤ مقصود من قبل اسرائيل (ليس بالاتفاق مع فصائل غزة، طبعا) لكي يحصل ما حصل، وربما وهذا الأرجح...

الذي تابع تحركات الجيش الأميركي الأخيرة وكيفية عزله العراق عن سوريا، وقدوم البوارج الحربية وحاملات الطائرات الى الخليج والمتوسط، بالتزامن مع تطورات الوضع الدولي الذي يتمخض اليوم عن ظهور تكتلات كبرى جديدة منافسة لأميركا بعد حرب اوكرانيا، والصراع بين القوى العالمية من اجل استقطاب دول منطقة (الشرق الاوسط) التي تمثل خزان الطاقة في العالم، سيجد ان ما يحصل في غزة اليوم جاء في هذا السياق.

قد يرى البعض هذا الكلام مترحل من نظرية المؤامرة! لكن الذي حصل في مقدماته المثيرة المتمثلة بخسائر اسرائيل من عملية الفصائل الاسلامية الأخيرة، لا يجعلنا نسلّم بان ما حصل من اختراق كبير، جاء فقط بسبب (غفلة) الأجهزة الأمنية الإسرائيلية! لأن هناك شك في حصول تواطؤ مقصود من قبل اسرائيل (ليس بالاتفاق مع فصائل غزة، طبعا) لكي يحصل ما حصل، وربما وهذا الأرجح، استغلته، من اجل ان يكون هذا مدخلا لعملية كبيرة، على غرار ما حصل بعد هجمات 11 سبتمبر العام 2001 في اميركا.

والمقدمة لذلك ستكون عملية عسكرية كبيرة وطويلة تبدأ من فلسطين، فتحت لها الطريق عملية غزة، ولن تتوقف أو تنتهي الاّ بتغييرات كبيرة ستعيد ترتيب وضع المنطقة باكملها.. وربما حصل هذا وما سيليه باتفاق ضمني او بشكل مباشر مع قوى اقليمية مؤثرة تريد التخلص من الفصائل الفلسطينية في غزة التي بات وجودها يمثل عبئا على السلطة الفلسطينية في رام الله، وعائقا امام تسوية نهائية للقضية الفلسطينية للبدء بمرحلة جديدة، يكون فيها (الشرق الاوسط) في وضع (مستقر) يمكّن اميركا والغرب من التعامل مع التحديات الجيوسياسية التي تواجهها اميركا والمنطقة معا وتكييفها اقتصاديا وسياسيا وأمنيا لتكون كلها جزءا من المحور الاميركي الغربي الذي هو الاقوى حتى الآن، بعد ان بات من المستحيل بقاء قطب واحد في العالم.

من الصعب التكهن بنتيجة سريعة للمعركة الان، لكن من الصعب القول ان اميركا تسمح بتدمير اسرائيل وهزيمتها او ابقائها تحت مطرقة فصائل مسلحة لاتعترف بها، فالوضع السابق استنفد حمولته التكتيكية ووجد الجميع انفسهم امام استحقاقات ستراتيجية جديدة، قد تكون حرب غزة الحالية التكتيك الاخير المعكوس الذي سيفضي الى واقع اقليمي ودولي جديدين!!

لقد تبرأ الجميع من غزة وفصائلها .. وتركوها وشعب فلسطين يواجهون آلة حربية مدمرة وهم يتفرجون .. ويصدرون بيانات .... فماذا يعني هذا ؟؟! وربما تكون هذه القراءة خاطئة، لأن السياسة بحر مظلم .. وعميق جدا...!!

.....................................................................................................
* الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق