يُعتبر الماء أحد الشروط الضرورية لنشأة الحياة كما نعرفها. العديد من الدراسات والأبحاث تشير إلى أن الماء لعب دوراً حاسماً في تشكل الحياة على كوكب الأرض. فعلى سبيل المثال، يُعتَقَد أن الحياة بدأت في البيئات المائية القديمة، وأن الماء كان حتمياً لتطور الكائنات الحية واستمراريتها...

مع ان الباحث يوسف مروة عد ٦٧٠ اية قال انها "ايات علمية" في كتابه "العلوم الطبيعية في القران" (١٩٦٨، ص ٧٦) الا انه لا يصح التوهم ان القران كتاب علوم طبيعيّة وفلكية وما شابه، فلا يصح ان نتوقع ان يحدثنا القران عن ظهور الحياة او خلق الانسان كما فعل ايروين شرودنگر في كتابه "ماهي الحياة؟" او داروين (١٨٠٧-١٨٨٢) في كتابيه "اصل الانواع" و "اصل الانسان".

ظهرت الحياة على الأرض منذ حوالي 3.5 إلى 4 مليار سنة. يعود الدليل على ذلك إلى الصخور القديمة والأحافير التي تم اكتشافها. العلم الحديث يشير إلى أن الحياة ظهرت في شكل بسيط على شكل طفيليات وبكتيريا وغيرها من الكائنات الدقيقة ثم تطورت مع مرور الوقت.

تبنى العلماء منهجًا شاملًا لفهم ظهور الحياة على الأرض يعتمد على الأدلة الجيولوجية والجيوكيميائية والبيولوجية. وتشير الأدلة الحديثة إلى أن الحياة ظهرت في بيئة مائية بسيطة، وتطورت تدريجيًا في مختلف البيئات والظروف.

هناك العديد من النظريات حول كيفية ظهور الحياة على الأرض. لا يزال هناك الكثير من الغموض والإثارة حول هذا الموضوع، والعلماء ما زالوا يواصلون البحث والتحليل لفهم العمليات الدقيقة التي أدت إلى ظهور الحياة على كوكب الأرض.

القران الكريم لا يذكر متى ظهرت الحياة على الارض، لكنه يتحدث عن كيفية ظهورها، وانها ظهرت من الماء، وان البشر خلق بعد ذلك من طين، والطين هو ماء وتراب. مع التأكيد المستمر على ان الله هو خالق الكون والحياة والانسان والموت.

يقول القران الكريم:

"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ، أَفَلَا يُؤْمِنُونَ". (الانبياء 30)

ويروى عن الرسول (ص) ان قال: "قال : " كل شيء خلق من ماء ". وهذا الحديث مطابق للاية الكريمة. وقال ابن كثير في تفسير الاية:"أصل كل الأحياء منه"، من الماء.

ويقول القران:

"وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا". ﴿٥٤ الفرقان﴾

اورد "الميزان في تفسير القران الاحتمال الاول لمعنى كلمة "الماء" الواردة في الاية وقال: "المراد بالماء النطفة". وانا ارى ان هذا التفسير غير صحيح، لان الاية اعم كما ان العلم الحديث لا يؤيده، وارجح الاحتمال الثاني الذي ذكره الميزان و هو "ما احتمل أن يكون المراد به مطلق الماء الذي خلق الله منه الأشياء الحية كما قال: «و جعلنا من الماء كل شيء حي»": الأنبياء: 30. ظاهر السياق أن الجعل بمعنى الخلق و «كل شيء حي» مفعوله و المراد أن للماء دخلا تاما في وجود ذوي الحياة كما قال: «و الله خلق كل دابة من ماء:» النور: 45، و لعل ورود القول في سياق تعداد الآيات المحسوسة يوجب انصراف الحكم بغير الملائكة و من يحذو حذوهم، و قد اتضح ارتباط الحياة بالماء بالأبحاث العلمية الحديثة".

هذا البيان يتوافق مع العلم الحديث بشأن دور الماء في نشأة الحياة. فهو يشير إلى أن الماء هو المكوّن الأساسي لجميع الكائنات الحية وأنه لا يمكن الاستمرار في الحياة من دونه. والعلم يشير إلى أن الحياة تعتمد بشكل كبير على الماء ودوره الحيوي في نشأتها. يُعتبر الماء أحد الشروط الضرورية لنشأة الحياة كما نعرفها. العديد من الدراسات والأبحاث تشير إلى أن الماء لعب دوراً حاسماً في تشكل الحياة على كوكب الأرض. فعلى سبيل المثال، يُعتَقَد أن الحياة بدأت في البيئات المائية القديمة، وأن الماء كان حتمياً لتطور الكائنات الحية واستمراريتها.

...........................................................................................
* الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق