عندما رشح اوباما للانتخابات الرئاسية فانه لم يذهب الى اوربا او كندا للحصول على الاصوات ولكنه تجول بين مختلف الولايات الأميركية، والشيء ذاته فعله ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق وبنفس الطريقة تصرف بلير والمستشارة الالمانية انجيلا ميركيل.

فالناخبون، والمواطنون داخل البلاد وليس خارجها الا جاليات او مهاجرين محدودي العدد.

لكن الطريقة المبتكرة في العراق هي ذهاب بعض رؤساء الكتل الى اقطار عربية وغير عربية طلبا للتأييد او الدعم المالي... ومعهم الحق في ذلك فهذه الاموال الطائلة التي تصرف لا يمكن الحصول عليها من اهالي عفك او الفلوجة او غيرهما من مدن العراق... فمدن العراق تريد من يدفع لها وليس ما تدفع له حتى ولا ماء صالح للشرب.

وكان بودنا قبل ان تنتهي ولاية المجلس السابق ان يشرع قانون يحاسب النواب على الفرق بين دخولهم قبل النيابة وبعدها... لكن من الذي يشرع اذا كان الامر (فيك الخصام وانت الخصم والحكم).

ثم:

كان من واجب هيئة الرئاسة في المجلس ان تعلن على الملأ عدد الجلسات التي لم يكتمل نصابها... وعدد غيابات كل نائب. فكيف يمثل الشعب عضو في مجلس النواب وهو لم يحضر الجلسات الا بالمناسبات القومية والوطنية.

كان على الحكومة هي الاخرى ان تعلن لماذا تأخر تشريع قانون النفط والغاز؟ ولماذا تأخر قانون الاحزاب؟ ولماذا تأخر قانون الاعلام؟ ولماذا لم تشكل هيئة مساءلة قانونية فاعلة وحقيقية؟؟؟..

يقال ان التجاذبات الحزبية كانت هي المعوق... فلماذا لا تذكر اسماء هذه الاحزاب؟.

ان معظم النواب قد يرشحون انفسهم للانتخابات القادمة فهل يأمل الشعب خيراً ممن لم يفعل خيراً في نيابته للشعب.. سواء كان فرداً او حزبا؟.

ومن المفروض ان شعبنا لن يعطي صوته لمثل هؤلاء الذين خانوا الامانة، ولم يتحملوا المسؤولية، ولم يصدر منهم قرار او قانون يعيد الامن، ويرفع عن الشعب معاناته.

القانون الوحيد الذي شرع على عجل وفي يوم واحد ودون نقاش وتجاذبات حزبية هو قانون رواتب النواب الضخمة التي منحت لهم برغم قرار المحكمة الاتحادية بإلغاء الرواتب التقاعدية لهم...(كما قيل)..

في مجلس عزاء ريفي سأل فلاح زميلا له يجلس بجانبه... وهو يتحدث عن المتوفي:

- هو فلان شو اكله صمون، وشربه ديسي (ببسي) وتفاليسه (نقوده)، جثيرة جا ليس مات؟

- فرد عليه الاخر.. بطر بويه بطر.

ولا نظن ان احد من نوابنا سيغادر الحياة ويترك هذه الامتيازات له ولحمايته الا اذا كان بطرانا...

وذكر احد النواب ذات مرة بان سبب التأخير هو التجاذبات الحزبية فمن يجذب من؟ ومن يعرقل مقترحات من؟ اذا كانت الحكومة تضم جميع الاحزاب، وانبثقت من التوافقات؟ انها اذن الخلافات الشخصية المصلحية..... لك الله يا عراق.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق