q
إذا كنت من محبي التسوق عبر الإنترنت، فقد تكون قد اعتدت على الحصول على طلباتك في غضون يومين أو أقل دون دفع أي رسوم شحن ضمن ما يعرف باسم الشحن المجاني السريع. لقد كانت هذه واحدة من المزايا التي جعلت التسوق عبر الإنترنت أكثر جاذبية وملاءمة من التسوق في المتاجر الفعلية...
بقلم: محمد الأشول

إذا كنت من محبي التسوق عبر الإنترنت، فقد تكون قد اعتدت على الحصول على طلباتك في غضون يومين أو أقل دون دفع أي رسوم شحن ضمن ما يعرف باسم الشحن المجاني السريع. لقد كانت هذه واحدة من المزايا التي جعلت التسوق عبر الإنترنت أكثر جاذبية وملاءمة من التسوق في المتاجر الفعلية.

ولكن هل تساءلت يومًا عن كيفية تحمل تجار التجزئة والعلامات التجارية تكلفة الشحن المجاني السريع؟ هل كانت هذه استراتيجية عمل مستدامة أم حيلة تسويقية لجذب العملاء؟

في مقال لها ببلومبرغ، ذكرت الكاتبة، ليتيسيا ميراندا، أن الشحن لم يكن في وقت من الأوقات مجانيًا «الحقيقة هي أن الشحن لم يكن مجانيًا أبدًا. كان تجار التجزئة والعلامات التجارية يدفعون الثمن من هوامش أرباحهم القليلة التي قد تتراوح ما بين 10 إلى 15% أو ينقلونه إلى العملاء من خلال زيادة أسعار المنتجات»، مضيفة «كانوا يفعلون ذلك لأنهم كانوا في سباق مع الزمن للحصول على حصة من سوق التجارة الإلكترونية المتنامية والمنافسة مع اللاعب الأكبر في المجال: أمازون».

وفقًا لمحللة التجارة الإلكترونية كلير تاسين، فإن المتسوقين عبر الإنترنت يهتمون أكثر بتكاليف الشحن من سرعته بنسبة 28.5 مرة. منصة التجارة الإلكترونية BigCommerce أجرت مسحًا أظهر أن حوالي ربع المتسوقين يتنازلون عن طلباتهم عندما يواجهون رسوم الشحن. ومع ذلك، قد يوافق المتسوقون على دفع رسوم الشحن إذا حصلوا على مزايا مثل نقاط المكافآت.

لكن يبدو أن ذلك لن يستمر، تقول ليتسيا إن «بعض شركات التجزئة الكبرى ، مثل أمازون، وول مارت، أوقفت عملياتها في المتاجر الفعلية أو تخلت عنها. لم تعد الشركات الكبيرة والصغيرة تسعى للوفاء بالمعايير العالية للشحن المجاني في يومين أو يوم واحد».

أمازون هي الشركة التي طرحت مفهوم الشحن المجاني السريع من خلال برنامجها الشهير أمازون برايم، الذي يوفر للمشتركين الشحن المجاني لمدة يومين أو أقل على ملايين المنتجات. كان هذا العرض لا يقاوم بالنسبة للمتسوقين الذين يبحثون عن الراحة والسرعة في تلبية احتياجاتهم. ولكن لم يكن هذا العرض رخيصًا بالنسبة لأمازون، التي تكبدت خسائر بمليارات الدولارات في تكاليف الشحن كل عام.

ليس فقط الشحن المجاني السريع مكلفًا بالنسبة للشركات، بحسب الكاتبة، التي أشارت إلى أن الشحن السريع «كان يحمل تأثيرًا سلبيًا على البيئة. يتطلب الشحن السريع استخدام المزيد من الوقود والطاقة والموارد لنقل البضائع من مكان إلى آخر في أقصر وقت ممكن. كما يؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون والنفايات والتلوث الناجمة عن التغليف والتخلص منه».

وفقًا لتقرير صادر عن معهد السياسات البيئية، فإن الشحن السريع ينتج عنه زيادة بنسبة 35% في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالشحن العادي. كما يقول التقرير إن الشحن السريع يقلل من الكفاءة في استخدام السعة ويزيد من عدد الشاحنات على الطرق ويقلل من الفرص للشحن المشترك أو الشحن المتعدد الوسائط.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الشحن السريع يؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي، حيث يقلل من الحاجة إلى العمالة والخدمات في مجال النقل والتوزيع والتجزئة. كما يقلل من الإنفاق في المتاجر المحلية والمجتمعات المحيطة بها.

في ظل تزايد الطلب على التسوق عبر الإنترنت، يسعى تجار التجزئة والعلامات التجارية إيجاد طرق جديدة لتقديم خدمات الشحن الفعالة والمستدامة لعملائهم فلم يعد الشحن المجاني والسريع خيارًا مربحًا أو ممكنًا في العالم الحالي. وفقًا للكاتبة، «بدلاً من ذلك، يمكن للمتسوقين الاستفادة من آلية الاستلام على الرصيف أو الخيارات الأخرى التي توفر لهم المرونة والتوفير في تلبية احتياجاتهم».

من بين الابتكارات التي غيرت قواعد اللعبة في عالم التسوق، يبرز «الاستلام على الرصيف» يُعد الاستلام من على الرصيف حلاً يسمح للشركات بسد الفجوة بين التسوق الشخصي والتسوق عبر الإنترنت. قبل وباء كورونا، كان عدد قليل من الشركات التي لديها مواقع بيع بالتجزئة محلية تقدم خدمات «الشراء عبر الإنترنت، والاستلام من المتجر»، والتي اتبعت منهجية مماثلة.

يعمل الاستلام على الرصيف بطريقة مشابهة، حيث يمكن للعميل تقديم طلب عبر الإنترنت باستخدام نفس التطبيق أو متجر التجارة الإلكترونية الذي يمكنهم الوصول إليه عادةً لإجراء عملية الشراء. في ال checkout page، سيبحث العميل عن موقع «الاستلام» الأنسب له ويختاره قبل معالجة الدفع.

ستستخدم معظم الشركات التي تقدم خدمة الالتقاط من الرصيف برنامجًا خاصًا لإخطار الأشخاص داخل المتجر بأنه قد تم طلب منتج ما، بحيث يمكن تعبئة المنتج أو تحضيره لوصول العميل. بعد ذلك ، ستوفر معظم المطاعم أو الشركات لعملائها وقتًا محددًا للاستلام أو وقتًا محددًا عند وصولهم للحصول على طلباتهم.

بدأت شركات التجزئة الكبرى مثل، تارغت كورب، وبيست باي كو إنك، وول مارت إنك، وهوم ديبوت إنك، بدأت في تقديم خدمة الشحن المجاني للطلبات عبر الإنترنت التي يمكن استلامها من على الرصيف.

هذه الخدمة توفر الوقت والمال للمتسوقين، حيث لا يحتاجون إلى دفع رسوم شحن أو التعرض للتأخيرات أو الأضرار التي قد تحدث أثناء عملية الشحن. كما توفر هذه الخدمة الراحة والأمان للمتسوقين، حيث يمكنهم الحصول على طلباتهم في وقت مناسب لهم وبطريقة تلتزم بالتباعد الاجتماعي والإجراءات الصحية.

هذه الخدمة لا تفيد المتسوقين فحسب، بل تزيد أيضًا من مبيعات الشركات. فقد أعلن رئيس وول مارت جون ديفيد ريني للمستثمرين في الشهر الماضي أن الاستلام داخل المتجر ساهم في زيادة مبيعات التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة بنسبة 24%..

اضف تعليق