برزت السيارات العاملة بالطاقة الشمسية -وفق خبراء- حلًا واعدًا للتحديات البيئية والجيوسياسية التي تفرضها مصادر الوقود الأحفوري، وبينما قد تستغرق بعض الوقت كي تصير تلك المركبات في متناول الجميع، فإن فوائدها العديدة تجعلها تقنية واعدة لمستقبل النقل المًستدام، وتأتي الابتكارات التي تعلنها صناعة السيارات الكهربائية بين الحين والآخر...
بقلم: محمد عبد السند

برزت السيارات العاملة بالطاقة الشمسية -وفق خبراء- حلًا واعدًا للتحديات البيئية والجيوسياسية التي تفرضها مصادر الوقود الأحفوري، وبينما قد تستغرق بعض الوقت كي تصير تلك المركبات في متناول الجميع، فإن فوائدها العديدة تجعلها تقنية واعدة لمستقبل النقل المًستدام، وتأتي الابتكارات التي تعلنها صناعة السيارات الكهربائية بين الحين والآخر ضمن توجّه شامل للقطاع صوب تبنّي مصادر الطاقة المتجددة، بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

وبينما يتّجه العالم إلى التقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري، بتزايد الاهتمام بخيارات النقل المستدام؛ ما يفتح الباب أمام استعمال السيارات العاملة بالطاقة الشمسية التي تعدّ تطورًا واعدًا في هذا المجال، حسبما أورد موقع "إنفيرونمنت إنرجي ليدر" (Environment Energy leader).

وتُصمم السيارات العاملة بالطاقة الشمسية للعمل بالكهرباء المولدة بالخلايا الشمسية التي تُدمَج بهيكل السيارة، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

آلية السيارات العاملة بالطاقة الشمسية

تستعمل السيارات العاملة بالطاقة الشمسية الخلايا الضوئية لتحويل ضوء الشمس إلى كهرباء، وتُصنع تلك الخلايا من مواد مثل السيليكون، وتُنتج الكهرباء عندما تصطدم الفوتونات المنبعثة من الشمس بالإلكترونات المنطلقة من الذرّات، وتُرسَل الطاقة الكهربائية المولدَة بالألواح الشمسية بعد ذلك إلى بطارية، إذ تُخزَّن فيها لاستعمالها في وقت لاحق بأغراض عدّة، وعادة ما توجد البطارية في صندوق السيارة أو حتى أسفل المركبة، ويمكن شحنها إمّا بوساطة الألواح الشمسية، أو عبر توصيل السيارة بمنفذ كهربائي.

وفي هذا السياق، تُجهَّز بعض السيارات العاملة بالطاقة الشمسية –أيضًا- بمكابح تعمل بالكهرباء المتجددة، إذ تحتجز الكهرباء المفقودة خلال عملية كبح السرعة، ثم ترسلها إلى البطارية لتخزينها، ويساعد هذا على زيادة كفاءة السيارة، وتعزيز مداها بوجه عام.

السيارات العاملة بالطاقة الشمسية

إحدى المزايا الرئيسة المقترنة باستعمال السيارات العاملة بالطاقة الشمسية هي أنها لا تُصدر أيّة انبعاثات كربونية على الإطلاق، خلال القيادة؛ ما يمكن أن يساعد على خفض تلوث الهواء، وتقليص انبعاث غازات الدفيئة.

وعلاوة على ذلك، يقلل هذا النوع من السيارات الاعتماد الكلي على مصادر الوقود الأحفوري التي تُصدر انبعاثات ضارة بالبيئة، إضافة لما تفرضه من تحديات جيوسياسية، ويمكن أن تساعد السيارات العاملة بالطاقة الشمسية –أيضًا- على تقليل النفقات المرتبطة بالنقل، إذ لا يدفع مشتري السيارة عقب شرائها سوى نفقات قليلة متبقية.

وفي ضوء ذلك، لا يُضطر ملّاك السيارات العاملة بالطاقة الشمسية إلى دفع أموال للتزود بالوقود، كما أن تكاليف صيانة هذه السيارات تقلّ في العادة عن نظيرتها العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي.

وعلاوة على ذلك، تتّسم سيارات الخلايا الشمسية بكونها مُعمرة، وتستمر لمدة طويلة بعمر يمتد إلى 30 عامًا أو يزيد؛ ما يجعلها أطول أطول عمرًا من نظيرتها التقليدية.

تحديات قائمة

في الوقت الذي تتمتع فيه السيارات العاملة بالطاقة الشمسية بمزايا محتملة عديدة، فإن هناك عددًا من التحديات التي يتعين مواجهتها قبل أن تصبح خيارًا عمليًا في النقل بالنسبة لمعظم الأشخاص.

ولعل واحدًا من التحديات الرئيسة في هذا الخصوص هو كمية الكهرباء المحدودة المُولدة عبر الألواح الشمسية؛ ما يعني أن معظم النماذج تحتاج إلى بطارية احتياطية داعمة، أو حتى مصادر أخرى للكهرباء، لضمان أنها تستطيع مواصلة السير عند انعدام ضوء الشمس.

ويتمثل التحدي الثاني بالسيارات العاملة بالطاقة الشمسية في تكلفتها؛ فنظرًا لكونها تقنية جديدة نسبيًا، قد يكون تصنيعها واقتناؤها مسألة مكلفة للغاية؛ ما يجعلها فوق القدرات المادية لكثير من المستهلكين، لاسيما في البلدان النامية أو حتى بالنسبة للأسر منخفضة الدخل.

أمّا التحدي الأخير، فهو أن هذه السيارات تتطلب مساحة كافية لتركيب الخلايا الشمسية؛ ما قد يجعلها أقل من حيث الكفاءة العملية بالنسبة للأشخاص الذين يقطنون في المناطق المفتقرة لعدد كافٍ من المساحات المخصصة للانتظار، أو حتى بالنسبة للذين يحتاجون القيادة لمسافات طويلة.

نماذج قيد التطوير

هناك عدد من السيارات العاملة بالطاقة الشمسية التي ما تزال قيد التطوير، ومن بينها:

فيسكر أوشن وان

من المتوقع أن تُطلق شركة صناعة السيارات الكهربائية "فيسكر" أحدث نماذجها "فيسكر أوشن وان" رباعية الدفع، والتي ستعمل بالطاقة الشمسية.

وتتوافر السيارة بـ"سولار سكاي"، لوح شمسي يمتد بطول سقف السيارة بالكامل، ومن المتوقع الكشف عن السيارة رسميًا في خريف العام الحالي (2023).

وتزعم الشركة المصنِعة أن اللوح الشمسي المثبت في سقف السيارة يمكنه أن يُنتج كهرباء نظيفة تمكّن المركبة من السير 1500 ميل سنويًا.

ويصل مدى "فيسكر أوشن وان" إلى 350 ميلًا، ويمكنها التسارع من وضع السكون إلى 60 ميلًا بالساعة في غضون 3.6 ثانية.

لايت يير

تطور شركة "لايت يير" سيارات تعمل بالطاقة الشمسية منذ نشأتها، ودشنت الشركة أسطولها الأول في ديسمبر/كانون الأول (2022)، الذي ضم "لايت يير 0"، واحدة من أبرز سياراتها الكهربائية التي تعمل بالطاقة الشمسية، ويصل مدى تلك السيارة إلى 43 ميلًا يوميًا، ويمكن شحنها –أيضًا- باستعمال قابس شاحن سيارة كهربائية أو بوساطة سلك تمديد.

أبترا

تعدّ شركة أبترا من الوافدين الجدد في سوق السيارات الكهربائية التي تعمل بالطاقة الشمسية، وتخطط لإعادة هيكلة مفهوم السيارات بالكامل، وطرحت أبترا سيارة كهربائية تحمل الاسم نفسه، وهي ذات 3 عجلات، وتتسع لمقعدين، وهي أشبه بطائرة، أكثر منها سيارة تقليدية، وتُخطط الشركة لطرح أولى سياراتها الكهربائية التي تعمل بالطاقة الشمسية في عام 2023، لكن تأمين التمويل يبقى أحد التحديات التي تواجه "أبترا" في هذا الخصوص.

اضف تعليق