تقارير صحفية أوضحت أن العراق بدأ يقترض من أغلب دول العالم الغنية وتبعها بتلك الفقيرة، كموزنبيق، البلد الأفريقي الذي لا يمتلك مؤهلات العراق التنموية والثروات الهائلة التي جعلته مصاف أهم 10 بلدان في العام بامتلاكه للثروات الطبيعية، كل شيء يمتلكه العراق، قدرات هائلة على الإنتاج الزراعي ـ الاقمار الصناعية توضح الصورة القاتمة للمنطقة المحصورة بين رافديه اللذان قاربا أن يصبحا طريقين سريعين بعد توقعات عالمية بنفاذ المياه فيهما بحول عام 2040.

كم هي عصيبة تلك الظروف التي جعلت من العراق يلجأ مرة أخرى الى الديون وجميع المختصين يعلمون بمدى تأثير الديون على إقتصادات البلد، فكل أزمات العالم الاقتصادية الكبرى كانت الديون هي أهم أسبابها وها نحن في دائرة الديون وفوائدها المتراكمة بعدما تنفس الشعب الصعداء بإلغاء وتأجيل دفع الكثير منها سابقاً.

لقد كانت أمامنا فرصة إقتصادية ذهبية نادراً لم تتوفر لـ 80% من دول العالم؛ لبناء إقتصاد قادر على الوقوف بقوة أمام الانهيارات الاقتصادية العالمية ومحاربة الارهاب إلا إن سوء التقدير رافق أغلب خططنا الاستثمارية التي وفرها 700 مليار دولار عائدات النفط خلال السنين الماضية التي كانت الفساد عنوانها الأسود.

سوء التخطيط الاقتصادي هذا ومارافقه من فساد انسحب ليشكل إنهيارات نفسية في المجتمع العراقي وولد صورة قاتمة عن ما تطمح اليه الحكومات المتعاقبة من السلطة التي منحها لها الدستور، وهو بالتالي ما أضعف الجبهة الداخلية وأوهن جسد الدولة مما جعلها عرضة لأبشع هجوم إرهابي شهده العالم يخوض العراق معه اليوم حربه الاستنزافية الكبيرة.

تكهنات كثيرة كانت تتوقع للعراق أن يقود العالم العربي إذا ما اتبع سياسة نفطية صحيحة، خلال العشرة سنوات القادمة، وأخرى بقدرة العراق على تطوير قدراته الصناعية بإستخدامه لعائداته النفطية في بناء الصناعات التحويلية والتكميلية الأخرى إلا أن الفساد كان يقطع الطرق نحو المستقبل بكل الوسائل بل ويدخل في الصفقات الأمنية الخاصة بمحاربة الارهاب، لقد أفقد الفساد الإقتصاد العراقي صوابه وجعله يتخبط في قدرته على النهوض بقوة دون الركوع امام التحديات الاقتصادية والمباشرة بالاقتراض والدخول في مهزلة الديون وفوائدها.

الفساد أضاع علينا سترة النجاة في مواجهة بحر لجج، نحاول جاهدين اليوم أن نمسك على قوت يوم شعبنا وكأننا نقبض على جمر بعدما تزايدت نسب الفقر في بلدنا، وفي أشد حاجتنا بعد طول عُسر الى بناء المستقبل ترانا نترنح تحت وطأة التقشف ويترع المفسدون اليوم أمام أعيننا بأموالنا التي نهبت خلال أكثر من عقد من الزمن، كم هي مؤلمة تلك المعادلة.. بصيص أمل نراه بعيداً في نفق مظلم عسى أن ينبلج فجر يوم جديد على العراق بلا فساد ولا رشى ـ حينها سوف لن نكون بعهد موزنبيق!

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق