أقام مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث حلقته النقاشية الشهرية تحت عنوان (القدس بين ارتهانات الحاضر وامكانات المستقبل)، على قاعة جمعية المؤدة والازدهار في كربلاء المقدسة، وذلك بمشاركة عدد من مدراء المراكز البحثية وبعض الشخصيات الحقوقية والاكاديمية والاعلامية والصحفية.

ادار الحلقة النقاشية الاستاذ باسم الزيدي باحث في مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث، بادئا حديثه بمقدمة اورد من خلالها نص الورقة التي أعدها المركز وهي تحت عنوان (الامام الشيرازي وانقاذ القدس في زمن محنة المسلمين)، قال فيها:

 إن قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الامريكية الاخير، بنقل السفارة الامريكية لدى الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني من تل ابيب إلى القدس، اثار الكثير من ردود الافعال العالمية الرافضة لهكذا ممارسات لا اخلاقية، تصدر من صانع القرار في دولة عظمى مثل الولايات المتحدة، سيما وانها ساهمت بشكل فاعل في أعادة تأجيج الصراع العربي الاسرائيلي من جهة، ومن جهة اخرى وجهت اهانة كبيرة للمسلمين وباقي الاديان السماوية، بعد أن فندت مبادئ السلم والتعايش السلمي والذهاب إلى سلب الحقوق والعنف وفرض ارادة الاقوى".

"في المقابل كانت ردود الافعال العربية والاسلامية (الرسمية) هزيلة، ولا ترتقي في ردة فعلها إلى مستوى الحدث وخطورته في حفظ مقدسات المسلمين وثوابت الدين الحنيف، اذ أن الادانة والاستنكار والشجب لا يغير من واقع الامة الاسلامية، وما حل بها من ضياع وفرقة بعد أن ابتعدت كثيرا عن المحجة البيضاء، وقد تنبا الامام الراحل السيد (محمد الحسيني الشيرازي) في كتابه المعنون (من مأساة المسلمين)، حينما كتب (الخطب كل الخطب في زماننا هو ما عاصرناه من تحطم المسلمين وفرقة البلاد وتشتت العباد وتبديل قوانين الاسلام وسحق احكام لله سبحانه وتعالى في كل البلاد)، وقد كانت فلسطين والقضية الفلسطينية حاضرة بشدة في قلب وفكر الامام الراحل، فقد آلف والقى عشرات المحاضرات التي سلط فيها الضوء على هذا الحق المسلوب، وما جرى فيه على اهلها من اهوال ومأسي".

 "حين قال (اما فلسطين فقد اقتطعها اليهود من كبد البلاد الاسلامية وهودوها واخرجوا المسلمين منها واعملوا فيهم الرصاص والقتل بلا حساب وملأوا السجون بالمسلمين وصادروا ممتلكاتهم)، وما حدث ويحدث من تحطم مستمر للعرب والمسلمين اكثر مما هو معتاد من دول اخرى، استطاعت ان تتجاوز التحديات الكبيرة التي مرت بها على مدار التاريخ، لكن العرب والمسلمين لم يستطيعوا حتى اللحظة القبض على السبب الذي حطمهم رغم وضوحه، ولم يكتف الامام الراحل بسرد ما يعانيه العرب والمسلمون من تشرذم وضياع، سبب لهم ما وصل اليه الحال في الوقت الحاضر، بل اشار ايضا في معرض تشخيصه لما ابتليت به الامة، إلى جملة من الحلول الناجعة في سبيل نهضة الامة الاسلامية وتغيير واقعها المرير، بعد أن وضع يده على العلاج الذي يمكن أن يساهم في اصلاح الخلل وعلاج المشكلات التي يعاني منها العرب والمسلمون، ورب سائل يسأل ما هو العلاج من وجهة نظر الامام الشيرازي؟".

"فحسب تصور الامام الراحل لا علاج للمسلمين الا بالرجوع إلى الاسلام، ولا يكون ذلك الا بجملة من الامور، منها على سبيل المثال وجود الاحزاب الاسلامية الحرة، ومنها ايضا يجب أن تمنح للناس كل الحريات، وكذلك ارجاع الاخوة الاسلامية، اضافة إلى تطبيق القوانين الاسلامية في الحكم والمال، فضلا عن وجود القضاء الاسلامي حيث تكون القوانين القضائية وغيرها على طبق الاسلام، فلا سجون ولا حجز ولا جلد ولا قتل الا في الموارد القليلة المعدودة جدا، التي قررها الاسلام في الكتاب والسنة والاجماع والعقل أي الادلة الاربعة، التي هي الميزان للأحكام الاسلامية على ما ذكر الفقهاء في كتبهم، وبذلك لا يجد الانسان في البلاد الاسلامية حاكما جاء بالوراثة او بالانقلاب العسكري، وانما بانتخابات حرة حسب الموازين التي قررها الإسلام.

وحدة الصف المسلم والعربي

ولتسليط المزيد من الضوء على هذا الموضوع تمت استضافة الدكتور حسين احمد السرحان رئيس قسم الدراسات الدولية في مركز الدراسات الاستراتيجية جامعة كربلاء وباحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية الذي اكد "على أن الواقع الامريكي لم يختلف كثيرا ولم يفاجئ العالم بل أن هذا الواقع قديم ويعود تاريخه للعام (1995)، وذلك عندما قدم الجمهوريون في اطار مجلس الشيوخ الامريكي مشروع قرار التعامل مع السفارة الامريكية في تل ابيب ونقلها إلى القدس، وهذا القرار استحوذ على اهتمام الكثير من صانعي القرار في السياسة الخارجية الامريكية، لكن لم يقر لأسباب عديدة تتعلق بالداخل الامريكي".

 "اليوم يصور البعض أن القرار ربما يكون جمهوري أو من قبل ترامب، ولكن اثناء العودة لأصل القرار نرى أن هناك تأييدا كبيرا من قبل مجلس النواب وايضا من قبل مجلس الشيوخ الامريكي، ونلاحظ أن هذا التأييد تجسد من خلال قرار تنفيذي من اعلى سلطة في الولايات المتحدة الامريكية، وبعد توالي المواقف العربية والاسلامية الرافضة لهذا الموضوع في قمة اسطنبول وسبقه موقف وزراء الخارجية العرب وقد طالبوا بإلغاء هذا القرار، لكن مندوبة الولايات المتحدة الامريكية في مجلس الامن الدولي اكدت على أن الادارة الامريكية ماضية بهذا القرار، وهذا مؤشر خطر لاسيما وأن الولايات المتحدة الامريكية هي صاحبة الدور الاكبر في منطقة الشرق الاوسط ".

"طرح الامام الشيرازي تساؤلا مهما في احدى مؤلفاته وهذا التساؤل ربما ينم عن رؤية سياسية اتجاه هذا الموضوع، وهو يرى بأن اليهود ورغم قلة عددهم يستطيعون أن يتغلبوا سياسياً وعسكريا واقتصاديا على العدد الكبير من المجتمع العربي والاسلامي، ويستعرض في هذا المطاف عدة آيات تثبت على أن اليهود وبوضعهم الحالي هم في موضع الذل، ويستشهد بذلك بقول الله سبحانه وتعالى (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله)، على الجانب الاخر بالنسبة للمسلمين عرب او غير عرب يرى أن لهم العزة، ويستشهد بقوله تعالى (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)، وايضا قوله تعالى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) هذا التساؤل ربما يدور في الذهن الجمعي لجمهور واسع من المواطنين، لكن من جانب اخرى يلاحظ ان هذا التبرير يوثق من خلال الوقائع التاريخية، التي شهدتها دولة فلسطين كأراضي وكموقع جغرافي مهم، هي من اضعفت الرأي العام المسلم والعربي اتجاه التمسك والدفاع عن القضية الفلسطينية".

واضاف السرحان "وبحدود هذه الاشكالية يحاول السيد الراحل تفكيك تلك الجزئية ووضع بعض الحلول، فبما أن السبب الرئيسي لضياع القدس من يد المسلمين هو ابتعادهم عن الاسلام، فاليهود استفادوا من بعض القواعد الاسلامية للتغلب على المسلمين أنفسهم، لذلك فترك العمل بأوامر الله سبحانه وتعالى هي كانت السبب الاساسي لهذا الشيء، ايضا لابد من وحدة الصف المسلم والعربي وبدون هذه الوحدة لن نتمكن من ارجاع القدس، كذلك الحفاظ على روح الانتفاضة لدى الفلسطينيين".

"بالتالي أن هذه القضية اليوم تمتلك مساحة كبيرة من الاهتمام العالمي، ونحن نستطيع من خلال هذا التأييد أن نحصل على دعم دولي مضاد للتأثير اليهودي على صانع القرار الامريكي، اضافة إلى ذلك أن العنف هو ليس الوسيلة الوحيدة لانتزاع الحق، بل يمكن تحقيق ذلك من خلال محاولة الضغط على الهيئة الدولية للأمم المتحدة واصدار القرارات العادلة للقضية الفلسطينية، علما أن صانع القرار العربي والاسلامي دائما ما يطالبون بالقدس الشرقية كعاصمة لفلسطين، وهذا مما يدلل على وجود تخاذل ونفاق سياسي من اجل مداراة الشعور العربي، ايضا تعقيدات المنطقة وطبيعة الصراع الموجود في شقه الطائفي والديني، يشجع الادارة الامريكية للخوض في هذه القضية والتجاوز على حقوق العرب والمسلمين".

 المداخلات:

جواد العطار: الشعوب والحكومات في حالة انفعال وليس في حالة فعل

- الاستاذ جواد العطار، برلماني سابق "يرى أن خطوة ترامب تأتي في اطار استراتيجيتين امريكيتين، الاستراتيجية الاولى تذهب نحو توجيه البوصلة نحو الشعوب التي هي محل بحث وازمة، أي بمعنى أن نرسم لهم خطاً معيناً كي يسيروا عليها، فاليوم البحث عن القدس وليس عن فلسطين، فكل فلسطين هي محتلة لكن الاستراتيجية الامريكية وضعتنا في زاوية أن القدس كانت عاصمة للفلسطينيين أم هي عاصمة لإسرائيل، الاستراتيجية الاخرى هي خلق الازمة والعمل على حلها، لذلك نجد قضية فلسطين على مدار التاريخ تشكلها الشعوب والحكومات في حالة انفعال وليس في حالة فعل".

اضاف العطار "الا اننا ممكن أن نسجل هنا فعلين الاول في عام (1973) وهو عام التحريك وليس التحرير كما قال السادات، المثل الاخر هو حرب (2006) ايام حرب اسرائيل على لبنان وعلى حزب الله بالتحديد، وما عدا ذلك فالشعوب والحكومات العربية كما هو الحال اليوم في حالة انفعال، وبالتالي اذا اردنا القيام بفعل فعلينا تغيير الواقع العربي وخاصة من جهة الحكومات وليست الشعوب فهي كانت وما زالت مستعد للعطاء".

الشيخ مرتضى معاش: الارتهانات الواقعية وامكانيات المستقبل

- الشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام "يحاول قراءة الارتهانات الواقعية وفهم امكانيات المستقبل، فاليوم قضية القدس هي نتيجة لتحالف المتطرفين في كل العالم، فهناك التطرف اليميني اليهودي والتطرف المسيحي والتطرف المسمى بالإسلامي، بالتالي هذا التحالف هو الذي ادى إلى هذه النتيجة، وهذا مما يدلل على وجود امر خطير تغذيه فكرة صراع الحضارات، اما بالنسبة للارتهانات التي ادت إلى هذه القضية فهي تشكلت من خلال فشل النظام العربي، خصوصا وأن هذا النظام قائم على الاستبداد وعلى ارث كبير من القمع وعدم وجود مجتمع مدني ناهيك عن فساد الانظمة الحاكمة، وبالنتيجة كل هذا سيؤدي إلى التبعية لبعض القوى الكبرى، وهذا ما نشأ مؤخرا من خلال التحالف القائم اليوم بين بعض دول الخليج والحكومة الامريكية، بالإضافة إلى ذلك لابد أن نؤكد على حقيقة صعود الجماعات الاسلامية المتطرفة، وهذه الارتهانات بطبيعة الحال ادت إلى هذا الواقع السيء".

اضاف معاش "ايضا لابد أن نعرج هنا على مسالة مهمة وهي امكانيات المستقبل، خصوصا وأن هناك من يراهن على أن تكون القدس يهودية، وهذا واقعاً رهان خاطئ لأن التاريخ اثبت أن التعسف اليهودي والاسرائيلي كان فاشلا، وكانت فيه نتائج كارثية على اليهود انفسهم وهي تعبير حقيقي وواضح للتعسف اليهودي الذي قد يقودهم إلى نهايتهم، الشيء الآخر أن النظام العالمي اليوم يسعى إلى حل الازمات من خلال رفض انظمة الفصل العنصري، كما ان الجغرافيا والديموغرافيا لا تخدم أن تكون القدس عاصمة لليهود، وذلك لان الجغرافيا كبيرة جدا وهي اسلامية عربية ولها ابعاد خارجة عن قدرة اليهود لإدارة هذا الملف بهذه الطريقة التعسفية ومحاولة الاستفادة من عملية الفوضى غير الخلاقة في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك فالعالم اليوم يتجه نحو تطور التنمية والتعددية والمشاركة السياسية والفكرية والثقافية لاسيما في المجتمعات الاسلامية، وسوف يؤدي هذا النهج إلى تطور هذه الشعوب وتنامي قدرتها، وهذا سيخدم قضية القدس التي هي بطبيعة الحال ستشكل نواة حقيقية لجعل اليهود هم الخاسرون".

قيصر حمد: الصف العربي اليوم منشغل بتغذية الصراعات الداخلية

- قيصر حمد، مشاور قانوني ومسؤول الشعبة القانونية في دائرة صحة كربلاء المقدسة "يتساءل اولاً عن الوسائل التي تصب في بوتقة وحدة الصف العربي، خصوصا وأن الصف العربي اليوم يميل ميول خطيرة جدا لاسيما وأن الكثير من الدول العربية منشغلة بتغذية الصراعات الداخلية، لذا فإن السياسة الغربية والسياسة الاسرائيلية تحديداً قد اوقعت الدول العربية بحروب مفتعلة، لذلك هذا السبب اي وحدة الصف مستبعد تحقيقها في ظل الاوضاع الحالية، السبب الاخر هو عدم وجود تسويق اعلامي مقنع من قبل المجتمعات العربية للضغط على المجتمعات الغربية، وهذا ما نستنتجه من الاصطفاف الامريكي في مجلس الامن حيال نقل السفارة الامريكية إلى القدس، وبالتالي فأن مجلس الامن الدولي هو اداة غير فعالة ولا يستطيع انتاج اي قرار يخدم الواقع العربي والفلسطيني، الشيء الاخر ما يخص متانة الواقع الاسرائيلي على حساب الواقع العربي فالأمر هنا مرهون على القوة الاقتصادية التي تتمتع بها اسرائيل في الداخل والخارج".

محمد الصافي: تفوق اسرائيل على العرب يعود الفضل فيه لامتلاكهم العلم والعمل

- محمد الصافي، ناشط مدني "يرى وجود اشكالية مفادها بأن العرب ينظرون لفلسطين بانها عربية واسلامية فقط، من دون أن يلتفتوا إلى أن فلسطين هي بلد متنوع كالعراق وهذا المعنى لا يختلف قيد انملة عن النظرة الاسرائيلية للقدس، بالتالي لا يوجد منظور انساني لقضية القدس على اعتبارها جامع لكل الاديان السماوية، ايضا أن الضمير العربي دائما ما يكون في حالة سبات دائم حيال القضايا العربية والنزاعات العربية، التي شهدتها سوريا والعراق واليمن وراح ضحيتها مئات الالاف من البشر وتهجير الملايين، في الوقت الذي تداعى فيه ذلك الضمير لحادثة اقل تأثيرا وهي نقل السفارة الامريكية إلى القدس، وهنا بالتأكيد ثمة فارق كبير بين قتل الناس وابادتهم عن بكرة ابيهم، كذلك أن تفوق اسرائيل على العرب يعود الفضل بامتلاكهم للعلم والعمل".

عدنان الصالحي: القدس اصبحت في ساحة الدول الغربية وليس في ساحة الدول العربية

- الباحث عدنان الصالحي، مدير مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية "يعتقد أن موضوعة القدس اصبحت في ساحة الدول الغربية وليس في ساحة الدول العربية، اليوم الدول العربية اشبه بكانتونات متصارعة فيما بينها، وبالتالي اضحت امريكا واسرائيل متيقنة بأن ردة الفعل العربي تنقسم إلى جزئين، الشعوب تتظاهر وتعتصم والحكومات تدين وتستنكر، بعد ذلك تتهم الشعوب الحكومات بالتخاذل والحكومة تتخذ فيما بينها مواقف سلبية وينتهي الامر، اي خلاف عربي عربي وخلاف جماهيري حكومي، وبالتالي تبقى الامور في حالة تراجع وعندما لمست اسرائيل هذا الوضع جعلها تتخذ القرار تلو القرار".

اضاف الصالحي "المخابرات الغربية بالمقابل نجحت نجاحا باهرا في ايجاد فجوة بين الجيوش والحكومات والشعوب العربية، فالمشاكل العربية الموجودة الان تمنع منعا قاطعا ايجاد حل عسكري اتجاه اسرائيل، فمثلا هل يمكن للجيش السوري أن يتجاوب مع الجيش السعودي، هل ممكن للجيش اليمني أن يتجاوب مع جيوش خليجية، الوضع الذي يمر به العرب الان هل يمكنهم من خلق قوة عسكرية عربية للتجاوب مع اسرائيل، وعندها من الممكن أن نقول انتهى الامر واسدل الستار على موضوع الرد العسكري، الشيء الاخر أن المعادلة العربية في العالم هي لا تشكل اي قيمة مادية ومعنوية على الواقع".

يكمل الصالحي "وبالتالي لابد من ايجاد خط سياسي عربي ويجب أن يلتحم بالشعوب، ايضا يجب انهاء الخلافات العربية العربية، فضلا عن الخطاب المتطرف ووجود الخلايا في بعض الحكومات العربية هذا حاجز اخر لابد من القضاء عليه، كل هذه النقاط وغيرها ممكن أن توجد ارضية لتفاهم عربي عربي، من اجل ايجاد حلول واقعية لمواجهة الامريكان والاسرائيليين".

احمد جويد: قضية امة

- الحقوقي احمد جويد مدير مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات "يرى أن القضية اليوم ليست مسالة القدس بل قضية امة، علما أن قضية القدس امست مجرد شعارات يراد منها دغدغة مشاعر الشعوب، بل والانكى من ذلك أن قضية القدس اليوم تشكل عبء على قادة الدول العربية، اما ما يخص حقيقة نجاح اليهود وتفوقهم، والسبب لانهم يفكرون بواقعية ولا يتعاملون مع الحقائق بعواطف أو ردود افعال، العرب بالمقابل عمدوا على هدم جميع الاثار المقدسة في المناطق التي يسيطرون عليها، فعلى سبيل المثال المملكة العربية السعودية عمدت الى ازالة اثار الرسول الكريم واثار الصحابة، بينما اليهود عمدوا الى بناء الهيكل عدة مرات على مرور التاريخ، وهذا دليل على تناقض الثقافات والتمسك بالإرث الديني، وبالتالي فإن المستقبل القريب لا توجد امكانية للعرب وللمسلمين بأخذ زمام المبادرة، وهذا الامر مرهون بحقيقة بناء البيت العربي واحترام شعوبهم واحترام حقوق الانسان وارساء مبادئ العدالة، وعندها تدرك الشعوب العربية انها محترمة".

التعليق على المداخلات

 يرد الدكتور حسين أحمد السرحان بأن ترامب دائما ما يصوب الانتقادات نحو الادارة الامريكية السابقة حول اخفاقها في مسالة القدس، خاصة وأن القدس لصانع القرار الامريكي هي تعتبر من الموضوعات الثلاثة المختلف عليها بالإضافة إلى النازحين، وهذه القضايا ربما اراد صانع القرار الامريكي ان يدفع باتجاه حل الدولتين، ايضا في موضوعة القدس اليوم مقر الحكومة الاسرائيلية ومقرات الوزارات اغلبها كلها موجودة في تل ابيب في القدس الغربية، اما بالنسبة لطبيعة المطالب العربية فتراجعت كثيرا، اليوم بصراحة القضية الفلسطينية او قضية القدس توظف من قبل الاطراف الاقليمية الفاعلة باتجاه تعزيز محور الصراع التي هي فيه.

 وايضا هناك محور اخر بالمقابل يحاول أن يكون موقفه من هذه القضية في اطار صراعه من الطرف الاقوى في المنطقة، بالتالي فطبيعة الصراع في المنطقة هي التي تدفع الدول العربية والاسلامية لاتخاذ مواقفها من القضية الفلسطينية، لذلك هذه الحكومات تعاملت اليوم بمنهجية براغماتية، فنلاحظ مثلا السعودية وبعض الدول العربية الكبيرة وصاحبة القرار لم تحضر إلى قمة اسطنبول، والسبب في ذلك لانهم يعتقدون بكون تركيا تقف إلى جانب المحور القطري والايراني، والامر ذاته بالنسبة لإيران فقد اكتفت ببعض الشعارات، تحالف المتطرفين اقترب كثيرا من الشعبوية بإطارها العنصري، وهذا يخدم كثيرا اليهود انفسهم والحكومة الاسرائيلية.

ضعف الداخل العربي هذا مؤكد وهو يدخل في سياق النفاق السياسي، والسبب هنا يعود للبراغماتية التي تتعامل بها الحكومات العربية والاسلامية اتجاه القضية الفلسطينية، اما ما يخص مستقبل القدس والقضية الفلسطينية فالإدارة الامريكية ارادت أن تنهي القدس كملف يعرقل التفاوض بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية، اليوم حتى المطالبات العربية والاسلامية تطالب بأن تكون القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، طبعا نحن ندعم فكرة بناء المجتمعات سياسيا واقتصاديا ثقافيا عسكريا، اما موضوعة وحدة الصف العربي فهذا الطرح مثالي نوعا ما، اما بالنسبة لمنظمة المؤتمر الاسلامي فهي ليست المدافع الابرز عن ملف الاقصى.

الشيء الاخر أن العرب هم ادوات للصراع في المنطقة، خصوصا وأن العرب اليوم هم جزء من محور معين، وبالتالي ابتعدوا كثيرا عن التفكير بحلحلة المشاكل العربية كالعراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا، اما يخص موضوعة كيف مواجهة اسرائيل فالأمر يتحقق من خلال تقوية الداخل وبناء المجتمعات العربية، ايضا القضية الفلسطينية فعلا اصبحت بيد العالم الغربي.

اضف تعليق